أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلود المطلبي - ( مابين التايمز ودجلة..عاشقة لا تريد ان تصحو..) قراءة نقدية لديوان تحت سماء الثلج














المزيد.....

( مابين التايمز ودجلة..عاشقة لا تريد ان تصحو..) قراءة نقدية لديوان تحت سماء الثلج


خلود المطلبي

الحوار المتمدن-العدد: 3198 - 2010 / 11 / 27 - 10:21
المحور: الادب والفن
    


( مابين التايمز ودجلة..عاشقة لا تريد ان تصحو..) قراءة نقدية لديوان تحت سماء الثلج

بقلم الناقد ريسان الخزعلي


حينما ازور العراق سأحاول
ان اجلب معي لبريطانيا نخلة عراقية ازرعها
وأُكون لي عراقاً صغيراً لي هنا في حديقتي الانجليزية
.من رسالة الشاعرة.


(تحت سماء الثلج ) مجموعة الشاعرة المغتربة خلود المطلبي (يكشف نبضها الداخلي )
مقطع الرسالة اعلاه وقد اردت منه مفتتحا اضافيا في قراءة المجموعة التي جاءت باللغتين العربية والانجليزية في محاولة لتواشح مناخين متقاطعين ومتداخلين في ذاكرة الشاعرة وحضورها اليومي في المواجهة الشعرية التي ما كان مقدرا لها ان تكون بعيدة عن دجلة. ان مثل هذا البعد(الابتعاد) اضطراري في جوهره ولا يمثل الا المسافة التي تفصل بين نهرين حيث يشع البعد الروحي في اختزال هذه المسافة:
فرَّ الصبية في الاعظمية مني
وتناقلت النسوة حكاية الصغيرة..
التي نسيتها امها
في شوارع الاعظمية
راغبة خاتون بالتحديد
ان الصبية –الشاعرة الان, ما زالت سرة ولادتها مربوطة الى نخلة جنوبية تلوح لها تحت سماء ثلجي وهي تتمثل صوت الشاعرة السومرية انهيدوانا في تطمين روحي وانشداد مخفي بين حنايا الضلوع, يفضح هذا النداء ورنينه الايقاعي (يا ابنة اوروك):
يا ابنة اوروك
ايتها المرأة التي تشعل صباحات شموعها
في دمى الليل المحنطة ..
اراكِ تقفين بانتظار قطار (بوند ستريت )
وقد ادهشتكِ ستائر الثلج وكثرة العصافير
....
....
...
ستتنصت هناك
لمقاطع موسيقية لصوتي الطفولي
وستعرف بأن تلك الطفلة الجميلة
ستبقى الى الابد
داخل زهرة ثالوثك الغامضة




وأرى ان (الشاعرة الآن ) ما زالت الطفلة التي تحتمي بداخلها الاول,الداخل الساخن في مواجهة الثلج الذي يلون اصابعها وشعرها دون ان يمس حرارة نبضها المشدود الى ميسبوتاميا..طللية الذاكرة لا طللية المكان ..انها ملكة ميسوبوتاميا تمثلا واحتياجا الى فكرة الشعر ودلالة الاشارة التاريخية:



ملكة ميسوبوتاميا العاشقة
تعبر تلك الغابة
مغمضة العينين
فر الوطن المعشوق من بين يديها
وهي تفر الآن من الوطن العاشق
مغمضة العينين ستمشي بدثار محطات البرد


ورغم هذا الشعر الروحي الملوكي الّا ان الشاعرة تفيق على صحوة طفولة مفقودة ,طفولة مكتنزة باللاوعي حيث الاعماق التي تأتي بالشعري في لحظة الاشتعال الشاعري:


