أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - يعقوب ابراهامي - سلامة كيلة غاضب. من لا يخاف؟















المزيد.....

سلامة كيلة غاضب. من لا يخاف؟


يعقوب ابراهامي

الحوار المتمدن-العدد: 3200 - 2010 / 11 / 29 - 21:15
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


بيان (كاد ان يصبح روتينياً) الى القراء:
الى كل الذين اقلقهم (او اسعدهم) سكوتي، الى كل من يتساءل بحيرة (او بابتهاج) "ويقول كيف يظل "نجم" ساطع *** ملء العيون عن المحافل غائبا" (الجواهري)، الى صديقي (من بعيد) الدكتور صادق الكحلاوي الذي ابلى بلاء حسناً في الدفاع عني في غيابي (شكراً لك صادق)، الى الصديق الجديد (من بعيد وعبر الرسائل) رعد الحافظ (أهلاً رعد) الذي يصر على ان يثقل كاهلي، رغم احتجاجاتي، باعباء لا اقوى على تحملها، الى الأخ العزيز السيد سالم الفضلي، من العراق، الذي ذكرتني كلماته الجريئة دفاعاً عن الحقيقة بعراقنا الحبيب، الى السادة والأخوة سرحان الركابي وجاسم جميل ومنصور المنسي الذين لا يخشون في قول الحق لومة لائم، (اسجل لعبد المطلب انه لم يأبه لغيابي)، الى كل هؤلاء اقول: لم اهرب من المعركة، ولم اسكت لأن نوبة من "حسن السلوك" أو"السكوت عن الحق" قد داهمتني، بل لآن يد العدالة "الحوارية التمدنية" قد ادركتني ثانية وحكمت علي (اشهد الله لا لذنب اقترفته، او اعرف انني اقترفته) بمنعي من نشر تعليقاتي لفترة زمنية محدودة "لأنك خالفت قواعد النشر والتعليق".

هذه المرة لم اطلب استئناف الحكم الجائر (وكل كاتب يعرف ماذا يعنى منعه من الرد على ما يكتبه الآخرون عليه) بل كتبت لقضاتي المجهولين بلهجة البطل الذي ليس له ما يخسره : انا لا اطلب الرحمة، انما الرحمة للمذنب.
عزائي الوحيد هو: على نفسها جنت براقش. إذ لم يتسن لي ان اهنئ الأخ رزكار عقراوي، وسائر عائلة "الحوار المتمدن"، وكل القراء والزوار، بيوم عيدهم، عيدنا. وهذا ما افعله اليوم بكل رضى وعفى الله عما مضى.

كلمة اخيرة الى السيدة مكارم ابراهيم التي تدعو الى رمي اسرائيل خارج الحدود: إذا استثنينا، يا سيدتي، الدول العربية التي تجاور اسرائيل، فان "خارج الحدود" بالنسبة لأسرائيل هو البحر الأبيض المتوسط. هل القائي في البحر هو ما تعنيه عندما تتحدثين عن "رمي اسرائيل خارج الحدود"؟
ولمعرفتك: ‫هتلر لم يقض "على بعض الذين كانوا ضده" فقط. لا "بعض" ولا "فقط". انت لا تعرفين التاريخ. الغجر والمقعدون قتلهم هتلر لا لأنهم كانوا ضده. هتلر كان عدو البشرية كلها.
هنا ينتهي البيان الى القراء.

سلامة كيلة (المهنة: منح ترخيصات بتأليف الشعوب. وفي اوقات الفراغ: التجارة ب"القضية الفلسطينية") غاضب على "الحوار المتمدن". ليس غاضباً فحسب بل مستغرباً ايضاً:
"المستغرب أن يظل هذا الخطاب الدعاوي الصهيوني ينشر على موقع يعتبر أنه موقع اليسار في الوطن العربي، موقع الحوار المتمدن".
وخلال ذلك يعطي سلامة كيلة تعريفاً جديداً لحرية التفكير والنشر والديمقراطية:
"أن الديمقراطية لا تستوعب خطاب دعاوي أولاً، ويدافع عن الصهيونية ثانياً". (انا كنت اقول: "لا تستوعب خطاباً دعاوياً" ولكن سلامة كيلة لا يقيم وزناً لترهات تافهة مثل قواعد اللغة العربية. التجارة ب"القضية الفلسطينية" اهم من ذلك بكثير. هي على الأقل تدر بعض الأرباح.)
هذا ب"صورة عامة". هناك ايضاً "بصورة خاصة":
" وخصوصاً أن يعقوب مخصص لنشر هذا الخطاب الأيديولوجي على صفحات الحوار المتمدن." (هل انتبهتم الى هذا "الخصوص المخصص"؟)

