أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - وجيهة عبد الرحمن تصعد مع المطر وتنزل مع الحب














المزيد.....

وجيهة عبد الرحمن تصعد مع المطر وتنزل مع الحب


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 3187 - 2010 / 11 / 16 - 09:04
المحور: الادب والفن
    


قرأت وتمتعت واعدت القراءة وامتلأت نفسي بالحزن تارة وبالفرح أخرى ثم تأملت كثيرا .. لحظتها حضرني قول الشاعرة الروسية (آنا اخماتوفا) : (فادحة انتِ ياذكريات حبي / في دخانك احترق واغني / ولن يرى الآخرون هذا لهبا وموقدا / ليبعث الدفء في الروح المقرورة) ، حتى توغلت في حدائق الشاعرة وجيهة عبد الرحمن تعزفني الرغبة في استرداد الجماليات أي جماليات الحب الذي كثيرا ماكانت الشاعرة تتردد في أروقة البوح عنه ، وقد لاتصل مبغاها وحاولت أن ابدأ بالعناصر وقررت أن اسمي صوتها بعد إحصاءات الدموع السعيدة ، كي أثير الصمت بكلماتها ، وهي تبدو في الوهلة الأولى كالمهرة في ريعان صباها تدور في حلقة الرقص بعذوبة حول معاني الحب السامية ، وكانت قد استعانت بالمطر رمز النماء والخصب ، وهو يصعد بروحها التواقة للجمال ولكن اشتياقها لغناء الإنس يؤول بها للنزول ومسامرة الحبيب ..
تقول :

(غيمة الصبح
لعينيك ندى
يصعد المطر منتشيا
اثملته دروب الدهشة
لتتناغم حواف الشجر
فينديني عري اشتياقي
لغناء كأسك)
فغيمة الصبح مع صعود المطر ، كانت دهشة دروب الحياة المتفتحة ، وهي تتضوع برائحة الأمل والتمسك بالحياة وهي تردد :

(أعانق وريقات الحبق
المعوسج على شرفات شفاهي
أراك في الصبح
تندلق من فنجان قهوتي
إذ أحتسيك زمنا من الحب
في ليالي تراقصها تلوينات
الرعشة في أصابعي)
فالأمر يكاد أن يكون واضحا وهو الاندماج بالحبيب بجمالية متداخلة اوحت بها حالة التمسك التي اشرنا لها والمطعمة بالوجد حتى استحق من الشاعرة هذا الاندماج مع الكلمات ، ثم وأنت تحس برعشة أصابعها وهي تخط الكلمات بأمانة وصدق ككفّارات عن شهوة الامتلاك .. (أراك .. تندلق من فنجان قهوتي) .. إذن وجود الحبيب على ظهر الواقع الحياتي ، يستدعينا أن نصعد مع المطر ويعني هنا من طرف خفي التواصل مع خصب وأعمار النفوس التي استهلكها البحث بلهفة عن الوجود الحقيقي ، لعاطفة كانت تغري بصدق نقائها وبكلمات ركبت موجات المغايرة في أوضاع اللغة من اجل المعنى لا غير ، فبين عناق الحبق إلى الرعشة في الأصابع هناك مسافة رسمت فيها وجيهة عبد الرحمن لوحة الوجود وأدارت ظهرها لغير هذا ، لكنها اكتشفت الجمال ولمست المعنى ، رغم هذا عجزت عن البوح .. لذلك هي تقول :

(يا لأكفك العذراء
حين باغتتها قبلات الريح
فاستطالت أصابع من عواصف سرو
لتوها خرجت
من زوايا أنين الرغبة)
وهنا نجد مزج بين عذرية الأشياء ورغبات دفينة ، قد تفيض في أي لحظة ما ، لتعلن ثورة الانفعال ، ثم تخاطب بأسلوب النكرة غير المقصودة (يارجلا ... يارجلا) فهو مجهول بالنسبة للمتلقي ومعلوم بالنسبة للشاعرة ، وقد تستريح عند ندى الأصابع(كن لأصابعي ندى) ، لأنك من (ينابيع المخمل المطرز بالفصول) ، وهو تصريح بان حبها له يتخضرم عبر الفصول ويتعمق أكثر حتى جعلته صديقا لها (ها صديقي ..) وتخاطبه بكل هدوء (استبحت مواطن العزلة لديّ) ، فسمّت الأشياء بمسمياتها ، وقد تكتشف أن هذا الحب افتراضيا في ذهن المتلقي كما نوهنا إلا انه حقيقة واضحة وهو يسكن أعماق الشاعرة وبين (ذات زمن) وصعود المطر كان انهمار الخصب كالحرير في نعومته على الجلد ، أي هنا تحركت الحواس وامتلكت بعضا من الحقيقة بتصويراتها الشعرية الفائقة الجمال واستمرت ذات الشاعرة بانفعال ورعشات أصابعها وهي تحاول البوح باندلاقه على الأوراق البيضاء ..
وهنا أقول إني قرأت شعرا رائقا يحمل نكهة الجمال وعطر العصرنة باثا أسئلة متوالدة مع كل عبارة تطلقها الشاعرة وجيهة عبد الرحمن وهذا يندرج في رحلتها الشعرية الحافلة بقصائد ودواوين عديدة .. وأنا منهمك ارسم خارطة عذري على حلقات الزمن التي ما انفكت تحاصرني ، لازلت أتذوق لذات من متع القراءة في دفاتر الشعر وهو يغازل أعماقي .. إذن عذري وتقديري للشاعرة ولقرائها ، بسبب تناولي لقصيدة واحدة حمل عنوان (كن لأصابعي ندى) ..

*(كن لأصابعي ندى) قصيدة حمل الديوان عنوانها للشاعرة السورية وجيهة عبد الرحمن
صادر عن دار رؤية بالقاهرة 2010



#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديوان (ألم المسيح ردائي ..) وانساقه الثلاث
- عدنان عزيز دفار في رماد السنين بين أضرحة الوجع وصهيل الأماني
- رائدة جرجيس نرجسة شعرية مضمخة بالقلق
- قبعة حميد المختار شعريا نموذج القراءة قصيدة علي الأمارة
- تبقى الشاعرة ذكرى لعيبي في الآن ولا تنسى الآوان
- سوسن السوداني عندها الحب هو الامل قصيدة (ترخيص منتصف الليل)أ ...
- الموضوعي الذاتي في شعر بارقة ابو الشون
- ضحى بوترعة تهمس لك ارتحالاتي
- توالد المعنى ما بين الحرف والنقطة قراءة في ديوان(شجرة الحروف ...
- امل جمال لاتمل احضان الشعر
- بين رائحة الحبر وشاشة الحاسوب
- الادب بين أصالة الحضارة والحداثة المستمرة
- مليكة مزان واحتمالية شعرية اخرى
- ماجد موجد بين الهم الذاتي والموضوعي
- التجاور الشعري /نجاة عبدالله انموذجا
- فاطمة الشيدي بين الصورة الشعرية وتماسك النص
- امل جمال والعولمة الشعرية
- فدوى احمد التكموتي بين الحب وانفعالات الشعر
- سعد جاسم ... انفعالات متصوف
- هناء السعيد وفراغلت اللوحة الشعرية


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - وجيهة عبد الرحمن تصعد مع المطر وتنزل مع الحب