أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - الأب يوسف جزراوي - الأب بُطرس حدّاد .... وداعًا















المزيد.....

الأب بُطرس حدّاد .... وداعًا


الأب يوسف جزراوي

الحوار المتمدن-العدد: 3200 - 2010 / 11 / 29 - 12:58
المحور: سيرة ذاتية
    


الأب بُطرس حدّاد ...وداعًا

http://bagdady.org/up/upp/bagdady.com-12908255021.bmp

ببالغ الأسى والحزن تلقيت نبأ وفاجعة رحيل الأب الدكتور والبحاثة الأب بطرس حدّاد إلى دار البقاء بعد صراع مع المرض رقد على أثره مؤخرًا في إحدى مستشفيات بغداد، إلى أن أغمض عينيه بكل هدوء وسلام عصر يوم الجمعة المصادف 26/11/2010.
ربطتني مع الفقيد علاقة أبوية وصداقة الرسالة، فتتلمذت تحت يديه وتعلمت منه الكثير، فكان الأب والمرشد والمعلم والأستاذ.. وراجع لي لغويًا أكثر من مؤلف، ووضع أسمه الرصين على بعض مولفاتي التاريخية المتواضعة( الدار البطريركية في بغداد/على خطى يسوع /نبذة عن المعهد الكهنوتي البطريركي وأنتقاله إلى بغداد، البطريرك ما ريوسف اودو). ومنحني ثقة الاشراف ومتابعة مراحل طباعة بعض مؤلفاته.
خدمتُ مع الأب الراحل بضع سنوات كطالب سمنير في كنيسة مار بثيون الكلدانية – البلديات، كما عشت وخدمت معه في كنيسة سلطانة الوردية ككاهن في أول كنيسة أخدم فيها بعد أقتبالي نعمة الكهنوت.
كان رحمه الله قد كلفني في حال إنطفاء شمعته ومماته بأن أكتب عنه وأنشر أشتغالاته ومؤلفاته، ووفاءًا مني لهذا الرجل الجليل أنشر عنه هذه السطور عليّ أوفي الأب الفقيد بعض حقه. ( ملاحظة: مُعظم المعلومات الواردة في هذه الصفحات هي نقلاً عن لسان الأب الراحل، وسبق وأن نشرت جزءًا من سيرته في مؤخرة كتاب "يوميات الحرب العالمية الأولى" التي حققها سنة 2003). وقد أضفت ما عرفته شخصيًا عن الأب د. بُطرس حدّاد.


الأب حدّاد نجم مُضيء:
الأب بُطرس نجم مُضيء وعلم من اعلام كنيسة العراق ،قدّم الكثير والكثير للكنيسة وللبلد وللتاريخ، إنطفأت شمعة حياته بعد شيخوخة مبُاركة، وبموته أنطوت صفحة عطرة كان لها صدى فواحًا في تاريخ كنيستنا وشعبنا العراقي.
بُطرس حدّاد الكاهن، الباحث ، المؤرخ، الكاتب، يعرفه القاصي والداني ، فهو أشهر من نار على علم، وله أسم نظيف وتاريخ عريق في الكهنوت وفي مجال الكتابة والتأليف والأبحاث التاريخية، علاوة على خدمته الكهنوتية لأسيما في كنيسة مار بثيون الكلدانية وكنيسة سلطانة الوردية في بغداد- كرادة خارج، بحيث أحبه الصغير والكبير سواء في الموصل أو بغداد.
أسمه الحقيقي ناظم ميخائيل حدّاد ، مواليد الموصل 1937 وليس 1938(كان رحمه الله قد طلب مني في كلمتي بكتابه يوميات الحرب العالمية الأولى بأن أُسجل مواليده 1938 لانه تُولدَ في آواخر عام 1937). والفقيد من عائلة موصلية عريقة ومعروفة. دخل معهد شمعون الصفا في الموصل بتاريخ 24/9/1951 تتلمذ في المعهد المذكور لمدة 3 سنوات. سنة 1954 أرسل إلى روما بصحبة الأب المرحوم يوسف حبّي للدراسة ونيل الأختصاص. رسم كاهنًا في 20/12/ 1961 في روما.
بعد أن حصل على شهادة الدكتورا في اللاهوت العقائدي. عاد إلى مسقط رأسه الموصل سنة 1964، حيث تعين حينها في كنيسة أم المعونة. وفي سنة 1966 أنتقل إلى بغداد للخدمة في المعهد الكهنوتي البطريركي في الدورة معاونًا للأب ( المطران) إبراهيم إبراهيم وأستمر في الخدمة فيه إلى عام 1968. إذ تعين للخدمة في كنيسة مار يوسف – خربندة كمعاون للخوري حكيم.

