أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - زكرياء الفاضل - شهداء أم ضحايا؟














المزيد.....

شهداء أم ضحايا؟


زكرياء الفاضل

الحوار المتمدن-العدد: 3198 - 2010 / 11 / 27 - 10:15
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



نعود مرة أخرى إلى أحداث العيون وهذه المرة لطرح رؤيتنا حول من سقط على ساحتها الدامية. فجل ما كتب في الموضوع (ونستعمل كلمة "جلّ" لأننا نستثني بعض الأقلام التي عبّرت عن موقفها باستقلالية كاملة) كان تحت تأثير الإعلام الرسمي الذي يرى أنّ رجال الأمن الذين سقطوا في الساحة هم شهداء الوطن قدموا أرواحهم فداءا له وهذه مغالطة كبيرة الهدف منها التستر على مسئولية المخزن في هذه الجريمة الشنعاء. واليوم بعد مرور عشرين يوما على تلك الأحداث الأليمة، وبعد أن هدأت النفوس نوعا ما لنحاول تقييم ما حصل من سفك للدماء بعيدا عن العاطفة وخارج إطار وجهة نظر الإعلام الرسمي، لأنّ مهمته التي وجد من أجلها هي الدفاع عن النظام المخزني لا عن الشعب ومصالحه.
حسب ما شهدناه في الفيديو (وهو تسجيل المخزن، لأنه كان من الطائرات العمودية) الذين دبحوا تدل بدلتهم على انتمائهم للقوات المساعدة، وهي قوات المفروض احتياطية تقوم بتطويق أو حصار المنطقة التي بها شغب ،وهو ما يعرف في مصطلحات المجال بالحزام الأمني الأول، ولا تشارك في العمليات لأنها من اختصاص القوات الخاصة المدربة على القتال والتدخل في حالات الطوارئ. هذه القوات يمثلها في المغرب الدرك ووحدات التدخل السريع. فقوات التدخل السريع تعمل على ضرب حزام أمني ثاني لدعم الحزا م الأمني الثالث الذي تشكله مجموعة من الدرك بينما مجموعة ثانية منه تقوم بالاقتحام أو التدخل المباشر. وهناك حزام رابع خارج هذه الأحزمة يضربه القناصون الذين يكمن دورهم في إطلاق النار على المجرمين أو الإرهابيين الذين بحوزتهم رهائن يهددون بقتلهم أو دبحهم، ومهمتهم إطلاق طلقة واحدة على من يهدد الرهينة وهي طلقة واحدة في الرأس غالبا تكون في الجبين. هكذا تقام العمليات من طرف القوات الداخلية ذات كفاءة عالية. لكن كيف تعاملت القوات المغربية مع الأحداث؟ بكل صراحة تعاملت معها باستهثار، إن لم نرد قول بعدم كفاءة، حيث تدخلت وكأنها تطارد طلبة الجامعات أثناء الإضرابات رغم أنّ إيماننا عميق بكون تدخلها في الجامعات يكون عنيفا وكثيرا ما استعملت فيه الكلاب المدربة، على الأقل في عهد الرصاص.
هناك مجموعة أخرى دورها يكون استكشاف مكان العملية وذلك قبل الأحداث وأثناءها وهي على اتصال دائم ومباشر مع القيادة لتزويدها بالمعلومات اللازمة كي تكون على بينة مما يجري في الساحة وبالتالي اتخاذها القرار الصائب. هذا وعملية من هذا النوع تشارك فيها جهات أمنية مختلفة من بينها المخابرات التي لا يستهان بدورها في مثل هكذا أحداث حيث عليها معرفة كل صغيرة وكبيرة قبل وقوعها، لكن مخابراتنا يظهر أنها منشغلة بجماعة العدل والإحسان والإعلام الحر والشريف والمناضلين اليساريين بالجامعات. إنّ أعمال الشغب والتخريب تكون لها نواة محركة وأعوان ينفذون أوامرها هكذا تفيد الدراسات العلمية المختصة في المجال، وما دام الأمر كذلك فلابد لها من تخطيط وتدبير، فأين هي مخابراتنا من هذه المهمة؟
