أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم حجاج - جرائم أباطرة الانفتاح فى المسرح المصرى دراسة نقدية لمسرحية-ع الرصيف















المزيد.....



جرائم أباطرة الانفتاح فى المسرح المصرى دراسة نقدية لمسرحية-ع الرصيف


إبراهيم حجاج

الحوار المتمدن-العدد: 3187 - 2010 / 11 / 16 - 22:35
المحور: الادب والفن
    


جرائم أباطرة الانفتاح فى المسرح المصرى دراسة نقدية لمسرحية-ع الرصيف ـ بقلم: ابراهيم حجاج مدرس مساعد قسم الدراسات المسرحية كلية الآداب جامعة الأسكندرية

تنطلق الكاتبة " نهاد جاد " فى مسرحيتها " ع الرصيف " من ثيمة إنسانية متكررة وهى ثيمة الاغتراب ، ثم تجسدها تجسيداً تاريخياً ، واقتصادياً محدداً لتسجل احتجاجاً صارخاً على معاناة المواطن المصرى فى ظل التغيرات الاقتصادية فترة الانفتاح .
إن أخطر ما أصاب الكيان الاجتماعى فى زمن الانفتاح هو غلبة الحلول الفردية للمشكلات بعد أن فشلت الدولة فى تقديم الحلول الجماعية لها ، الأمر الذى يتضاءل معه إحساس الفرد بأنه جزء من كل . وتتردى فيه مشاعر الانتماء الاجتماعى ، ويصاب المجتمع من جراء هذا بالتفكك والضعف ، وبالتالى فإن الحل الفردى يفترض توفير المقدرة المالية مهما كانت الوسيلة، ومن ثم فهو ميسر للقلة ، أما من لا يمتلك القدرة المالية المناسبة ويعجز فى الوقت نفسه عن سد احتياجاته بوسائل غير مشروعه، فليس أمامه من
سبيل سوى هجرة وطنه بحثاً عن الرزق فى البلاد العربية ، وسعيا لامتلاك القدرة المالية اللازمة للدخول فى دائرة الحلول الفردية .
والاغتراب فى " ع الرصيف " ليس الاغتراب الأوروبى المعهود فى الأدب الغربى المعاصر، بل هو حقيقة اقتصادية ملحة تلمسها كل أسرة معذبة ، فأمام سوء الأحوال الاقتصادية وتدنى مستوى المعيشة أصبح على المواطن المصرى أن يغترب عن وطنه ، حتى يتسنى له أن يعيش . وترى "نهاد صليحة" أن الاغتراب فى الأدب الأوربى ينبع عن الشبع الاقتصادى الذى يترك الإنسان نهباً للتأملات الفلسفية حول غائية الحياة البشرية . أما الاغتراب المصرى فينبع إما من الحاجة الملحة أو من قيم الطمع والاستغلال والجشع وكلها قيم أتى بها عهد الانفتاح .
من هذا الموقف الإنسانى ، العالمى الدلالة ، المحلى التفسير والتجسيد ، تنطلق أحداث مسرحية " ع الرصيف " من خلال " صفية عبد الفتاح " مدرسة اللغة العربية التى يجبرها زوجها . " عبد الصبور " فى مرحلة مبكرة من زواجهما ، وقبل أن تعرف طعم الاستقرار الأسرى ، أو الهناء العائلى على السفر إلى إحدى دول الخليج ( كما كان سائداً آنذاك ) للعمل ، والحصول على المال ، الذى يوفر لهم سكن مناسب ، وحياة كريمة لضمان استكمال رحلة الحياة الصعبة فى مصر وتقضى " صفية " ثمانية أعوام أسيرة الحياة حبيسة سجن الملل والوحشة . وتصف البطلة رحلة المعاناة تلك ببلاغة مؤلمة .

" صفية : كان حلم طويل قوى طوله ثمان سنين يوم ورا يوم وليلة ورا ليلة وأنا
حارمة نفسى من الدنيا من أكلى من شربى من فسحتى من عواطفى من
جسمى أحوش واشترى تليفزيون عشان اوديه مصر .. أحوش واشترى
ثلاجة عشان اخدها مصر .... أحوش واشترى فيديو عشان نشوفه فى مصر
( تمسح دموعها ) واهو الحمد لله رجعت بيتى ومطرحى ودلوقتى اقدر ابتدى
من جديد "

