أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح الجوهري - بناء الكنائس والدور الخفي لأمن الدولة















المزيد.....

بناء الكنائس والدور الخفي لأمن الدولة


صلاح الجوهري

الحوار المتمدن-العدد: 3196 - 2010 / 11 / 25 - 14:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مقدمة:
بعد الأحداث المؤسفة التي تعرض لها الأقباط على يد الأمن المركزي واحتجاز الناس بالكنيسة وتعرضهم للغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي أود أن أكتب الآن عن الدور الخفي التي تلعبه أجهزة الأمن وعقلها المدبر جهاز أمن الدولة المصري الذي يشرف عليه الوزير الاخونجي حبيب العادلي.

أولا وقبل كل شيء يجب الإقرار بأن جهاز أمن الدولة ليس جهازا وطنيا بل هو جهاز أمني خدمي يخدم فقط الإسلام وأي شيء يعترض أو يهدد الإسلام سيكون أمن الدولة له بالمرصاد.

فقد تنامى دور جهاز أمن الدولة في العقود الأخيرة ضد المصلحة الوطنية هو مسخر لخدمة الإسلام فقط وليس أي إسلام بل الإسلام السني فقط والدليل على هذا الكلام ما يتلقاه الضباط والمسئولين بأمن الدولة من دورات تدريبية تحت إشراف الأزهر لتوعيتهم بخطر البهائية والشيعة على الإسلام، وليس خطرهم على مصر (طز في مصر) المهم الإسلام.

ومن يلاحظ هذا الإتجاه ينبغي عليه أن يلاحظ أيضا خلو أمن الدولة من أي أقباط أو مسيحيين. وهذا منطقي في جهاز أمني أخذ على عاتقه تقويض "الامتداد المسيحي" وتقويض أي فرص لبناء كنائس والعمل على تهديد أي متنصريين من المسلمين.

دور أمن الدولة في حماية الإسلام
=====================
ونستطيع القول بإن الإسلام في مصر دون جهاز أمني لحمايته هم إسلام هش وضعيف وآيل للسقوط ولكن دور هذا الجهاز الأمني عاجلا أم آجلا هو أيضا آيل للسقوط لأنه مبنى على جهود بشرية شيطانية وإتجاه أيدولوجي عام لأن للتاريخ علمنا أن استمرار الإيديولوجيات هو أمر مستحيل مها بلغت من قوة وبأس.
ونستطيع القول أن الإسلام الذي يحتاج حماية بشرية هو دين أرضي ضعيف لا دين سماوي إلهي يرعاه الله ويدير شئؤونه بقوة تدبيره لا بقوة سلاح مخلوقاته.
ولا يخفى على أحد دورة في رجوع متنصريين والضغط عليهم للرجوع للإسلام بالتعذيب، ودورة في مسألى خطب الفتيات القصر وإخفائهن عن أهلهن. ودورة في القبض على كل من يطعن في الإسلام دون المسيحية .. إلخ.

صعوبات بناء الكنائس:
===============
يواجه المجتمع المسيحي منذ عقود خاصة مع بداية تولي السادات منصب رئيس الجمهورية – يواجه صعوبات شديدة لاستخراج رخصة بناء أو ترميم لأي كنيسة والدولة تستند إلى وثيقة عثمانية من القرن ال18 تضع شروطا تعجيزية لمسألة بناء الكنائس ومنها موافقة رئيس الدولة. ولو حصل المسيحيين على موافقة الرئيس فإنهم يواجهون صعوبات من قبل المحافظين الذين يماطلون من أجل ترميم كنيسة أو إستخراج رخصة لها.

لهذا لجأ الأقباط إلى بناء الكنائس سرا ودون ترخيص وكان للقس بيشوي كامل من الإسكندرية دورا رائدا في بناء الكثير من الكنائس الحالية في الإسكندرية وكلها بنيت دون ترخيص. وكلها بنيت سرا وفي مواجهات أمنية عديدة كان الغلبة للقس بيشوي كامل.

