أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حوا بطواش - الرجل الخطأ- الحلقة الثامنة














المزيد.....

الرجل الخطأ- الحلقة الثامنة


حوا بطواش
كاتبة

(Hawa Batwash)


الحوار المتمدن-العدد: 3197 - 2010 / 11 / 26 - 18:39
المحور: الادب والفن
    



فاجأتْني فادية بخبر حملها بعد طول الإنتظار، فذهبنا نحن الأربعة الى أحد المطاعم للإحتفال بهذه المناسبة، ففوجئت بوجود المرأة التي كان فراس على علاقة معها قبل مدة، وكادت تودي بنا الى الطلاق. وحين عدنا الى المنزل، سمعت بمحض الصدفة حديثا لفراس على الهاتف، وعرفت أنه كان يحدّث تلك المرأة، وكان حانقا على تواجدها في ذلك المكان في نفس الوقت الذي كنا نحن فيه، فقد سبّب له ذلك احراجا شديدا. لم أبقَ للتّنصت على بقية الحديث وعدت الى غرفتي وأنا أحس برعدة باردة تجتاح جسدي، وتسارعت ضربات قلبي واشتدّت، حتى كادت ان تخترق صدري اختراقا.

كنت مصدومة! انه ما زال يكلّمها! وما زالت علاقتهما مستمرة! انه لم يتغيّر!

موجة من اليأس الداكن استولت على كل كياني، وغرقت في حزن وهم، ولم أعرف كيف أفكّر، وماذا أفعل! بعد كل ما فعلت من أجل عائلتنا... هكذا يكافئني؟! أكان يخدعني طوال هذا الوقت؟ لقد وعدني بأن يقطع علاقته بها واكّد لي انه نادم على فعله، حتى جعلني أصدّقه وأعود اليه. والآن... أكتشف أنه كان يكذب طوال هذا الوقت! لم يتغيّر فيه شيء. لقد جعلني أعيش في كذبة كبيرة طوال شهرين، حتى بدأت أؤمن بأنه تغيّر، وأن سعادتي يمكن ان تتحقق رغم كل شيء، وها انا اليوم أكتشف كم كنت غبية!

ولكن، ربما أكون على خطأ، واسيت نفسي قليلا. ربما لا يدل ذلك الحديث الذي سمعته على استمرار علاقتهما الغرامية، انما... ربما تكون علاقة من نوع آخر. من يدري! ربما ما سمعت لم يكن دليلا قاطعا، انما اشارة الى وجود شيء ما.

عالم من الأسئلة ارتسم أمامي، وبقيت الحيرة تطوّقني أياما وليال طويلة، ولم توصلني أفكاري الى شيء ما مؤكّد، انما قادتني الى المزيد من القلق والريبة والمرارة في أعماقي. وبعد مدة قصيرة، حدث الشيء الذي كنت أتوقّعه الأقل... وكان عليّ تفادي حدوثه الأكثر. كنت حاملا!

صُعقت بذلك، وخاصة بسبب الفترة العصيبة التي كنت أمر بها. لم أعرف ماذا أفعل! ولم تكن بي رغبة في إخبار أحد عن الأمر... عدا عن فادية.

"الحقيقة، لا أدري ماذا أقول لك،" قالت لي حين أخبرتها عن حملي وعن شكوكي ازاء فراس وتلك المرأة. "ولكن، ما سمعتِ لا يدل على استمرار علاقتهما الغرامية، وخاصة ان فراس كان يؤنّبها."

قلت: "ان لم يكن بينهما شيء، لِم كان فراس محرجا الى هذا الحد؟"

قالت: "بسبب ما كان بينهما في الماضي."

"عليّ التأكّد من الأمر بأي طريقة." قلت.

"كيف؟"

"لا أدري. ولكنني لا أستطيع أن أعيش على الريبة. علي وضع حد لهذا الأمر."

"أرجو أن لا تتصرّفي تصرّفا تندمين عليه طوال حياتك. فكّري بعائلتك أولا. ألا تقولين ان معاملته لك قد تغيّرت؟"

"صحيح."

"اذن... ربما... يمكنك العيش معه... حتى لو كان هناك شيء."

"تعنين... مع رجل يخونني؟"

"أحيانا لا نجد حلولا سهلة ترضينا. أحيانا نضطرّ للتنازل."

"والتضحية؟"

"من أجل العائلة."

