أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عبد القادر احمد - الجزيرة الكورية/ بين قطبين بعد ان كانت بين معسكرين:














المزيد.....

الجزيرة الكورية/ بين قطبين بعد ان كانت بين معسكرين:


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3197 - 2010 / 11 / 26 - 15:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


[email protected]


لا شك ان الجزيرة الكورية تشكل الحبل السري الذي يصل تاريخيا بين فترتي الصراع البائد بين المعسكرات والصراع الراهن بين الاقطاب الراسمالية. فقد كانت خلال الحرب الباردة ولا تزال خلال حرب الاقطاب الاقتصادية نقطة احتكاك وتوتر, حتى يمكن اعتبار وضع العلاقات بين طرفي الجزيرة, الان , مقياسا لوضع العلاقة والصراع بين الاقطاب, كما كان مقياسا لوضع العلاقة والصراع بين المعسكرين الاشتراكي والراسمالي سابقا,
فمع نهاية الحرب الكورية عام 1953م وانقسام الجزيرة الى دولتين متعاديتين بنظامين مختلفين, نظام اشتراكي في الشمال يحتضنه القطب الصيني الاشتراكي الماوي الاتجاه, ونظام راسمالي في الجنوب يحتضنه قطب الولايات المتحدة الامريكية اقوى اقطاب المعسكر الراسمالي, الامر الذي اتاح للنظامين الكوريين النماء والتطور القوي ولكن باتجاهين مختلفين. فاتجهت كوريا الجنوبية نحو النمو والتعزيزالاقتصادي في حين اتجهت كوريا الشمالية نحو النمو والتعزيز الامني العسكري, وفي الحين الذي بلغت به كوريا الجنوبية حجما اقتصاديا وسيطا في عالم المعسكر الراسمالي, بلغت كوريا الشمالية المستوى النووي من القوة على صعيد المعسكر الاشتراكي.
وحتى الان فان ما يجمع بين الدولتين الكوريتين هو اشتراكهما في اصل عرقي واحد, ولغة تهديد متبادلة وحالة علاقات متقلبة, لا يمكن حسم امرها إلا بزوال واحد من النظامين لصالح الاخر, فلا يزال الفارق في النظامين هو العائق الرئيسي الذي يمنع تفعيل دور الاصل العرقي الواحد في توحيدهما. ( مثال اليمن الجنوبي واليمن الشمالي),
هذه هي صورة تاريخ العلاقة بين الدولتين التي انتهت الى الاشتباك العسكري الاخير. الذي لم يكن في اسبابه بعيدا عن تقاطع السبب المحلي, والذي يتمثل في محاولة توسيع كل نظام منهما سوقه على حساب وجود النظام الاخر, والسبب العالمي المتمثل في تفاقم الصراع الاقتصادي بين الصين كقطب منفرد بوتائر نموه الاقتصادي وتوسعه العالمي بصورة رئيسية وباقي الاقطاب الرئيسية التي باتت تشكل تكتلا اقتصاديا متضررا من التفوق الاقتصادي الصيني, اودى بها الى الازمة الاقتصادية العالمية متنقلة المراكز الراهنة, والتي بدأت في الولايات المتحدة الامريكية وتتجه الى باقي المراكز بحسب ترتيبها الاقتصادي في السوق العالمية, والذي يعتمد على مقدار تنافسية كلفة عملية انتاجها القومي وانعكاسها التنافسي في السوق العالمية.
تبعا لذلك وبمقارنة الوضع الاقتصادي للكوريتين, فاننا نجد اتجاها متناقضا في الموقف العالمي من التوتر الراهن بينهما, ففي حين تعمل الصين على تهدئة هذا التوتر, نجد ان الولايات المتحدة الامريكية بصورة رئيسية وباقي التكتل الاقتصادي المتضرر بصورة عامة يعمل على تفاقم وتصعيد التوتر, املا في وصوله الى حرب عامة المستفيد الرئيسي فيه هو هذا التكتل المتضرر, لذلك نجد ان الولايات المتحدة الامريكية اندفعت الى مناورات عسكرية متركة مع كوريا الجنوبية فور وقوع الاشتباكات في دعوة للتصعيد اكثر منها محاولة لحفظ ماء الوجه.
ان الفائدة الاقتصادية التي تعود على هذا التكتل في حال الحرب هي فائدة عالية المردود خاصة اذا طال امدها, في مقابل الخسائر التي تعود عليها في حال عاد هدوء الى شبه الجزيرة تتجاوز معه وضع وحالة الحرب,
فانخراط كوريا الجنوبية في حرب مع كوريا الشمالية, سيتحمله بصورة رئيسية الاقتصاد الكوري الجنوبي القوي, وبذلك لن يتكلف هذا التكتل ما كلفته اياه حروبه الاخرى في افغانستان والعراق, وفي حال تواصل حالة الحرب فان كوريا الجنوبية ستعمل بالتاكيد على تحويل اقتصادها التبادلي عالميا الى اقتصاد انفاق عسكري منكفيء محليا, الامر الذي سيخفض مستوى تنافسيتها في السوق العالمي ويقلص سعة تواجدها في السوق العالمي, مما يشكل فرصة لتوسع اسواق مراكزالتكتل الاخرين على حسابها, وبالتالي التخفيف من حدة ازماتهم الاقتصادية.
في نفس الوقت فان كوريا الشمالية ذات الاقتصاد الضعيف, ستحمل عبيء انخراطها بحرب الى الصين المضطرة عمليا الى تحمل نفقات هذه الحرب واعالة المجتمع الكوري الشمالي خلالها, اذا كانت لا تسمح بهزيمة هذا النظام او تفاديا لان يرغمه تردي اوضاعه في الحرب الى قرار اللجوء لاستخدام السلاح النووي منعا لهزيمته, وبذلك فان الحرب ستحمل الاقتصاد الصيني تكلفة اضافية, وهو هدف يسعى التكتل المتضرر اصلا الى توجيه الصين الى مساره,
ان خطورة ما يحدث الان بين الكوريتين هو في احتمال ان يكون اندلاع الحرب بينهما من مؤشرات اندلاع حرب عالمية, تقترحها الازمة الاقتصادية العالمية الراهنة يكون الخاسر الاكبر بها إما الولايات المتحدة الامريكية او الصين, يقرر ذلك التحالفات الانتهازية التي ستعقدها باقي دول التكتل الاقتصادي, فصورة الصراع العالمي الراهنة اقرب ما تكون الى صورة الصراع العالمي عشية الحربين العالميتين الاولى والثانية. ولا مهرب من هذا الاحتمال إلا ان تتقدم الصين بتنازلات اقتصادية رئيسية تعنى رفع تكلفة عملية انتاجها وتقليل قدرة اقتصادها على التنافس عالميا, وحتى هذا سيكون في منحى تاجيل قرار الحرب لا الغائها.



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يعني اعادة تكليف الرفاعي:
- حزب فلسطين الحر..... وعلى بركة الله:
- ابن الجنوب للمرة الاخيرة:
- متى نكف عن اخصاء اطفال فلسطين:
- الاخ رعد الحافظ كل عام وانت بخير:
- مراجعة فقرة مكثفة من برنامج الجبهة الديموقراطية السياسي:
- شكرا لهؤلاء جميعا؛
- مطلوب تعديل رؤية ومنهاجية النضال الفلسطيني:
- من بلا كرامة, مطار القاهرة ام المواطن الفلسطيني؟
- الى معلمي ابن الجنوب
- نتائج الانتخابات الاردنية مؤشر قراءة توزيع جيوسياسي للمجتمع:
- اردنيون من اصل فلسطيني......هنا المشكلة:
- فارق نجاح الصهيوني وعجز الشرق اوسطي في التاثير في القرار الس ...
- هذا هو ابو عمار:
- الهوية الثقافية الفلسطينية
- انشقاق حماس حركة خارج اطار التعددية السياسية:
- جولة اوباما الاسيوية بين الابتزاز والتسول:
- لا يزال الخلل ذاته مقيما في دار اليسار:
- لغة اليمين في بيان لقاء قوى اليسار العربي:
- هل ما زال الصراع مع الفلسطينيين هو الرئيسي في فكر الحركة الص ...


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عبد القادر احمد - الجزيرة الكورية/ بين قطبين بعد ان كانت بين معسكرين: