أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عصام عبدالله - مكر السؤال : من نحن أم من أنت؟














المزيد.....

مكر السؤال : من نحن أم من أنت؟


عصام عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3192 - 2010 / 11 / 21 - 23:34
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


السؤال الذي طرحه الفيلسوف الأمريكي ريتشارد رورتي في مقاله "من نحن؟.. أو من نكون؟، عالمية أخلاقية وخدع اقتصادية"، عبر من الناحية الفلسفية عن "القلق الفكري" لعصرنا، وقد لا يفهم كامل معناه ومبناه خارج مقولتين (متناقضتين) طبعتا العقد الأخير من القرن الماضي، الأولي هي مقولة "النهايات": نهاية التاريخ، نهاية الأيديولوجيا، نهاية الفلسفة... إلخ. والمقولة الثانية هي "الصدام أو الصراع": صدام الحضارات، وصراع الهويات والثقافات والأديان.

ولنبدأ بالمقولة الثانية، التي بلورها "صمويل هنتنجتون S.Huntington في مقاله المعنون بـ"صدام الحضارات" The clash of civilizations ? الذي نشر عام 1993 في مجلة (شئون خارجية) Foreign Affairs ? ثم طورها في كتاب يحمل نفس الإسم فيما بعد.

ولعل سر ذيوع وانتشار مقولة هنتنجتون، رغم كل ما قيل عنها، هو أن جميع أطراف الصدام أو الصراع، منذ نهاية الثمانينيات من القرن العشرين وحتي اليوم، كان راغبا - ولا يزال - في تصديق هذه النبوءة التي حققت نفسها بنفسها!

لقد أقدم هنتنجتون، الخبير السابق في إدارة "ليندون جونسون" لمحاربة التمرد في فيتنام، ومدير مؤسسة الدراسات الاستراتيجية في هارفارد علي نشر مقولته تلك، رداً علي المنظر المنافس في وزارة الخارجية الأمريكية، الأمريكي من أصل ياباني "فرانسيس فوكوياما" صاحب أطروحة "نهاية التاريخ"، وهي المقولة الأولي التي سرت سريان النار في الهشيم عقب تفكك الاتحاد السوفيتي السابق وانهيار جدار برلين، الذي بدا وكأنه انتصار ساحق ماحق للرأسمالية والديمقراطية الليبرالية علي غريمتها الشيوعية والنظم الاستبدادية.

بالنسبة إلي هنتنجتون، فقد وضعت هزيمة الاتحاد السوفيتي حداً لجميع الخلافات الأيديولوجية لكنها لم تنه التاريخ . فالثقافة وليست السياسة أو الاقتصاد ، هي التي سوف تحكم العالم. والعالم ليس واحداً. "الحضارات توحد العالم وتقسمه .. الدم والإيمان، هذا ما يؤمن به الناس ويقاتلون ويموتون من أجله ".

والنزاعات بين الحضارات هي المرحلة الأخيرة من النزاعات في العالم الحديث. ففي العالم الغربي كانت النزاعات، بعد معاهدة "ويست فاليا" عام 1648 قائمة بين الأمراء والملوك والأباطرة . وبعد الثورة الفرنسية عام 1789 وقعت النزاعات بين الأمم. ونشبت في القرن العشرين بين الأيديولوجيات (الشيوعية ، والاشتراكية القومية، والديموقراطيات الليبرالية). وكانت الحربان العالميتان ( 1914 - 1945 ) حروباً أهلية غربية ، وكذلك الحرب الباردة التي انتهت عام 1989، وحلت اليوم المواجهات بين الحضارات.

والحضارة هوية ثقافية تحددها عناصر موضوعية (اللغة والدين والتاريخ والعادات.. إلخ)، وعامل ذاتي، ألا وهو الهوية التي يقررها الأفراد لأنفسهم.

ولعل أخطر ما تطرحه أطروحة هنتنجتون هو: إذا كان السؤال المطروح في النزاعات الايديولوجية: "مع أي جانب تقف؟ "، ومن ثم كان بوسع الناس اختيار معسكرهم وتعديله ، فإنه في النزاعات بين الحضارات يكون السؤال "من أنت؟"، وعندئذ لا يكون التغيير ممكناً.

هنا بالتحديد نصل إلي "لب" الصراع نفسه في عالمنا المعاصر، بدءًا من يوغوسلافيا السابقة في العقد الأخير من القرن العشرين مرورا بزلزال 11 سبتمبر عام 2001 وحتي اليوم، فالسؤال : من أنت ؟.. تزامن ظهوره مع السؤال: من نحن ؟ أو من نكون ؟ الذي طرحته مجلة " ديوجين " العدد 177 - 117 في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، وعرضنا له في المقالات الأربع السابقة في هذا المكان.

ومنذ الآن فصاعدا ستغدو "الهوية الثقافية" بالمعني الدقيق و"التعددية الثقافية" بالمعني الواسع هما محور "السجال" داخل الشرق والغرب علي السواء، وكإحدي معضلات عصر العولمة وحقوق الإنسان، وستطرح علي بساط البحث مسألة السيادة والدولة القومية والأقليات والاندماج والمواطنة العالمية.

وحسب المفكر الفرنسي "باسكال بونيفاس" فإن قيمة أطروحة هنتنجتون الأساسية : أنها ألقت الضوء مجدداً علي أهمية العوامل الثقافية والدينية في العلاقات الدولية ، وأن الثقافة قد تكون سبباً في التعصب والحروب وليست مقوماً للتسامح والسلام كما هو شائع!



#عصام_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا قال نيتشه عام 2010
- من أين لنا كل هذا اليقين ؟
- التفكير في بلد التكفير
- حفلات الشاي ... القادم أسوأ
- «رحلة» توني بلير .. 11 سبتمبر والحرب الجديدة
- الأصولية والدين وحقوق الإنسان
- دين ( ما بعد ) العلمانية
- الإفلات من قبضة هيجل
- الأسس الفلسفية لليبرالية الدينية «2»
- الأسس الفلسفية لليبرالية الدينية (1)
- منظمة «الفيفا» والأمم المتحدة
- مفارقة: العلمانية ضرورية وليست كافية
- القلق الأمريكي والخروج إلي العالم
- كلينتون وسوفوكليس وصراع الديوك
- لماذا المواطنة الآن ؟
- الحصانة الذاتية
- دروس صينية في القمع والثورة
- جلوكل .. وأشياء أخري ..
- شباب إيران بروكسي
- فؤاد زكريا‏..‏ هذا الذي بدأ


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عصام عبدالله - مكر السؤال : من نحن أم من أنت؟