"كم انت ساذجة! انا آسفة. ولكن هذا الكلام لا يمكن ان يقبله عقلي على الإطلاق."

قسوت عليها بالكلام، من شدة غضبي وحيرتي، وكنت عازمة على كشف حقيقة العلاقة بين زوجي وتلك المرأة، ولم أفكّر كثيرا بما سأفعله ان توصّلت الى ما خشيت منه. فبدأت أبحث عن أي شيء يدلّني على الحقيقة، في ملابسه، هواتفه، اوراقه... وحتى حقيبته. ولكنني، للأسف لم أجد شيئا.

وذات يوم، تلقّيت اتّصالا جديدا من عامر!

فوجئت به. لم يكن قد اتّصل بي منذ أكثر من شهر.

"لماذا تتصل بي مجددا؟" سألته. "هل أنت بائس الى هذا الحد؟"

لم يُجب عن سؤالي. ولكنه سأل: "وأنتِ؟"

زفرت أنفاسي، ولم أجِب انا أيضا.

فقال: "يبدو... أننا خُلقنا نحن الإثنان كي نكون بائسَين. ألا توافقينني؟"

قلت له بنبرة شجن: "أما انت، فيجب ان تهرب من بؤسك وتبحث عن سعادتك في مكان آخر."

"وماذا عنك؟"

"انا اخترت حياتي... او فُرضت عليّ، سمِّها ما شئت، ويجب أن أكمل مسيرتها."

"اذن، فأنت البائسة، وليس أنا."

"... ربما."

"صوفيا..."

قاطعته: "عامر، أرجوك أن تتركني وشأني. أتوسّل اليك أن تتركني!"

"كيف اتركك وانت في هذا الوضع؟" قال، ثم أردف بصوت أقرب الى الهمس: "صوفيا، لماذا لا تصدّقين بأنني أحبك؟ ألا ترين كم أحبك؟ وكم أعاني من حبك؟! لماذا لا تضعين حدا لمعاناتنا نحن الإثنين؟ الآن! والى الأبد!"

"عامر، الأمر ليس سهلا كما تتصوّر."

"طبعا لا. ولكنه ليس مستحيلا. وهو ما يجب ان يحصل. ثقي بي. سأجعلك تعيشين في سعادة وهناء، كما لم تعيشي من قبل، انت وليلى."

وفجأة، غامت عيناي بالدموع وأحسست بمرارة قاتلة في أعماقي. كم كانت نفسي تتوق الى ما يعدني به! كم كانت حاجتها الى ذلك ماسة!

انفجرت باكية رغما عني. بكيت بكاءً أندب فيه حالي، أتألّم لجراحي التي أثخنتني وكادت ان تهدّ كياني.

لم يقُل عامر شيئا. بل تركني أبكي ملء نفسي... حتى هدأت قليلا، وبدأت أستعيد أنفاسي.

ثم قال بنبرة واثقة: "صوفيا، تعلمين ما يجب عليك فعله!"

"ماذا؟"

"ان تتركي زوجك! وفي الحال!"

ولأول مرة منذ عودتي الى فراس أحسست أنه على حق!


يتبع...



#حوا_بطواش (هاشتاغ)       Hawa_Batwash#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرجل الخطأ- الحلقة السابعة
- الرجل الخطأ- الحلقة السادسة
- الرجل الخطأ- الحلقة الخامسة
- الرجل الخطأ- الحلقة الرابعة
- الرجل الخطأ- الحلقة الثالثة
- الرجل الخطأ- الحلقة الثانية
- الرجل الخطأ- الحلقة الأولى
- منازلة الصمت- قصة قصيرة
- مذكرات عاملة في سوبر ماركت- الجزء الثاني
- مذكرات عاملة في سوبر ماركت- الجزء الأول
- العودة- قصة قصيرة
- حدّثتني جدتي...
- بيت الأحلام- قصة قصيرة
- الشاردة- قصة قصيرة
- حب خلال الهاتف- قصة قصيرة
- أحلام كبيرة- الحلقة الحادية عشر والأخيرة
- أحلام كبيرة- الحلقة العاشرة
- أحلام كبيرة- الحلقة التاسعة
- أحلام كبيرة- الحلقة الثامنة
- أحلام كبيرة- الحلقة السابعة


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حوا بطواش - الرجل الخطأ- الحلقة الثامنة