أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد أبو هزاع هواش - حضارة اللف والدوران ج ٢














المزيد.....

حضارة اللف والدوران ج ٢


محمد أبو هزاع هواش

الحوار المتمدن-العدد: 3190 - 2010 / 11 / 19 - 09:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تكلمت سابقاً حول موضوع الأقليات والفتاوى وكيف أن كثير من الفتاوى قد أصدر من أجل غايات إستعمارية. تكلمت أيضاً حول موضوع تحول سكان البلاد الأصليون إلى أقليات مع مرور الزمن. قلت أيضاً أن الشرق الأوسط مثال حي على هذا.

لعبت الفتاوي دوراً كبيراً في رسم علاقة الحاكم مع المحكومين المختلفين بالدين أو بالطائفة في بلاد الشام والعراق في الألف سنة الأخيرة. أصبحت علاقة المفتي مع الحاكم علاقة مصير فالمفتي الفلاني يسجن أو يشرد إذا طرد معلمه الحاكم الفلاني على يد الغازي الجديد ولهذا فدراسة أية فتوى يجب أن لايتم بمعزل عن الفترة السياسية لتلك الفتوى.

عمل كل حاكم من حكام الشرق الأوسط في معظم تاريخه على تشريع حكمه وإصدار القوانين من أجل إغتصاب الأرض والأهل وثروات البلاد الموجودة. لم يحكم أهل البلاد الأصليون تلك البلاد سوى خلال فترات قصيرة هنا وهناك أخرها منذ أكثر من ألفي سنة. بالطبع هذا يضعنا بلا شك في خضم سؤال حول من هم أهل المدن في معظم الشرق الأوسط؟

ماحصل في الشرق الأوسط في الألف وأربعمئة سنة الأخيرة واضح ولاتتناطح فيه عنزتان حيث دفع أهل البلاد الجزية للغزاة وفوق كل ذلك أعتبرهم الغازي الجديد كفرة ومارقين معظم الأحيان. تذكر أن العهدة العمرية قد أتت منذ أول سنوات الغزو الإسلامي لبلاد الشام والعراق وتذكر لغتها العنيفة التي لاتترك مجالاً للشك عن ماذا حصل لأهل البلاد منذ ذلك الوقت وحتى الآن. تذكر أيضاً فتاوى إبن تيمية وماسببته من تشريد لأهل البلاد وكذلك فتاوي بني عثمان. مرة أخرى نذكر بأن معظم هذه الفتاوي قد أصدر وقت حرب معظمها بين غزاة متنازعين على أرض أهل بلاد الشام والعراق.

ماحصل لأهل بلاد الشام والعراق منذ معركتي القادسية واليرموك معروف وحسب تاريخ أهل اللف والدوران فإن ذلك كان نحو الأحسن. هل تريدون كذبة أكبر من هذه؟

يأتي دور المؤرخ الرسمي للحاكم مهما في هذه النقطة . سيحاول هذا المؤرخ الرسمي تجميل وحشاً دموياً وجعله ضرورة عضوية جميلة رائعة. أصبح الغزو فتح في التاريخ الرسمي وتحول الدين إلى أداة بيد الحاكم لتكفير كل من عارضه. إن إستخدام الدين كسلاح وعقيدة في تاريخ الشرق الأوسط لم ينتج سوى المصائب لأهل البلاد الأصليون ومن يقول غير هذا فهو إما كذاب أو كالنعامة يدفن رأسه في رمل الغيب واللامبالاة.

تحول أهل البلاد الأصليون إلى أقليات ومع الزمن إلى سكان ريف وجبال هرباً وبالطبع مع مرور الزمن أصبحوا كفرة.

إن تكفير الأقليات لم يأتي من عبث. الغاية واضحة ألا وهي الأرض التي من أجلها أصدرت تلك الفتاوي. إذا نظرنا إلى ماحصل بسبب هذه الفتاوي فسنرى أرضاً وممتلكات دنيوية تحت النزاع في معظم الأحيان. أصدرت معظم هذه الفتاوي في لحظات قتال بين فئات مستعمرة. هنا تذكر ياسيدي الكريم أن من حكم بلاد الشرق الأوسط للألف سنة الأخيرة كان من فئة محاربة متدربة على الضرب والطعان وليس على تربية أمة وتوحيد شعب والحفاظ على تاريخه وأصله. لم يراعي حكام بلاد الشرق الأوسط من النينجا وتوابعهم تاريخ المنطقة وتركيبتها بل عملوا ككل محتل غازي على تغيير البنية الديموغرافية، الثقافية والتشريعية لتلك البلدان وبالطبع تم كل هذا بمساعدة رجل الدين.

نقد الفتاوي الدينية في الشرق الأوسط يجلبنا إلي علاقة الحاكم بالمفتي من غير شك. هذه العلاقة هي ماأنتج معظم الفتاوي. بالطبع التاريخ والمؤرخ موجودان للكذب وكما قال غوبلز إكذب ثم إكذب ثم إكذب ثم إكذب حتى يصدقك البعض وخصوصاً إذا كان لديك الماكينة الرسمية لنشر ذلك الكذب.

نقد معظم فتاوي الشرق الأوسط يرينا أن الكذب عمادها لأن غايتها كانت دوما هي السرقة والنصب أخوي الكذب كالعادة. لم تأتي هذه الفتاوي من ورع أو من تعرض دين أو عرق لخطر وإنما أتت في خضم معارك دموية لم تجلب لسكان البلاد الأصليون سوى التشريد والأذى.



#محمد_أبو_هزاع_هواش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حضارة اللف والدوران
- الحرية والعدالة لإله الفيسبوك
- لحظة صدق
- مجزرة علي أبواب الجنة
- تحول مهم
- سر إختفاء سعيد
- شراشيح الثقافة
- لماذا أكره التصفيق؟
- من سيصلي في مسجد الغراوند زيرو؟
- خواطر في عصر خطر
- القضيب
- الطائفية وخطرها
- المجتمع المدني وحقوق الأقليات
- حياة تساوي لاشيئ
- مفردات عنف من ذاكرة
- نادين البدير ومعركتها مع التخلف
- حول أهمية الثقافة عن العنف الأسري
- الحوار المتمدن وشروطه في عيد تأسيسه
- محمد المشاكس والتعليقات
- شوارب الحلقة الثانية


المزيد.....




- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد أبو هزاع هواش - حضارة اللف والدوران ج ٢