(من ميسوبوتاميا افيق.. واقاسمك السر مثل جنازة الاحتفال)
.
في مستوى الابداع الفني الجمالي فأن قصائد الشاعرة في (تحت سماء الثلج ) تمتاز بمقومات ابداعية متداخلة ضمن اشتراطات قصيدة النثر فالشاعرة ليست بعيدة عن فكرة الايقاع الداخلي , اللغة المتحركة الواضحة بعيدا عن السهولة , التركيز حول بؤرة القصيدة والدوران حول المحيط بابعاد تكاد تكون متساوية , الاختزال , الالتفات الى الرموز حيث دلالاتها...السرد في القصيدة لاسيما القصيرة منها , المشاكسة اللغوية, التسلسل التراتبي حيث يفضي كل ما قبل الى ما بعده :

محزن جداً أنك لن تقول لي
مرة أخرى
Hi
لأن بحر المانش الذي تجمَّدَ فجأة
قد ابتلع الخمسة عشر عاماً كلها
تلك التي كنا سنتبادلُ فيها الأدوار
مرةً تكون أنتَ أبي
ومرةً أخرى
أصيرُ بها
أمكَ

في (تحت سماء الثلج ) لا تتستر الشاعرة على صوت الجسد ولم تراوغ هواجس الانثى...انها منصتة الى نداءات الاعماق...تكشف المستور عنه في قيمة الشعر الجمالية الفنية دون حذر من وهم الحياء الاجتماعي الذي ترسب في دواخل بعض الشاعرات وقتل جذوة الشعر التي ما كان لها الا ان تنفلت والشاعرة على وعي بما تفعل حيث الاشارات الحادة المدببة التي تخترق الجدار المصطنع بعيدا عن فضائحية مزعومة لا يحتملها الشعر الصادق وقصائد مثل (الراهبة, اشتعالات الجسد ,لحبنا كل هذا الجنون, قبلة تيه, لاضرورة لاحمر الشفاه) تكشف عن مرموزية ذوقية في موضوعة الجسد والانثى: (ارفعي فستانك عن الأقدام قليلاً, عقاب الراهبات أن يمشين, على المسامير و لا يخدشن رائق أقدامهن , سأغمضُ عينيَّ , قبلني الآن" , أستغفر الله, أربكها القلب بخفقتين, واحدة له وأخرى للغياب) ومثل هذا الكشف بضروراته الشعرية الفنية يمنح الشاعرة توصيف الخصوصية:


هذه الليلة
لن أطالبكَ الّا بجنون أخير
غواية الغياب في
شغف الذاكرة
أُعري الليلة
بقبلتين
متاهة شوق على حافة الكأس
اشتهاء
يليق بعتمة صمتي
في أَبدية هذا االهروب
أُحبكَ أَكثر
والشاعرة رغم السماء الثلجيية الا انها محاطة بالاعتراض ولم يقوض هكذا اعتراض مجساتها الشعرية...( كم مرة اردت ان اكتب لك , ان افهمك , بأن مراسلاتي مع البروفسور , كانت لاجل استعادة لحظة ما بين بغداد وهولندا , اللحظة التي لا تزال انت تصر على التخلص منها ).
الشاعرة تحت السماء الثلجي تكتب القصيدة في بيت الشاعر( كيتس) في محاولة لعيش تجربته ولو لوقت قصير , وتمد جسورها مع الشاعرة سيلفيا بلاث و هوبكنز ومحمد شمسي والديجافو – احساس المرء بأن التجربة الجديدة التي مر بها كان قد مر بها من قبل والاحالة الاخيرة تكشف ما هو مضمر , ماهو مسكوت عنه...لان مابين دجلة والتايمز...عاشقة لا تريد ان تصحو:

اتركني أيها الحبيب
اتركني لثمالتي
وسكري
فثمة عاشقة لا تريد أَن تصحو



#خلود_المطلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كالحب... كالحرب
- تكرارٌ لشغفٍ صامت
- تقديم لديوان: تحت سماء الثلج للشاعرة خلود المطلبي
- وداعاً الى الحب الكاذب :قصيدة للشاعر سير والتر رالف
- في خرائط جسدي ابحروالهة اليك لا ميلي دكنسن


المزيد.....




- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلود المطلبي - ( مابين التايمز ودجلة..عاشقة لا تريد ان تصحو..) قراءة نقدية لديوان تحت سماء الثلج