أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - القاضي هو الجلاد والوسيط هو المنحاز














المزيد.....

القاضي هو الجلاد والوسيط هو المنحاز


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3189 - 2010 / 11 / 18 - 07:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ربما يكون التقاء الرئيس أبو مازن مع المبعوث الأمريكي ديفيد هل , هو الفرصة الأخيرة , للإطلاع على تفاصيل الموقف الأمريكي من قضية الاستيطان , و من الصيغة أو الاتفاق الذي يجري إنضاجه في الفترة الأخيرة , بخصوص قرار إسرائيلي بتجميد مرة واحدة و لمدة ثلاثة أشهر فقط , مقابل تعهدات أمريكية تفوق الوصف لضمان أمن إسرائيل , و تقديم مغريات كبيرة لها , ليتم استئناف المفاوضات .
على نحو ما يشبه الكرة , كرة النار , كرة الثمن الباهظ , تتدحرج بسبب التعنت الإسرائيلي , و بسبب هلامية الموقف الأمريكي , الهلامية التي تصل إلى حد الانحياز الكبير , و الكرة تتدحرج في الملعب الفلسطيني لتزداد الأمور تعقيدا, و هذه الصفة التي يتفاوض بشأنها الأمريكيون و الإسرائيليون تجعل من فكرة الذهاب إلى مجلس الأمن أو الجمعية العمومية فكرة صعبة سلفا , لأن أمريكا تقول علنا أنها ستستخدم حق الفيتو .
لا نريد أن نفتح الباب لمناقشة حقيقية الموقف الأمريكي , هل هو بسبب الرئيس أوباما الذي يخوض خلال العامين القادمين معركة البقاء , و خاصة بعد ظهور نتائج الانتخابات النصفية ،أم أن الموقف المنحاز لإسرائيل في أمريكا أكبر من الرؤساء الأمريكيين سواء كانوا أقوياء أم ضعفاء ، أم أنه في صراع القوى , فإن ميزان القوى هو الحكم الحاسم , و الفلسطينيون و معهم النظام الإقليمي العربي , يطرحون , مواقف إيجابية و مغرية , مثل مبادرة السلام العربية , و خيار المفاوضات الإستراتيجي , و قبول التعايش مع إسرائيل في دولة فلسطينية صغيرة لا تتجاوز 22% من مساحة فلسطين التاريخية مقابل صلح تاريخي ، و لكن في النهاية , كل هذه المبادرات الإيجابية يمكن تجاهلها من وجهة نظر التطرف الإسرائيلي , ما دام الفلسطينيون ضعفاء بانقسامهم , و ضعفاء بإمكانياتهم و ضعفاء بحلفهم العربي الذي يكاد يكون في كثير من الأحيان عبئ عليهم أكثر من ما هو عون لهم ،و خاصة أن إسرائيل التي ليست في أحسن أحوالها تتجدد لديها الثقة في ذاتها من خلال قراءة الخارطة الحالية لهذه المنطقة المأزومة , و المحقونة بملفاتها السلبية .
القرار الفلسطيني في هذه الحالة الراهنة ليس قرارا سهلا , بل هو في غاية الصعوبة , بل يصل إلى حد المأزق الحقيقي , و أية محاولة من بعض الفرقاء في المنطقة لتبسيط القرار و الخيار , هي نوع من التضليل السطحي و خداع النفس .
النظام الإقليمي العربي الذي تحاول القيادة الفلسطينية أن تكون جزءا عضويا منه , و أن تستفيد من دعمه و ثقله الحقيقي في إدارة هذا الصراع الطويل العميق , هذا النظام الإقليمي العربي عاجز حتى الآن بسبب خلافاته و سلبيات تكوينه الأولى , من التوصل لرؤية موحدة حول عنصر القوة الرئيسي للشعب الفلسطيني و المتمثل بوجوده فوق أرضه , أكثر من خمسة ملاين فلسطيني فوق أرض فلسطين التاريخية , و أن مركز الدعم و الاهتمام عربيا يجب أن يتمحور حول هذه الحقيقة , حول الوجود الفلسطيني نفسه فوق الأرض الفلسطينية , حيث لا يوجد هناك بالأفق و لا حتى بالواقع الموضوعي عند النظام الإقليمي العربي بكل مفرداته مشروع كفاحي حقيقي بعيد المدى و عميق الجذور أهم من الوجود الفلسطيني نفسه فوق الأرض الفلسطينية ، فهؤلاء هم الذين يشكلون موضوع الصراع و أداة الصراع و هدف الصراع , إنهم الحاجز الرئيسي أمام المشروع الصهيوني الذي بعد أكثر من مئة سنة لم يستقر بعد بشكل نهائي .
إسرائيل و حتى قبل إعلانها كانت تعتمد في وجودها في المنطقة على فكرة مفادها أنها هي ستكون زعيمة الطوائف , و لكن و بسبب تطور التاريخ نفسه فإن أفق المشاريع الطائفية في المنطقة التي تعتمد عليها إسرائيل , يتراجع إلى الخلف بشدة بعد أن أيقنت النخب المسيحية و الشيعية و العلوية و الدرزية و غيرها , أنها لا تملك حلولا لاستمرار بقائها من خلال انكفائها الطائفي , و أن اعتمادها الخفي و المتعدد الأشكال على إسرائيل كدولة طائفية , لم يعد مضمونا بعد أن أصبحت إسرائيل تعاني , و تعتمد في وجودها أكثر فأكثر على القوى الدولية الكبرى و على رأسها الولايات المتحدة ,و أن الحل في وجود و بقاء هذه الطوائف هو في بناء الدولة العلمانية , المدنية , الديمقراطية القوية , و ليس دول الطوائف و لا دول التقاسم الطائفي .
مع الأسف الشديد ,إن النظام العربي الإقليمي المختل لا يرى الحقائق بمنظور سياقها التاريخي , و حتى حين يراها في هذا السياق بشكل عارض فإنه يكتشف أنه غير مؤهل حتى الآن بنوايا للاتفاق على إستراتيجيات جديدة ، و لو أستطاع النظام الإقليمي العربي رؤية هذه الحقائق في هذا السياق , فإنه حين إذ لن يترك أكثر من خمسة ملاين فلسطيني فوق الأرض الفلسطينية يعتمدون في بناء تفاصيل حياتهم و مستقبلهم من مانحين أجانب من أمريكيين و أوربيين و غيرهم , و لكان وفر على الهياكل الشرعية الفلسطينية –المنظمة و السلطة – أن تستنزف جهدها في حسابات دقيقة و موجعة أحيانا حين يتعلق الأمر بدعم وجود الشعب الفلسطيني و بناء مؤسساته ، و ما كان ليترك الميدان خاليا أمام قوى إقليمية مثل إيران و غيرها لملأ الفراغ و تقديم الدعم الذي لا غنى عنه لبعض الفصائل الإسلامية .
الوضع صعب و دقيق جدا , و الحسابات ليست عادية , و كل قرار فلسطيني يجب أن ينبع من خيارات و رهانات حقيقية و جذرية , و هذا ما سوف نراه قريبا جدا .



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شبابنا في غزة بين الحصار والانقسام
- الحوار المتمدن ... إلى الأمام
- هل للعرب من دور يتناسب مع ثقلهم؟
- نأسف...الخدمة غير متوفرة
- إلى الأمام -سرت-
- الانقسام ورطة لأصحابه وخصومه
- مجتمعنا في غزة و فقدان التسامح الاجتماعي
- مجزرة صبرا وشاتيلا ذاكرة القضية التي لا تنطفئ
- بعيداً عن السياسة،
- أنت والنورس
- مزايدة رخيصة ؟
- المصالحة الفلسطينية هل هي إرادة واعية أم مجاملة
- نعم..... للمفاوضات المباشرة
- حفلة سمر للخامس من حزيران
- غزة تحلم في الليل وتصدم في الفجر
- الكل بدأ يراجع حساباته
- عائدون ... إننا عائدون
- ثنائي الانقسام والحصار ينتج نفسه رغم انف الجميع
- النقاط على الحروف
- نحن والانقسام


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - القاضي هو الجلاد والوسيط هو المنحاز