لنعود مرة أخرى لشريط الفيديو المتعلق بدبح رجل الأمن، فكما قلنا قد أخذ من طائرة عمودية التي صورت كل العملية دون تدخل القناصين لإنقاذ الضحية، وكأنّ المغرب لا قناصة له؟ بالطبع المغرب له قناصة وبكفاءة عالية، لكنهم لم يتلقوا الأوامر بالتدخل لإنقاذ الضحية. وهذا يعني أنّ السلطة المخزنية قدمت رجال الأمن كأكباش الفداء لربح الرهان على الساحة الدعائية ضد الخصوم أي أن دم وروح أفراد قوات الأمن لا يساويان شيئا عندها، فهم بالنسبة لها مجرد درع واقي لها ضد خصومها سواء كانوا داخليين أم خارجيين. فلوا أعطيت الأوامر للقناصين وتدخلوا لما دبح من دبح من رجال الأمن، لذلك نعتبرهم ضحايا السياسة المخزنية الطبقية، وإن أصر البعض على أنهم شهداء فنجيبه بأنهم شهداء سياسة الميز الطبقي والسياسة اللاشعبية إذ لو كان الضحايا أبناء وزراء أو قياد أو ذوي الجاه والنفوذ لاستخدمت السلطة المخزنية الدبابات والطيران لإنقاذهم وليس فقط القناصة، لكن الضحايا هم أيضا طبقيا ينتمون إلى الكادحين لذلك وقفت عدسات مجموعة التوثيق (إحدى المجموعات التي تشارك في مثل هذه العمليات ومهمتها إلتقاط صور المشاغبين وبالتحديد المحرضين والمسييرين) تلتقط ببرودة عملية دبح أبنائنا دون أن يتحرك لها ساكن لإنقاذهم. فكل ما كان يهمها هو الدعاية لصالح السلطة المخزنية ولو بدم المواطنين من فلذة أكبادنا. إنّ الطامة الكبرى هي أنّ المخزن خسر هذه المعركة أيضا رغم أبواقه التي تحاول دون جدى إقناعنا أنّه انتصر فيها. والدليل هو إدانة البرلمان الأوروبي لهذه الأحداث (مما يعني أنّ كفة ميزانه لا تميل في صالح المغرب، الشيء الذي اتضح جليا في رد فعل خالد الناصري وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة). كما أن البرلمان الأوروبي قرر عقد جلسة له خاصة بالموضوع في الشهر المقبل سيستدعى لها الجانبين المغربي والانفصالي على حد السواء، وهذه الدعوى للطرفين معا، في حد ذاتها، لها ما لها من مغزى.
هذه الوضعية تدفع بنا للاعتقاد أنّ السلطات كانت تعرف ما سيحصل ومع ذلك دفعت برجال أمن غير مدربين بالشكل الكافي لخوض معركة شرسة وذلك للسبب الذي ذكرناه. لكل هذا فإننا نحمّل مسؤولية سقوط أبنائنا في أحداث العيون للسلطة المخزنية بالدرجة الأولى قبل اتهام الخصوم بالوحشية والهمجية والجبن إذ دبح من لا سلاح له لا يمكن اعتباره شجاعة ولا بد من الضرب على أيديهم بكل قوة العدالة والقانون. إنّ هؤلاء السفاحين مجرموا حرب ويجب التعامل معهم من هذا الأساس لا غيره.
ختاما نوجه نداءا لأبنائنا العاطلين، والذين تدفع بهم الظروف الاقتصادية القاسية للالتحاق بالقوات المساعدة أو الشرطة أو قوات أخرى، بأن لا يغامروا بحياتهم وننصحهم قبل اتخاذ مثل هذا القرار بأن يفكروا في خدمة من سيكونون وهل لحايتهم قيمة عند السلطة التي يعتزمون الدفاع عنها؟ فشريط الفيديو الذي عرض خير دليل على أنّ لا قيمة لحياتهم عند المخزن الذي لا يهمه غير الحفاظ على سلطته والدفاع عن مصالحه الشخصية مستغلا في ذلك المشاعر الوطنية للفئات الشعبية.



#زكرياء_الفاضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحليل اشتراكي علمي لأحداث العيون.. والحكم للتاريخ
- من المنتصر حقا؟
- جائزة ابن رشد انتصار للفكر العلمي
- الخطابات الرسمية والمجتمعات السريالية
- هسبريس تلك الكواليس..
- الإصلاح ترميم أم تغيير؟
- فقه رجل امي في فريضة صوم رمضان
- حاتم الطائي
- هل المغرب دولة سيادة القانون؟
- المغرب دولة القانون؟
- الشباب المغامر تنفيذا للتعليمات السامية
- فاتح مايو
- الدين وطموحات الجماهير
- قرغيزيا: ثورة شعبية أم مؤامرة خارجية؟
- الدرة المفقودة
- حوار مع الرفاق السلفيين
- أصرخ أين شهامتكم..؟
- أهل القرية وابن الشهيد
- هو وهي
- Tyrannosaurus


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - زكرياء الفاضل - شهداء أم ضحايا؟