سنتحدث فيما بعد عن " الخطاب الأيديولوجي الصهيوني" الذي تخصص يعقوب ابراهامي ببثه على صفحات "الحوار المتمدن" والذي يجب منعه منه بكل ثمن.
اما الآن فنريد ان نسأل: إذا كان سلامة كيلة لا يريد الحوار مع يعقوب ابراهامي، مع من في "الجانب الآخر" يريد سلامة كيلة ان يتحاور ؟ هل هناك في "الجانب الثاني"، الجانب اليهودي، من هو اقرب الى سلامة كيلة من يعقوب ابراهامي؟
الأستنتاج الوحيد هو ان سلامة كيلة لا يريد ان يتحدث مع احد في "الجانب اليهودي"، وهو لا يخفي ذلك. ولكن بانعدام "لغة الكلام" مع الطرف الثاني ستبقى "لغة السلاح" هي اللغة الوحيدة. اهذا هو المصير الذي يريد سلامة كيلة ان يقودنا اليه وان يقود اليه شعبه؟
إذا كان هذا هو الذي يريده سلامة كيلة فان هذا حقه. ولكن عليه في هذه الحالة ان يقدم لشعبه تقريراً عن الأنجازات التي حققتها، خلال ستين عاماً من الصراع، "لغة السلاح" والخطابات الحماسية الفارغة التي دكت (او فتتت او قوضت او هدمت، اختر ما تريد فاللغة العربية غنية بالكلمات) "الكيان الصهيوني" منذ زمن بعيد.

نعود الآن الى " الخطاب الأيديولوجي الصهيوني" الذي يجب منع يعقوب ابراهامي من نشره دفاعاً عن الفكر "اليساري" السليم.
كتاباتي واضحة، اوعلى الأقل لا يصعب فهمها على من انهى الدراسة الأبتدائية. لذلك عندما ينسب لي احدهم افكاراً لم اقلها، حتى إذا كان هذا "الأحدهم" هو سلامة كيلة بعينه، فإن ذلك يرجع الى احد امرين: اما انه لم يفهم ما كتبته (لأسباب لا تخصني ولا تتعلق بما كتبت) او انه يشوه عن عمد ما قلته.
سلامة كيلة ينسب إلي الفكرة التالية: (فلسطين، وفق هذا المنطق، هي "أرض إسرائيل" منذ أربعة آلاف سنة كما قال يعقوب ابراهامي ذات مرة وهو يتحدث عن "الشعب اليهودي").
هل هذا هو ما قلته؟ هل حقاً هذا هو ما فهمه سلامة كيلة؟
في كل كتاباتي انا اقول ان فلسطين هي وطن لشعبين: لا لليهود فقط ولا للعرب فقط، بل هي لليهود وللعرب على حد سواء. متى سمع مني سلامة كيلة ان فلسطين هي "ارض اسرائيل" وهي ل"لشعب اليهودي" فقط؟ لماذا يشوه ما اقول؟ لمصلحة من يفعل ذلك؟

