أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - هشام حتاته - الوهابية ... التاريخ - الجزء الثانى















المزيد.....

الوهابية ... التاريخ - الجزء الثانى


هشام حتاته

الحوار المتمدن-العدد: 3191 - 2010 / 11 / 20 - 12:23
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


توقفنا فى الجزء الاول من هذه الدراسة عند بداية اللقاء بين محمد بن عبدالوهاب المطرود من بلدته " العينية " بعد ان ضاق به اميرها عندما تعدى حدود ولى الامر ، وبين محمد بن سعود امير " الدرعية " ، فالاول كان يبحث عن مناصر لدعوته فى حين يبحث الثانى عن دعم دينى يسود به القبائل والامارات المتناثرة فى فيافى صحراء نجد ، وقلنا " كلاكيت .. ثانى مرة " ، لأن الحدث يعيد الى الاذهان بيعة العقبة الاولى بين النبى محمد ووفد المدينة . وعن وقائع البيعه نستمع الى الاستاذ جلال كشك يقول : (وفي حوار الأمير مع الشيخ ، قبل المبايعة ، عندما وعده الشيخ " يملك العياد والبلاد " قال الأمير : علي شرط إلا تغادرنا إذا فتح الله البلاد ، وانتشــــــــــــــر الاســــــــــلام ......... !! فرد الشيخ :" الدم الدم ، والهدم الهدم " .. فطلب الأمير إعفاء موارد الإمارة من فتاوى الشيخ ، وقبل الشيخ علي مضض ، وفي مرونة ، وإن لم يفته إن يؤكد للأمير إن موارد الثورة (الغنائم) ستكون أكبر، فتغني الأمير عن أموال رعيته- ص 126)
وعن المؤرخ السعودى الذى عاصر تلك الاحداث تحت راية بن سعود " عثمان بن بشر " ينقل الأستاذ جلال كشك : ( إلا أن محمد بن سعود اشترط في مبايعته للشيخ، إن لا يعترض فيما يأخذه من أهل الدرعية مثل الذي كان يأخذه رؤساء البلدان علي رعاياهم، فأجابه الشيخ علي ذلك ، رجاء أن يخلف الله عليه من الغنيمة أكثر من ذلك فيتركه رغبة فيما عند الله سبحانه- ص 162) وبالنسبـــة لوراثة الملك (فقد وافق الشيخ علي بقاء الملك في بيت واحد- 162) (وقد رفض الأمير بطريقة غاية في اللطف والذكاء، أن يكون مجرد أمير يهديه الشيخ، ثم ينطلق إلي غيره من الإمارات والدول، فلا يكون أكثر من أحد الأمراء، ولذلك سأل الشيخ هذا السؤال المهذب، حول موقفه في المستقبل، وانتزع منه التزاما بالبقاء تحت رأيه البيت السعودى ، أي أن يكون في هذا البيت وحده زعامة تلك الحركة التي يدعو إليها الشيخ - 113)

