أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أشرف عبد القادر - متى نعيد حقوق الأقباط المهضومة؟!















المزيد.....

متى نعيد حقوق الأقباط المهضومة؟!


أشرف عبد القادر

الحوار المتمدن-العدد: 3201 - 2010 / 11 / 30 - 18:37
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


بعد أحداث العمرانية الأخيرة،مازال مسلسل "الفتنة الطائفية" البغيض يطل علينا برأسه من آن لآخر حتى مللناه،ففي كل محاولة لإخوتنا في الله والوطن الأقباط لبناء أو ترميم كنيسة جديدة تقوم القيامة، لماذا؟ لأن الأقباط يرممون ما تهدم من كنائسهم التي مرت عليها قرون وهي في حاجة إلى الترميم. وسؤال بديهي جداً: ماذا لو لم ترمم الكنائس التي بنيت منذ قرون وتهدمت أجزاء منها؟
الإجابة المنطقية أنها مع الزمن ستنهدم، وإذا ما انهدمت فلن تقام. فهل هذا منطق؟أم أنه منطق اللامنطق؟ لماذا سمحنا لأنفسنا ببناء جوامع وزوايا للصلاة في كل شارع وفي كل مكان،حتى في المدارس والجامعات وأماكن العمل والمحطات، وعلى الأراضي الزراعية التي لا يجب البناء عليها، ونفرش الحصر في الشوارع يوم الجمعة ونوقف حركة المرور وحركة العمل في بلد فيه 40 في المائة منه يعيشون تحت خط الفقر لإتمام صلاة الجمعة، فكل ذلك ليس فيه أي غضاضة طالما أنه للمسلمين، الذين فضلهم الله على جميع البشر بـ"الدين الحق"؟!.
عدد المسيحيين يتزايد مع الزمان،ومن الطبيعي أن يحتاجوا إلى كنائس جديدة، الأقباط لا يطالبون ببناء كنائس مقارنة بعدد مساجد مصر،ولكن فقط بناء بعض الكنائس الجديدة بعد أخذ تصاريح من الأجهزة الرسمية،فما الضرر في ذلك؟ أمام هذا الظلم الفادح الواقع عليهم يطالبون بقانون موحد لدور العبادة ينطبق على المسلمين والأقباط حتى لا يكون هناك"خيار وفقوس" من حق الأقباط ترميم ما تهدم من كنائسهم ودور عبادتهم،كما لهم الحق في بناء كنائس جديدة تتناسب مع تعدادهم السكاني المتزايد.
للأقباط حقوق دينية ومدنية نصت عليها الشرائع والقوانين الدولية،والتي وقعت عليها مصر وكل الدول العربية والإسلامية،فما يطالب به الأقباط ليس استجداء منا، بل حقوق دولية منصوص عليها بنص القانون الدولي ووقعت عليها بلدي مصر،والمطلوب فقط هو تفعيلها.
للأقباط حقوق دينية متمثلة في إلغاء خانة الديانة من بطاقة الهوية منعاّ للتمييز بين أبناء الوطن الواحد، وإلغاء المادة الثانية من الدستور التي تنص على أن"الشريعة الإسلامية المصدر الأول لسن القوانين"،لأن مصر دولة مدنية وليست دولة ثيقراطية دينية،لأننا لسنا وحدنا في هذا البلد،بل لنا شركاء فيه .خانة الديانة والشريعة كمصدر أول للتشريع ورثتها مصر المستقلة عن الحلافة العثمانية عندما كانت تستعمرها. تركيا العلمانية والإسلامية تخلصت من هذا التراث العثماني ونحن في مصر مازلنا متعلقين به رغم إضراره بالوحدة الوطنية.
للأقباط حقوق مدنية يجب أن يحصلوا عليها أسوة بإخوتهم في الله والوطن المسلمين،حيث يجب ألا يحرم أي مواطن مصري من أي وظيفة مهما كانت حساسة بما فيها رئاسة الدولة بدعوى أنه مسيحي،لأنه مصري قبل أن يكون مسيحي،علينا ألا نعاملهم كمواطنين من الدرجة الثانية، أي أننا أفضل منهم، بل يجب أن نعاملهم على قدم المساواة كالمسلمين حيث لا فرق بين مصري مسلم ومصري مسيحي إلا بالتقوى والعمل الصالح، يجب أن تكون لهم نسبه تتناسب مع عددهم في الوزارات ،ورئاسة الجامعات، وقيادة الجيش،لأنه لم يثب حتى الآن أي خيانة لهم لمصرنا الحبيبة، فكانوا دائماً صمام أمان مصر،فعندما حاول الإنجليز استمالتهم بحجة الدفاع عن حقوقهم،وقف القمص سرجيوس على منبر الأزهر وخطب: "إذا كان الإنجليز يقولون أنهم جاءوا لحماية الأقباط فليمت الأقباط وتحيا مصر". هذا هو الشعور الوطني المصري الأصيل لشعب مصر، وأذكر في حديث مع زميل مصري مسيحي أن قال لي"أنا مسيحي،لكن لا أقبل أن تحتل إسرائيل ذرة من تراب مصر".
