جلسات نفسية 5

عادل ندا

الحوار المتمدن-العدد: 3191 - 2010 / 11 / 20 - 00:26
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

الجلسة السابعة: جلسة نفسية أنترنتية
صديقة: أنت مش دكتور نفسانى؟
الدكتور: يعنى بفهم فى الموضوع ده. ليه؟
صديقة: أصل أنا مكتئبة جدا.
الدكتور: بسيطة نشوف ده، بس اللى انا أعرفه عنك، أنك شخصية قوية. ونشاطك على النت هايل، وليكى مشاركات سياسية فى الشارع.
صديقة: أحبطت، ومفيش فايدة.
الدكتور: أيه اللى حصل؟
صديقة: مش عارفة.
الدكتور:أخبار الدراسة أيه؟
صديقة: بأعيد السنة على مادة الموارد البشرية.
الدكتور: ده ممكن يكون رسالة بتقولك، أن انتى لازم تهتمي بموضوع المصادر البشرية، وتنميتها. ومش بالضرورة بالشكل التجاري البشع، اللى اتكلمتى علية، فى أحد تعليقاتك.
صديقة: فى الحقيقة انا ما بحبش المادة دى. ويمكن عشان كده سقط فيها.
الدكتور: وبتعملى أيه جديد دلوقتى؟
صديقة: بدرس تصميم صفحات مواقع، وتطويرها.
الدكتور: ده جميل، وها يساعدك كتير فى كل الأنشطة. أستمرى فى الموضوع ده.
صديقة: بدأت الموضوع ده، عشان كنت فى علاقة مع واحد شغال فى المجال ده. فى الحقيقة كنا مخطوبين وأتفسخت الخطوبة.
الدكتور: خبرة، وممكن تكون مفيدة. خذى الجزء الإيجابى فيها.
صديقة: بحاول.
الدكتور: على حسب معرفتى بيكى ومتابعتك على الفيس بوك، أنتى شخصية مش عادية. أعلى كتير من النمط المتكرر. وبتابع تعليقاتك، وأحيانا كثيرة بأعجب بيها.
صديقة: أنا بمر بفترة صعبة جدا عليا. مفيش حاجة جديدة بتحصل. تحس ان البركة راكدة.
الدكتور: خليكى صبورة شوية. أنا متأكد أنك شخصية عالية جدا. 23 سنة وبتعملى اللى بتعمليه. نشاط حيوى فى مجالات عديدة، بما فيها السياسة والفلسفة والفكر والأدب والموسيقى وعملتى فيلم تجريبي، وغيرة. أنت عبقرية يا بنتى.
صديقة: أشكرك. أنا رحت لدكتورة نفسية هنا فى السويس، وما لقيتش اللى كنت متوقعاه. الدكتورة مستعجلة كده، وما سمعتنيش، وكأنها عايزة تدينى دواء، وتقلبنى، أوتخلص منى.
الدكتور: على الرغم أنى مش مؤمن بكل اللى فيه، قريتى كتاب السر اللى بيتكلم عن قانون الجذب؟
صديقة: قريت فيه لغاية لما وصلت للحتة بتاعة مشاركة احد النساء، للمساحة بتاعتها مع الآخرين، وتوقفت عن القراية. لأنى حسيت أنها ممكن تخش فى الدليوجن والوهم.
الدكتور: ربنا يكفينا شر الضلالات والأوهام. بس ممكن تخدى منه الأشياء الايجابية.
صديقة: أنا مش مؤمنة بالقوى العليا، اذا ما كانت إلاهية، ولا كونية زى اللى بيتكلم عليها الكتاب.
الدكتور: أنا حطيت حاجة دلوقتى على الفيس بوك أيه رأيك فيها؟
صديقة: ماشى هشوف. الفيلم التسجيلى اللى عنوانه طبيعة الجنس؟
الدكتور: لأ، اللى بعد ده.
صديقة: فين دى؟
الدكتور: اللى بتقول، " ربتنا الطبيعة على أن نرى أن الطبيعة تحد نفسها بنفسها، بشكل طبيعي، وعلى ان نكون مع الارتقاء."
صديقة: أشرحلى أكثر، تقصد ايه؟
الدكتور: وتروحى ليه لدكتور نفسانى وعندك صديق على الفيس بوك بيفهم شوية فى علم النفس؟
أقصد لو أى حد تخطى حدوده الطبيعية، الطبيعة بتوقفه عند حده.
صديقة: القوالب و لا القوانين اللي بنحطها لنفسنا وللي حوالينا يعني؟
الدكتور: هناك دائما عملية أرتقاء مستمرة رغم أنف الجميع. لازم نبقى واعيين بيها ونهتم بيها ونساندها ومنعطلهاش.
