أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أنور نجم الدين - الكومونة والسوفييتات -1















المزيد.....

الكومونة والسوفييتات -1


أنور نجم الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3193 - 2010 / 11 / 22 - 09:41
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


مدخل:

يعود تاريخ كتابة هذا الموضوع الى عام 1992م، ولقد قمت بتنقيح ونشر قسم من الموضوع في الحوار المتمدن تحت عنوان (الشيوعية وأسطورة الماركسية - ماركس ولينين) في عام 2008م.
ونقدم هنا الأجزاء الأخرى للموضوع تحت عنوان (الكومونة والسوفييتات) بعد التنقيح، ولكن مع بعض الإضافات حول الثورة البرجوازية الروسية في القرن التاسع عشر، ثم دروس الثورات البروليتارية الروسية -السوفييتات- في القرن العشرين، والأهداف المختلفة للسوفييتات والاشتراكية - الديمقراطية الروسية -البلاشفة والمناشفة- بالذات.

ولا نعتبر موضعنا الذي نقدمه هنا مناشدة للتعاطف مع الكومونة والكومونيين، أو السوفييتات والسوفيتيين، بل إسهام في إعادة الَّنظر فيما مرَّ على الثورة الكومونية في العالم، واستخلاص نتائجها ودروسها، من المراحل التَّاريخية التي لم تنضج فيها بعد، الشروط المادية لتحقيقها.
ولا يمكن فهم هذه الدروس، دون النظر إليها في سيرتها التاريخية المتتابعة من الكومونة إلى السوفييتات، واستخلاص النتائج النهائية للمعارك الطبقية السابقة، وأسباب هزائم التاريخية للثورة في محاولاتها الأولى. وباديء ذي بدء، يمكن القول، كما يقول ماركس: إنَّ كلَّ باب هام إلى هذا الحد أو ذاك من تاريخ الثورة يحمل العنوان التالي: هزيمة الثورة!
فالثورة تنتقد ذاتها على الدوام، وتقاطع نفسها بصورة متواصلة أثناء سيرها، وتعود ثانية إلى ما بدا أنَّها أنجزته لتبدأ فيه من جديد، وتسخر من نواقص محاولاتها الأولى، ونقاط ضعفها وتفاهاتها باستقصاء لا رحمة فيه.

وهكذا، فتوقف الثورة عن سيرتها مؤقتا، لا يعني في الواقع سوى الانقطاع عن الشروط السابقة لانطلاقها، وثم المواصلة ضمن شروط تاريخية جديدة تتجاوز نواقص محاولاتها الأولى، فثورة كومونة عام 1871م مثلا لم تأتي إلا في شروط مغايرة لشروط ثورة عام 1848م، كما وثورة السوفييتات عام 1917م، لم تكن تاريخيا سوى سير تطور الشروط المادية لثورة السوفييتات عام 1905م، ففي هذه الدراسة التاريخية، سوف نركز على خطوات تطور الثورة في مراحلها المختلفة، وثم مراجعة دروسها من وجهات نظر مغايرة تمامًا بوجهات نظر الاشتراكية – الديمقراطية الأوروبية والروسية، فما حاولتها الاشتراكية – الديمقراطية في نشاطاتها لم تكن سوى تشويه الطابع التاريخي لثورة الكومونة ومبادءها المعلنة التي تتلخص في العودة إلى حياة ما قبل القوة السياسية المركزية التي لا تعبر إلا عن تسلط البشر على البشر، واستعاضة المركزية بالإدارة الذاتية للمنتجين أنفسهم من خلال خلع الحكام السياسيين من مناصبهم الرابحة واللصوصية، وتحويل وظائف السيادية إلى وظائف اجتماعية يدير المجتمع من خلالها أموره اليومية الاقتصادية.

الكومونة:

لم تكن الكومونة إلا محاولة لجعل لوحات الطوباويين وتصاميمهم للمجتمع الجديد حقيقة واقعية، أي أنَّها كانت تعبيرًا عن تجاوز الحالة التَّاريخية التي يطرحها العقل من البداية في شكل أوهام، ولكن منذ اللحظة التي يعطي التاريخ فيها أداة تحويل هذا الخيال إلى صنع واقع فعلي، نجد الطبقة المكلفة بصنع هذا الواقع، والشُّروط المادية التَّاريخية لجعل خيال أجدادهم حقيقة من حقائق التاريخ، فالتَّاريخ هو الذي سيجعل من الرؤية الضَّبابية الناجمة عن التباطؤ الاقتصادي، حالة من الغموض، تجعلنا نفقد المعرفة الواقعية بالتفسير الواقعي للأشياء، فعند اكتمال عالمنا الواقعي، سوف يكتمل فكرنا بخصوص ما يجري أمام أعيننا أيضًا.
وهذا بالضبط ما قامت الكومونة بالحد منه، فقرن ثورة الكومونة، هو قرن دفن كلِّ أوهام القرون التي سبقتها بخصوص أبدية خضوع البشر للبشر، فالكومونة أعلنت صراحة أنَّ البشر ذوو عرق واحد، ويجب أن يتصرفوا على هذه الشاكلة.
ومهما كان ضعفها، واخطاءها، ونقصها، وحماقتها، فإنَّ الكومونة لم تؤدِ سوى ما يجب أداؤها ماديًا في ذلك العصر، فالعَلَم الأحمر الذي رفعته الكومونة مثلًا، لم يرفرف إلا على مدينة باريس، علمًا أنَّ نجاح هذه الحركة يتوقف على انتشارها على المستوى الوطني والأممي على حد سواء، حسب تجاربها الخاصة هي نفسها.