لقد اكدت دائماً في كل مقال كتبته، واعود واكرر ذلك ثانية بلغة بسيطة يسهل على سلامة كيلة فهمها (رغم انه يعيب علي "ان السيد يعقوب ابراهامي لا يني يكرر الخطاب الأيديولوجي ذاته في كل مرة يكتب وكأنه لا يعرف غيره". وانا حقاً لا اعرف غيره) : ان قطعة الأرض الممتدة من البحرالأبيض المتوسط الى نهر الأردن، والتي تسمى باللغة العربية "فلسطين"، وباللغة العبرية "إيريتس يسرائيل" (اي: ارض اسرائيل)، قد تحولت في مجرى التطور التاريخي الى وطن لشعبين، لكل منهما روابط تاريخية وثقافية ودينية وعاطفية تشده بها. في هذا الوطن المشترك لليهود والعرب، لكل شعب من الشعبين مصالح اقتصادية وتاريخية وحقوق مشروعة في الوطن الواحد.
من الناحية التاريخية يستطيع اليهود ان يقولوا انهم كانوا هنا، في "إيريتس يسرائيل"، قبل العرب، ولكن العرب يمكنهم القول، بنفس الدرجة من الصحة، ان اليهود قد رجعوا الى فلسطين بعد غيبة دامت قروناً عدة، كان العرب خلالها هم سكان فلسطين، عاشوا واستقروا فيها وبنوا تاريخهم وحضارتهم على ارضها.
شعبان - تاريخان - قصتان (ومأساتان).
هل هذا واضح، سيد سلامة كيلة، ام انني يجب ان اعيده ثانية ؟ هل هذا يعني اني اقول "ان فلسطين هي "ارض اسرائيل" وهي ل"لشعب اليهودي" فقط"؟

ولماذا تقول انني اغلف مواقفي "بالإشارة إلى "حق" ما لسكان فلسطين الأصليين"؟
انا لا "اغلف" مواقفي ولا اخفيها. منذ ان قطعت علاقتي بالشيوعية الستالينية التقليدية انا اعلن عن آرائي بصراحة، بوضوح، على رؤوس الأشهاد وبلا "غلاف" (انا اعرف ان هناك في اليسار من يعيش داخل "غلاف" سميك) وليس لي ما اخفيه او اخشاه.
متى تكلمت عن "حق ما"؟ من اعطاك الحق في تزييف ما اقول؟ انا اتكلم عن حقوق متساوية للشعبين في الوطن الواحد، عن اقتسام الوطن الواحد بين الشعبين، وانت تنسب لي الحديث عن "حق ما". لماذا؟
انا لا اريد "كل فلسطين لليهود" بل اريد "فلسطين للعرب ولليهود على حد سواء". اما انت فتريد "كل فلسطين للعرب" ونحن نعرف اية نكبة اوقع هذا الشعار بعرب فلسطين.

شعبان - حقوقان
لا: "انتم او نحن" - بل : "كلانا معاً - انتم ونحن على حد سواء".

يتمادى الماركسي سلامة كيلة في غيه ويقول:" وهو (اي: يعقوب ابراهامي) يعمل جاهداً على اقناعنا بأن اليسار يعني تبني الصهيونية".
لم اعمل، لا جاهداً ولا غير جاهد، على اقناع احد "بأن اليسار يعني تبني الصهيونية". هذه حماقة من الدرجة الأولى، وانا، بشهادة الكثيرين، لست احمقاً بالدرجة التي يتصورها سلامة كيلة. ومع ذلك انا اعتقد ان سلامة كيلة، وكثيرين غيره، لم يفهموني، في هذه النقطة على الأقل، كما اردت ان يفهموني.
في كل ما كتبته "عملت جاهداً" من اجل:
1. ان ينظر اليسار العربي الى الصهيونية كما ينظر الى اية حركة قومية اخرى لأي شعب آخر، مع فارق مهم واحد فقط يميزها عن حركات قومية أخرى، وهو ارتباطها الوثيق بالحركة القومية للشعب العربي الفلسطيني. هذا هو كل شيء: حركة قومية للشعب اليهودي وليست مؤامرة ضد الشعوب العربية.
2. ان لا يوجه اليسار العربي طعنات من الخلف لليسار الصهيوني الأسرائيلي الذي يكافح ضد اليمين الأسرائيلي في ظروف صعبة ويرى في اليسار العربي حليفه الطبيعي.