دور أمن الدولة في إشعال الفتن الطائفية
=========================
امن الدولة وقتها لم يكن يعلم كيف يواجه مثل هذا التحدى كيف يقيم رقابة على الكنائس في نفس الوقت يمنع بنائها دون إثارة الشكوك في رفضه عملية البناء فكل الضباط والعساكر المدججين بالسلاح غير كافيين لمنع بناء الكنيسة أمام إصرار وقوة وعزيمة الأب الكاهن والشعب القبطي.
لجأ أمن الدولة لعدد من الإجراءات التي بموجبها يستطيع أن يكتشف أي بناء محتمل للكنيسة سرا أو جهرا وساعده في ذلك الظروف المحيطة بالبلد من تنامي الإحساس بالهزيمة لدى جموع المسلمين وإحساسهم بالعجز على نصرة الإسلام في مصر وخارجها هذا ولد شعورا لدى المسلمين في مصر بالإحباط وجعلهم يفتشون عن عدو سهل يتفاخرون بإسلامهم عليه.

من تلك الإجراءات ما يلي
1- وضع حراسة أمام أبواب الكنائس حتى ولو كانت ضعيفة لتقوم بإيهام المسيحيين بأن الدولة تحميهم و تقوم أيضا بالرقابة والتجسس على مجريات الأمور في الكنيسة من نقل مواد بناء أو دخول مسلمين متنصريين لهذه الكنائس.
2- التستر على جرائم خطف البنات وإيهاب البنت بأنها لو رجعت فسوف تقوم أسرتها بقتلها، وعدم محاسبة الخاطفين والتستر عليهم ونقلهم من مدبنة إلى أخرى ورعايتهم رعاية كاملة بعيدا عن أهل الفتاة.
3- نشر صور مزيفة بالكمبيوتر عن متأسلمين لإحباط الشعور المسيحي
4- إثارة شغب العامة ضد بناء الكنائس
5- تجنيد الشارع المصري ضد المسيحيين

سأتكلم عن النقطة الرابعة والخامسة

وجد جهاز أمن الدولة أن المواجهة المباشرة مع الكنيسة هي خاسرة خاسرة لأن الكنيسة برجالها لا يهابون أي نوع من أنواع الضغط فهم مجموعة من الرهبان الذين تركوا العالم وعلى أتم استعداد أن يبذلوا الدم حفاظا على الكنيسة والإيمان.

ولكن هؤلاء الرجال الشجعان يمكن أن يتراجعوا عن مواقفهم حماية لرعاياهم. وهذه النقطة التي من خلالها يتحرك أمن الدولة. فهي فكرة تنم عن ذهن شيطاني تعلمه خبراء أمن الدولة وجعلوه أساسا في التعامل مع الكنيسة. وهذا طبعا بتخطيط مدبر من قبل رأسهم الاخونجي حبيب العادلي الذي ما أن أعتلى منصب الوزارة والأمن والشارع المصري في مواجهة مستمرة مع الأقباط وكأنهم أعداء الدولة التي يجب أن يتصاغروا أمامهم.

امن الدولة قرر أن يجند الشارع والعامة والغوغاء في مواجهته مع الكنيسة وذلك بدس عناصر أمنية بين المصليين وتحريض الشيوخ على القول البذيء ضد المسيحيين دون محاسبة من قانون يحرم الإساءة إلى أي دين. أمن الدولة فهم أن المواجهة المباشرة ليس هي الحل ولكن الحل في إرهاب وحبس أبناء الكنيسة وإن فلت زمام الأمور سيكون في مصلحتهم دون شك.

إذن مواجهة الكنيسة الآن ستكون مع الشعب الإسلامي والمسلمين لا مع الأمن الذي يحاول أن يظهر كالحملى الوديع الذي يريد أن يلم شمل الوطن ويحافظ على أمنه.
أي تحريض ضد الكنائس هو تحريض أمني بحت موجة من قبل أمن الدولة.

كنيسة العذراء مريم والملاك ميخائيل
=======================
من يعرف منطقة العمرانية فهي منطقة عشوائية لايقدر الأمن على الدخول فيها ولا يستطيع أن يزيل دورا مخالفا، لأن الفساد الإداري في هذا الحي قد تعدى حدود المعقول. ولكن الكنيسة لما تخالف إذن فإن نفوس مديري الحي يفوقون وضمائرهم العفنة تستيقظ من أجل تحطيم الكنيسة.

