أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - تقرير نبيل عبدالفتاح.. أفضل رد علي تقرير هيلاري كلينتون















المزيد.....

تقرير نبيل عبدالفتاح.. أفضل رد علي تقرير هيلاري كلينتون


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 3198 - 2010 / 11 / 27 - 16:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الشد والجذب هما واقع حال العلاقات بين الحكومة المصرية والإدارة الامريكية هذه الايام، وهي العلاقات التي شهدت شهر عسل طويلا بدأ في عهد الرئيس الراحل أنور السادات الذي كان يفاخر بصداقته لـ »هنري كيسنجر« ودأب المسئولون المصريون منذ ذلك الحين علي وصف الولايات المتحدة الامريكية بأنها »حليف استراتيجي« لمصر، وفي ظل هذا »الغزل« المتصاعد لـ »ماما أمريكا« كان أمثالنا من الذين يطالبون بـ »وقفة موضوعية مع الصديق الأمريكي« والتروي في »وضع 99% من أوراقنا في يد أمريكا« يتعرضون لهجوم مفزع من فصائل »المارينز« المصريين.
الان.. تغير المشهد تماما بزاوية 180 درجة، وعندما تفتح الصحف تطالعك تصريحات نارية مناهضة للادارة الامريكية علي لسان نفس اولئك الذين كانوا يكيلون لها المديح ويسبحون بحمدها بالامس القريب!
اما اسباب هذا التحول الدراماتيكي فهي متعددة، لكنها تركزت خلال الايام الاخيرة في قضيتين اساسيتين: الاولي هي الموقف الامريكي من انتخابات مجلس الشعب التي ستجري في مصر يوم الاحد المقبل، والثانية هي تقرير الحالة الدينية الذي تصدره الخارجية الامريكية سنويا، وجاء تقرير هذا العام متضمنا انتقادات حادة للاوضاع في مصر بهذا الصدد، وهي الانتقادات التي ردت عليها وزارة الخارجية المصرية بانتقادات مضادة للتقرير الامريكي الذي اعتبرته وزارة الخارجية المصرية »صادرا عن جهة لا حق لها في اجراء تقييم لهذا الموضوع« وانه »مرفوض من حيث المبدأ«. وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية، السفير حسام زكي، ان مصر معنية فقط بما يصدر عن الجهات والاجهزة التابعة للامم المتحدة في هذا المجال، ومن هذا المنطلق قال حسام زكي: ان مصر تؤكد رفضها قيام اي دولة بتنصيب نفسها »وصيا« علي اداء دول مستقلة ذات سيادة من دون مرجعية او سند.
ولو ان هذا الموقف الذي تردد علي لسان اكثر من مسئول مصري كان موقفا »ثابتا« ازاء مثل هذه »التدخلات« الامريكية في الشئون الداخلية لمصر، وغيرها من البلدان ذات السيادة، لما كان هناك معني للدهشة. لكن المشكلة مع ردود الافعال المصرية المشار اليها انها تأتي بعد ادمان تبني خطاب »الغزل« في كل ما هو امريكي، والتفاخر بشهادات »حسن السير والسلوك« التي تضمنتها كثير من التقارير الامريكية في السابق. وهو ما وصفه زميلنا عبداللطيف المناوي رئيس قطاع الاخبار بالتليفزيون المصري بـ »الشيزوفرينيا في التعامل مع امريكا« مفصلا ذلك بقوله »أظن ان احد اهم ظواهر تلك الحالة من الشيزوفرينيا التي نعانيها وعلينا ان نعترف بها اولا، والخطوة الثانية هي انه ينبغي ان نتوقف حكومة ومعارضة، شعبا واعلاما- خاصا وقوميا- عن انتظار او تصيد اي شهادة خارجية تتوافق مع توجهاتنا ونضعها في صدر الصورة. هذا شعب وهذا وطن لا ينتظر شهادة من احد، ليس تكبرا وليس رفضا للحوار او التعامل مع الاخر. ولكن ينبغي ان نبدأ في بناء حالة حقيقية من الثقة في هذا الشعب وهذا الوطن فلا ننتظر صكوكا بحسن السير والسلوك من اي من كان، حتي لو كان أقوي دولة في العالم..«.
ونضيف الي ما قاله عبداللطيف المناوي- الذي يحتل مكانة بارزة في الاعلام الرسمي- ان افضل وسيلة لقطع الطريق علي الادارة الامريكية- وغيرها من الجهات التي تتلمظ للتنطع علي الشئون الداخلية المصرية- هو نزع الذرائع التي تسهل لها ذلك.
وعلي سبيل المثال، فان اهم تفنيد لاي اتهامات، او انتقادات، لمصر فيما يتعلق بملف الحريات الدينية، يأتي بضمان هذه الحريات علي ارض الكنانة، ليس ارضاء لامريكا او غيرها من الاطراف الخارجية، وانما لان هذا هو ما يستحقه شعب مصر وحق جميع ابنائه علي اختلاف انتماءاتهم الدينية.
وضمان هذه الحريات لا يتأتي بالتشدق بها، وانما بممارستها علي ارض الواقع وازالة الاشواك والاعشاب السامة التي تعترض سبيلها. وهذا يعني اولا الاعتراف بوجود مشاكل وعقبات ثم البحث عن توافق وطني حول افضل السبل لتذليل هذه العقبات.
وهناك بالفعل مشكلات بهذا الصدد، وليس معني ان التقرير الامريكي قد رصدها ان نتجاهلها. صحيح ان التناول الامريكي لهذه العقبات وتلك المشكلات يمكن ان يكون كلام حق يراد به باطل، لكن ذلك لا يجب ان يدفعنا الي الاكتفاء بالحديث عن سوء النوايا الامريكية وانما يجب ان يكون حافزا اضافيا لقيامنا بواجباتنا »المنزلية«.
وعلي سبيل المثال فانني اسلم، وابصم بالعشرة، علي ان الادارة الامريكية تحاول من مهاجمة السياسة المصرية في واحدة من نقاط ضعفها- مثل الحالة الدينية في مصر- ليس حبا في سواد عيون الحرية الدينية وانما لحرف الانظار عن تواطؤ السياسة الامريكية مع السياسة الاسرائيلية الاستيطانية، واخفاقها في التقدم بملف الصراع العربي- الاسرائيلي ولو خطوة واحدة الي الامام.
لكن ذلك لا يعني ان نضع رءوسنا في الرمال وان ننكر ان هناك مشكلة حقيقية نعاني منها فيما يتعلق بالحريات الدينية، وان هذه المشكلة يجب ان نجد لها حلا.. اليوم قبل الغد.
خذ علي سبيل المثال احد الابعاد المهمة لهذه القضية المتمثل في حرية المعتقد.
الكلام المعسول بهذا الصدد كثيرا جدا، لكن يبقي واقع الحال أن حرية المعتقد منقوصة. وهناك شواهد كثيرة علي ذلك منها القيود التي مازالت مفروضة علي بناء الكنائس، وهي قيود يعود تاريخها الي ما يسمي بـ »الخط الهمايوني« والاحتلال العثماني لمصر!
ومنها التمييز في شغل الوظائف العمومية، وبالذات العليا منها!
ومنها انتزاع الاطفال من احضان امهاتهن المسيحيات لمجرد اشهار ازواجهن اسلامهم.
ومنها التلكؤ في تحريك آلاف الدعاوي القضائية المتعلقة بأشخاص مسيحيين اشهروا اسلامهم، ثم عدلوا عن ذلك وعادوا الي اعتناق المسيحية، فتم اعتبارهم »مرتدين«، بكل ما يترتب علي ذلك من تعقيدات وتداعيات.
ومنها التمييز ضد اصحاب معتقدات توصف بأنها »غير سماوية«، مثل البهائية.
ومنها الموقف ضد فرق اسلامية، مثل الشيعة.
ومنها التناقض بين المادة الخامسة وبين المادة الثانية من الدستور.
ومنها المناهج الدراسية المتخلفة التي تحتوي علي افكار مناهضة لمبدأ المواطنة.
ومنها التناول الاعلامي الذي لا يخلو من مظاهر شتي للتحريض علي بث ثقافة الكراهية الطائفية.
>>
كل هذه.. وغيرها.. مظاهر واقعية لمشاكل حقيقية يجب الاعتراف بها، والعمل الجدي لمعالجتها.
وهذا يتطلب ما هو اكثر من القرارات البيروقراطية، فهو يتطلب ارادة سياسية، ورؤية متكاملة لجميع الابعاد الفكرية والثقافية والتشريعية والاقتصادية والاجتماعية لهذه المشاكل المزمنة، خاصة في ظل تصاعد المد الاصولي، الاسلامي وغير الاسلامي، في مصر ودول المنطقة، بل في كثير من انحاء العالم في ظل العولمة، فلا يجب النظر الي الحالة الدينية في مصر دون النظر الي مستجدات الظاهرة الدينية المسيحية محليا وصعود »الاصولية اليهودية« وغيرها من الاصوليات في المنطقة والعالم.
علما بان الإمساك الجدي بزمام هذا الملف يعني انتهاج البحث العلمي والايمان بالعلم اولا واخيرا، وليس الفهلوة والكلام الانشائي الذي لا يقدم وانما يؤخر فقط.
واذا كنا غاضبين من تقرير الحالة الدينية الذي تصدره وزارة الخارجية الامريكية، ومن حقنا ان نغضب بالفعل، فلماذا لا تعود الروح الي تقارير »وطنية« جادة، مثل تقرير الحالة الدينية الذي كان يصدره الزميل الباحث والكاتب المحترم نبيل عبدالفتاح تحت مظلة مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالاهرام؟!

