أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - يسافرون للعلاج!














المزيد.....

يسافرون للعلاج!


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3196 - 2010 / 11 / 25 - 07:27
المحور: كتابات ساخرة
    


أولا الكذب يجب أن يكون على الميتين وليس على الطيبين, يعني الانسان اللي على قيد الحياة يقولون له مستوانا الطبي عالي وفي نفس الوقت حين يمرضون يذهبون للعلاج في الدول الخارجية وهذا ببساطة معناه أنه لا توجد ثقة بين الأنظمة الحكمة وبين الأجهزة الطبية وكذلك بين الحكومة وبين الأجهزة الطبية.

حين أستمع للتلفزيون الأردني وهو يتحدث عن المعجزات الطبية التي حققها أطباؤنا الأردنيون أقول بيني وبين نفسي خشية أن يسمعني كاتب تقارير من الدرجة الأولى : والله ما ناقصنا غير المسيح يجي يتعالج عندنا , وأحيانا حين أستمع لصوت إحدى المحطات العربية الفضائية عن المستوى الطبي العلمي الذي توصلوا إليه أقول بين وبين نفسي خشية أن يسمعني متعصب ديني: والله ما هو ناقصهم غير يشفوا الأبرص والأعمى ويتحدوا المسيح ويحيوا الميت كما أحيا المسيح عزرا .

ولكن حين أسمع بنشرات الأخبار خبرا يقول: سافر معالي رئيس الوزراء إلى لندن لتلقي العلاج إثر وعكة صحية بسيطة, فأقول : أي إذا كانت وعكه صحيه بسيطة سافر من أجلها إلى فرنسا أو بريطانيا أو ألمانيا , فهذا بالوعكات الكبيرة والمعقدة أين سيذهب؟ وبنفس الوقت أين ذهاب الدعاية الطبية العربية؟ أثبتت التجربة بأنها دعاية مضللة وكاذبة ويستحق مروجوها أن يحاكموا كمجرمي حرب في محاكم دولية في جينيف وأوسلوا.

وبالمثال على ذلك ولتقريب الصورة أكثر أقولُ إذا كان ولدك يعمل ميكانيكيا للسيارات وتعطلت سيارتك فحتما ستذهب لتصلحها في كراجه, أما إذا أخذتها إلى كراج جاره فلن تستطيع بعدها أن تطلق دعاية جيدة وممتازة عن مهارة ولدك في تصليح السيارات لأنك بذهابك إلى مصلح آخر تكون قد اعترفت على ولدك بعظمة لسانك بأنه ميكانيكي فاشل.

وهذا ما يحصل مع العرب الذين يطلقون دعاية للسياحة الطبية في بلدنا الحبيب والمعطاء وبنفس الوقت يتلقون علاجاتهم من دول خارجية أو في دول خارجية وبهذا يكون وزراؤنا وأطباؤنا عملاء للدول الخارجية .

إنني حين أستمع لصوت الإعلام العربي وهو يغرد بالأهازيج الوطنية أشعرُ بأن كل مشاكلنا قد تم حلها عن بَكرة أبيها, وحين أستمع للإعلام العربي وهو ينشر دعايته عن السياحة الطبية وعن المستوى الطبي الذي وصلت إليه مستشفياتنا أشعر وقتها بالخجل من نفسي وأقول بيني وبين نفسي: ألله لا يسامحني ربي لأني قد كتبت مقالا ظلماً وإجحافاً وإسفافاً عن مستوى الخدمات الطبية العربية المتدنية السيئة وعن الفساد الطبي في أجهزة البيروقراط الصحي , ولكن أعود للافتخار بنفسي حين أسمع بأن أحد الملوك العرب قد ألمت به وعكة صحية فسافر إلى لندن لتلقي العلاج أو إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتلقي العلاج من بلاد العم سام أو من بلاد الأخ بوش والعم أوباما, وأقول لنفسي: أي لو كان هؤلاء الملوك يثقون بأجهزتهم لَما سافروا للخارج لتلقي العلاج الطبي.

أنا لا أدعي بأن مستوانا الطبي غير جدير بالاحترام ولكن تصرفات المسئولين وسفرهم للخارج لتلقي العلاج هو الذي يشهد على سوء الحجر الصحي منذ بداية وضعه في الساحات العامة للمستشفيات , وأذكرُ قبل سنة على أبلغ تقدير قد أخذت أمي إلى طبيب حكومي متخصص في العظام والأعصاب وأمراض الدسك فقالت لنا الممرضة بعد أن أسندت ظهرها للكنبة واضعة رجلها اليمنى على اليسرى: الدكتور سافر إلى باريس على شان يتعالج بعيد عنكوا عنده دسك بالفقرة الخامسة وفي العجزية الأولى أسفل الظهر, فقلت لها : -

-ليش ابتحكي بعيد عننا.؟؟.إحنا عندنا والحمدُ لله أمراض أكثر منه وهذه أمي تملك شهادات رسمية موقعة من أكبر الاختصاصيين في المستشفيات والجامعات الأردنية هؤلاء الأساتذة بعض الأطباء الألمان والسويسريين يأتون ليتعلموا منهم غرز الأُبر (الإسرنجات) في العضل ..وأمي بسلامتها معها الحزام الدولي في القُرحة وكأس العالم في الدسك وبطولة آسيا في شبكية العين , وهي أيضا بطلة من أبطال أفريقيا في تجمع السوائل وهشاشة العظام, ومع ذلك أمي المسكينه وأنا الأهبل المعتوه نفضل العلاج في بلدنا لأننا كنا نشاهد هذا الدكتور وهو يكذب لالالا عفوا سامحني يا رب ولا تدخلني النار بسبب هذه الزلة, نعم , كنا نستمع إليه وهو يتحدث على شاشة التلفزيون الصغيرة عن بطولاته في زرع المفاصل وعن بطولات غيره في زرع العيون واستئصال الحصوة من المرارة ونحن بهذا فخورون جدا بهذا البلد ولكن يا آنسة...

فقاطعتني قائلة:

-لو سمحت مدام.

-حاضر يا مدام الآنسه ...الدكتور بسلامته ليش ما يتعالج في المستشفيات الحكومية أو الخاصة طالما سمعتنا الطبية حسب بث الشاشة الصغيرة من أفضل السمعات الطبية في العالم؟.

طبعا مدام الآنسة زبلتني وأنا أتكلم أي أنها أهملتني وجعلتني مثل المجنون وأنا أتكلم مع نفسي ولكن قلت بيني وبين نفسي وين بدها هي والدكتور يروحوا مني والله غير أفضحهم على الشاشة الصغيرة والكبيرة وعلى الفيس بوك.

نحن أمام احتمالين أو أمام سؤال صعب جدا وجريء وهو : أكيد واحد من الاثنين يكذب علينا , إما الذين يتلقون علاجهم في الخارج وإما الأطباء والمستشفيات .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطلاق بالثلاث
- في الجلجثة
- عرق الجبين
- براءة الأطفال
- الهجوم وسيلة للدفاع
- رسالة إلى الشعب الأمريكي
- تشابه أسماء
- ما زلتُ أنتظر الرحيل
- العقل السليم في الجسم السليم
- الكذب على الأطفال
- الانتخابات لعبة حقيرة
- الأرض المحروقة
- الشفافية مصطلح أردني
- فاقد حاسة الذوق
- الدراجة حررت المرأة والمصنع حرر الرجل والمرأة
- الأصحاء عقليا
- غير قابل للتطور
- أستطيع الإرضاع
- يا ديّان
- أكلت نصيبي


المزيد.....




- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - يسافرون للعلاج!