وهنا نقف مشدوهين من مجرد سرد صفحة واحدة في الكتاب ، لنجد الكثير من التطابق بين فترتين يفصل كل منهم عن الأخرى أكثر من الف ومائتى عام مما تعدون ..... كأن التاريخ لم يتحرك لحظة واحدة....!!
** ديانة النبى ابراهيم التوحيدية ادخلت عليها قريش الشرك بالتزلف والشفاعة الى الله بالاصنام وجاء النبى ليطهرها من الشرك .وديانة النبى محمد التوحيدية ادخلت عليها قبائل نجد الشرك بالتبرك بالاشجار واولياء الله وجاء بن عبدالوهاب ليطهرها من الشرك .
** النبى محمد يهاجر مطرودا من مكة الى المدينة باحثا عن مناصر لدعوته ، ووفد المدينة يسابق اليهود لاتباع النبى المنتظر ليصبحوا مثلهم اهل كتاب . ومحمد بن عبد الوهاب نراه مطرودا من بلدته " العينية " فيتلقفه حاكم " الدرعية " بن سعود ليسود به قبائل وامارات نجد .
** الشعار فى الحالتين يتطابق " الدم الدم .... الهدم الهدم "
** الهدف فى الحالتين واحد : نشر الاسلام التوحيدى .
** السبيل واحد : الغزوات والغنائم تحت نفس المسمى : الجهاد
الا ان محمد بن سعود كان اكثر فطنة من اهل المدينة وكان اكثر وعيا بالتاريخ السابق متمثلا فى واقعة السقيفة ، فقد ااشترط على الشيخ ان تكون دعوته تحت راية آل سعود وحدهم ، والاقرار بوراثة الملك فى البيت السعودى ، ووافق الشيخ على المطلبين . بل انه كان من اول المبايعين بولاية العهد للامير عبدالعزيز بن محمد بن سعود ثم مبايعته ملكا بعد وفاه والدة وولاية العهد لابنه سعود . فأين هذا من اختيار السقيفة لابو بكر ثم ولاية عمر وعثمان وعلى اذا كان يدعى العودة للجذور .... !!
( الدارس لتاريخ الدعوة الوهابية ، قد يقف مدهوشا امام النتائج السياسية التى اثارتها او حققتها هذه الدعوة ، رغم انها لم تطرح ابدا فى بدايتها مطلبا واحدا يمكن او يوصف بالمطلب السياسى . بل ان قراءة كتب محمد بن عبدالوهاب ومنشوراته تعطى انطباعا وكانه يعيش خارخ التاريخ، فليس له من تعليق على حدث معاصر خارج محيطه ، بل يناقش قضايا فقهية سبق بحثها وصدرت وصدرت فيها اجابات حاسمه .. قبل مولده بقرون عديدة – لقد ترك الشيخ 19 مؤلفا لايمكن لايمكن ان تصنف واحدا منها تحت مسمى " السياسة " : كتاب التوحيد – كشف الشبهات – شروط الصلاة واركانها – كتاب المستفيد فى حكم تارك التوحيد – تفسير سورة الفاتحة .... ، ومامن احد يزعم ان محمد بن عبد الوهاب قد اتى بجديد فى تفسير الفاتحة ، ولاكل ماطرحه من آراء فى التوحيد – ص 87 ) ثم القول المتهافت : لااله الا الله – نفى واثبات ....!! هذا القول يردده الوهابيين حتى اليوم فتجده بدون مناسبه يقول لك : لااله الاالله – نفى واثبات ، فتسأل عن المراد بهذه الفلسفه الايمانية فيقال لك : لا اله – هو نفى ، الاالله – هو اثبات ..... !! ياسلام ...!!
( وعندما عقدت المناظرة بين وفد علماء نجد وعلماء مكه " سبتمبر 1806 " لم يطرح اى خلاف سياسى بل كانت الاسئلة والاجوبة تدور حول قضايا من هذا النوع :
- ماقولك فى من دعا نبيا او وليا واستغاث به فى تفريج الكربات ؟
- من قال لا اله الا الله محمد رسول الله ، ولم يصلى الم يزكى هل يكون مؤمنا ؟
- ماقولك فى البناء على القبور ؟ - ص 87 )
( وفى رسالة عبدالعزيز بن محمد بن سعود الى العلماء والقضاه فى الحرمين والشام ومصر والعراق والتى اتسغرقت 26 صفحة من الحجم الكبير ليحدثهم عن القبور والشفاعة ويشرح لامير المؤمنين معنى لااله الا الله ، ومشروعية الدعاء للنبى والموتى ... – ص 88 ) ، وينقل جلاك كشك عن بن سند قوله ( ان خطاب " سعود " فى مكه لم يأتى بجديد لايعرفه عوام اهل مكة – ص 94 )

يذكرنى هذا بخادم كان يعمل لدينا ، حفظ القرآن صغيرا ولم يتيسر لوالده نفقات تعليمه فالحقه بالخدمة لدينا وهو فى العاشرة من عمرة ، كانت امى حنونه وعطوفة فجعلته يعيش بيننا كواحد منا وساعدته حتى حصل على الاعدادية ، والحقناه بعمل فى احدى المصالح الحكومية . ولكن مشكلته معنا كانت فارق التعليم ، فكان كل يوم يأتينا ببديهية معروفة ومعلومه معتقدا انه اكتشاف فلسفى او لغوى او اجتماعى ويصر ان يوضحه لنا بالتكرار الممل ، محاولا ان يتعالم علينا لتعويض الفارق التعليمى . ان صاحب الفكر الضحل عندما يتبادر الى ذهنه معلومة ولو بدائية يعتقد ان اكتشف قانون الجاذبية او دوران الارض ، ويلح عليك بالتكرار الممل ، تماما كما يفعل الوهابيون فى مقولتهم الساذجة : لااله الا الله .... نفى واثبات .