صديقة: لأ احنا مهتمين أكثر بالتدهور بتعنا.
الدكتور: لو الدكتورة وصفتلك دواء وبتخديه. وقفيه فورا.
صديقة: بأخده بقالى أكثر من أسبوع.
الدكتور: هى وصفتلك دواء اسمه أيه؟
صديقة: مضاد للاكتئاب، اسمه لوسترال.
الدكتور: أنا أعرفك أكتر منها. أنتى مش محتاجة لوستورال.
صديقة: قالتلى هيساعدنى أتخطى حالة الحزن اللى انا فيها.
الدكتور: أنت عندك قوى داخلك، وتقدرى تتخطى أى شيى فى الوجود. أبحثى عنها وأستخدميها.
صديقة: أنا عارفة أن العلاقات ممكن تنتهى. المشكلة أنى بقالى فترة طويلة حاسة أن الحياة ملهاش ولا طعم ولا لزمة. أنا موجودة ليه؟
الدكتور: أنا موجود كأى كائن حى، لنفسى أولا. وموجود كأنسان للإنسانية، وكجزء منها. ولى دور فى الوجود، قررت مهربش منه تانى.
صديقة: العلاقة كانت عملالى توازن شوية. وكانت الحياة مستمرة برغم احساسى الدفين بعدم جدواها. أنا مش هنتحر لأنى أجبن من أنى أعمل كده.
الدكتور: الحياة مستمرة، مستمرة. وأحنا اللى بنصنعها وبنشكلها. وأحنا اللى بنديها المعنى. جايز يكون ليها هدف ومعنى أصلى، بس من الصعب علينا، وبتفكيرنا المحدود اننا نوصله.
صديقة: يعنى نعيش كطور فى ساقية. بنلف ومش عارفين حاجة؟
الدكتور: الإرادة، والرغبة العارمة القوية عند كل الكائنات الحية مع الحياة والأستمتاع بيها، وضد الموت أو أنهاء الحياة. دى طبيعة الأمور ببساطة. تفكيرنا الجاهل، أحيانا بياخدنا ضد هذا التيار القوى، بالتفكير السلبى الخاطئ.
صديقة: أنا شايفة أن الدنيا بتتدهور وبتسوء يوم عن يوم.
الدكتور: تبقى مش شايفة التغيير الايجابى، اللى بيحصل فى كل لحظة، وشايفة الجوانب السيئة، أو اللى بتعتبريها سيئة. بتشوفيها متضخمة أمام عينك.
صديقة: أنا آسفة انى أكون عطلتك، أو سببتلك أزعاج.
الدكتور: بالعكس. أنا بتعلم منك.
صديقة: ده كلام مش ممكن. سيادتك بتتريق.
الدكتور: أنتى فاكرة لما بعتيلى قصة لبولو كويلو.
صديقة: أعتقد بعتلك إحدى عشر دقيقة، لأن الرابط موجود عندى.
الدكتور: لما قريتها عجبتنى وأستفدت منها. وبعدين خطر فى بالى، أنى ممكن أكتب بشكل مختلف عنها. أستخدمت نفس البداية. وكتبت قصيدة ايزيس كرواية نفسية. أنتى كده ساهمتى فى كتابة الرواية.
صديقة: خليتنى أبتسم. أشكرك. والأن انت تستحق هذه المقطوعة الموسيقية. أسمع المقطوعة دى.
الدكتور: أنتى واللى زيك هم بسمة الحياة. جميلة جدا. عن أزنك أسمعها بتركيز.
صديقة: اتفضل.
الدكتور: عمتلها شير على صفحتى. فيفالدى موسيقى عبقرى. أشكرك. أيه القوة العبقرية الموجودة جواكى دى؟
صديقة: هو فى فى مصر حد شغلته، موجه للحياة؟
الدكتور: تقصدى أخصائى نفسى وأجتماعى ومهنى، مع بعض؟
صديقة: أو دكتور نفسانى مش زى اللى انا رحتلها دى. يقعد يتكلم مع المريض ويفتح موضوعاته ويحللها له.
الدكتور: هأعيد صياغة الحوار اللى بينا ده، وأكتبهولك وأبعتهولك.
صديقة: مش فاهمة تقصد أيه.
الدكتور: هتفهمى لما يوصلك اللى هأكتبه. الناس جواها قوى عظيمة لا يستخدموها.
صديقة: يمكن ظروفهم مش مساعداهم.
الدكتور: مش بس الظروف.
صديقة: حقيقى. أوكيه هستنى اللى ها تبعته.
الدكتور: ممكن ابعتلك حضن وداع مؤقت؟
صديقة: أوكيه سى يو.
الدكتور: اللى لقاء.

#عادل_ندا (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات