أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم الثوري - ذاكرة بلا مكان














المزيد.....

ذاكرة بلا مكان


كريم الثوري

الحوار المتمدن-العدد: 3200 - 2010 / 11 / 29 - 15:37
المحور: الادب والفن
    


ذاكرة بلا مكان
سهر ليلته يعاني من فكرةغامضة ، كلما تصالح معها تُزيد من ارباكه ، حاول أن يعقد هدنة مع نفسه لعله يتخلص منها ، جرب طريقة بعد أخرى ، انتقل إلى مكان آخر ظنا منه أن للمكان تاثيرا مغايرا ، ذلك كلام أمه ياتيه من البعيد ، لأبد أن يُحط رحالك يوما ياولدي على الفال حسن
أضحى وسيلته يجوب الأمكنة والأمصار ، بحثا عن الفال الحسن في كلام والدته
فأمه لن تكذب أبدا...

2
الباب موصدة لكنه يسمع صوتا يتنفس بصعوبة من حز الباب
سأل زوجه هل تسمعين ما أسمع ؟ أجابت : كلا
سأل أبنه الأكبر ، جواب مكرر...
سأل أبنته ، فأعترضت على منطق السؤال...
سأم من سؤال افراد نفسه ، فقام بنفسه لسؤال الباب عن مصدر الاصوات التي يسمعها أجابه الباب : نعم اسمع ما تسمع ولكنني مقفل تماما ، افعل شيئا ؟
قام بفتح الباب على مصراعيه فتنفس الهواء صرير الباب من رأسه...


3
كلما دخل ليستحم كان يقف كالصنم بعد أن يطلق رشاش الماء الساخن على جسده، ويبقى يحدث نفسه وهو على شاكلة الأستحمام
سأل زوجه لم تكثرين في تأنيب الطفولة ، لم تجب بل اكتفت بأن نظرت إليه باستهجان
سأل أبنه لماذا غرفتك رثة قم باصلاح وترتيب اثاثك ، انتفض يلبي بلامبالاة وعيناه على أشياء يحبها
سأل أبنته لماذا لم تتعلمي فنون الطبخ لقد كبرتِ وغدا على أبواب النكاح الشرعي فتاففت بتقليب مكياج بشرتها
قرر أن يحدث نظاما جديداً ، نهض باكرا فوجد أهل بيته قد سبقوه إلى اتخاذ نفس قرار المُبادلة
فتناوب الجميع ادوار بعضهم البعض
فعمت الفوضى في البيت من جديد...

4
سأل المحامي المتهم هل أنت بريء أجابه نعم بالتأكيد بريء وإلا ما وكلتك بالدفاع عني
سأل وكيل النيابة المحامي هل أنت واثق من براءة موكلك ، اجأبه نعم وإلا ما اقسمت اليمين يوم التخرج
سأل القاضي لجنة المستشارين هل نحن على قرار واحد اجابوا نعم مالنا والدخول في معمعة الاختلاف
سؤل بواب المحكمة أين يكمن دورك ، أجاب : كاتم أسرار الجميع بقلب اصم...

5
قرر رئيس الجمهورية أن يكون عادلا مع شعبه / كما في الخطابات
قرر الحزب المعارض أن يترك الكفاح المسلح ويدخل في حوار مع الحكومة
/ اصابه الكساح
قرر الشعب أن يُعيد امجاد الماضي / فشاعت الأمية
قرر الرجل أن يكون حكيما في بيته / قيد التنفيذ
قررت المرأة أن تكون مطيعة لزوجها / ماتت الرغبة
قرر الحليم أن يُحاور الرذيلة / كما كان متوقعا
قرر الكذب أن يُقارب الصدق / صدقت الرؤيا
قرر الصادق أن لا يكون كاذبا / متى كان ...
قرر القرار أن يكون حبرا على ورق في مرسوم دائم غير قابل للطعن...

6
وضع موسيقى هادئة لكن موسيقاه الصاخبة كانت تتابع كل حركاته وسكناته ، حاول عدم الاصغاء بعدما عطل الجزء المختص بنقل الايعازات المرافقة لها ، فظلت الموسيقة الهادئة تعزف بهدوء اعصابه دون ضجيج
اشتاق إلى الموسيقى الصاخبة ، فقام بتصليح ما تم تعطيله
انتبه إلى نفسه وقد تحول إلى رجل من ضجيج....

7
كلما تشاجر معها يشتاق اليها
كلما تشاجرت معه تحن إلى مقدمه
بحثت عنه في كل مكان
بحث عنها في كل الاتجاهات
اشتاقت إلى مقدمه كما اشتاق إلى مقدمها
جزعت من نفسها كما جزع من نفسه
صار يتشاجر مع الاخرين كي يسترجعها
غدا وسيلتها في كل الرجال الذين مروا
كما لم يمروا على جسدها المكافح...

8
اعتاد على منبه الديك منذ نعومة اظافره يوقظه عند الفجر لقيام الصلاة
اعتاد المبيت على سطح الدار حتى يتعبأ بالنجوم قبل أن تغمض عيناه
اعتاد على أمه تقدم له كل شيء على طبق من حنان
حين كبر ودارت به السنون حن إلى أيام زمان
استبدل الديك لكنه لم يعد يصلي الفجر
والسطح بشقة بلا سماء
النجوم بحبوب منوم
وعينيه بنظارة سميكة
لكنه حين وصل إلى رسم أمه توقف نبض قلبه
يتجول بين المرضعات
جفاف شفتين في طراوة نهد قروي...

9
كلما نظر إلى القطة وجدها نائمة
حاول أن يغير من طبيعتها
احضر فأرة مصنوعة من البلاستك
ربطها بخيط شفاف وصار يحركها كلما غفت القطة
تركت القطة طبيعة النوم ، بعدما تعودت شكل الفأر يعبث في خلقته
وترك طبيعة الأشياء بعدما ظل الفأر يلعب في حجره...



#كريم_الثوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المملكة في خطر
- جيرس
- غير منصوص عليه
- عندما تُكتب القصة نثراً
- قصص قصيرة جدا 5
- قصص قصيرة جدا 4
- قصص قصيرة جدا 3
- قصص قصيرة جدا 2
- الاختصار ات
- قصص قصيرة جدا
- ملحمة الأخطاء -4
- ملحمة الأخطاء -2
- ملحمة الأخطاء -1
- حوار مع بغل
- المختلف صديق
- الذاكرة المتلاشية
- نيوتن والتفاحة
- عند نصب الجندي المجهول
- المُتأخِّر وطنٌ... المُتَقَدِّم شَتات
- قراءة نقدية


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم الثوري - ذاكرة بلا مكان