وبعد اكتشافه الخطير لقضية النفى والاثبات فى عبارة لااله الاالله - نرى التهافت فى قضية التوحيد التى قدمها على كل القضايا وجعلها نقطة البدء فى الاسلام ، وبالتالى نقطة البدء فى دعوته ( فهو يكتب لصديق بعث اليه رسالة فى التوحيد فيها كلام من احسن الكلام ، ولكنه لايقبل منه هذا الكلام ، بل يعنفه لانه قال : " واجب على كل ذكر وانثى ، النظر فى الوجود ثم معرفة العقيدة ، ثم علم التوحيد " يرفض بن عبدالوهاب هذا التعليق الفلسفى قائلا له : هذا خطأ وهو من علم الكلام الذى اجمع السلف على ذمه – وانما الذى اتت به الرسل هو ان واجب هو التوحيد وليس النظر فى الوجود ، ولامعرفة العقيدة ، كما ذكرت انت فى الاوراق – ص 91 )
حتى مدح النبى استنكرة بن عبدالوهاب حين ( استنكر قول البوصيرى فى البردة :
يا اكرم الخلق ما لى من الوذ به سواك عند حلول الحادث العمم
ان لم تكن فى معادى اخذا بيدى فضلا ، والا فقل يازلة القدم
ومن علومك علم اللوح والقلم – ص 92 )
اما موقفه من الشيعة ( الرافضه ) فهو موقف عدائى مستحكم حتى اليوم ، موصوما بالكفر ،ولم يكتفى بتكفيرهم ولكن ( لاشك فى كفر من توقف فى تكفيرهم - ص 93 ) فمن لايكفر الروافض الشيعة يعتبر ايضا كافرا .... !!!

وياتى الجهاد ، الركيزة الثانية فى حركة بن عبدالوهاب بعد التوحيد متمثلا فى الفتح " الغزو" والغنيمة " السلب والنهب " وهما فى نظر الكاتب ( لب الاسلام كما فهمه الرعيل الاول ، وقد مهد الشيخ للجهاد بالهجرة ، هجرته هو الى آل سعود ، ثم دعوته المؤمنين بالهجرة اليه فى الدرعية ..... حيث اقام او معسكر حركى او مجتمع جديد لايرتبط الا بالحركة ، ويعيش للحركة ، وعلى نفقة الحركة – ص 118 ) ولما لم تكن هنك موارد للحركة داخل امارة بنسعود الفقيرة اصلا ، فلتبدأ الغزوات .
- وكيف يكون الجهاد علي مسلم يشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وأن ضل ببعض الخرافات كالتبرك بالأشجار أو أل البيت والأولياء .

- مقومات الدعوة ؟
** التكفيــــــــــــــر : إتباع الشيخ هم (المدينّة) أو المتدنيين ، فهم أهل السنة والجماعة، وما عداهم خارج عن السنة والجماعة، فهو كافر يحق قتاله وغنيمة أمواله. فالطريق الى الغيمة هو الغزو ، والسبيل الى الغزو هو التكفير .
** ولما كانت كل القضايا الفقهية قد قتلت بحثا من قبل بن عبدالوهاب بمئات السنين ، فلم يعد امام الحركة الا الشكليات – التماثل مع السلف ، الذى ذكرناه من قبل طبقا لنظرية لفكر البدائى فى ان "الشبيه ينتج الشبيه " . والتشديد على توافه الامور تحت مبدأ " الاحوط " ضاربين عرض الحائط بالفكر الوسطى فى الاسلام تحت مبدأ " الايسر " .
** ولتفعيل مبدأ " الاحوط " يتم التركيز علي الترهيب من الله دون الرحمة - لأن بالترهيب ينتصر التشدد ، لأن الله القاسي العنيف لا يقبل أي خطأ من البشر وجالس لهم بالمرصاد يعد عليهم ثكناتهم وحركاتهم، والوصول إلي رضاه لا يتم بـ " الايسر" ولكن أمامك قائمة طويلة من المحرمات يجب أن تتجنبها، وقائمة طويلة من الشكليات يجب أن تؤديها، أليس هو الله الذى قال عنه الخليفة أبو بكر "والله لو بيني وبين الجنة خطوة لخشيت من مكر الله – أليس هو القائل " ويمكرون ويمكر الله ... "!! ولذلك ينتصر دائما التشدد علي التساهل. لأنك فى مواجهه آله عنيف قاسى جبار، مكار ، فى حاجة دائما الى رجل دين ليدلك على الطريق الصحيح لارضاء هذا الاله واتقاء غضبه وشره ... وتلك مهنه رجال الدين منذ فجر التاريخ . ولهذا رأينا التركيز على الشكل الاسلامى : اللحية والجلبات والحجاب والنقاب ......... الخ ، والاغراق فى العبادات دون التركيز على المعاملات والضمير والقانون الاخلاقى بين الناس .

