أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهيل حيدر - ألرئيس السوبرمان .. حين غاب عن العراق .















المزيد.....

ألرئيس السوبرمان .. حين غاب عن العراق .


سهيل حيدر

الحوار المتمدن-العدد: 3187 - 2010 / 11 / 16 - 23:17
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كنت وانا اتطلع الى شاشات الفضائيات العراقيه ، وهي تنقل مباشرة وقائع الجلسة الاخيره للبرلمان العراقي ، حيث تم انتخاب رئيس الجمهوريه ، ورئيس الوزراء ، مبهورا بما آلت اليه الاوضاع في العراق ، من حيث تلك الانتقالة المبهجه ، من واقع كان فيه المواطن العراقي ، لا يقوى على توجيه كلمة عتاب محضه لاي مسؤول في الحكومه قبل عام 2003 ، ولا يتمكن كائن من كان ، حتى ضمن السلالم العليا للدوله ، في ان يعلن عدم ترحيبه باي قرار صادر من الباب العالي وحاشيته المقربين .. واذا بالحراك السياسي الحالي ، يفضي في الكثير من اركانه ، الى ان يعبر الناس وعلى اختلاف مواقعهم ، بآراء تتعلق بادق الحيثيات الرسمية وشبه الرسميه ، دون شعور بالخوف ، ولا تحسب لمكمن أمني قد يحملهم اجسادا حية تدفن تحت التراب .
لقد تذكرت حينها تلك الانتباهة المفاجئه ، وبعيون لا تخلو من اطلالة مفزعه ، بدت على وجه المذيعة في احدى القنوات العربيه ، وهي توجه سؤالا لاول رئيس عراقي اعقب صدام حسين بعد عملية التغيير ، وهو الرئيس عجيل الياور ، حيث ابدت المذيعة رغبتها بمعرفة المهام المستقبلية للرئيس ، وفي وضع كانت الدولة قد هدت بكامل اركانها على يد الاحتلال الامريكي
أجاب الياور وبثقة تجلب الانتباه ، بانه لا يمكنه التكهن بالمستقبل وعلى وجه الدقه ، وان الزمن الذي كان الرئيس فيه سوبرمانا يفعل اي شيء ، قد انقضى بلا رجعه ، فهو قبل ان يكون رئيسا للجمهوريه ، كيان آدمي له شطحاته الفكرية ، والتي قد تؤدي الى الاضرار بالبلد ، إن لم يرافقها عمل دؤوب لمستشارين متخصصين ، وان لم تباشر بتقويمها معارضة تحمل سمات الوطنية الحقيقية والنقية من شوائب حب السلطه .. حينها كانت المذيعة مرتاعة من جواب كهذا على لسان رئيس عربي .. فهي معتادة على ان الرئيس ، هو المعلم الاول ، والمهندس الاول ، والخبير الذي لا يطال مقدرته خبير ، وصاحب اليد الطولى في صنع اي قرار مهما كان يحمل من خطورة تحدد مصير بلده وشعبه والى أجل بعيد .
وحينما اقتضت الضرورة الدستورية الى ان يغادر الرئيس عجيل الياور كرسيه الرئاسي ، غادره بكل هدوء ، وغاب في احضان حياته الاعتيادية والخاصه .. ولم نسمع منه لحد الان تصريح سياسي او سواه ، تاركا غيره من الناشطين في العملية السياسية الجاريه ، يفعلون ما يريدون ضمن حراكهم المستمر .
جلسة البرلمان العراقي الاخيرة ، والتي تم خلالها اختيار الرئاسات الثلاث في الحكومه ، عرضت نموذجا لم يعتده العراقيون ، ولم يمارسوه ضمن عهود حكمتهم فيها انظمة مختلفه ، وكان الشعب العراقي ، كبقية شعوب المنطقه ، لا يعرف للديمقراطية سوى اسمها المتداول في بطون الكتب والتقارير المحبطة للنفس ، حيث تبدو من خلال ذلك انصع حالات الابتذال السياسي والفكري ، والمعتمد على النفاق والتزوير ، والاستهانة بحياة البؤساء .. كل ذلك في سبيل السطو على السلطة والتلاعب بالاموال العامه .. لم يعتد الناس في العراق ، شأنهم شأن بقية الخلق في الوطن العربي ، على ان يداس لوزير في الحكومة طرف ، ضمن ندوة عامة او خاصه ، ولم يعرف العامة في العراق ، كبقية العامة في البلدان العربية ، أي سبيل متاح يؤشر لرئيس دوله ، بان هناك مجرد دعاية بين البسطاء ، توحي بانتقاد لادائه الميمون في حيز عمله الرسمي ، فكل هذه وتلك من المحرمات ، لا بل من المقدسات التي لا يجوز الاقتراب منها دون ان يكون الموت هو اقل عقوبة لمن يصر على تجاوز خطوطها الحمراء .. واذا ببرلمان وطني ، يصرخ اعضاؤه بوجه هيئة رئاسته ، يطالبونها باستدعاء رئيس الوزراء الى جلسة استجواب برلمانية يعرفون من خلالها اسباب تقصيره في الاداء .. إنه تقليد غير محمود ، تقليد يساهم في هد اعراف عشناها لعقود طويلة من الزمن ، تعلمنا خلالها كيف نلبي نداء المذياع للخروج بالالاف ، ندوس بعضنا بعضا حتى الموت ، من أجل ان نتشرف بالاقتراب من منصة تحية الرئيس والتبرك بهزة ذراعه ، ولا بأس من ان تختصرنا تلك الذراع الى حدود الصفر .. فذراع الرئيس وهي تهتز بتبختر فوق رؤوسنا المشرئبة الى الاعلى حيث يقف ، لم تكن تحيينا في الحقيقه ، انها تتحرك لتكتمل اللوحه ، ولتصبح الارقام المسجلة في يوميات ديوان الرئاسة مشغولة بما يجعلها مملوءة بالعمل ليس الا .. وعلى حين غره ، وبلا مقدمات ، يظهر لنا رؤساء في منطقتنا العربية ، يتقرر تنصيبهم بالاقتراع الحر ، والواقعي ، اقتراع من نوع آخر ، لا تحيطه اجهزة القمع ، ولا تفرضه معالم التقديس .
منذ ان تم انتخاب رئيس جمهورية العراق ورئيس وزرائه في ذلك اليوم ، ضمن جلسة البرلمان العراقي الاخيره ، تيقن لدي بان الجمع اللاخير من الانظمة العربية المعادية للتجربة العراقية ، لديهم كل الحق باتخاذ مواقفهم التخريبية ضد العراق وشعبه .. فأي نوع من التسويق ، ذلك الذي يمكن ان يقبل في عالمنا العربي المجاور والبعيد ، وهو يحمل معنى من معاني التعددية في الحكم ، ويرفض كافة صور التفرد ، ويسمح لرئيس ان يقول وبالفم المليان ، انه ليس سوبرمانا ، ولا يحمل جلالة بعينها ولا فخامة .. وليس لديه الحق في سرمدية البقاء والتوريث ؟ ..
أنا واحد من اشد المعارضين لسلطة أحزاب الاسلام السياسي في العراق ، ولست ممن يستبشرون خيرا في مستقبل بلدي لو استمرت هذه الاحزاب في ذات المسار المعوق لعجلة التقدم الحضاري وفي اكثر من مفصل من مفاصل الحياة ، غير انني اجدني مضطر للشعور بالارتياح والتفاخر ، حين ارى وضعا جديدا لا تستطيع فيه اية جهة سياسية او دينية ان تنفرد في السلطه ، بل ان العودة للماضي الذي كان يحمل في طياته اقذر الصور لملامح العسكرتاريا عندما تستمرء الحكم ، فتعمد الى كسر شوكة الشعب بانقلاباتها المباغته ، أضحت اليوم في العراق مستحيلة تماما ، حتى لو قررت الولايات المتحدة الامريكية ان تحل معضلتها في بلاد الرافدين عن هذا السبيل ، كما اشيع مؤخرا ولبعض من الوقت .
إنها حقا حالة مشرقة ، يجب ان تستثمر وبالاتجاه الصحيح .. وعلى كافة القوى الفاعلة ، بكل توجهاتها ، دينية كانت ام علمانيه ، ان تدرك حجم الضرر الذي احدثته التجربة العراقية الجديدة ، في جسد النظام العربي الرسمي .. ومن ثم ضخامة رد الفعل لتلافي هذا الضرر ، عن طريق محاولات زعزعة اركان الحياة العامة ، وباي سبيل كان ، حتى ولو جاء عن طريق تفجير الاسواق العامة وهدم المدارس ونثر اشلاء الاطفال ..
فهل ياترى .. سنسعد وعلى الدوام .. بالنظر الى وجه رئيس لنا ، لا يمتلك صفة السوبرمان ، ويغادرنا متى ما انتهت مدة ولايته المحددة بموجب الدستور ؟ .
طابت اوقاتكم .



#سهيل_حيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا وابنتي .. وخروف العيد
- من وحي البيان الختامي المعلن عن اللقاء العربي اليساري
- رسالة وداع ، الى الرهينه .. سكينه محمد اشتياني
- غربان الوهابيه .. وأسطح ناطحات السحاب !
- ألحقيقة .. ليست ملكا لأحد .
- ألحقيقه .. ليست ملكا لحد .


المزيد.....




- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...
- وسائل إعلام: الدفاعات الجوية الإيرانية تتصدى لهجوم صاروخي وا ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع هجوم ...
- فرنسي يروي تجربة 3 سنوات في السجون الإيرانية
- اقتراب بدء أول محاكمة جنائية في التاريخ لرئيس أميركي سابق
- أنباء عن غارات إسرائيلية في إيران وسوريا والعراق
- ??مباشر: سماع دوي انفجارات في إيران وتعليق الرحلات الجوية فو ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية الرسمية نقلا عن تقارير: إسرائيل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهيل حيدر - ألرئيس السوبرمان .. حين غاب عن العراق .