أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بلقيس حميد حسن - الفنان منذر حلمي, خفيف الظل حتى برحيله














المزيد.....

الفنان منذر حلمي, خفيف الظل حتى برحيله


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3200 - 2010 / 11 / 29 - 13:39
المحور: المجتمع المدني
    


ماكنت اتمنى ان أعيش لأرثي العزيز "ابو سلام", الممثل المبدع والمخرج المسرحي, الفنان الحقيقي, الانسان الوطني, النقي الهاديء والمعطاء, المثقف الكبير في كل شيء, فهو الدافيء, خفيف الظل, صاحب الذوق الرفيع, النبيل في مشاعره ازاء الاخرين, الأنيق في مظهره وروحه, كان يؤمن حقا بأن الفن رسالة فكان مثالا راقيا للفنان بأخلاقه. لم يلوث قلبه النقي بعداء لأحد مهما كان ذلك الأحد مؤذيا ومزعجا له. كانت المحبة وابتسامته المشرقة والسمحة على محياه هي الرد غالبا على أي إشكال أونقاش أواختلاف بالرأي, فلا يملك الأخر أمامه سوى أن يحترمه ويجلـّه.. ومن يقترب من روحه سيكتشف ذلك العالم الجميل المليء بالوطن والنخيل والورود المزهرة, روحه التي ماكلـّت عن عشق الحياة والجمال, مؤكدا من خلال ذلك ان الفن محبة لكل ماهو جميل..
ايها العزيز ابو سلام
البارحة رأيتك في الحلم وكنت تتحدث معي بأحاديث طيبة كما أنت, فاستغربت, وقلت في نفسي: ذلك يعني ان خبر رحيلك كاذب..
هل يرفض عقلي الباطن هذا الخبر لأراك تتحدث بحميميتك المعهودة, واحسك أبا وأخا وصديقا يندر مثيله في عالم الزيف والصغائر..
لماذا غادرتنا سريعا يا أبا سلام, لتتركنا لعالم متناحر مرعب, غير معروف اذ لا يجيب على تساؤلاتنا, فنغرق في عالم الخيال والتمني الذي لا يأتي..
هل تعجـّلت الرحيل اذ جزعت مما تراه في هذه الدنيا من تناقض وصراعات؟
في اخر مكالمة لي معك قبل اكثر من شهر, تناقشنا في الوضع العراقي, وكنا نعجب مما وصل اليه الوضع, ونعجب من وقاحة بعض السياسيين الذين تمتليء شاشات التلفزيونات بوجوههم.
كنت بعد ان اكالمك احيانا اتعذب, اذ افتح معك حوارا سياسيا بدون قصد فأجده مؤلما لك, فأقول سأتجنب الاحاديث المزعجة معه خوفا على صحته, لهذا باعدت تلفوناتي وصرت أرسل رساله الكترونية سريعة لأطمئن عليك..
البارحة قرأت رسائلك في بريدي الالكتروني من جهات الاتصال, هل علي ان اتوقف عن ارسال رسائلي ومقالاتي اليك واستقبل كلماتك التي تشجعني بالاستمرار بالكتابة وعدم التوقف مهما كان؟
اين يذهب بريدك وكيف اتعامل مع هذا الواقع الجديد؟
آه يا ابا سلام من فقدانك.
عرفتك ايها الكبير منذر حلمي, واحة نخيل عراقي زاخر بالأحلام الوطنية الصادقة للشعب والفقراء والطيبين. عرفتك كمعارض لكل أشكال الظلم في العالم, ومعارض لنظام البعث الدموي بداية الثمانينات في بيروت, بيروت الغربية, والتي كانت لنا الملجأ الوحيد الذي استطاع ان يستوعب احلامنا الشابة وطموحاتنا الانسانية الأممية, بيروت المقاومة الفلسطينية, والأحزاب الوطنية اللبنانية التي عايشناها ردحا من الزمن. كنت الفنان الناجح والطموح الذي لم يتخل عن فنه في اصعب الظروف, فقدمت اعمالا خالدة خارج الوطن كما في داخله, وكنت تنثر بابتسامتك الشهيرة طيبة ونقاءً على من يراك. فنانا متمكنا, قليل الحديث عما في عقله النيـّر من الافكار والابداع ومافي قلبه من المحبة والنبل.
ماذا اقول ياعزيزنا ابا سلام, صعب ان أرثيك, أو أعزي نفسي وأعزي عائلتك بك. كيف يا أبا سلام ترحل سريعا بغفلة من الزمن. فلقد التقينا نهاية آب هذا العام في مهرجان الثقافة الذي يقيمه نادي الرافدين الثقافي في برلين, كنت كما عرفتك أنيقا مشرقا رغم المرض الذي تحاول التغلب عليه بالمرح والاحاديث العذبة, حتى ليطمئن المرء, معتقدا ان مابك مرضا عابرا وليس عضالا ينحت جسدك المرهف بصمت..
وداعا أيها الفنان والانسان الكبير
نم قرير العين يا ابا سلام. فأنت الأسعد فينا والأرقى اذ غادرتنا الى عالم هو الأرحب, والأرحم والأكثر صدقا..
28-11-2010
www.balkishassan.com



#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقاسم السلطة, هل تتناسب مع الديمقراطية؟
- شهداء سيدة النجاة
- عذرا أبا جنان, عرفت برحيلك متأخرة
- إهمال المسؤولين, وفواجع الجسور في سوق الشيوخ
- المثقفون ووضع المرأة في العراق
- أخطاء فضائية العراقية في تكريس الطائفية
- -هناك في الأعالي, في كردستان-
- لاحجة للحكومة مهما كانت التبريرات
- ومازال الغناء العراقي دمويا
- هل استطاع الاعلام العربي التأثير على الغرب؟
- السعودية تذبح المتهمين بلامحامي؟ فأين العدالة؟
- من مستلزمات الحضارة الحلقة الخامسة/ الضمان الاجتماعي حق للمح ...
- هل ان الصامت عن الحق يصلح للقيادة سيادة الرئيس؟
- الدراما العربية, جودة يقتلها العنف
- حَرروا الله من فتاواكم
- خُذِلنا
- شكرا أمل بورتر, فالزمن أكد نبوة الأميرة البابلية ...
- آه, ياوطني المغدور
- يذهبون, ويبقى الحوار المتمدن
- كسوة الكعبة 120 كيلو غراما ذهبا وفضة


المزيد.....




- الصراع في السودان يعطل الدراسة ويحول مؤسسات التعليم إلى مراك ...
- وزير المهجرين اللبناني: لبنان سيستأنف تسيير قوافل إعادة النا ...
- تقرير حقوقي يرسم صورة قاتمة لوضع الأسرى الفلسطينيين بسجون ال ...
- لا أهلا ولا سهلا بالفاشية “ميلوني” صديقة الكيان الصهيوني وعد ...
- الخارجية الروسية: حرية التعبير في أوكرانيا تدهورت إلى مستوى ...
- الألعاب الأولمبية 2024: منظمات غير حكومية تندد بـ -التطهير ا ...
- لبنان: موجة عنف ضد اللاجئين السوريين بعد اغتيال مسؤول حزبي م ...
- الأمم المتحدة: -لم يطرأ تغيير ملموس- على حجم المساعدات لغزة ...
- مع مرور عام على الصراع في السودان.. الأمم المتحدة?في مصر تدع ...
- مؤسسات فلسطينية: عدد الأسرى في سجون الاحتلال يصل لـ9500


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بلقيس حميد حسن - الفنان منذر حلمي, خفيف الظل حتى برحيله