ــ حركية الدعوة :
** ( لابد لمن يريد تحريك الجماهير للثورة وخلع النظام المتوارث من اعلان ، بل الزهو باكتشافه الحقيقة ، وتاكيد انه هو وحده يطرح التفسير الوحيد الصحيح لهذه الحقيقة ! واذا كانت القيادات الفكرية فى عصور الانحطاط قد حرصت ان يكون فكرها للخاصة ، فان ماتميز به محمد بن عبدالوهاب كقائد حركى هو حرصه على الوصول للعامة ، ووضعه هؤلاء العامة فى تناقض مع قياداتهم ، بجر هذه القيادات الى معارك استطاع بها ان يشكك العامة فى صوابيتهم ، ووضع نفسه وحركته فوق كل القيادات المعاصرة ، باعلان انه وحده وحركته ، يمتلكان المعرفة والصوابية ، والزم هذه القيادات بالاعتراف بخطا ممارساتها ، وصدق مايدعو اليه – ص 96 )
** ( وكما اشرنا الى ارتباط الدين والدنيا فى التصور الاسلامى ، فان الشيخ وانصاره بفهمهم هذه التصور ، واستيعابه من منابعه الاصيله ، لم يقم شك فى اذهانهم ، ولو للحظة واحدة ، بأن الدعوة تستهدف صلاح الدنيا ، بل ان صلاح الدنيا بالدين هو المدخل لصلاح الاخرة ، فدعوته للايمان بمايطرحه من تفسير ، كان تعنى الاصطدام بالوضع القائم . والاسلام هو "التوحيــــــــد والجهـــــــــاد " ، ولذلك كان الحديث منذ اللحظة الاولى عن " الفتـــــــح والغنيمــــــــة " – ص 101 ) كلاكيت .. ثانى مرة .. !!
** وكان السبيل الى ذلك هو المنشورات الثورية ( الشيخ لايكتب ابحاثا فقهية ، تناقش فى مجالس الخاصة والعلماء ، بل منشورات ، ويخلق حول توزيعها الخلايا الحركية : " فهذا الكتاب كل اهل بلد ينسخون منه نسخه ويجعلونها عندهم ثم يرسلونه الى الآخرين – ص 96 ).
وبدأت الغزوات ضد الكفار( .....!!! ) الموجودين في نجد - لاحظ أننا فى النصف الثانى من القرن الثامن عشر الميلادي - ..!!) وبدات الغنائم وتوسعت امارة ابن سعود من الدرعية الى ماحولها من القرى الصغيرة التى تم التهامها الواحدة بعد الاخرى ، وقبائل انضمت طمعا فى الغنائم ، فتم الاستيلاء على معظم قرى وقبائل نجد ، وتتوج النصر بالاستيلاء على الرياض .

