أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد البدري - العمرانية ونهاية عصر الشهداء














المزيد.....

العمرانية ونهاية عصر الشهداء


محمد البدري

الحوار المتمدن-العدد: 3198 - 2010 / 11 / 27 - 02:41
المحور: حقوق الانسان
    


يفخر الاشقاء من مسيحي مصر بعصر الشهداء ويفخر به ايضا مسلميها، فكل له اسبابه بغض النظر عن ما في النية من حسن او سوء. ولان للفخر منطلقات دينية نابعة من الهدف الديني فلم يسلم المصريون من تبعات فخرهم فعانوا من فتن هي اصلا من صلب الاديان. والفتن كما تعودنا عليها من اصولها القادمة الينا في جزيرة العرب مقرونة دائما بالعنف مع التصفية للخصوم حيث ينتمي كل خصم الي مذهب ديني ولو داخل الدين الواحد، لهذا ظلت الاديان تحمل قدرها من العنف الي حد ان تصور بعضهم ان احداث العمرانية بحي الجيزة الاخيرة هي تورا بورا مصرية.

استشهد الشهداء قديما في مواجهه الرومان لانهم محتلين، بينما تبادل الاشقاء الاقباط حديثا الطوب والحجارة مع جنود الأمن المركزى وقل عدد الشهداء بالرصاص وليس علي الصليب الي مواطن واحد لا غير. ولاننا لسنا علي علم ودراية كافية باسباب المعركة الا ان الثابت انها معركة اصيب فيها قادة من الامن وجنود ومواطنين. وخرجت الاخبار تؤكد ان مسلمين ايضا شاركوا في الدفاع عن الاقباط في مواجهه الامن.
لو راجعنا ملف الفتن الاسلامية منذ عصر السادات في حادثة الزاوية الحمراء انتهاءا بتفجيرات الحسين التي راح ضحيتها هذه سائحة قرنسية لادركنا ان لا سبب له سوي الفشل السياسي في التعامل مع الداخل ومع الخارج علي السواء. فالمشكلات السياسية مع الخارج تمت تسويتها بفوضي لازالت تقذف بحممها الي الداخل، اما الداخل فظل عاريا تقبل خنادقه كل ما يلقي اليها من الخارج لتنميته واعاده استثماره كجرائم تشعل النسيج الوطني. فالملفات القديمة الباقية منذالفرمان العالى المعروف بالخط الهمايونى والتي هي من كراكيب زمن ما قبل يوليو إضافة الي مخلفات زمن يوليو كلها اصبحت قابلة للاشتعال تنتظر اتفه الاسباب لتنطلق الشرارة الي ما ليس قابلا للاشتعال فتحرقه ايضا. لكن ان يصل الامر الي خروج الاف المسيحين المصريين للعراك مع امن الدولة لاسباب دينية فهي نقلة نوعية علينا بقتل اسبابها علي الفور.
لم أستوعب أن يجري شارع الهرم ومنطقة العمرانية إقتحام مبنى محافظة الجيزة، وهو تحول نوعي بختلف تماما عن ما نسمعه او نقرأه عن عصر الشهداء. فالمسيحيين المصريين سلالة الفراعنة العظام هم اكثر الفئات المصرية احتراما للدولة ولمعانيها السياسية رغم ما شاب تاريخهم الديني من اعمال تنفي هذه الفرية ايضا. لكن الفوضى الادارية والعنف الثقافي في الخطاب اليومي الذي ساد الحياه المصرية اوصل الامور الي الحد الذي جعل رمانة الميزان في الحياة المصرية تنحدر الي مستويات من التمرد غير مسبوقة في تاريخ المصريين.