وللحديث بقية



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دليل الصحفي النزيه .. للوصول إلي قلب القارئ الذكي
- فوضى خصخصة الأثير.. فاصل ونواصل
- عماد سيد أحمد .. وحديث المحرمات
- «الشيوعى» فى حضن «الإسلامى»
- مصر .. فوق المسجد والكنيسة (2)
- مصر... فوق المسجد والكنيسة
- اختطاف مصر!
- محمود محيي الدين.. الدولي!
- سعد هجرس مدير تحرير«العالم اليوم»: لست من أنصار جمال مبارك.. ...
- موائد الرحمن الرمضانية.. وداعاً .. يحدث في مصر فقط: الفقراء ...
- لا تتظاهروا بالمفاجأة إذا اختفي الهرم الأكبر.. غداً
- هل مصر «دولة فاشلة»؟!´-1
- هل مصر دولة فاشلة؟! (2 -2) .. نكتة أمريكية: جيبوتي أقل فشلاً ...
- البلطجة تخرج لسانها للقانون!
- حكومة »الإظلام التام«.. والموت الزؤام!
- رداً على إحراق القرآن فى فلوريدا .. هل نحرق قلوب أقباط مصر؟!
- أصل الداء دون لف أو دوران: »الساركوسيست« الهندي.. صناعة مصري ...
- المغربي.. في »وادي كركر«
- ملتقى الجونة (2)
- ملتقي الجونة (1)


المزيد.....




- برق قاتل.. عشرات الوفيات في باكستان بسبب العواصف ومشاهد مروع ...
- الوداع الأخير بين ناسا وإنجينويتي
- -طعام خارق- يسيطر على ارتفاع ضغط الدم
- عبد اللهيان: لن نتردد في جعل إسرائيل تندم إذا عاودت استخدام ...
- بروكسل تعتزم استثمار نحو 3 مليارات يورو من الفوائد على الأصو ...
- فيديو يظهر صعود دخان ورماد فوق جبل روانغ في إندونيسيا تزامنا ...
- اعتصام أمام مقر الأنروا في بيروت
- إصابة طفلتين طعنا قرب مدرستهما شرق فرنسا
- بِكر والديها وأول أحفاد العائلة.. الاحتلال يحرم الطفلة جوري ...
- ما النخالية المبرقشة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - تقرير نبيل عبدالفتاح.. أفضل رد علي تقرير هيلاري كلينتون