غزوة كربلاء :
ينقل لنا الاستاذ جلال كشك حرفيا من مؤرخ آل سعود لتلك الفترة – عثمان بن بشر – معللا ان هذه الحرب لم تكن ضد الشيعة بذاتهم . ونحن هنا ننقلها بحروفها ولايهمنا ان كانت ضد الشيعة على وجه الخصوص ام ضد اهل العراق على وجه العموم ، ولكنها غزوات من المسلمين – اتباع الشيخ على الكفار اهل كربلاء كأن التاريخ يتكرر حرفيا ... !! فالعذر اقبح من الذنب ..!! ( ثم دخلت السنة السادسة عشر بعد المائتين والالف هـ – 1801 – 1802 م- وفيها سار سعود بالجيوش المنصورة والخيل العتاق المشهورة من جميع حاضر نجد وبواديها والجنوب والحجاز وتهامة وغير ذلك ، وقصدوا ارض كربلاء ، ونازل اهل بلد الحسين ، وذلك فى ذى القعدة فحشد عليها المسلمون ، وتسوروا جدرانها ودخلوها عنوة ، وقتلوا غالب اهلها فى الاسواق والبيوت ، وهدموا القبة الموضوعة بزعم من اعتقد فيها على قبر الحسين ، واخذوا مافى القبة وماحولها ، واخذوا النصيبة التى وضعوها على القبروكانت مرصوفة بالزمرد والياقوت والجواهر ، واخذوا جميع ماوجدوا فى البلد من الاموال والسلاح واللبس والفرش والذهب والفضة والمصاحف الثمينة وغير ذلك ممايعجز عنه الحصر ، ولم يلبثوا فيها الا ضحوة وخرجوا منها قرب الظهر بجميع تلك الاموال ، وقتل من اهلها قريب الفى رجل ، ثم ان سعودا ارتحل منها على الماء المعروف بالابيض فجمع الغنائم ، وعزل اخماسها
، وقسم باقيها على المسلمين غنيمة للرجل سهم ، وللفارس سهمان ، ثم ارتحل قافلا الى وطنه – ص 122 )

فتح مكة :
وكما يقول ابن سعود ( ان اهل الاحساء رافضه ادخلناهم فى الاسلام بالسيف ، فقد اعترف بنفسه ايضا ان الاشراف فى مكة مشركين ، واشترط اسلامهم ، وهو نفس رأيه فى امير المؤمنين وخليفة المسلمين السلطان السنى – ص 121 ) نجده فى العام 1807 يحشد كل قواه ( خمسة واربعيون الف مجاهد - ..!! – من جيشه الى مكة فى ثياب الاحرام ، لبينما اختفى شريف مكة ، ولزم الجند وحرس المدينة قلاعهم يرتعدون فوق اكداس الذخيرة عاجزين عن استخدامها والمجاهدين الحجاج – الوهابيين - يزحفون الى داخل مكة – ص 130 ) لتعود الى الاذهان " المنصور بالرعب " تماثلا بالآية " ولتكن بكم عليهم غلظة " . ويتباكى الشيعة على مقتلة كربلاء ، ولكن من يتباكى من العالم السنى الآن فى ظل سيادة المفاهيم الوهابية على ( مقتلة اهل الطائف " السنة " مقتلة لها شهرة تفوق مقتلة كربلاء – ص 121 ) ومن يتباكى من الشيعة على انتهاب اموال القبة والمزار الحسينى فى كربلاء فقد ( تم وفقا للمفاهيم الوهابية تماما كما انتهبت اموال القبه النبوية ذاتها – وقد استند سعود فى ذلك الى فى ذلك الى فلسفة التوحيد الاسلامية ، وقد نقل محمد بن عبدالوهاب عن شيخه ابن القيم ان المال الذى يرصد فى القبور هو مال ضائع ، فبصرف فى صالح المسلمين – ص 121 ) . وهنا نقول للاستاذ كشك فى دفاعه المتهافت عن سعود والوهابيين ، ان قبور المسلمين شئ ، وقبة النبى شئ آخر .. مش كده ولا اية ... !!

نهاية الدولة :
بالاستيلاء على مكه ( فتح الفتوح ) واشاعة الرعب فى قبائل الجزيرة ، يصل التضخم وغرور القوة الى منتهاه ، فطبقا للمفاهيم الوهابيه الصحراوية العنيفة الجافة يتم منع المجى بالمحمل مع حجاج مصر والشام ، فعلى نمط ( من محمد رسول الله الى المقوقس عظيم القبط ) نجد نفس الرسالة الى الخليفة العثمانى : ( من سعود الى سليم .. اما بعد " فقد دخلت مكة فى الرابع من محرم سنة 1218 هـ وأمنت اهلها اهلها على ارواحهم واموالهم ، بعد ان هدمت ماهناك من اشباه الوثنية ، والغيت الضرائب الا ماكان منها حقا ، وثبت القاضى الذى وليته انت طبقا للبشرع ، فعليك ان تمنع والى دمشق ووالى القاهرة من المجئ بالمحمل والطبول والزمور الى هذا البلد المقدس ، فان ذلك ليس من الدين فى شئ . وعليك رحمة الله وبركاته ) (ومع إن السلطان العثماني كان بعيدا عن نجد، ليس لها فيها إلا وجود اسمي- ص 242) إلاأنهم تحرشوا به ضمن ما تحرشوا بالإمارات المحيطة "أسلم تسلم .. يعطيك الله أجرك مرتين" أو قريبا من هذا ووصلت الرسالة السلطان العثماني ، "وبمنع حج القافلة التي كانت أم السلطان فيها – ص 242 ) بالاضافة الى كل ذلك ( لجأت قوى الثورة المضادة داخل السعودية ، الى طلب تدخل السلطان ، كما يقول بن غنام ، ضد الحركة التى كانت تهدد مراكزهم سواء كانوا علماء دين ام شيوخ قبائل وامراء مدن- ص 119 ) .