في صيف 1968 أوعز إليه الطيب الذكر البطريرك مار بولس شيخو للعمل في ارشيف البطريركية الذي كان وقتذاك في دير القديسة تريزيا في بغداد- السنك وأستمر في العمل إلى سنة 1974.
ولما تسنّم غبطة مار روفائيل الأول بيداويد الكرسي البطريركي سنة 1989 عينه مديرًا للديوان البطريركي ومسؤلاً عن ارشيف البطريركية، وفي بعض الزيارات خارج العراق كان يرافق البطريرك بيداويد كسكرتيرًا له. ولما أعتلى السدة البطريركية غبطة البطريرك مار عمّانوئيل الثالث دلّي سنة 2003، أستمر عمل الأب حدّاد في البطريركية الكلدانية . حيث عملتُ تحت اشراف الأب الفقيد سنة 2004 بصحبة الأب نادر إسماعيل الراهب في أرشيف البطريركية ومكتبتها العامرة بدعوة من الأسقف الراحل مار اندراوس أبونا رحمه الله، وبمباركة غبطة البطريرك مار عمّانويل الثالث دلّي الكلّي الطوبى. وكان وقتذاك يُحضر لنشر رسائل البطريرك مار يوسف أودو فكان بين الحين والاخر يوعز إليّ بجلب رسائل البطريرك أودو ووضعها في مكتبه في البطريركية ليتأكد من تاريخ معين أو أسم ما... إذ كان رحمه الله دقيقًا في عمله وحريصًا على ما ينشر وينتج.
في سنة 1978 عُين للخدمة في كنيسة ما ر بثيون الكلدانية في حي البلديات، هذه الكنيسة التي خدمها 23 سنة وأحبها بكل جوارحه وبكل ما تحمله الكلمة من معنى،وقد تتلمذت تحت يديه وأشرافه هناك .
في 6/8/2001 أنتقل للخدمة في كنيسة سلطانة الوردية ( قديسة ريتا- أمُّ الدرج) كرادة خارج. وفي مطلع رسالتي الكهنوتية خدمت معه في هذه الكنيسة فترة قصيرة.