فمن حق الأقباط أن يغضبوا لامور كثيرة غير مبررة فى مسائل متعدده كالترقيات في الجامعات وشغل المناصب وبناء الكنائس وحق الكتابة في الصحف بما يتناسب والتعابير المسيحية التي تختلف جذريا مع العقيدة الاسلامية. وهي امور تعطي الجاهل والمسطح حضاريا وثقافيا من مواطني الدولة جراة باستضعاف شقيقه المواطن المسيحي، فاذا كانت الدولة تستنفر قدراتها لمنع حقوق طبيعية للمسيحيين فلماذا لا يفتئت عليها الجاهل والامي من الديانة الاخري (وللاسف فهم كثر) لتنفيذ ما بقي وما توحي به سياستها ازاء الاقباط. الم يفتي الغزالي الذي يوصف بالجليل بان قاتل فرج فودة افتئت علي السلطة، اي قام بما لم تقم به السلطة من واجبات شرعية؟
قامت الدولة الحديثة علي اربعة اعمدة هي الدفاع، الامن، التعليم والصحة. ورفع محمد علي القواعد من البيت علي هذه الاسس وتوقع الجميع استكمال البناء وكسوته بكسوة مشرفة بقانون عام يضمن الحقوق للجميع دون أدني تفرقه. فاللوم إذن لا يقع علي عاتق مواطن جاهل يحمل رشاشا ليقتل مثقفا لان دينه الذي هو مصدر من مصادر التفرقة يوحي له باخذ ذمام الفعل بدءا من لسانه انتهاءا بيده. فالدولة الحديثة التي تعرف القضاء كفيلة بوقفه عند حده اما بالتعليم واما باقامة العدل الذي يساوي بين المواطنين. هذا العجز دفع بالأقباط أن يهبوا للدفاع عن كنائسهم رغم ان المسلم والمسيحي يدفعان سويا تكلفة حراسة نشهدها جميعا امام دور العبادة المسيحية وليس امام المساجد التي تتمتع بامن تام مما يعطي انطباعا لكل زائر ان العدوان صادر من طرف ضد طرف آخر ومع ذلك فان وسائل الاعلام تؤكد روح التسامح في الاسلام. ان حقائق اوضاع الحراسة والامن تقول ان التسامح الان اصبح مسيحيا وليس اسلاميا.

فمصلحة هذا الوطن ليست رهنا بحراسة دور عباده انما هي مرهونه بمن يصلي في الداخل وعلي من يدعو في صلاته. فغير مفهوم مراقبة الالغام في الخارج بينما يزرعها المؤمنين في الداخل وفي بيوت السكن ايضا. بعد صلاه الجمعة في احد ايام هذا الصيف قطع احدهم الخطبة وخرج قبل اقامة الصلاة وقرر ان يصلي خلف جهاز التليفزيون في منزله لان الامام الذي في الجهاز هو احد نجوم الفتن. فالرجل خرج من المسجد دون اشباع كاف لعدوانيته التي يغذيها الاعلام المئي والمسموع. فنيران الفتنة يشعلها الموظفين في الاعلام وفي الروتين الاداري وفي تنفيذهم لقوانين يعرفون مسبقا ان تصادر حقا فلماذا لا يصادروا هم وعلي مسؤليتهم نفاقا للنظام وللدولة وللدين ايضا.

في الاحداث الاخيرة لم يقم احد بدور الشهيد كاطفاء لنار وجعلها مجرد رماد بل اصبحت عنفا لاسباب يمكن للمحافظ او اي مسؤول اداري او موظف روتييني فاسد ان يقيم حجته علي انها افتاءات علي القوانين وعلي الدولة بينما هي في حقيقتها اعتراض علي اوضاع لم يعد ممكنا بقائها لان البعبع الذي في الخارج والذي ترهب به السلطة المواطن سياخذها ماخذ الجد ويستفيد منها بغض النظر هل هو جهاز الموساد كما حاول مصطفي الفقي الصاق التهمة به في محاضرته بالامس واما بالحركة الوهابية الارهابية التي تريد هدم كل ما لا يتفق واسلامها الجديد الغير حنيف الذي لم تعرفه مصر طوال تاريخ اسلامها.



#محمد_البدري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نفهم الجرائم الاصولية الاخيرة
- اغلاق مؤقت باذن الله وباذن السلطة
- تحالف الاصولية الاسلامية مع الصهيونية اليهودية
- السلف وسذاجة الفكر
- قمة فضح العرب
- ما قد حدث للمصريين
- أزمة النص عند العرب والاسلاميين التاريخية
- انسدادات حوارية ومحاولة محموده للحل
- سؤال قديم مكرور
- في ذكري العام التعس 1952
- نصر ابو زيد الحاضر دائما
- بين هايزنبرج وعمارة
- السلف وبلاهة الفكر
- الكنيسة إحدي مؤسسات القمع التاريخية
- المشترك بين لينين وستالين والاسلام
- إما الليبرالية وإما مالاخوليا العروبة
- صديقي العزيز
- العرب بين الاساطير والعقلانية
- حوار مع د. طارق حجي
- أهل السنة أهل المشاكل


المزيد.....




- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بشبهة -رشوة-
- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد البدري - العمرانية ونهاية عصر الشهداء