وكان ماكان مما يعرفه التاريخ .... صدرت الأوامر من السلطان العثماني لواليه علي مصر محمد علي ( وقتذاك ) بإرسال الجيش المصري لقمع " الحركة الوهابية ". وأنتهت الدولة السعودية الأولى إلي الفشل والهزيمة – وسبق بعض أمرائهم وشيوخهم إلي سجن القلعة، وفر الباقين إلي الإمارات المحيطة.
ويذكر لنا المؤرخ المصرى الجبرتى الذى عايش تلك الفترة : إن المصريين خرجوا إلي سجن القلعة ليلا للتبرك بهم ؟؟ فهذا حال المصريين مع كل قادم من جزيرة العرب بصفتها الارض المقدسة والشعب المقدس ، وهذا بالضبط كا حجر الاساس فى انتشار الوهابية بأرض المحروسة فيما بعد .
هذه هى الوهابية في جذورها الأولى مع الدولة السعودية الاولى .. وبعدها عاد بعض الأمراء من منافيهم ، وحاولوا إقامة الدولة السعودية الثانية ، ولكنهم تقاتلوا علي الإمارة الصغيرة حتى سلموا الرياض "عاصمتهم" إلي "بن رشيد" حاكم إمارة حائل في الشمال الذي كان أحد الأمراء التابعين لهم، وتبني ابن رشيد الوهابية ولكن بدون الصخب الذي أدي إلي هزيمتهم من قبل. (وبدأت هجرة عبد الرحمن بن تركى آل سعود) وأولاده وفي مقدمتهم عبد العزيز أل سعود الى الكويت .. واسدل الستار عن الدولة السعودية الثانية – ص 243)
ومع مطلع القرن العشرين يعود عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن تركى آل سعود ليؤسس الدولة السعودية الثالثة التى يتوارثها ابناءه حتى اليوم . والتى ستكون الجزء الثالث من هذه الدراسة .



#هشام_حتاته (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوهابية ... التاريخ - الجزء الاول
- الصراع بين الراعى والمزارع : قابيل وهابيل نموذجا 2/2
- الصراع بين الراعى والمزارع : قابيل وهابيل نموذجا 1/2
- الاحتلال العربى لمصر بين تدليس الشيوخ وحقائق التاريخ 2/2
- علمانية العسكر واكاذيب الشيوخ
- الاحتلال العربى لمصر بين تدليس الشيوخ وحقائق التاريخ 1/2
- صناعة الكراهية
- ليبرالية المتأسلمين - الحلقة الاخيرة
- ليبرالية المتأسلمين - الحلقة الثالثه
- ليبرالية المتأسلمين - الحلقة الثانية
- ليبرالية المتآسلمين - الحلقة الاولى


المزيد.....




- مادة غذائية -لذيذة- يمكن أن تساعد على درء خطر الموت المبكر
- شركة EHang تطلق مبيعات التاكسي الطائر (فيديو)
- تقارير: الأميرة كيت تظهر للعلن -سعيدة وبصحة جيدة-
- عالم روسي: الحضارة البشرية على وشك الاختفاء
- محلل يوضح أسباب فشل استخبارات الجيش الأوكراني في العمليات ال ...
- البروفيسور جدانوف يكشف اللعبة السرية الأميركية في الشرق الأو ...
- ملاذ آمن  لقادة حماس
- محور موسكو- طهران- بكين يصبح واقعيًا في البحر
- تونس تغلق معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا لأسباب أمنية
- ?? مباشر: تحذير أممي من وضع غذائي -كارثي- لنصف سكان غزة ومن ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - هشام حتاته - الوهابية ... التاريخ - الجزء الثانى