للفقيد مكتبة كبيرة عامرة وغنية بامهات بطون المراجع والمصادر، تربو إلى 10 ألالف كتاب ومجلة ومخطوط، بحسب تقدير الأب الراحل، كان قد تبرع لي شخصيًا سنة 2005 بما يزيد عن 200 كتاب، وقبلها كان قد تبرع سنة 1992 لمكتبة المعهد الكهنوتي ما يقارب ألفي كتاب ومجلة.
عُرف عن الأب بُطرس بمحبته وطيبة قلبه، كان رجل موقف، يتمتع بشخصية قوية وشجاعة، جريئ المواقف، هادئ الطبع، خفيف الظل، صاحب طلة خفيفة، دمث الأخلاق، رجل ورع وتقي، خدم مذبح الرب بكل محبة وتفاني رغم ما كان يعانيه من مرض السكر وعدم استطاعته من الوقوف طويلا، ففي السنوات الأخيرة كان يحتفل بالقداس وهو جالس، لعدم قدرته على الوقوف. كان كريم الطبع، سخي اليد، يحسن أستقبال ضيوفه وزواره، يساعد في الخفاء، لا يحب المظاهر والتطبيل، وأتذكر عندما أنتقل من كنيسة مار بثيون للخدمة في كنيسة سلطانة الوردية، قصدت الكنيسة نحو 10 عوائل، بل أكثر وأبلغونا أنهم كانوا يتقاضون راتبًا من الأب حدّاد للمعيشة، ناهيك عن المواد الغذائية والملابس. كان رحمه الله يحب العمل بهدوء وخفاء.
كان قليل الكلام، كثير الإشتغالات والمؤلفات، يجيد فن الإصفاء للآخرين، كتوم للغاية. قارئ لبيب، بحيث كلما دخل عليه أحد الزوار وجده مُنكبًا على القراءة والكتابة. فالكتاب كان خير صديق له. رجل في مطلع السبعين ولكنه يحمل فكرًا وقلبًا شابًا، كان مُواكبًا مُتجددًا يشجع كل ما هو جديد وبه فائدة.
كان رحمه الله خطيبًا بليغًا، يرتجل كلماته ومواعظه، فصيح اللسان، يتقن اللغة العربية التي كتب بها، يتمتع باسلوب سلس ومشوق في الكتابة.

كما عُرف عنه بصوت الشجي وإتقانه للمقامات وألحان الطقس الكلداني، وكان يمتاز بحسن الخط، والرسم وله أكثر من لوحة تحمل توقيعه وهي موجودة في غرفة نومه ومكتبته في كنيسة القديسة ريتا ببغداد وقد أطلعت عليها شخصيًا. على الرغم من تخصصه في اللاهوت العقائدي، لكنه لم يكتب في باب أختصاصه، بل تركزت مُعظم مؤلفاته وكتاباته حول التراث والتاريخ الكنسي، وقد برع في هذا المجال.. وأظنه كان مُتأثرًا جدًا بشخصيه الخوري داود رمو الموصلي، سكرتير البطريرك يوسف عمّانوئيل الثاني، الذي آرخ حقبة زمنية مهمة من تاريخ كنيستنا الحديث في مخطوطه "الخواطر" و"تاريخ المدرسة الكهنوتية البطريركية" . وحسب تفحصي ومتابعتي لحياة الأب حدّاد أنه سار على نفس النهج وأرخ حقبة زمنية من تاريخ كنيستنا المُعاصر، علاوة على أستفادته كثيرًا من عمله في أرشيف بطريركية الكلدان ومن المعلومات التاريخية والكنسية التي أمدها به غبطة البطريرك مار عمانؤيل الثالث دلّي الكلي الطوبى، منذ أن كان سكرتيرًا لغبطة البطريرك الراحل بولس شيخو إلى يومنا هذا، وقد نوه الأب بطرس بذلك بأكثر من كتاب. وكما أستفاد أيضًا من المعلومات التاريخية التي لقيها من الباحثين بطرس نعامة وكوركيس عواد الذين أمدوه بمعلومات غنية عن شخصيات وأحداث وامكان عاصراها، فعرّفنا على تاريخ كنسي مهم عن الموصل وبغداد من خلاله نشره وتحقيقه لمخطوطات وسير ذاتية تعود إلى القرن الماضي.
كان عضوًا في المجمع العلمي العراقي ( هيئة اللغة السريانية)
عضوًا في إتحاد كتاب العراق
عضوًا في دائرة التاريخ والتراث،الواقعة في شارع العلاوي ببغداد.
من محبي شارع المتنبي وكان مُلتقاه في مكتبة المثنى.
كان يتمتع بعلاقات مُميزة في الأوساط الثقافية العراقية والدولية، مُنفتحًا على الجميع، فأحبه الجميع.
له أكثر من مُقابلة تلفزيونية في تلفزيون العراق وقناة عشتار الفضائية وقناة الشرقية، إذ تحدث في قناة الشرقية عن الأب انستاس الكرملي.
صدر للأب بطرس حدّاد ما يزيد عن ال(40) نتاجًا بين ترجمة وتحقيق وتأليف، نذكر منها:
• المُرشد إلى القدّاس الكلداني ( باكورة أعماله)
• البُشرى السارة
• التاريخ الصغير (ترجمة)
• الفاتيكان (ترجمة)
• الرهبنيات النسائية في الكنيسة الكلدانية
• رهبانية بنات مريم الكلدانيات
• أخواتكم الراهبات الكلدانيات
• صفحات ناصعة( عن البطريرك شيخو في طبعتين 1972- 1980)
• المُعجزات بالتعاون مع الأب فرنسيس المُخلصي
• تلاميذ المسيح بالتعاون مع الأب فرنسيس المُخلصي
• الصلاة الربية بالتعاون مع الأب فرنسيس المخلصي(ترجمة)
• فهارس المخطوطات السريانية والعربية في خزانة الرهبنة الكلدانية بالتعاون مع الأب ( المطران) جاك إسحق( جزئين).
• يسوع بحسب متى (طُبع بمناسبة صلاة الأربعين للأب فرنسيس المُخلصي)
• دير ما اورها
• الشهر المريمي وطبع بعدة طبعات في العراق
• قلب يسوع الأقدس وطبع أيضًا عدة طبعات في العراق
• قديسة ريتا ( طبعتين).
• مار إيليا الحيري
• كنائس بغداد ودياراتها ( وهو بحسب رأيي المتواضع واحد من أثمن وانفس مؤلفاته التاريخية) بحيث يعد مرجعًا في تاريخ كنيستنا وتاريخ بغداد الحديث.
• يوميات الحرب العالمية الأولى( الطبعة الأولى أمريكا 1997).
• يوميات الحرب العالمية الثانية ( الطبعة الثانية الذي طبع باشرافي بالتعاون مع الأب حبيب النوفلي ضمن منشورات كنيسة مار كوركيس الكلدانية) 2003 وفي مؤخرة الكتاب نشرت جزءًا من السيرة الذاتية للأب بُطرس.
• مختصر الأخبار البيعية( تحقيق ونشر).