وبعد أن تضيع "صفية " أفضل سنوات عمرها فى رحلة الشراء تعود إلى مصر لتجنى ثمار الحلم سراباً وتعاسة ، لتكتشف أن زوجها قد خان الأمانة ، وطلقها بعد أن استولى على مدخراتها ، وتملك بيتها الذى ورثته عن أبيها بتوكيل مزور . ولم يكن أمام " صفية " سوى أن تختار بقعة ما على أحد الأرصفة لتجعل منها مأوى ومستقر ، وتقبع فيها حزينة منكسرة ، وهناك تلتقى بالمستشار " كمال عبد الحق" الذى يعيش هو الآخر أزمة سكن ، حيث تخلى عن شقته لزواج ابنته الوحيدة ، واستأجر غرفة صغيرة فى أحد البنسيونات ، وكان يتردد على هذا الرصيف الهادئ بين الحين والأخر لكتابة مذكراته .

" كمال : .. كنت ساكن فى البيت ده فى الشقة اللى فى الدور الأول .. شقة صغيرة
اودتين وصالة اتجوزت وخلفت فيها بنتى الوحيدة هدى .. هدى كبرت
واتجوزت .. سبتلها الشقة ورحت فى بنسيون .. أنا أصلى ما أحبش أبقى
تقيل على حد .. لكن الحقيقة مش قادر أسيب الحارة بنتى هنا وكل عمرى
كان هنا "

ويخفق قلب المستشار " كمال " " لصفية " ويقف إلى جانبها ليضمد جراحها وقد آلى على نفسه أن يسترد لها حقوقها .
من هذه البؤرة الدرامية تنطلق أحداث المسرحية لتلقى بظلال واضحة على الواقع المصرى فترة الانفتاح ، وما صاحبه من تغيرات جذرية فى بنية المجتمع ، وما طرأ على الحياة الاجتماعية والثقافية والقيمة من أفكار وسلوكيات أفرزت العديد من الممارسات الفاسدة وسط الهبوط المشين للقيم الأخلاقية ، وذلك من خلال شخصية " عبد الصبور" ذلك الزوج الوصولى الذى خان أمانة زوجته التى تغربت من أجله ، وبناءاً على رغبته جرياً وراء أوهام الماديات ، وعادت لتكتشف أنها لم تفقد شبابها فقط ، بل زوجها وبيتها وأمل الأمومة أى حياتها كلها .

" صفية : ... فين بيت ابويا يا عبد الصبور ؟

عبد الصبور : أنا هديته وبنيت بدالة العمارة دى ..

صفية : وفين نصيبى يا عبد الصبور ؟

سوسو : انتى ملكيش حاجة فى البيت ده .. العمارة دى ملكى أنا وعبد الصبور ..
بابا اشترالى نصها وعبد الصبور دفع نصها .. يعنى إحنا الاتنين شركاء
فيها .

صفية : بيت ابويا ضاع .

عبد الصبور : أنا كنت فاهم انك عارفة .. وانك مش هاتيجى هنا من أصله .

صفية : عارفة ؟ عارفة إيه ؟

عبد الصبور : هى الورقة مش وصلتك ( صفية متوجسة ) أنا بعتلك ورقتك على السفارة
فى الكويت من شهرين "

فقد أبى " عبد الصبور " إلا أن يطبق شريعة الذئب والحمل على زوجته ، فسال لعابه أمام آلاف الدنانير ، أغراه لحمها البض بتمزيقه والتهامه ، فإذا به يستولى على مدخراتها، ويطلقها بعد أن باع منزلها الذى ورثته عن أبيها بتوكيل مزور ، حيث انتحلت زوجته الثانية "سوسو" (ابنة أحد أباطرة الانفتاح ) شخصية " صفية " أمام موثقة الشهر العقارى .

" كمال : مدير الشهر العقارى قال انك عملا له توكيل عام والتوكيل مسجل فى الدفتر
وان عقد البيع من عبد الصبور الدهبى بصفته وكيلك إلى عبد الصبور
الدهبى بصفته المشترى مسجل برضه فى الدفتر .. وموظفة الشهر
ماضية بأنك حضرتى بنفسك ووقعتى قدامها .

صفية : كدب ما حصلش .. تلاتة بالله العظيم أنا أول مرة رجلى تعتب الشهر ده ..
أكيد واحدة تانية انتحلت شخصيتى ومضت بدالى .

كمال : واثبت الكلام ده ازاى ؟ الشاهد الوحيد اللى يقدر يقول إنها واحدة تانية
هو موظفة الشهر .. والمدير قال إنها مش موجودة .. استقالت وسافرت
برة .

صفية : حظى بقى !

كمال : تزوير .. نصب .. احتيال .. شوفتى عبد الصبور جوزك طلع إيه ؟ "


ولم يجد "عبد الصبور " بمعطيات شخصيته أية غضاضة فى أن يستأجر " بلية " ذلك الأفاق الانتهازى تاجر العملة بالتخلص من صفية بإسقاطها فى بالوعة مغطاة بقطعة من المشمع .

" بلية : وايه بقى العملية بإذن الله ؟

عبد الصبور : هنخلص منها ذى ما أنت قلت بالظبط .

بلية : أيوة .. بس دى عملية كبيرة .. وست صفية بردو عشرة قديمة .

عبد الصبور : فلوسك هتتحطلك فى البنك أول ما الموضوع يخلص .. اعمل ترتيبك
وقولى هتعمل إيه .

بلية : شايف البلاعة اللى هناك دى .. حفتحها وهغطيها بمشمع .. حتوصل
حتقع فيها .. الفسفورى حيشتغل .. قضاء وقدر .. بس عارف لو طنشتنى
فى المعلوم .. هتبقى فضيحتك بجلاجل .

عبد الصبور : عبقرى .. مش قلتلك عبقرى . "

وقد استخدمت الكاتبة تكنيك ( الفلاش باك ) لتوضح ما تمثله شخصية " عبد الصبور" من مراحل متقلبة ومختلفة فى تاريخنا السياسى خلال عقدي الستينيات والسبعينيات لتطرق باباً جديداً من أبواب الاستفهام عن أسباب استفحال الفساد والممارسات الإجرامية فترة الانفتاح ، والتى ترجعها إلى مثل هؤلاء الأفاقين أمثال " عبد الصبور" الذين تسببوا فى ضياع الحلم العربى الذى غلفنا جميعاً فترة المد الثورى ، وحجبوه عن الشعب البسيط الذى عانى كثيراً من فسادهم ومتاجرا تهم بمقدراته .

" كمال : أنت عبد العليم .

صفية : ( تتجه إلى كمال ) عبد العليم مين يا أستاذ كمال ؟ ده عبد الصبور

كمال : لأ ده عبد العليم .. أنا عارفه كويس .

صفية : عبد الصبور يا أستاذ كمال .

كمال : عبد العليم .. لو فات مليون سنة أطلعه من وسط ألف .. ده عبد العليم
(فلاش باك ) .

عبد الصبور : أنت بقى عامل رئيس نيابة وجى تضبطنا ؟

كمال : أنا معايا إذن تفتيش .. أنا بمثل حق المجتمع .

عبد الصبور : فين الجوزة يا وله ؟

كمال : حرزناها وحتتقدم للمحكمة .

سوسو : شلاه يا محكمة .

عبد الصبور : فين الجوزة يا وله ؟

كمال : المهم اللى كان بيحصل فى الفيلا .. المهم مستقبل البلد .

سوسو : والجوزة مالها يا خويا ومال مستقبل البلد ؟

كمال : ناس بيقرروا مصيرها وهما مساطيل يا ولاد الكلب .

سوسو : ناس قاعدة تفرفش وتنبسط .

عبد الصبور : وحق الفرفشة مكفول للجميع .

سوسو : نص قرش لكل مواطن .

عبد الصبور : دى اشتراكية يا أستاذ ."

إن المعالجة الدرامية لهذا النص تؤكد على أن الفساد يطول الخاص والعام ، " فعبد الصبور " أحد رجال الصفوة السياسية الفاسدة فى مرحلة الانفتاح ، والذى خان أمانة زوجته ، هو نفسه ( عبد العليم ) أحد رجال الثورة الذى خان مبادئها وأهدافها الوطنية فتاجر فى المخدرات والسموم البيضاء . فربما اختلفت مسميات الأشياء وأسماء الأشخاص ولكنها كانت دائماً واحدة وممثلة فى طبقة الانتهازيين والمنتفعين التى خنقت الحلم الثورى وشوهته .

( فلاش باك )

" كمال : انتى مين ؟ وايه اللى جابك هنا ؟

سوسو : أنا مراتة يا بيه .. مرات عبد الصبور .

كمال : عبد الصبور مين ؟

سوسو : بتاع هيئة التحرير

كمال : تحرير ايه ؟

سوسو : وبعدين الاتحاد القومى وبعدين الاتحاد الاشتراكى وبعدين فى المنابر ودلوقتى فى حزب مصر يا بيه

كمال : آه عرفته اسمه عندى فى القضية "

يشير النص إلى أن بذور الانحراف التى استزرعتها طبقة الصفوة الفاسدة فى عهد الاشتراكية ، لا زلنا نحصد ثمارها فترة الانفتاح ، وفى الوقت ذاته يؤكد النص على أن الخطأ لم يكن فى الحلم الثورى نفسه ، بل فى من زيفوه وشوهوه من أجل تحقيق مصالح شخصية وعندما تفسد الصفوة ، فإن فرصة فساد العامة من المواطنين تتزايد ، خاصة فى ظل التغيرات السياسية والاقتصادية السريعة والمتلاحقة. فالسلوك المنحرف للنخبة الحاكمة يعطى القدوة الانحرافية للصغار فالفساد يستشرى عندما لا يثق الجمهور بالنخبة الحاكمة التى لا تعمل على تحقيق المصلحة العامة ، وتعمل على سلب ونهب الفائض . وفى ضوء ذلك يمكن القول أن الفساد على مستوى الطبقات الدنيا والوسطى هو رد فعل طبيعى لفساد الطبقة الحاكمة
وتأكيداً لهذا المعنى جاء اختيار الكاتبة للرصيف من أجل تقديم صورة بانورامية للانحرافات المختلفة لطبقات الشعب الدنيا والوسطى ، وأحوال المواطن المصرى ومشاكله وهمومه أثناء الانتظار على محطة الأوتوبيس
فيقدم النص نمطاً طفيلياً آخر متمثلاً فى " بلية " صاحب كشك الجرائد الذى تحول مع الانفتاح إلى بوتيك لبيع العملة للسياح العرب والأجانب ، والممنوعات للطلاب الصغار من أجل تدمير عقولهم ، وذلك عن طريق "سيدة الشغالة" التى تعمل فى الشقق المفروشة ، وتعاونه فى تصريف البضاعة واستبدال العملة .

" بلية : شايفة البوتيك ده ؟ .. بتاعى

صفية : منين يا شحات ؟

بلية : انفتاح بأه ..فتحتوا فى الأول جرايد .. وبعدين فتحته على البحرى سمسار
شقق مفروشة .. ومن المفروش دخلنا على سكة تانية .

صفية : جاتكم مصيبة وسختوا سمعة البلد .

بلية : لألأ .. المسائل دى ملناش دعوة بيها إحنا بنشتغل فى الورق الآخر
والأحمر والبرتقالى

فلم يكن الفساد فى فترة الانفتاح مرتبطاً بفئة معينة . فكما لوحظ تنوع أنماط الفساد ، تنوعت الفئات الاجتماعية التى ينتمى إليها هؤلاء المفسدون ، وكما وجد الفساد لدى صفوة الطبقة السياسية أمثال " عبد الصبور " ، وجد أيضا فى المستويات الدنيا من المجتمع أمثال " بلية " الذى يعد نموذجا مصغرا للطبقة الطفيلية التى صعدت من القاع إلى القمة محققة طفرة مادية سريعة بالانخراط فى ممارسة بعض الأنشطة الاقتصادية الفاسدة التى تدر عائد سريع ومجزى كالسمسرة ، وتجارة العملة . فى ظل القيم الطفيلية الاستهلاكية التى دعمتها سياسة الانفتاح بقوانينها وشعاراتها الجديدة التى حملها "بلية " وأمثاله من الانتهازيين والمنافقين والمتسلقين 0

" بلية : الرزق يحب الخفية وفتح عينك تأكل ملبن واللى تغلبه العبه وحياتك كلها
يومين وافتح هامبورجر وكشرى فى البوتيك ده .

الكمسارى : بوتيك هامبورجر وكشرى ؟

بلية : وماله .. أمال سموه انفتاح ليه .. عشان الواحد يفتح كله

الكمسارى : بس إحنا دلوقتى فى الإنتاجى .

بلية : وده إنتاجى ولا لأ .. كشرى على سندوتش .. فيديو على مشاط وفليات ..
توشيبا سبعة سيستم بتاع أفلام ماقولكش .. مراوح بارد وسخن وارد هونج
كونج .. والورق الأخضر أبو تلاتة جنية لحد الصابون الوكس والكامو ..
معاك ورق أخضر !"

والكاتبة فى ضوء كشفها لزيف هؤلاء الطفيليين سواء كانوا من صفوة المجتمع السياسة الذين تضخموا وهم يتاجرون بشعارات الحلم الجميل أمثال " عبد الصبور " ، أو من صغار الأتباع أمثال " بلية " تعرض نمطاً انحرافياً تجديدياً ، مبتكراً لأساليب غير شرعية لتحقيق أهدافه فى ظل مناخ ثقافى معاون . حيث أصبح الاندفاع المتكالب وراء المادة ، وتغليب المصالح الشخصية هو شريعة الأخلاق فى عصر الانفتاح .
كما يقدم النص نمطاً انحرافيا تجديدياً من نوع آخر ، نمت أنشطة إجرامية فى ظل التقدم العلمى والتكنولوجى الذى شهدته البلاد نتيجة انفتاحها على خبرات الغرب . ذلك التقدم الذى وإن مثل جانباً إيجابياً لسياسة الانفتاح فان آثاره السلبية تركت بصماته الواضحة على زيادة معدلات الجريمة ، بل وظهور جرائم جديدة لم تكن معروفة من قبل فى المجتمع المصرى ، فمن خلال نص "على الرصيف " تتعرض الكاتبة لواحدة من تلك الجرائم التى هزت مصر فى الآونة الأخيرة " جريمة سرقة الأعضاء البشرية " تلك الجريمة التى أدرجت تحت قائمة ( جرائم التكنولوجيا ) حيث تعتبر إحدى مفرزات التطور العلمى والتكنولوجى فى مجال الطب "
فتقدم الكاتبة ( نهاد جاد ) نموذجاً لمواطن سرقت كليته أثناء عملية استئصال زائدته الدودية . ليبيعها الطبيب لمواطن سعودى مقابل خمسين ألف جنيه .

" المرأة : مش واحد دكتور فتح بطن عيان عشان يعمله الزايدة معرفش قام سرق
كلوته .

الصايع : سرق كلوته إزاى ؟

المرأى : باعها لواحد سعودى .. الراجل العيان كان داخل يعمل الزايدة قام الدكتور
شال الزايدة وخد الكلوة بالمرة .. أصله كان متفق عليها بخمسين ألف "


وإذا كانت حقبة السبعينيات قد شهدت فساداً على مستوى الأفراد فقد شهدت أيضاً فساداً على مستوى المؤسسات الحكومية فى ظل غياب الرقابة الفاعلة للدولة .

" الموظف : أنا اتأخرت عشان وقفت فى طابور الجمعية رحت أجيب للعيال الفرخة
السنوية عقبال عنك .. ولما جه دورى قالولى الفراخ خلصت (مشيراً إلى
سيدة الشغالة ) مع انى شايف الولية دى وهي شايلة صندوق بحاله على
رأسها كونتى مودياه فين يا ولية ؟ هي مودياه فين ؟

سيدة : عند عبد الصبور بيه .. رزقى حلالى باخد على كل فرخة عشرة صاغ ..
فى 48 فرخة شوف احسبها أنت بقى .

الموظف : ومدير الجمعية يديكى 48 فرخة بحالهم عشان عبد الصبور بيه .

سيدة : مهو راخر عايش فى عز ونغنغه وجاب عربية فولكس

لقد وضعت الكاتبة يدها على واحدة من أهم قضايا الفساد التى تهم الإنسان المصرى البسيط ، والممثلة فى الاعتداء على حقه فى الحصول على السلع الغذائية المدعمة . حيث وصل الفساد إلى الجمعيات الاستهلاكية فتخلت عن دورها فى توصيل الدعم إلى مستحقيه ليكون الجزء الأكبر من هذه السلع من نصيب المعارف ، وذوى النفوذ (أمثال عبد الصبور) أما الجزء البسيط المتبقى فتتقاتل عليه غالبية أفراد الشعب من الفئات محدودة الدخل . وفى ظل هذا المناخ الموبوء بالفساد ، أصبح من الممكن شراء ذمم بعض الناس ( أمثال مدير الجمعية الاستهلاكية ) واستخدامهم لتحقيق مصالح خاصة على حساب المصلحة العامة مقابل الرشوة .
وتؤكد هذه النماذج الموجودة بالشارع المصرى على القيم السائدة فى المجتمع من نصب واحتيال واستسهال مال الغير وضياع الشرف والضمير " ، وكلها قيم طفيلية تبنتها سياسة الانفتاح الاقتصادى وتوابعها من ضغوط تضخمية أسهمت فى ارتفاع الأسعار ، ومن ثم تفشى بين أفراد المجتمع سباق محموم من أجل المادة ، وانصرف كل فرد إلى مشروعه الخاص . البعض يصارع من اجل الثراء والبعض يصارع من اجل البقاء ، ولكن الجميع يصارعون كل بمفرده ، ولا يهمهم على من تدوس الأقدام ، وأصبحت قيم الوطنية والمصلحة العامة والانتماء والتكافل الاجتماعى عملية غير رابحة ، وأصبح من يتمسك بها يشعر بأنه وحيد معزول ، بل وأصبح الآخرون ينظرون إليه كما لو كان ساذجاً وأبله "
وجدير بالذكر أنه مع تزايد صور الفساد الذى عم المجتمع فى تلك الفترة ، قد أظهرت الدولة عجزاً واضحاً ، وتراجعت قبضتها فى التصدى لهذه الممارسات الفاسدة ، وظهرت عليها سمات الدولة الرخوة ، وبدا الأمر أمام الجميع أن كل شيء متاح ويمكن التجاوز أو السكوت عليه فيما عدا التآمر أو العمل السياسى ضد النظام القائم .
ومع ذلك لا يقف النص فى جوهره ومضمونه عند حدود إدانة النظام الحاكم بسياسته الاقتصادية الفاسدة ، بل يتعداه ليدين روح السلبية ، والانسحابية التى أصابت جموع الشعب أمام طوفان الفساد وبركان الانحرافات .
فالكاتبة تدين " صفية " لانسحابها من معركة البناء وتخليها عن دورها القومى ودورها الأمومى أيضا ، وفى لفتة مسرحية بارعة تجعل "نهاد جاد " بطلتها تربط جهاز الفيديو حول بطنها وتدعى أنها حامل لتتهرب من الجمارك ، فتجعل هذا الجهاز الأصم بمثابة الجنين ، وكأنها تقول لنا من خلال هذه الصورة البالغة الفكاهة أن نظام القيم السائد يحول الإنسان الحى إلى آلة لا تنجب إلا آلات صماء .

