أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حوا بطواش - الرجل الخطأ- الحلقة السابعة














المزيد.....

الرجل الخطأ- الحلقة السابعة


حوا بطواش
كاتبة

(Hawa Batwash)


الحوار المتمدن-العدد: 3191 - 2010 / 11 / 20 - 10:34
المحور: الادب والفن
    



تغيّرَت مُعاملة فراس تجاهي، فأصبح انسانا لطيفا يحاول ارضائي، وقد شجّعني ذلك وأمدّني بشيء من الإرتياح. وكانت فادية وزوجها أشرف صديقين حقيقيين لنا، وقد ساعدنا ذلك على تخطي أزمتنا. فعشت شهرا كاملا بسعادة وأمان... الى ان تلقّيت اتّصالا مفاجئا من عامر، اتصالا أربكني كثيرا، وطلبت منه الا يعاود فعل ذلك فقد انتهى كل شيء بيننا. وقد أزعجني قوله بأنني أضحي بنفسي من اجل رجل لا يستحقني، اذ أحسست انه على حق. فتملكني الضيق وشاع في نفسي الحزن والقلق.

ترى، هل فعلت الصواب حين عدت الى فراس؟ تساءلت في نفسي مرارا. هل سأكون سعيدة؟ هل تغير فراس حقا؟ ام انه سيعود الى سابق عهده؟ لم أملك الأجوبة لتلك الأسئلة الكبيرة، التي باتت تراود تفكيري، وتقلق نفسي.

وبعد مرور اسبوع، وجدته يتّصل بي مرة أخرى. فوبّخته قائلة: "ألم أقل لك الا تتصل بي؟ ماذا تريد مني؟ لِم لا تنساني وتكمل حياتك؟ صدّقني هكذا افضل لك... ولي."

"كي ترتاحي مني؟" قال والحزن يلوح من صوته. "الى هذا الحد بات صوتي يزعجك؟"

"عامر، ارجوك! لقد انتهى كل شيء بيننا، وما تفعله الآن، فعلا، يزعجني جدا. انا امرأة متزوجة!"

"متزوجة... ولكن... هل حقا انت سعيدة؟"

أجبته محاولة اخفاء اضطرابي: "انا سعيدة باختياري، وراضية عن نصيبي، فلماذا تريد ازعاجي؟"

فقال: "عزيزتي، انا لا اريد ازعاجك ولا بأي شكل، ولكنني اريد الإطمئنان عليك، فأنا لست مرتاحا لزوجك ابدا. أحس انه يضايقك، كما كان يفعل في السابق."

"لا تكن قلقا بهذا الشأن، فقد تغيّر فراس كثيرا ولم يعد... لم يعد كما كان."

فوجدته يسألني: "أهذا يعني... انك بدأت تحبينه؟"

فوجئت به، ولم أرد على ذلك. لزمت الصمت، وفي داخلي أتعجّب لِم يهمّه الأمر الى هذا الحد! بل ويقلقه!

وجدته يعتذر عن نفسه بعد لحظة: "انا آسف. لم يكن من حقي ان أسألك ذلك."

"عامر، ماذا جرى لك؟ هل انت بخير؟ أحس فيك بشيء غريب."

"اي شيء؟"

"لا ادري. لم أعرف فيك الصفاقة من قبل."

"ربما. ولكن... كلما فكرت... انك تحبينه... لا أدري ماذا يحصل لي!"

"عامر، يجب ان تنسى! انت ترى اي وضع ألزمني للعودة اليه. هل تريدني ان أعيش بقية حياتي تعيسة؟"

"بالطبع لا! أريدك ان تعيشي بسعادة وامان وراحة بال."

"اذن دعني أعِش حياتي كما اخترتها، أرجوك! وانت، انتبه لنفسك وحياتك، وابحث عن سعادتك."

بعد ذلك الحديث لم يعاود الإتصال بي.

مضى أسبوعان.

وذات يوم، وجدت فادية تأتي لزيارتي في بيتي، ومعها خبر يطير له العقل. انها حامل! وأخيرا بعد طول انتظار!

فرحت لها كثيرا، واحتضنتها بشدة، وسالت لها دموعي، فقد كنت أعلم كم كانت تتوق الى الأمومة، وأدرك مدى معاناتها طوال هذه السنوات بلا اولاد.

جلسنا جنبا الى جنب نفضفض همومنا وآلامنا ونسبك أحلامنا وأمنياتنا، وانا أحسست بداخلي أن الله جزاها خيرا، هي وزوجها، على صنعهما الخير معنا. وبعد ان عاد فراس وأشرف من النادي الذي يتدربان فيه، خرجنا كلنا معا للإحتفال بهذه المناسبة السعيدة، فجلسنا في مطعم اختاره فراس لنا لتناول العشاء.