كنيسة العمرانية التي نتحدث بِشأنها هذه الأيام هي تلك الكنيسة التي عانى شعبها من أجل بنائها وترميمها لمدة تزيد عن العشر سنوات دون جدوى متبعين الوسائل الشرعية الهادئة والتي أقرها القانون. إلى أنة جاء المحافظ الجيزة ورفض البناء. وليس هذا فقط بل ذهب فيلق عسكري مدجج بالسلاح للإزالة التعديات والعشوائيات التي فعلتها الكنيسة والبناء بدون تصريح هنا ثار الشعب القبطي في التعنت الواضح والصريح من قبل مدير الأمن والمحافظ وقاموا بأحداث شعب عنيفة تعتبر هي الأولى من تاريخ المواجهة المسيحية مع الدولة ولأول مرة ألتزم المسلمين بيوتهم خوفا على حياتهم من الهياج القبطي الذي أمتد إلى مبنى المحافظة ومدرية الأمن.

وهى حالة تحدث للمرة الأولى فى مصر الذي أربك الأمن الذى كان منتظر انفعال مشاعر المسلمين واشتباكهم مع المسيحين فيتدخل فضا للمواجهة الطائفية..ولكن لم تتحقق الخطة غير المحكمة."

نطالب كثيرا بوضع آلية معقولة لمسألة بناء الكنائس وقانون موحد لبناء دور العبادة لأن أي خرابة يمكنها في 24 ساعة أن تكون مسجدا يسرق من الكهرباء مِن مَن يشاء ويعفى من الضرائب وتنهال عليه التبرعات والإهداء كما يمكن أن يتم بناءه دون تصريح ويمكن لهذا المسجد أن يسد شوارع وفوق الرصفان ليقف أمام التنمية الحضارية.
أيضا لا يجب أن ننسى أن موسم الانتخابات البرلمانية هو موسم إهانة وقتل الأقباط وحرق كنائسهم وهو موسم لكل نائب مسلم يقول للناخبين أنه نائب مسلم مع الإسلام وأنه ضد الأقباط ...

كل هذا سمح به الإسلام الذي لايقبل التعددية الفكرية ولا التعددية المذهبية. الإسلام إن بقى وحد سيأكل بعضه البعض.

الإسلام في العالم يرفض أديان العالم دون الديانات الثلاثة، ولكنه في منطقة الشرق الأوسط يرفض الديانات غير الإسلامية دون الإسلام فحسب ولكن على المستوى الإسلامي يرفض الإسلام المذهبي دون الإسلام السني وداخل السنة يرفض الإسلام المعتدل دون السلفية وداخل السلفيين يرفض المرآة دون الرجل وداخل الرجل يرفض الأجرودي دون الملحتى ... إلخ

الإسلام يرفض نفسه. وستأتي ساعة سيكون الإسلام نسيا منسيا لأنه من حرض على الظلم وعلى القتل وعلى الحرق وهي أمور هي مصيرها إلى دينونة الله.



#صلاح_الجوهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المستقل الغول مرشح الوطني عن الإخوان المسلمين
- نعم .. بالكنائس أسلحة
- مصر ليست لكل المصريين: مصر فقط للمسلمين
- حماقة الأسقف وتدليس المفكر
- جريدة الأهرام: أني لا أكذب ولكني أتجمل
- في مسأله حرق القرآن
- وتتوالى سقطات اليوم السابع : أنت فين يا محمد !!
- حصار غزة والتمثيلية التركية
- طيور الجنة الإسلامية
- ألف سلامة يا ريس (بالألماني)
- خيوط مذبحة نجع حمادي
- حديث البلاغة والبُلغة
- مصر - الجزائر ... تعادل
- هجرة المسلمين للغرب، غزوة لا هجرة
- الموامرة الإسلامية - على خلفية أحداث ديروط
- الإسلام والردة الحضارية في مصر
- زواج المتعة حرام ... ولكن نفقته حلال
- التوراة ... كيف وصلت إلينا؟
- الأصول الوثنية في عبادة الحجر الأسود
- ما بين منير حنا وسيد القمني ... يا وطن أحزن!


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح الجوهري - بناء الكنائس والدور الخفي لأمن الدولة