أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - على جديد - هل كان ”عبد الله الفوا“ رسولا ؟ا















المزيد.....

هل كان ”عبد الله الفوا“ رسولا ؟ا


على جديد

الحوار المتمدن-العدد: 3187 - 2010 / 11 / 16 - 08:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


استوقفني خبر صغير في حجمه لكنه كبير في وقعه في ركن معزول على إحدى الصفحات الداخلية لجريدة ”المساء“ المحتلة مفاده أن الدبلوماسية المغربية بالنمسا أعجبت أيما إعجاب بالانطباع الرائع الذي تركته مجموعة ” أودادن“ الغنائية في الجمهور الحاضر في حفل أحيته”ببراﯕ“ حيث غنت المجموعة ”بالعربية –هكذا- والأمازيغية والهوارية “.. قد يبدو الخبر عاديا لو لم يتعمد كاتب الخبر إيهام القارئ بأن المجموعة صاحبة هذا الانجاز الخارق عربية بامتياز لتضيف هذا الخطأ إلى سلسلة من الأخطاء الدبلوماسية التافهة التي لا يجب أن ترتكب أبدا في مغرب العهد الجديد .. خاصة وأن الحفل أقيم للتقريب بين الثقافات و تعميق الصلة بين الشعوب .. وما غنت أودادن بالعربية و الأمازغية والهوارية إلا إيمانا منها بأنها استدعيت لتمثل المغرب المتعدد فمثلته كما لم يمثله أحدا من قبل ..

ربما كانت هذه أول مرة يطلب فيها المنظمون خارج الوطن رسولا للثقافة المغربية فجاءهم ﴿ عبد الله الفوا رئيس مجموعة أودادن﴾.. و جسد لهم مفهوم العروة الثقافية الوثقى متجنبا نهج المجموعات الغنائية – العربية- التي ألفوا أن تأتيهم من المغرب وتعطيهم صورة مغلوطة و مشوهة عن المجتمع المغربي المتعدد الثقافات .. فكانت مجموعة أودادن الأمازيغية أول رسول مرسل من المغرب إلى وراء البحار و شهد له الجميع بأنه قد بلغ الرسالة ومثل الأمة .. فمثل بأمانة التعدد اللغوي الذي طالما جاهد أنصاف الكتاب و الصحفيين ووعاظ الخرافة و معظم نواب الأمة في سبيل التستر عليه وإنكاره .. مستميتين في الدفاع عن لغة عربية فصحى يتحدث عنها جلهم ولا يثفنها منهم أحدا ..ويسعى العطار العربي إلى تلميع صورتها بعد أن فقدت بريقها .. وهل ايصلح العطار ما أفسده الدهر.. لسوء حظهم أن المغاربة قد أدركوا بفضل الثورة المعلوماتية أن استعمال هؤلاء المسئولين للذين لإبادة اللهجات لم يكن إلا جدارا آيلا للسقوط يحتمون وراءه لعله يقي عجزهم المعرفي و جمود لغتهم ”المقدسة“ من عالم الأمازيغية النابض بالحيوية و الانفتاح ..


مما لا شك فيه أنه لو لم تغن مجموعة أودادن بالعربية لما ذكرتها الصحيفة العروبية أبدا ، لأن هﺫه ليست أول مرة تحيي فيها أودادن حفلات خارج المغرب ملتزمة بنفس النهج الذي به انطلقت فتخطت شهرتها الحدود رغم الإقصاء و التهميش الممنهج .. وأخوف ما يخافه كل غيور أن يكون هدا النجاح الباهر وبالا ليس فقط على أودادن بل على الثقافة الأمازيغية عامة كما هو الشأن بالنجاح الذ ي لقيته اللغة الأمازيغية في المدرسة .. فاللوبيات البعثية في دواليب الدولة مافتئت تعرقل كل ما من شأنه النهوض باللغة الأمازيغية .. فسهولة استيعابها ووفرة فرص الاستماع إليها خارج المدرسة و مرونة حروفها الهجائية مقارنة مع تعقيدات اللغة العربية الفصحى وغيابها خارج الصلوات الخمس جر على الأمازيغية وابلا من الانتقادات الهدامة و العنصرية و أعداء بالجملة من الوزراء و المدراء و المساكين و ابن السبيل ..

فهناك من شك في جدوى إدراجها في المنظومة التربوية أصلا و ادعى خطأ اختيار حرف تفيناغ لتدريسها .. وهناك من وصف نشطاء الحركة الأمازيغية بكونهم جاءوا من كوكب آخر.. كما أن هناك أحزاب ليس لها من الإسلام إلا الاسم جل همها مقارنة حروف تفيناغ بالحروف العبرية و الصينية و متجاهلين روح الخطابات الملكية الداعية إلى كون النهوض بالأمازيغية فرض عين على كل المغاربة من جهة ومن جهة أخرى كون العبرية هي التي أنجبت خيرة العلماء الذين يتمتع العالم بمخترعاتهم في جميع الميادين ولولا الصينيين لبقي فقراء العرب حفاة عراة إلى يوم يبعثون .. فاليهود و الصينيين لا يتكبرون عن إتقان لغة الغرب ”الكافر“.. لغة العلم و التكنولوجيا وليس التطبيل للغة السحر و الشعوذة .. و يرسلون البعثات طلبا للعلم ولو في الغرب و الفرق الفنية المعتزة بثقافات شعوبها دون تمييز، في الوقت الذي ترسل فيه الدول العربية و الإسلامية أسرابا من الدعاة بنظرة شاخصة نحو الماضي ولا تستطيع التناغم مع الحاضر.. وموجات من الجياع و اللاجئين و قطعانا من الانتحاريين لتدمير ما بنته العبقرية الغربية ضاربين عرض الحائط بالحديث الكريم ” أطلب العلم ولو في الصين“ .. ولكن عندما يدخل التعصب من الباب يخرج الحديث من النافدة .. ملتزمين كما هي عادتهم طوال تاريخهم بعدم الإفادة والاستفادة أبدا..

فكانت رغبتهم الجامحة في الهيمنة العرقية والدينية والثقافية بلا حدود .. غير أن بحر ثقافة الأمازيغ و محيط تاريخهم و فضاء اعتدالهم من السعة و الرحابة ما جعلهم يقفون كالجبال الراسخة ، لا تزعزعهم رياح العنصرية الهوجاء ،ولا أعاصيرالعروبة المدمرة ،ولا عواصف الوهابية التخريبية .. فهدا العمق الحضاري الكوني الذي يستند عليه الشعب الأمازيغي هو ما رفعه ومعه مجموعة أودادن إلى أعلى درجات التسامح و التعايش .. وترك خصومهما في أسفل سافل التعصب و الكراهية و التخلف .. فمنطق التاريخ و الجغرافيا يقران بكون الأمازيغي و العربي وجهان لمغرب واحد ..غير أن البعض يعترض على المطلب الأمازيغي الشرعي و الديمقراطي بضرورة جعل اللغتين الأمازيغية و العربية وجهان لدستور واحد .. دستور مغرب واحد موحد بتنوعه وقوي بتعدده .. وجيران المغرب من الغرب يجسدون بحق منافع” الوحدة في التنوع“.. ولكن عيوننا إلى الشرق ترحل كل يوم ‼

ليت قنواتنا تمسك يوما عن شهوتي البطن ﴿ برامج الطبخ﴾ والفرج ﴿الفيديو كليبات العربية ﴾وميوعتها لتفسح المجال للفن الراقي بتقديمها للحفل الغنائي لمجموعة أودادن بالنمسا لينسي الأمازيغ جراح الأقارب الذين لم يجد منهم إلا سم العقارب باتهامهم له بالعمالة و الإستقواء بالغرب و الموالات لإسرائيل وبسطحية إسلامه و بالكفر و الإلحاد وهي في عمقها دعوة تحريضية للقتل على الهوية لا يستنكرها أحد بل يستغلون الدين و الوطنية الزائفة لتبريرها .. لقد كانت أمسية أودادن عبارة عن سلسلة من الرقصات المعبرة و الكلمات المحتشمة و المفعمة بالقيم الكونية .. فأعطت مجتمعة صورة واقعية لمفهوم الفن الحقيقي الذي لا وطن له .. مزيج من الشعر الحلو و الصوت العذب و الصدق في الكلام و التواضع في الأداء بعيدا عما يصم به إعلامنا ادانا كل يوم من التبجح بالدم العربي النقي و التغني بكون العرب خير أمة أخرجت لتطرب الناس بلغة ” أهل الجنة“ و الإشادة بالثقافة العربية التي أصبح الجميع يشاطر رأي ابن خلدون في كونها لا تؤمن إلا بالسلب و النهب و السطو على ممتلكات الغير مادية كانت أو رمزية ..

وكأني بمجموعة ”أودادن“ في أغنيتهم ”زود نكي زود كيي“ ﴿= لا فرق بيننا﴾ تدعو كل الأمازيغ من” سيوا“ بمصر إلى ” جزر الكناري“ ومن ” الحسيمة“ بالمغرب إلى” تمبوكتو“ بالنيجر أن ينفضوا عنهم غبار الخجل المتراكم عليهم عبر السنين.. وكل كل الناس ان يرفعوا رؤوسهم شامخة افتخارا يهذا الإرث الغني بقيم الإنسانية الكونية واعتزازا بهذه الثقافة الأمازيغية العابرة للثقافات و الأديان و الألوان .. وتدعو القومجيين إلى الكف عن الاستفزازات الثقافية لأنه قد يكون لصبر الأمازيغ حدود في محاولاتهم الكثيرة للتسامي عن الجراح .. جراح من يتعاملون مع كل ما له صلة بالامازيغية بوقاحة و ازدراء .. جراح الذين يسعون إلى إغراق بلادنا بأفكار ذلك الزمن الغارق في الأساطير و الغيبيات المبنية على نشر سعار جنون التعريب ونفايات القومية العربية و فيروس الإسلام السياسي .. جراح الذين لن تطربهم مجموعة ”أودادن“ الأمازيغية ما لم تغن بالعربي ”سجل أنا عربي“ و تنشدهم ”عربي أنا“ ”من بغداد إلى تطوان“ التي ألفوا الاستماع إليها في خشوع رهيب تحت ظلال الهزائم الوارف بعيدا عن نبض الشارع مند أن غادروا مضارب خيامهم مما جعلهم في نظر العالم رموزا للفشل والإرهاب بكل ما للكلمتين من معنى. ..



#على_جديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجابري – الأمازيغي المغرر به
- أكاديب العرب الحقيقية
- من قطاع الطريق إلى قطاع التاريخ
- حمى المطالبة بالإنفصال في الوطن العربي
- وصايا طارق بن زياد -العروبي-
- الأمازيغ: -حواريو النبي محمد (ص)-
- العرب و اليهود و احترام العالم
- العرب والهلوكوست اللغوي
- الأمازيغ و الصواريخ العربية العابرة للقارات
- سبحان الحاكم العربي العظيم ! !
- ذهبت أخلاقهم فذهبوا ...
- عدالة الشيطان
- عندما يستنجد بوش و أوباما بالأمازيغ
- رسالة إلى الرئيس أوباما
- - العروبة - إله العرب الجديد
- امة اقرا لا تقرا
- اعتبروا يا أولي الألباب !


المزيد.....




- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - على جديد - هل كان ”عبد الله الفوا“ رسولا ؟ا