أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عطا مناع - عن الََحنون والبحر والوجع المركب














المزيد.....

عن الََحنون والبحر والوجع المركب


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 3195 - 2010 / 11 / 24 - 16:00
المحور: سيرة ذاتية
    


ما بين الوجع والوجع يكمن الوجع، هو وجع الحنين والاشتياق للمفقود في زمن اللامعقول، يقتحم عالمك بدون إنذار ويفجر في داخلك ما اعتقدت أنة في الذاكرة وطوته كما أيامك اللعينة، أنت أيها الابلة لا تستطيع الهروب من وجعك، فهروبك يعني الموت المحقق، يعني أن تحكم على روحك بالتيه في الأرض الملعونة، ويبقى وجعك صخرة على ظهرك ابد الدهر، فوجعك حَنون وبحر.
لا تهرب من وجعك، فلا حياة بدون وجع، وتزود بالََحنون وأيام الطفولة وآذار الشهداء وبحرك العتيق، وكن رؤوفا بالأرض ودقق النظر في الوجوه التي عرفتها وعايشتها، وابحث في ثناياها وبين تموجات الََحنون عن رفاق أنت خنتهم، معتقداً انك ستتطهر من دمك ومعتقداتك وحلمك الذي حملته وخضت العاصفة وقلبك الصغير الممزوج بملح بحرك والَحَنون الأحمر القاني.
أيها الابلة عد إلى وطنك واحمل زوادتك وحلق في سماءها وتمعن في المدن التي عشقت ولا زالت ساكنة في فيك، حلق ولا تخف فقد تكون نظرتك الأخيرة ورحلتك الأخيرة، القِ التحية على يافا وبحرها،وأطبع قبلتك المجنونة على بيسان، وتوقف قليلا بمحاذاة الكر مل الذي لا زال المشتاق لرائحتك، عرج على عكا وسورها وتعمد في بحرها وتذوق ملحة لتتعرف عليك أرضك في لحظة اللقاء، أغمض عينيك وتنشق هوائها الممزوج ببرتقالها الحزين، وارتفع قليلا في سماءها لتستمع إلى وجع المذبحة والى من بشرك بان الإنسان قضية.

يا من أدمنت وجعك، العن صمتك، وكن ابن زمنك، ولا تنتمي لعصر الملعونين الفاسدين الصم البكم الممتهنين لوجعك، وتذكر أيها الابلة حنين من ماتوا وهم ينتظرون لقاءها وفي قلوبهم غصة وفي عيونهم حيرة، ولا تسمح لنفسك أن تنسى فالنسيان موت، والنسيان اندثار، والنسيان تفريط وخيانة لََحنونها وبحرها وكرملها الذي ينتظرك في زمن قد لا يكون هذا الزمن.
يا ابن الجياع لست ملك نفسك، فأنت عبداً للصيرورة، وأنت خليط طينها الذي تستمد ديمومتك منة، وأنت أيها المجبول من ملح بحرها الذي اسرتة اللغة وخرج يفتش عنك في المنافي، فبحرك لا ينسى وحَنونك خجول منك، فأنت من افقده أسباب وجودة ليبخل عليك حتى تعود إلى رشدك، ولا بأس من رجوعك لمن سبقوك إليها وتوحدوا معها، لأنهم الحقيقة والوجع المركب في زمن المخصيين الذي تركوك في عتمة الصحراء وحيداً وقالوا لك لماذا لم تقرع جدران الخزان.
يا أبن الجياع لا تثق بمن تركك في عتمة الصحراء لتنهشك كلاب التاريخ، ولا تأمن لمن وجه لك الطعنة الأولى وبكاك تفريطاً، وتذكر أن صحراء التيه لا زالت شاهدة على وجعك، انظر جيداً واقرأ ما بين السطور واخترق بنظرك الثاقب جدران اللجوء العاتية لترى التاريخ يكرر نفسه معك وجعاً مركباً، وأنت قربان خوفهم من لعنة من تركوه في عتمة الصحراء وحيداً، وتذكر أنك الوجع الأول فشقائق النعمان والأسوار تشهد على وجعك، وارفض أن تكون مجرد كلمة في وثيقته، فمفتاحك لا زال يردد صدى أمواج بحرها والأحبة الذي توحدوا في ترابها.
لا تقرأ أيها المعثر وصيتك، وان قرأتها فلتكن مؤمنا بمن توحدوا مع أرضها وكانوا إشارة على سفوحها التي عجزت عن كتم وجعهم فتفجروا حنون يطل عليك شمساً قانية من رحم آذرها، ليذكرك بمن ساروا في دربها يبشروك بوجعك وطريق الخلاص، ولا تنسى انك تنتمي لهم وتذكر كلمتك الأخيرة في لحظتك الأخيرة فأنت اليوم لا تملك من نفسك شيئاً، أنت أسير وجعك وحنينك ووصيتك ومن ساروا في دربها وعاشوا الوجع المركب.
اترك شراعك للريح وواجه العاصفة ولتكن لك بوصلتك التي تقودك إلى الحتمية المبشر بها ممن الرجال الحنون والحنون الرجال، لا تقبل كونك نبتة شيطانية، انتمي لك ولك وحدك، تتمرس في جبلك ولا يأخذك البريق، فليس كل ما يلمع ذهباً، فذهبهم لعنة ووجع وانقسام، وذهبهم يبعدك عن بحرك وعن أسباب وجودك يا من قسموك وسطوا على حلمك لتصبح قاتل نفسك، وأحذر من أن يخلقوا منك سجاناً لنفسك، وارفع صوتك في وجوههم فأنت الحقيقة وأنت المستقبل، ولا تقتل حنونك ولا تهجر بحرك، وتذكر قبل النوم سهولها وجبالها وجنونها وهدير بحرها الجائع لانبعاث المشتاقين والموجوعين، أنصحك يا صديقي بأن لا تفوت الفرصة وكن في المقدمة، فما أجملها من لحظة، لحظة ان يعود الحنون شهداء يسبحون باسمها.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جورج قنواتي: يا وحدك
- الانروا وشعار من يُضرب لا يأكل
- عبد ربه: قالوا يا فرعون مين فرعنك
- هل هي حملة الوداع لأحمد سعدات؟؟
- عن حتمية انسحاب الجبهة الشعبية من اللجنة التنفيذية
- يا نهر البارد:العيد ليس لك
- عن انتفاضة الحجارة والانقسام وادبيات القمع
- الاجهزة الامنية الفلسطينية: الى الخلف دُر
- يا ناجي العلي:ياسيد الحقيقة
- اللة يرحمك يا حجه نوال
- حبة قطايف بعشرة الآلاف دولار: يا بلاش
- -البقر- في وطن ع وتر
- يا شهر رمضان- صرنا فرجة
- عن المفتاح العتيق واصل الحكاية
- الحكومة داخلة فينا شمال
- المشهد الفلسطيني والاستئناس بالخازوق
- عن غسان كنفاني والمخيم وتباشير الفجر
- خبر فلسطيني عادي جداً
- الحلقة المفقودة في لجم أطراف الانقسام الفلسطيني
- المصالحة والانتخابات المحلية ضدان لا يلتقيان


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عطا مناع - عن الََحنون والبحر والوجع المركب