الصهيونية ليست اديولوجيا. الأديولوجيا (حسب التعريف الوارد في الموسوعة الحرة) هي مجموعة من أفكار وفرضيات ومفهاهيم منظمة في اطار واحد، وتشكل عقيدة أو معتقد أو وجهة نظر شاملة، يعتقدها أو يعتنقها أو يسير بموجبها عصر أو مجتمع أو طبقة إجتماعية او حزب سياسي او مجموعة بشرية محددة.
الصهيونية حسب هذا التعريف ليست اديولوجيا، إذ ان الصهيونية تتألف من اديولوجيات اجتماعية وسياسية واقتصادية مختلفة بل متناقضة في اغلب الأحيان، ولذلك فهي لا تؤلف بنفسها اديولوجيا واحدة. القاسم المشترك الوحيد بين مختلف "الأديولوجيات"، التي تنضوي تحت لواء الصهيونية، هو الفكرة القائلة ان حل ما يسمى ب"المسألة اليهودية" هو بلم "الشتات اليهودي" واقامة "وطن قومي" لليهود. في كل القضايا الأخرى تقريباً يختلف الصهاينة فيما بينهم (حتى حول مكان هذا الوطن كان هناك خلاف في وقت من الأوقات).

ليس هناك إذن شيء اسمه "اديولوجيا صهيونية". يستطيع المرء ان يكون صهيونياً ماركسياً، ويستطيع ان يكون صهيونياً معادياً للماركسية. يستطيع المرء ان يكون صهيونياً ملحداً، ويستطيع ان يكون صهيونياً متديناً.
هناك صهيونية تقدمية وصهيونية رجعية. هناك صهاينة عنصريون وصهاينة يؤمنون بالمساواة بين البشر. هناك صهيونية اشتراكية-ديمقراطية وصهيونية رأسمالية تؤمن بالسوق الحر.
وهناك طبعاً (هل تقرأ هذا عبد المطلب؟) يسار صهيوني، تماماً كما ان هناك يمين صهيوني ووسط صهيوني.
من هذه الناحية ايضاً المقولة "أن اليسار يعني تبني الصهيونية" هي مقولة سخيفة لا معنى لها، ويعقوب ابراهامي لا يعمل جاهداً من اجل فكرة سخيفة لا معنى لها.

من هذا التحليل (الصهيونية ليست اديولوجيا) ينبع ايضاً ان كل "النظريات" "العلمية" و"الماركسية" حول ان "الصهيونية هي حركة عنصرية" او ان "الصهيونية هي حركة فاشية" تدل اما على جهل عميق او على نوايا سيئة.
هناك، دون ادنى شك، صهاينة عنصريون وصهاينة فاشيون لكن الحركة الصهيونية نفسها ليست حركة عنصرية او فاشية (في نهاية المطاف ليس زعيم الحركة الصهيونية هو الذي صافح هتلر في برلين في ذروة الحرب العالمية الثانية وجند الجيوش لمؤازرته).
هناك "عبدة اوثان" يهود يحرقون مساجد المسلمين في الأراضي المحتلة، ويفعلون ذلك (واخجلتاه!) باسم الصهيونية، وهناك حاخامات يهود يجمعون التبرعات لأعادة بناء المساجد ويفعلون ذلك (لفخرنا) باسم الصهيونية.
وهناك طغمة من حثالة الجنس البشري، يهود حسب زعمهم، ينهبون اراضي العرب باسم الصهيونية، وضدهم تقف منظمة تطلق على نفسها اسم "صهاينة لا مستوطنون" ترى في ما يفعله المستوطنون خراباً للمشروع الصهيوني.

يجب ان يتحلى المرء بجرأة لا مثيل لها لكي يفكر انه يستطيع ان يلقن يعقوب ابراهامي دروساً في "الماركسية"، وسلامة كيلة يتحلى فعلاً، على ما يبدو، بجرأة لا مثيل لها.
لكن الأدعاء "ان ابراهامي ينسى الماركسية، أو لا يعرفها أصلاً" يحتاج الى اكثر من جرأة، وسلامة كيلة يتحلى ايضاً بأكثر من جرأة.
وبلهجة المعلم الراشد الذي يعلم تلميذه القاصر اسرار الحياة لأول مرة يعلمني سلامة كيلة " ان الواقع متعدد وكذلك تناقضاته. والطبقات متعددة ولهذا هناك أكثر من شكل للصراع. ويصبح الوضع أعقد حينما يكون هناك استعمار واحتلال".
انا اعرف ذلك يا سيدي الفاضل. اعرف ذلك جيداً. اعرف ذلك مثلك على الأقل. ولكن ماركسيتي، بخلاف ماركسيتك، تقول "ان الواقع المتعدد وكذلك تناقضاته، والطبقات المتعددة وكذلك اشكال الصراع" لا تعني ان تتحالف مع قتلة ملطخة ايديهم بدماء ابناء شعبهم وبدماء الشيوعيين (وهذا هو بالضبط ما يفعله خالد حدادة في لبنان وما يفعله، مع الفارق، آرا خاجادور في العراق).

انا اعرف ما هو التناقض، سلامة كيلة. وانا لم اندفع "إلى القول بوجود تناقض واحد أوحد". هذا من اختراعك انت لأنك تريد ان تبارك التحالف الدنس بين "اليسار" والقوى الأصولية الفاشية، البعثية والأسلامية.
انا لم اقل "إما ان تؤيد الصهيونية (محببة ابراهامي) أوتكون مع الأصولية والفاشية ". احد امرين: إما انك لم تفهم ما قلته او انك تزيف عمداً ما قلته. والسؤال الوحيد هو: لماذا؟
فأولاً، الصهيونية ليست محببتي. محببتي الوحيدة (بعد قرينتي طبعاً) هي روح الأنسان.
وثانياً، ما قلته انا هو (وهذا اقتباس) : " هناك في العالم العربي تناقض رئيسي واحد فقط: هو التناقض بين الرجعية والتقدمية. واليسار يجب ان يحدد موقفه بوضوح بجرأة وبلا التباس (وبلا تفلسف زائد حول "الرئيسي" و"الثانوي") في هذه المعركة بين قوى التقدم وقوى الرجعية."
"تناقض رئيسي واحد" وليس "تناقض واحد أوحد". اما انت فمشغول بتفلسف زائد حول "الرئيسي" و"الثانوي"، لكي تصل في النهاية الى غايتك المنشودة وهي، كما قلنا، تبرير التحالف الدنس مع قوى الأصولية الأسلامية والبعث الفاشي، إذ "ان هناك أصولية وأصولية، فليس حزب الله مثل القاعدة (نحن نعرف ذلك يا استاذ: حزب الله هو حزب شيعي ايراني يريد اقامة دولة الفقيه، والقاعدة منظمة سنية تريد اقامة خلافة اسلامية. هذاهو كل الفرق بينهما)، ولا يمكن التعامل مع حماس مثل بقية الإخوان المسلمين (لماذا؟ ما الفرق بين حماس وبقية الإخوان المسلمين؟ هل لأن هذا يريد تطبيق الشريعة الأسلامية وذاك يقول "الأسلام هو الحل"؟ اهذا هو كل الفرق بينهما؟).

بعد كل هذا البحث والتنقيب، والدرس والتمحيص، يتوصل مفكرنا الماركسي الى الأكتشاف العجيب: "ان الإمبريالية الأميركية هي التي اخترعت ما يسمى: تنظيم القاعدة."
هذه هي نظرية المؤامرة بأقبح صورها: الإمبريالية الأميركية هي التي اخترعت "ما يسمى: تنظيم القاعدة".
(وهي التي خططت، دبرت ونفذت هجمات الحادي عشر من سبتمبر).
وقبل ذلك دبرت مؤامرة اقامة الكيان الصهيوني : " وهذا هو الأمر الذي جعلها تدفع المليارات من أجل مشروع "إنساني"! يتعلق بتهجير اليهود إلى فلسطين، وامدادهم بكل أشكال الأسلحة المتطورة، والسماح بامتلاك القنابل النووية. فهذا الأمر هو الذي يدمر كل محاولة للتطور في الوطن العربي".
الآن نحن نعرف ما هو بالضبط سبب الجهل والتأخر والفساد في العالم العربي وما الذي يدمر كل محاولة للتطور. لا الرجعية والأصولية الأسلامية، كما كنا نعتقد حتى الآن، بل "البؤرة الصهيونية". (اين انت "عبد الحسين شعبان"؟).
وبعد كل ذلك يطلق سلامة كيلة على نفسه لقب اليساري، بل اليساري الماركسي.

