أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توفيق أبو شومر - انفلونزا شمشونية في إسرائيل














المزيد.....

انفلونزا شمشونية في إسرائيل


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 3198 - 2010 / 11 / 27 - 16:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أرجو قراءة هذا المقال التحريضي الذي ترجمته من صحيفة يدعوت أحرونوت الإسرائيلية للكاتب رون برمان يوم 26/11/2010م :
(( وردت قصة شمشون ودليلة في سفر القضاة، فقد تطوع شمشون لإنقاذ إسرائيل من الفلسطينيين، ونجح في البداية، غير أنه بدأ ينهار عندما وقع في غرام دليلة الفلسطينية، وتمكنتْ من العثور على سر قوته( شعره) وأخيرا أوقعته في الفخ وهو نائم بين ذراعيها، فحلقت شعره وسلمته للأعداء الفلسطينيين، ليصبح عبدا عندهم، وتمكن في آخر لحظات حياته أن ينتقم من الفلسطينيين،قبل أن ينتحر ويقتلهم.
وهكذا فإن نتنياهو يسير في طريق ( شمشون) الذي سعى لإنقاذ إسرائيل من الفلسطينيين ونتنياهو هو من تلقى تعاليم الصهيونية وتعلم السياسة منذ نعومة أظفاره، وظن أنه يمتلك القوة، ويحتمل المسؤولية الكبرى، على الرغم من وجود قوتين تعوقانه، وهما شمشون ( ليفني) وإيهود( باراك) وهذان المعوقان يجعلان مهمته مستحيلة، والنتيجة فيها خطر كبير حين ينحرف يسارا إلى حيث جهنم!
فهل سيتبع طريق والده، أم أنه سيكرر خطأ شمشون ، ويقع في أحضانها؟
إن السعادة معها في حكومة وحدة وطنية أمر قصير الأجل، كما أن هذه الحكومة تسير نحو الفخ الفلسطيني.
إن نتنياهو ليس سياسيا غِرَّا ، لذا يجب أن يبتعد عن مسيرة شمشون وإيهود والإعلام، لكي لا يسير في طريق تسليم أرض إسرائيل للفلسطينيين المحتلين.....!!
كذا فإن الضغط الخارجي من أوباما وشركاه ، والضغط الداخلي يشبه حصان طروادة فإذا شكلت الحكومة مع تسف ليفني، فإن هدف هؤلاء الضاغطين في الداخل والخارج سيكون خدمة العدو الفلسطيني!
لم يُنتخب نتنياهو ليكون توأما لليفني، إن دوره مختلفٌ عنها ، فهو قد انتخب لينهي حالة الانحدار نحو الهاوية، وفق مسيرة شمشون، إذن يجب ألا يسمح نتنياهو بحلاقة شعر رأسه، ويجب أن يقاوم إغراء الوقوع بين أحضان دليلة(ليفني) من أجل شرك العسل الزائف المتمثل في حكومة وحدة وطنية، والتي ستقود في النهاية إلى جهنم.وأخيرا فإن نتنياهو لن يُحقق مجده بالسير في طريق أوسلو))
(انتهى المقال)
أشرتُ في مقالات سابقة، إلى أبرز أمراض الإسرائيليين، وأشد العُقد فتكا بهم، وهي عقدة شمشون.
وقد اعترف بتلك العقدة والمرض أبرز كتاب إسرائيل ومفكروهم وقادتهم، ولعل الروائي دافيد غروسمان هو من كثَّف الحديث عنها ، وجعلها جينة من جينات اليهود، ووشما إسرائيليا راسخا، وأشار غروسمان إلى أن هذه الجينة الشمشونية هي التي تسير الساسة والشعب الإسرائيلي كله، فإسرائيل قد اعتمدت العقدة أساسا لنمط تفكيرها، وقد وافقه الكاتب المستنير ناعوم تشومسكي والمؤرخ الجديد إيلان بابيه وغيره من المؤرخين الجدد.
ونظرا لتفشي هذا المرض، فقد توسع رمز (دليلة) الفاتنة الفلسطينية، فقد شرع الكتاب الإسرائيليون في تطبيقه حتى على أحزاب اليسار الإسرائيلي كما ورد في المقال، وهذا يدل على أن الإنفلونزا الشمشونية في إسرائيل، هي أخطر أمراضها قاطبة.
وكدليل قاطع على استفحال مرض الشمشونية في إسرائيل ، أن إسرائيل لم تكتفِ بتطبيق مبدأ القوة العسكرية ، والتفوق الحربي الشمشوني كسمة فارقة للإسرائيليين، بل إنها أسمتْ قنبلتها النووية الشمشونية باسم ( خيار شمشون) وهو الخيار النهائي للخلاص ، أو ما يسمى ( عليّ وعلى أعدائي) وقد جرت البروفة الأولى لهذا الخيار في بداية حرب يوم الغفران 1973!
وهناك أيضا النصب اليهودي الانتحاري الشمشوني الخالد، وهو حصن ماسادا الذي يقدسه الإسرائيليون كرمز لانتحار تسعمائة وستة وتسعين يهوديا رفضوا الاستسلام للغزاة الرومان!
ولتشخيص أعراض هذا المرض الشمشوني، يمكننا أن نشير لبعض أعراضه الخطيرة، وأولها صياغة حياة الإسرائيليين وفق مقاييس الحرب، فهم يخرجون من حرب ليدخلوا حربا أخرى، لذلك فإن أبرز صناعاتهم هي الصناعات الحربية، وأكثر إنفاقاتهم على أساليب اتقاء الحروب القادمة، فلكل إسرائيلي كمامة واقية من الغازات السامة، ولكل أسرةٍ من الأسر ملجؤها الخاص بها، وكل فرد في إسرائيل ، إما أنه جندي عامل أو جندي الاحتياط، أو أنه حريدي متزمت يُجهز الفتاوى اللازمة لقتل الأغيار.
وكذا فإن أبرز سياسيي إسرائيل وقادة أحزابها السياسيون، هم ذوي الجذور العسكرية، أو الاستخباراتية، وأبرز رؤساء البنوك والشركات هم من متقاعدي السلك العسكري، وكذلك فإن المقاولين والدبلوماسيين يندر أن يكونوا من غير العسكريين، فإسرائيل هي نموذج مصغر للمجتمع الإسبرطي العسكري القديم في القرن التاسع قبل الميلاد.
فهم قد اقتبسوا من النظام الإسبرطي رمز الماسادا، فقد خلد الإسبرطيون قائدهم (لكيدموني) في نصب تخليدي لأنه أثر الانتحار مع ثلاثمائة جندي حتى لا يقع في أسر الأعداء!
وكانت أرقى طبقات المجتمع في إسبرطة العسكريين، وكانت الحرب هي المهنة الرئيسة لكسب القوت، وكان الطفل يولد ويترك في العراء حتى السابعة ليتحمل قساوة العيش ، ثم يتدرب عسكريا ويختص في نوع من أنواع القتال !
أما العَرَض الآخر الأشد خطورة ، هو أن السلام بمفهومه الحقيقي، يعتبر في المجتمع الإسبرطي الإسرائيلي خطرا يهدد وجود هذا المجتمع، يفكك مكوناته ويقربه من الزوال، لذلك فقد اخترعوا مضادات السلام، وأبرز هذه المضادات: الموازين الديموغرافية، والدولة اليهودية النقية، والأسوار والجدران والحواجز والأسلاك ، وطرد أطفال العمال الأجانب منها، فإسرائيل هي دولة اليهود فقط، والمطالبة بترحيل السكان العرب الصامدين في أرضهم منذ عام 1948 نظير التنازل عن مساحات صغيرة من الأرض، وتفريغ القدس من فسيفسائها الدينية والعرقية، واختصارها في الهيكل ورموزه.
ومن أعراض العقدة الشمشونية، أن حاملها يوزع الرعب على سكان العالم كلهم، ويعتدي على أبرز منجزات العالم الحضاري، ويزلزل أركانه الديمقراطية، ويبث الخوف والرعب بين المفكرين والإعلاميين وقادة الرأي العام، فكل من يلفظ اسم إسرائيل عليه أن يكون حذرا، لأن الفرق بين جملة وأخرى قد يكون قاتلا، حين تصوب نحوه بندقية اللاسامية، فيُتهم بالعداء للجنس السامي كله ، حتى وإن كان من نسل سام بن نوح نفسه!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديمقراطية الحواجز في إسرائيل
- فلتحيا الأونروا
- براءة إسرائيل من دم عرفات
- بكاء على أطلال القدس بمناسبة العيد
- المستحيلات الإسرائيلية الخمسة
- وباء الإحباط
- معزوفة على كونشيرتو القدس
- وليمة ويكيلكس الإعلامية
- احترسوا من تهمة اللاسامية
- نحت فلسفي من غزة
- بيرس حكيم بني إسرائيل
- اضحكوا بلا قيود
- احذروا المساس بالاستيطان المقدس
- أسباب تألق وانطفاء المواقع الصحفية الإلكترونية بسرعة
- فئران في شوارع غزة
- مجانين بني إسرائيل
- بزنس الطب والدواء
- رسالة فلسطينية إلى عوفاديا يوسيف
- ثلاثة أخبار متفرقة
- تطهير وطني عرقي


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توفيق أبو شومر - انفلونزا شمشونية في إسرائيل