ماذا أعلنت الكومونة؟

جعلت الكومونة من تصور إزالة العبودية المأجورة وضرورة هدم هرمه الاجتماعي، معًا وفي آن واحد، حقيقة من حقائق التاريخ، كما وأعلنت أنَّ مواد صنع مجتمع جديد موجودة في التاريخ، وليس ضمن أفكار الناس وتصاميمهم الطوباوية للأنظمة العقلانية الجاهزة.

وهكذا، فبقدر تكامل الشروط المادية، اجتازت الكومونة فالانستير وايكاريا -أحلام الطوباويين- واستخدمت البروليتاريا أداة فعلية لاجتياز المجتمع القائم: الانتظام الطبقي، والتنظيم العسكري، وهدم الأجهزة البوليسية للمجتمع القديم، والشروع بإعادة الإنتاج، وتنظيم الصناعات الكبيرة بالذات.

وبقدر حصر الكومونة في باريس، خلفت هذه الحركة الكثير من الأوهام وراءها، فالثَّغرات التي نشأة بصورة طبيعية من شروط مادية غير متكاملة، كانت نفس الثغرات التَّاريخية لتصور عالم جديد ووسائل تحقيقها.
أما إذا ما كانت إجراءات الكومونة تستهدف حياة كومونية أم تنحصر فقط في اتجاه كوموني، فهذا لا يغير شيئًا من مغزاها التَّاريخي.

المغزى التَّاريخي للكومونة:

إذا ما نظرنا اليوم إلى السِّيرة التي مرت على حركة الكومونة ابتداءً من (18 آذار عام 1871) فسنرى أنَّها اكتسبت مغزاها التَّاريخي من المجتمع الصِّناعي الحديث، فالتَّناسق الإنتاجي والإداري هو الخلفية التَّاريخية للكومونة، فالكومونة إذًا ظهرت نتيجة للتقدم الصناعي الذي عاد بموجبه تنظيم الخلايا الاجتماعية للمجتمع الرَّأسمالي اعتبارًا من العائلة، ومرورًا بالمصنع، وانتهاءً بالإدارة السِّياسية.
لذلك، فالكومونة هي منظار تاريخي لمراقبة حركة البروليتاريا التَّاريخية ونتائجها في العالم، مثل هبل تلسكوب الذي نستخدمه كمنظار فلكي حول الأرض لمراقبة الفضاء.
إذًا: فمدرستنا هي الكومونة لا أفكار ماركس أو باكونين، والتي كانت مدرسة معاصريها أيضًا، فماركس وباكونين وبوصفهما معاصري الكومونة، يتحدثون عن حركة واقعية بكل قوتها وضعفها لا حركة يرسمونها في مخيلتهم.
Email: [email protected]

يتبع



#أنور_نجم_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جاسم محمد كاظم وفؤاد النمري: 3) خرافات جديدة في الاقتصاد الس ...
- جاسم محمد كاظم وفؤاد النمري: 2) خرافة انهيار الاشتراكية
- جاسم محمد كاظم وفؤاد النمري: 1) خرافة عودة لينين
- نظام لينين نظام العمل المأجور: 3- التخطيط الشيوعي للإنتاج
- نظام لينين نظام العمل المأجور: 2- كيف يجري التوزيع في الإنتا ...
- نظام لينين نظام العمل المأجور: 1- طبيعة الاقتصاد السُّوفيتي
- لينين: تراجيديا السوفيتية!
- نظام لينين نظام تايلوري -2
- نظام لينين نظام تايلوري -1
- الاتحاد السوفيتي في ضوء قانون القيمة
- الاتحاد السوفيتي السابق: كيف نبحث أسباب انهياره؟
- الدين بين المادية الألمانية والمادية الإنجليزية -3
- الدين بين المادية الألمانية والمادية الإنجليزية -2
- الدين بين المادية الألمانية والمادية الإنجليزية -1
- لينين: عدوا لدودا لثورة الكومونة
- الديالكتيك الإلهي وقانون حركة المجتمع الحديث
- ثورية الديالكتيك
- ماركس وإنجلس في التناقض
- الديالكتيك والشيوعية
- فؤاد النمري وحسقيل قوجمان في الديالكتيك الإلهي -5


المزيد.....




- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550
- بيان اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- نظرة مختلفة للشيوعية: حديث مع الخبير الاقتصادي الياباني سايت ...
- هكذا علقت الفصائل الفلسطينية في لبنان على مهاجمة إيران إسرائ ...
- طريق الشعب.. تحديات جمة.. والحل بالتخلي عن المحاصصة
- عز الدين أباسيدي// معركة الفلاحين -منطقة صفرو-الواثة: انقلاب ...
- النيجر: آلاف المتظاهرين يخرجون إلى شوارع نيامي للمطالبة برحي ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أنور نجم الدين - الكومونة والسوفييتات -1