" صفية : اسكت يا واد يا بلية .. دنا دنا عملت عمايل فى الجمرك تعرف خرجت
بالفيديو ده ازاى ؟

بلية : ازاى ؟

صفية : لفيته على وسطى .. مأمور الجمرك افتكرنى حامل (تقلد مشيتها أمام
مأمور الجمرك وهى حامل ) الراجل بص على بطنى كده ولطم .

بلية : ليه ؟

صفية : قاللى يا ست أنا اعرف إن الست الحامل بطنها تبقى مدورة .. إنما مربعة
.. مستطيلة .. دى بقا اللى عمرى ما شفتها .. قلتله اتنيل أنت أصلك
موضة قديمة وعمرك ما سافرت بلاد برة .. الحمل دلوقتى بقى أنواع ..
إشى مدور وإشى مربع وإشى مستطيل . "

لقد جاء انسحاب " صفية " ليؤكد على أن تفشى الفساد والانحرافات لم يكن فقط نتيجة لأنساق القيم الانفتاحية التى وضعت السلعة فى مكان أعلى من الإنسان ، بل كان أيضاً نتيجة طبيعية لتخلى الجميع عن أدوارهم ومسئولياتهم فى ظل انتحار الحلم القومى .
وفى المقابل ، وسعياً وراء تأكيد هذا المعنى تأتى الكاتبة بالمستشار " كمال عبد الحق " رجل القانون الذى رفض أن يهاجر وظل فى موقعه يتعرض للإذلال والسجن والتشريد من أجل الكلمة ، التى بدت كجمرة تبدد سقيع شتاء الزيف والفساد والأنانية الذى كاد أن يجمد الدماء فى عروق المجتمع المصرى فى عهد الثورة .

( فلاش باك )

" عبد الصبور : .. المخابرات الأمريكية السى آى ايه حطاه جاسوس علينا لضرب الثورة
.. اعترف يا كلب .

كمال : أى أى ابعدو عنى الكلاب .. بتغرس سنانها فى لحمى .. أى أى الكرابيج
سكاكين بتقطع فى جسمى .. دمى بينزف يا مجرمين يا ظلمة .. أى أى
ضوافرى .. ضوافرى يا كفرة لا بلاش .. الكهربا .. بلاش الكهربا ..
الكهربا .. أى ..

عبد الصبور : اعترف يا وله فين الجوزة ؟

كمال : هنتقابل فى المحكمة .

عبد الصبور : محكمة ايه يا روح أمك ؟ .. أنت هتسحب القضية .

كمال : لا .. القضية هتستمر .. بعمر كل شهيد بقول لا .. بعمر كل اللى اشتغلوا
فى السخرة وماتوا فى لهيب الشمس لا.. بعمر كل اللى اتغربوا واتشردوا
ورجعوا عشان يلاقو كل شيء مسروق .. بعمر كل الصبايا الحلوين اللى
رايحين المدارس فى الصباح بعمر الولاد اللى عينهم على مستقبل نضيف
طاهر شريف بقول لا .... هفضل اقاوم واقول لالالالا"

وتمضى السنون ، ويظل المستشار " كمال عبد الحق " متمسكاً بحلم العدل والحق مفضلاً البقاء فى مصر ليواصل كفاحه ضد هؤلاء الأفاقين ، وليقف صخرة عثرة أمام أمواج الفساد التى استشرت فى ظل الانفتاح أيضاً .

" كمال : الواحد منهم يبقى شيال فى المينا ولا سواق على لورى ولا بواب على
مصنع .. هوب يبقى كنز ملايين ومتحكم فى بلد بحالها .

صفية : ابعد عن طريقهم يا أستاذ كمال . دول ناس مفتريين مانتش قدهم .

كمال : ولو .. كان لازم اقف قصادهم .

صفية : وأنت مالك ومالهم بينك وبينهم ايه ؟

كمال : بينى وبينهم دم أخويا الشهيد .. أخويا سامى اللى استشهد فى 73 .. كان
لازم تطلع مصر جديدة شريفة نضيفة .. لكن للأسف سرقوا انتصارنا
وشربوا دم الشهيد وكلوا لحمه وحولوا الانتصار لورق بنكنوت "
لقد جاءت الكاتبة " نهاد جاد " بشخصية المستشار " كمال عبد الحق رمز المبادئ والقيم لإبراز الفارق بين أسلوبه وأسلوب الآخرين ، لتؤكد من خلال هذا التضاد على معنى الانتماء والحق والفضيلة ، ولتثبت أن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الفاسدة التى فرضتها سياسة الانفتاح الاقتصادى فى حقبة السبعينيات وبداية الثمانينيات ، وإن أدت إلى تغير فى أنساق القيم فى المجتمع المصرى ، فإن هذا لا ينفى حقيقة وجود بعض القيم الإيجابية ، واستمرارها . فمن المعروف أن القيم لا تتغير كلية ولا تختفى تمام بتغير الأوضاع الاقتصادية للمجتمع ، ففى كل مرحلة تاريخية من مراحل تطور المجتمع تطغى أو تسود قيم معينة دون أن تمحو كل القيم السابقة عليها وتتصاعد حدة المواجهة بين ثنائى الخير والشر عندما يخشى " عبد الصبور أن يفتضح أمره بشأن التوكيل المزيف ، فيهرع إلى " صفية" ويتكلف لها البشاشة ، ويخدعها بمعسول القول ، ويتزوجها صورياً بتمثيلية على يد " بلية " فى ثياب مأذون زائف فى حيلة مبتكرة للإيقاع بالمستشار " كمال " وتلفيق تهمة اتجار بالمخدرات له بعد أن دس له حقيبة مملوءة بها .

" عبد الصبور : أتفضل يا حضرة الضابط
( يدخل الضابط والعسكر وخلفهم بلية وسوسو ) .

كمال : عملتوها تانى يا كلاب .

عبد الصبور : اهو تاجر المخدرات الخطير المعروف بكتكت واسمه الحقيقى كمال .

سوسو : ( للضابط ) وكمان البضاعة معايا .. حالة تلبس ما فيش كده

بلية : اقبضوا عليه واقبضوا على شريكته

صفية : عبد الصبور .. إيه الحكاية .. بتعمل إيه ؟ أنا شريكة كمال فى إيه ؟

عبد الصبور : فى الاتجار بالهيروين ( يخرج من الشنطة لفافات ) السموم البيضاء "


كما يلصق " بلية " بـ "صفية " تهمة الشروع فى قتله بإيقاعه فى البالوعة بعد أن رفض معاونتها فى توزيع العملة الأجنبية الزائفة التى أتت بها من الكويت ويمثل " كمال " و " صفية " أمام المحكمة ، ويحاول شهود الزور إثبات التهم عليهما ، ولكننا نفاجأ بـ "تفيده" موثقة الشهر العقارى تظهر فى الوقت المناسب لتدلى بشهادتها لصالحهما .

" تفيده : ( تشير إلى سوسو وعبد الصبور ) الراجل ده يا بيه جالى يوم الشهر
العقارى ومعاه الست دى عشان تعملوا توكيل عام ببيع أملاكها .. اديتنى
بطاقة شخصية مكتوب عليها اسمها صفية عبد الفتاح "

وتضع الكاتبة القضية أمام العدالة للحكم فيها فيتولد داخلنا الأمل فى أن يلقى هؤلاء الأفاقين جزاؤهم على يد القانون ، خاصة بعد استجابة المحكمة وتأجيل الجلسة للاطلاع على التوكيل المزور رغم اعتراض الادعاء وهنا تنطلق صرخات الاحتجاج ترفض التأجيل وتطالب بأن تظل الجلسة مفتوحة .

" كمال : لا يا سعادة القاضى متأجلش .. القضية لازم تنظر دلوقت .. كفانا تأجيل
بقى لحد ما ماعت وباخت ومبقلهاش حل .

صفية : الجلسة لازم تفضل مفتوحة يا سعادة القاضى لحد ما نكشف قضية التوكيل
المزور وقضية عبد الصبور وكل عبد الصبور فى البلد

وتأكيدا لدور الأدب التنويرى فى مواجهة هذا المد الطفيلى الفاسد بحثاً عن الذات التى ضاعت فى متاهات الانفتاح ، واحترقت فى آتون سعير المادة ، تدين الكاتبة بصوت عالى وصريح ومباشر منظومة القيم الفاسدة التى استشرت فى مجتمعنا المصرى ، وتطالب بتغييرها كشرط لصلاح المجتمع كله ، واستعادة الإنسان لإنسانيته ، وذلك بطرحها العديد من التساؤلات على لسان " كمال " و "صفية" ، تتعجب خلالها لما يحدث فى مصر من سلبيات وممارسات فاسدة ، فى محاولة لإيقاظ العى والتأكيد على حتمية المواجهة بين السارق والمسروق .

" كمال : إيه اللى خلى صاحب العمارة يبنبها ويقفلها سنين فى وش اللى عاوز
يتجوز ومش لاقى خرم إبرة تتاويه ؟ ولو سكنها تقع على الغلابة اللى
اتشردوا واتذلوا عشان يجيبوا حق أربع حيطان تتاويهم وتستر عرضهم ؟

صفية : ايه اللى خلى ولية غلبانه تسيب شغلها وتبيع جوزها وضناها ونفسها
عشان تلاتة مليم والأخر تلاقى نفسها خدامه تكنس وتمسح وتغسل، غريبة
فى بلد غريب ؟

كمال : إيه اللى خلى الدكتور سرق من العيان كلاويه ؟

صفية : إيه اللى خلى الابن يقتل أمه والام تخنق ضناها وترميه ؟

كمال : إيه اللى خلى الناس تمد أيدها تسرق وتختلس وتترشى ؟

صفية : وإيه اللى خلى ولاد الكلب ياخدوا بالهم من إسكندرية نوبة ومن أسوان
نوبة ؟

كمال : ومين اللى خلاهم يدخلوا على المسجون فى زنزانته ينحروه ويقولوا
انتحار ؟

صفية : ومين أداهم توكيل يبيعوا نفسهم ويبيعونا ويبيعوا البلد ؟

كمال : الجلسة هتفضل مفتوحة يا سعادة القاضى لغاية ما نعرف مين ؟ مين اللى
سرق مصر ؟

سفية : مين اللى سرق مصر ! "

وتنتهى المسرحية ، ولا يزال الأمل فى نفوسنا معقوداً على نزاهة القضاء المصرى ، وقدرته على ردع من تاجروا بشعارات الحلم الجميل وأساءوا استخدامه تحقيقاً لمصالحهم الشخصية .
ابراهيم حجاج
مدرس مساعد
قسم الدراسات المسرحية
كلية الآداب
جامعة الأسكندرية



#إبراهيم_حجاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدراما المسرحية وجرائم شركات توظيف الأموال دراسة نقدية لمسر ...
- -عفوا أيها الأجداد...علينا السلام- فانتازيا المسرح المصرى بي ...
- الدراما المسرحية وجرائم الاعتداء على السلطة
- القرد كثيف الشعر بين حيوانية البدائية وفجاجة الحضارة الحديثة ...
- نظرية الانعكاس ....ما لها وما عليها.
- المسرح والمجتمع
- ملخص رسالة ماجستير ظاهرة الجريمة فى المسرح المصرى
- ظاهرة التمرد فى المسرح
- الأدب ونظرية الضبط الاجتماعى
- تأثير الثورة على كتاب المسرح المصرى فى الستينيات
- نظرية الفن للفن
- أسطورة نفى أفلاطون للشعراء عن مدينته الفاضلة
- قضايا المجتمع بين المسرح الأمريكى والأوروبى الحديث
- المسرح وقضايا المجتمع من العصر اليونانى عصر النهضة
- قراءة جديدة لمسرح توفيق الحكيم رؤية نقدية لنص-ياطالع الشجرة ...
- الدين والمسرح....خدعوك فقالوا...


المزيد.....




- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم حجاج - جرائم أباطرة الانفتاح فى المسرح المصرى دراسة نقدية لمسرحية-ع الرصيف