في حديث مع مهندس مسيحي هنا في فرنسا قال لي إنه كان يشعر بغصة في حلقة عندما كان يتقدم لشغل وظيفة فينظر له الموظف نظرة خاصة عندما يجد أن اسمه مسيحي،أو مكتوب في خانة الديانة "مسيحي"، أوليس في حرمانه ،هو وأمثاله كثيرون، من هذه الوظيفة بسبب الدين شعور بالنقص وأنه مواطن من الدرجة الثانية؟ ولماذا كل الرتب العسكرية المسيحية عند رتبة معينة تتقاعد لا لسبب سوى أنه مسيحي، فهل ثبت تواطئ المسيحيين مع أي جهات أجنبية ضد مصر؟ أفلا يكفي المسلمين شرفاً أن البابا منع حج المسيحيين لبيت المقدس طالما هو تحت سيطرة الصهاينة أحتراماً لمشاعر المسلمين وإحتلال فلسطين؟ أفلا يكفي هذا الموقف فقط لإحترام الأقباط؟!،أفلا يكفي احترام الأقباط لنا في شهر رمضان،حيث تجد الأخ المسيحي لا يأكل ولا يدخن أمام زملائه المسلمين احتراماً لمشاعرهم ،أما نحن فلا نعرف حتى أعيادهم ولا نهنئهم بها كما يقول الاخواني الممتاز محمد عبد القدوس.
الأقباط ما كانوا أبداً طابوراً خامساً، أو خنجراً في خاصرة مصر لأنهم أصحاب الأرض الحقيقيين،ومن يعترض على ذلك فليقرأ التاريخ،فمصر قبل أن يفتحها عمرو بن العاص كانت دولة قبطية،وبعد الفتح أسلم غالبية أهلها وبقى من بقي منهم على دينه عملاً بالآية الكريمة"لكم دينكم ولي دين".
الأقباط مصريون مخلصون لبلدهم ولدينهم وللمسلمين،أريد فقط أن أرد على نقطة أثارها معي اليوم زميل مسلم حيث قال لي"أن كنائسهم عبارة عن مخازن للأسلحة والذخيرة"،وهي والله كذبة كبيرة أشاعها الاخواني المتعصب محمد سليم العوا لإيقاظ الفتنة النائمة لعن الله من أيقظها كما يقول الحديث النبوي،فأنا لا أعتقد أن الأمن في مصر ولا القانون يسمحان لا لجماعات إسلامية ولا لجماعات مسيحية بحمل السلاح وتخزينه،فمن أين أتتهم هذه المعلومة؟ وهل مصر نائمة وأمنها في العسل وتترك الأقباط يخزنون القنابل والأسلحة في دور العبادة؟ فيحب عدم الكذب واختلاق الأكاذيب لنجد المبرر للعدوان على اخوتنا في الله والوطن وهم يصلون في دور عباداتهم،كما فعل الارهابيون المتأسلمون طوال سنوات الرصاص والإرهاب في مصر.
في حواري معي مؤرخ مصر الحديثة د. رفعت السعيد قال لي"إن الأقباط هما الحيطه الواطية في مصر" بمعنى أنها ورقة تلعب بها الجماعات المتأسلمة مع نظام الحكم،فإذا شددت الحكومة قبضتها على رموز "المحظورة" يقومون بالاعتداء على الأقباط لشغل الرأي العام المحلي والعالمي بما يحدث،حتى ترفع الحكومة يدها عن رموزهم الموضوعة في السجن.
أقباط مصر إخوة لنا في الله والوطن،ويجب على كل مسلم شريف،جدير بهذه الكلمة، أن يقف معهم لنيل حقوقهم الدينية والمدنية كاملة غير منقوصة طبقاً للإتفاقيات الدولية التي وقعت عليها بلدي مصر،وطبقاً لديننا الاسلامي الحنيف،الذي أوصى بأقباط مصر خيراً،ويعمل بغيرهذه الوصية المتأسلمون بقيادة هتلرهم الجديد محمد بديع،فالأقباط ليسوا أهل ذمة،ولا مواطنين من الدرجة الثانية، بل يجب أن يتساووا معنا في كافة الحقوق والواجبات، كما كان عهدنا بهم دائما،وكما عشنا سنيناّ طويلة في أمن وأمان دون أن يراق بيننا نقطة دم واحدة،إن ما يحدث الآن في مصر جديد عليها وعلى أبنائها،فالله أسأل أن يكون ساحبة وتمر ليعود الوئام والسلام والمحبة بين أبناء مصر ويحتضن الهلال الصليب، ويكون "الدين لله والوطن للجميع" اللهم آمين.
[email protected]



#أشرف_عبد_القادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رفعت السعيد يرتفع و العوا يعوي مع الذئاب
- رسالة مفتوحة للشيخ راشد الغنوشي:لماذا تكره الإسلام الليبرالي ...
- الاستقرار والأمن قبل الديمقراطية
- النقد الذاتي علامة نضج
- رسالة لرئيس وزراء مصر: حرر الدكتور فضل من سجن ليمان -طره-
- نصر الله أمام محكمة التاريخ
- أسوة بتونس: جفف ينابيع التطرف والإرهاب
- مبارك...المبارك
- عن -صفقة-د.سعد الدين ابراهيم وجمال مبارك؟!
- نسخ الآيات والاجتهاد
- لماذا كل هذا الحقد على مصر؟!
- -قافلة الحرية- بهدوء
- الخوف من الإسلام
- ماذا تحتاج مصر؟
- نصيحة للبرادعي: لا تترشح لرئاسة مصر
- الغنوشي يريد الحرب الذرية
- عندما تفكر الأمة بحذائها
- أين حرية الاعتقاد يا مصر؟
- الشارع المصري يريد جمال
- والله مصر بخير


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أشرف عبد القادر - متى نعيد حقوق الأقباط المهضومة؟!