لا اعلق على الأدعاء التالي لسلامة كيلة (عدا طبعاً التحفظ من عبارة "العنصرية الصهيونية". انا كنت استبدلها بعبارة "مظاهر من العنصرية في اسرائيل") :
" لهذا لم أجد له (اي: ليعقوب ابراهامي) مقال يحلل طبيعة العنصرية الصهيونية، أو حتى نقد للدعوة إلى "يهودية الدولة"، أو ضد استمرار الاستيطان، أو الحصار الفظيع على قطاع غزة".
كل من قرأني يعرف ان هذا ادعاء لا اساس له من الصحة.

علي وعلى اعدائي يا رب:
الأخت مريم حرب (باعقاب ابي ذر الفلسطيني) تتمنى ان يكون اللقاء القادم بيننا "على اعتاب معبد داجون".
تذكر التوراة (قضاة 16: 23 – 30) قصة موت شمشون الجبار في معبد داجون حيث كان شمشون قد وقع في الأسر بيد الفلسطينيين بعد أن احتالت عليه دليلة. وفي إحدى المناسبات اقتادوا شمشون إلى هيكل داجون ليسخروا منه فقبض شمشون بذراعيه على عمودين من أعمدة المعبد ودفعهما مسببا انهياره على جميع من كان هناك، وهو يصيح صيحته المشهورة: علي وعلى اعدائي يا رب.
هل هذا هو المصير الذي ينتظرنا، يا اختي مريم؟



#يعقوب_ابراهامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البيان الختامي الذي لم يصدر
- جنكيز خان ستالين
- اكثر من صحيحة أو الحقيقة المطلقة
- سلامة كيلة يقودنا الى طريق مسدود
- حول الصهيونية والدولة اليهودية الديمقراطية
- من يخاف من دولة يهودية ديمقراطية؟
- محمد نفاع لا يعصرن المبادئ
- من يخاف من تصفية القضية الفلسطينية؟
- انصاف الحقائق في اجتهادات فؤاد النمري
- هل فقدوا البوصلة؟
- -عبد الحسين شعبان- يكيل بمعيارين
- عبادة ستالين : حقيقة لا افتراء
- جرائم ستالين
- يعيرنا أنا قليل عديدنا
- اسطول الرجعية يتقدم نحو شواطئنا
- قافلة حرية؟
- على من يتستر عبد الحسين شعبان؟
- موقفان لليسار : أيهما كان يسارياً حقاً؟
- من أنت، جورج حداد؟
- هكذا اختفى مفهوم الرجعية من أدبيات اليسار


المزيد.....




- لافروف يتحدث عن المقترحات الدولية حول المساعدة في التحقيق به ...
- لتجنب الخرف.. احذر 3 عوامل تؤثر على -نقطة ضعف- الدماغ
- ماذا نعرف عن المشتبه بهم في هجوم موسكو؟
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام 12 سجينة في طقس -خميس العهد- ...
- لجنة التحقيق الروسية: تلقينا أدلة على وجود صلات بين إرهابيي ...
- لجنة التحقيق الروسية.. ثبوت التورط الأوكراني بهجوم كروكوس
- الجزائر تعين قنصلين جديدين في وجدة والدار البيضاء المغربيتين ...
- استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع الشفاء لليوم ا ...
- حماس تطالب بآلية تنفيذية دولية لضمان إدخال المساعدات لغزة
- لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب -ا ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - يعقوب ابراهامي - سلامة كيلة غاضب. من لا يخاف؟