وفجأة، رأيت امرأة بين الجالسين اهتز لها كل كياني، وأعادتني الى أيام الألم والقلق. كانت هذه المرأة هي التي أضرمت النار بيني وبين فراس وبالكاد أودت الى طلاقنا. امرأة ذات شعر أشقر طويل، مسترسل، قامة طويلة، دقيقة التكوين. كانت تشبه بملامحها النساء الروسيات الجميلات، الا انها كانت تتحدّث العربية بطلاقة. كانت جالسة مع جماعة مكونة من رجال تبدو عليهم سمة رجال الأعمال، ونساء لابسات بأناقة فائقة، لا يخفى على العين ثراؤهن. وكانت تتأمل نحونا بنظرات مستطلعة وابتسامة خبيثة تلمع على شفتيها.

أطرقت رأسي ساهمة وشعرت بانفجار مبهم في رأسي.

"ماذا حدث؟" همست فادية في أذني سائلة.

"لا شيء." كان ردي باقتضاب. لم تكن فادية تعرف تلك المرأة، وربما زوجها أيضا، فلم يحسا بأي شيء غريب. ولكن فراس بدا كأنه لمحها، وطغت على ملامحه علامات الإرتباك، ولم يجرؤ على النظر الي.

مضت بقية السهرة على صمت وضيق واضطراب، وعدنا في نهاية المساء الى منزلنا، دون ان ينبس احد منا بكلمة طوال طريق العودة. دخل فراس الى غرفة المكتب، وأغلق على نفسه الباب. شعرت باضطرابه الشديد طوال المساء، حتى انه لم يبادلني كلمة واحدة. ذهبت لوضع ليلى في فراشها، وانقضت عدة دقائق حتى نامت. ثم أويت الى الفراش، ولكن النوم أبى ان يأتيني. أحسست بالقلق يسري تحت جلدي والهواجس تضجّ داخل صدري. قمت أذرع الغرفة جيئة وذهابا.

أيُعقل أن تكون علاقتهما مستمرة؟ لماذا جلست في هذا المكان بالذات في ذلك الوقت بالذات؟ هل هو من محض الصدفة؟! وهل كانت، وربما ما زالت، ترتاد ذلك المكان مع فراس؟ أيكون قد أخبرها بذهابنا الى هناك؟ لا! كيف يخبرها ويجعلها تتواجد هناك في نفس الوقت الذي نحن فيه؟ لقد كان مضطربا لرؤيتها.

أحسست كأنني أختنق في الغرفة. ذهبت لشرب كوب من الماء. وبينما كنت مارة بالقرب من غرفة المكتب في طريقي الى المطبخ، سمعت صوت فراس وهو يتحدّث، واستوقفني الكلام الذي وصل الى مسمعي. أجفلت أصغي واجمة.

"ليس هذا ما اتّفقنا عليه!" سمعته يقول، وخمّنت أنه يتحدث على الهاتف. "انت تتصرّفين بغباء شديد ... لا، لا، انا لا أصدّق هذا الهراء. لقد سبّبت لي احراجا شديدا لدرجة انني لم اعرف اين أذهب بوجهي ... كفي عن هذا! أتظنين أني لا اعرفك بعد كل ما كان بيننا؟! ... لا، لم تكن صدفة! ولا تحاولي اقناعي بعد الآن فأنا لن أصدّق كلمة واحدة مما تقولين!"

لم أسمع أكثر من ذلك، فقد عدت بسرعة الى غرفتي، وأنا أحسّ بجسمي كله يرتعد، وقلبي يخفق بقوة جنونية، وكأنني كنت شاهدة على جريمة مروّعة.


يتبع...



#حوا_بطواش (هاشتاغ)       Hawa_Batwash#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرجل الخطأ- الحلقة السادسة
- الرجل الخطأ- الحلقة الخامسة
- الرجل الخطأ- الحلقة الرابعة
- الرجل الخطأ- الحلقة الثالثة
- الرجل الخطأ- الحلقة الثانية
- الرجل الخطأ- الحلقة الأولى
- منازلة الصمت- قصة قصيرة
- مذكرات عاملة في سوبر ماركت- الجزء الثاني
- مذكرات عاملة في سوبر ماركت- الجزء الأول
- العودة- قصة قصيرة
- حدّثتني جدتي...
- بيت الأحلام- قصة قصيرة
- الشاردة- قصة قصيرة
- حب خلال الهاتف- قصة قصيرة
- أحلام كبيرة- الحلقة الحادية عشر والأخيرة
- أحلام كبيرة- الحلقة العاشرة
- أحلام كبيرة- الحلقة التاسعة
- أحلام كبيرة- الحلقة الثامنة
- أحلام كبيرة- الحلقة السابعة
- أحلام كبيرة- الحلقة السادسة


المزيد.....




- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حوا بطواش - الرجل الخطأ- الحلقة السابعة