• رحلة ديللافالية إلى العراق ( السائح العاشق) ( ترجمة عن الإيطالية).
ط 1 2000و الطبعة الثانية نشرتها له إحدى المؤسسات العراقية التي تُعنى بالتراث سنة 2004.
• إبرشية عقرة الكلدانية ( تحقيق)
• المؤسسات البطريركية (ترجمة عن الفرنسية)
• عِبر من كتب التراث ( مقالات في مجلة الفكر المسيحي في باب عبرة من الأمس. جمعتها له ونشرتها في كتاب بعد أن تمت طباعته في شارع المتنبي 2003).
• وثائق آل رسام ( منشورات الرهبانية الكلدانية، كنت قد أدخلتها على الكوبيوتر وأشرف على الطباعة الأب سامر صوريشوع الراهب).
• ما ر يوسف الأول (منشورات الرهبانية الكلدانية ، بجهود الأب سامر صوريشوع).
• رحلة سبستياني ( الراهب الكرملي) كنت قد نضدت الكتاب وإشرفت على أخراجه الفني وطبع في مطبعة الديوان ببغداد.
• رحلة من بغداد إلى حلب للفرنسي روسوّ
• رسائل البطريرك ما ريوسف أودو (جزئين) منشورات الرهبانية الكلدانية بجهود الأب سامر صوريشوع الراهب
• رحلة الجوهري البندقي بالبي
• نُبذة في تاريخ المدرسة الكهنوتية للخوري داود رمو منشورات المعهد الكهنوتي بغداد 2002. (تحقيق)
• الخواطر للخوري داود رمو ( تحقيق وتعليق).
أهتم رحمه الله بالتاريخ والتراث الكنسي والمحلي، فكان له مقالات وبحوث رصينة في هذه المجالات على صفحات المجلات والنشرات الآتية:
• افاق عربية
• الفكر المسيحي
• بين النهرين ( أحد أعضاء تحريرها)
• قالا سوريايا
• مجلة المجمع العلمي العراقي ( هيئة اللغة السريانية)
• مجلة الأتحاد السرياني
• نجم المشرق( أحد أعضاء تحريرها)
• مجلة الطائفة الكلدانية في حلب
• المورد
• ربنوثا (للرهبان الكلدان)
• نشرة الكنيسة التي كانت تصدرها البطريركية الكلدانية في مطلع الستينيات.
• القيثارة ( التي تصدرها الرسالة الكلدانية في لندن)
• نشرة الشهيد ( اسسها أثناء خدمته في كنيسة الشهيد مار بثيون.
• نشرة العهد( لراهبات الكلدان)
• نشرة الوردية ( كنيسة سلطانة الوردية)
• مجلة المسارات
من مقالاته الرصينة: مواطن المخطوطات السريانية في العراق/ روفائيل مازجي/معهد شمعون الصفا الكهنوتي لبطريركية الكلدان/ رؤساء المعهد الكهنوتي/البطريرك جرجيس عبد يشوع خياط/أرشيف البطريركية الكلدانية/ القلاية الأبوية في الموصل/رحلة البطريرك يوسف أودو إلى روما سنة 1869/المطبعة الكلدانية في الموصل/تاريخ الكلدان في حلب/محاولات التقارب بين الكنيستين الكلدانية والأثورية/القلاية الأبوية في الموصل/البطريرك يوسف أودو ووصيته الأخيرة/مذكرات بطريرك جديد/ أخبار المعهد البطريركي على عهد البطريرك مار إيليا عبو اليونان/السائح العاشق/الأب يوسف حَبّي وداعًا/العفو أقرب إلى التوبة(مسرحية ترجع إلى سنة 1887م)/ أوراق متناثرة في خزانة البطريركية الكلدانية العامرة/أضافة إلى عبره في باب عبرة من الأمس في مجلة الفكر المسيحي.
له مُشاركات بأكثر من مؤتمر كنسي محلي وعربي ودولي، ومن أرصن مشاركاته، شارك عام 1984 في مؤتمر للدراسات السريانية في هولندا جامعة خرونكن، حيث أستعرض دراسته لكتاب (مختصر الأخبار البيعيية)
وأذكر للتاريخ أن اخر بحث نشره هو الذي صدرته مجلة مسارات العدد 14، العدد الخامس 2010 في عددها الخاص عن المسيحية في العراق، وكان بحثه تحت تسمية " مسيحيو بغداد بين الماضي والحاضر" وأظنه أستعان كثيرًا بكتابه كنائس بغداد ودياراتها.
كان رحمه الله يتقن السريانية والعربية والإنكليزية والأيطالية والاتينية والفرنسية ويعرف القليل عن الالمانية.

قيد العمل

كان الفقيد قد أخبرني سنة 2006 انه يسعى لترجمة أطروحة الأب يوسف حبي عن البطريرك يوسف اودو والقضية الملبارية.
واظنه شرع العمل في ترجمة حوادث الحرب العالمية الأولى في تركيا من الكلدانية إلى العربية لأسرائيل أودو.
وللأب الراحل مخطوط بخط يديه كان قد نوه عنه في أكثر من مرة في مؤلفاته بعنوان:" تراجم الآباء المتخرجين من معهد شمعون الصفا البطريركي".
وكان قد شرع أيضًا في العمل بتأليف كتاب ديارات بغداد.
وله مذكرات يومية شبيهة بالخواطر للخوري داود رمو.

حضي بمنزلة رفيعة في الأوساط الكنسية والإجتماعية والعلمية، وتمتع بمكانة مُميزة في شارع المتنبي وبين الباحثين والمؤرخين العراقيين والعرب. كان من هواة التردد إلى مكتبات شارع المتنبي، وتجمعه صداقات عميقة مع كبار مثقفي البلد ،وكان يلتقي دائمًا في مكتبة المثنى الغنية عن التعريف وكذلك في مقهى الشاه بندر تلك المقهى التي يقصدها مثقفي بغداد غالبًا ما كنتُ ارافقه إلى تلك الأماكن.
كنت أتواصل مع الأب الفقيد أبان خدمتي للكنيسة الكلدانية في دمشق بواسطة الباحث يوسف الساعور ( أبو صفاء) الصديق الحميم للأب الفقيد، فكلما ألتقينا فتحنا الهاتف للحديث مع الأب حدّاد؛ حيث كنا نسترجع الذكريات ونستعلم أخبار بعضنا البعض وأتذكر حينما قال لي:" عيني حققتُ حلم حياتي وطبعتُ الخواطر".
واخر رسالة تلقيتها منه كنت قد سمعتها شفويًا من أستاذنا الجليل الأب يوسف توما في زيارته الاخيرة إلى هولندا، وأعتز بكل كلمة قالها بحقي الأب حدّاد، فكلماته شهادة أفتخر بها. فاهو صاحب فضل في مسرتي الكهنوتية والثقافية.
وأخر سلام وصلني منه قبل بضعة شهور بواسطة صديقنا الأب أيهاب نافع.
نام يا أبتي واستاذي قرير العين بسلام المسيح. وداعًا يا أبتي الحبيب، سنتذكرك كلما رجعنا إلى الكتب والأبحاث التي وضعت فيها عصارة فكرك ودراستك وبحثك، وسيظل أخوتك الكهنة والسادة الأساقفة يتذكروك من على مذبح الرب، وسيظل كل طلابك وقرائك يتذكروك من خلال مؤلفاتك وكتاباتك وكتبك وخدماتك الإنسانية. ستبقى محبتك مغروسة في الأعماق وذكراك عالقة في الأذهان، وسيبقى صوتك وكلماتك الموصلية( هلو عيني، أشلونك أبويّ) تجلجل في زوايا مكتبك في كنيستك في بغداد، بل سيبقى صدء صوتك وصدى هذه الكلمات واثارك في نفوسنا، فنم قرير العين بسلام المسيح. ولتكن صلاة أمنا مريم التي أحببتها ورنمت لها كثيرًا معك وهي تقودك لملكوت السماء. اللهم أمين وأمين.
شكرًا يا رب على كل النعم التي أعطيتها لشعبك وكنيستك بشخص الأب بطرس حدّاد.
في الختام أقول لك يا أبتي
ستبقى حيًا في حياتي إلى أن تنطفى شمعة حياتي، فقد حفرت لأسمك البقاء المجيد، وأنك تستحق الخلود لما تركته بعدك من محبة وآثار ونتاجات وذكر حسن وطيب. وهذه شيمة العظماء، إذ وحده العظيم الذي بمقدوره أن يترك بعد آثر يذكر ويشكر. ومن لا اثر له لا يستحق الخلود.
الراحة الأبدية أعطه يا رب ونورك الدائم ليشرق عليه.
يا أمنا مريم تحنني على الأب حدّاد وقوديه لملكوت أبنك الحبيب ربّنا يسوع المسيح. أمين.
وداعًا أيها الأب والأستاذ الحبيب لقد خسر شعب العراق وكنيسته مؤرخًا رفيعًا بارزًا وعلمًا من أعلام العلم والفكر والتاريخ.
نام أيها المؤرخ الجليل فلقد حفرت لأسمك البقاء المجيد... .

تلميذك دومًا
الأب يوسف جزراوي.



#الأب_يوسف_جزراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - الأب يوسف جزراوي - الأب بُطرس حدّاد .... وداعًا