أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله سعيد العطار - شاهد قبر**ديوان شعر















المزيد.....


شاهد قبر**ديوان شعر


عبدالله سعيد العطار

الحوار المتمدن-العدد: 958 - 2004 / 9 / 16 - 09:12
المحور: الادب والفن
    


شَاهِدُ قَبرْ
ديوان شعر
شعر
إشتياق
كأني إلى عينيكِ بِدْئي ومرجعي إليكِ على رغم البُعاد تطلُّعي
وطيفُكِ مذْ فارقتِ يحتلُّ مخدعي أحسُّ بما التعبير عنه مُقَصِّرُُ
جوابُُ إلى الآهات يدني تَوَجُّعي وأسألُ نفسي أين أنتِ ؟ وفي الأسى
وتتركني , والنار تأكل مضجعي ويا عجباً مما تحدثني المُنى
وأجمل ما في الحب أنْ ليسَ نَدَّعي أُحَدِّث نفسي عنكِ سراً وجهرةً
هنالك في أقصى الأسى , رهن مدمعي رحلتِ إلى اقصى المُنى وتركِتني
وأَسْقَطُ علمي أنكم بين أضلعي وأعجبُ ما في الأمرِ أسألُ عنكمُ
إذا خانني ظَنِّي وخاب تَوَقُّعي إليكم مفرِّي منكمُ غير آسفٍ
ولكنكم مهوى عيوني ومسمعي هو الحبُ " لا أدري لماذا أحبكم " ؟ !
وما كان حُبَّاً أن نقول الذي نعِي "أحبكِ" إحساسٌ يشفُّ ولا يُرى
وإني إذا ما مِتُّ , مات الهوى معي !!! إليكِ نداء الروح , حاصرها الردى
لي أنْ أشتاقَ مادام النأي حليفي ، ولكِ أنْ تتباهي مادام الشعر شذاكِ.
صنعاء 16 أبريل 2004


إستدعاء
انفضي كفكِ من أمسي
ولا تقرئي كف غدي
كل أشجار الأماني
أثمرت بالكمدِ
يحيون في الأمس ِ
يسْتدعون فجر غدي
يدافعون
إلى فيض الأسى جسدي
يمشون والروح تحدوهم بأغنيةٍ
هي المسافةُ
بين الخوفِ والجَلدِ .

***
بابُ القصيدةِ
على البابِ ثمةَََ مَعْـَنى
وثَمَّ مُعَنَّى
فهل من سبيلٍ إلى لغةٍ
تتجاوز كل المواريث
وتغسلُ مكياجها
إلى لغةٍ لا تُزَيِّفُ حزني
ولا تتقمصُ دور الممثل عني
على الباب ثمةَ طَرُْقٌ
وفي الروحِ أصداءُ ذكرى
تهدهد في الحلم ِ
طاعنةً في أساها
ومَلْْقِيَّةً في الطريق المَعاني
وباب القصيدةِ
يمنع أيَّ دخول ٍ
يجازف بالروحْ
يلقي بها مُضغةً
تحت أقدام عرشٍ غبيٍّ
ويزهو إذا هي القتْ بهِ
تحت عرشِ الجَمالْ
ولا من سبيلٍ
إلى فتح باب الرياحْ
تموت القصيدةُ
بالبرد أو بالزكامْ
فلا تتعاطَ النساء
ولا تُعطِ قلبك للذكريات الركامْ
وثمة طرقٌ على الباب
والموت مُنتظرٌ للدخول
وباب القصيدة ِ مزدحمٌ بالشجون ِ
وحُبُّكَ
مُخْتنقٌ في الزحامْ.

إنتهاز
بلبلٌ مُفعمُُ بالنشيد
يتحاشى مواجعهُ
بالغناءْ
يترنحُ من ثقل أحلامهِِ
وينامْ
فيغتنم الفرصةَ البَبَّغاءْ.
***
تبويب
لن أُبَوَّبَ عمري
كشأنِ الجرائدِ
وهي ُتبَوَّبُ للغثَّ
والفجَّ والتعتعاتْ
وتفتح أبوابها
للضفائرِ والقَّبَّعاتْ
وتحشر كل السطور لُهاثاً
وقيحاًً
يُزَيِّنُ بالقبح
قارعة الصفحاتْ .
***
تقرير
النساءُ وكل الكلاب الأليفةِ
من هاهنا ........
الطغاةُ وبائعة الجنس
وسيارةٌ للقمامةِ
من هاهنا ........
جميعهمُ
من هنا يعبرون....
إلى حيثُ لا
ومن خلفهم
تستطيرُ الشجونْ .
***
خد ش
أَعِدْ قراءة ما يلى: -
فاتورة الماءِ والكهرباءْ
جرائد كُل صباحٍ عقيمْ
وجوه المجانين والفقراءْ
خطابات عيد الجلوسْ
كتابات عاشقةٍ
بفرشاةِ رسم الجفونِ
هنالك خلف السطورِ
إذا ما قرأت
ستغرقُ في بركةٍ من دماءْ
وتصبح أقوى الوثائقِ
عن حقبةٍ للتسلط والإنحلالْ
وبيع المبادئِ بيع الجواربِ
بيع التحاميلِ
وأشياء أخرى تخص النساء
وفي ذكرها ما يُهَوِّن منها
ويخدش لطف الحياءْ .
***

ذاكرة وردة
وردةٌ غائبةٌ عن وعيها
لم تكن تعرفُ ماذا في قميص الوقتِ
مَخْبُوءٌ لها
وردةٌ عاريةٌ
خانها حسبانها
وتلاشى ظلُّها
كلما مرتْ على ذاكرةٍ
مرَّرَتْ أيامها صوب الوراءْ .

***

عالمٌ ثالثٌ
9 DEL + D+L
وصباح ٌ كئيب الملامحِ
ليس يرى الريح
أبعدَ من أنف شهوتهِ
حين يندس
يبحثُ في عِطف عانسةٍ
عن فتاةْ
يتحدث عن غابرٍ
فيثور من الكلماتِ الغُبار
***
يتدلىَّ على شرفات النهار
كمومسةٍ
نصف عاريةٍ
في سريرٍ عجوز
كشمطاء صفصافةٍ
في أصيصِ معاملِ قسم النبَاتْ
دع الآن هذا النقَاش يمر
وما بيننا بسلامٍ يمرْ
فما من حوارٍ
مع جائعٍ
عن لذيذ النكاحْ
ولا من يدٍ
في صراع الحضارات
والشرق أوسط كل نزاعْ
يروِّجه لشتات
وتاريخه سلة المهملاتْ
دعِ الآن هذا الحديثَ
فهذا المذيعُ
يحدَّثُ وهمي ووهمكَ والفقراءْ
عن الأمن والعدل
والعيش في مستوىً لا يقل عن البَبَّغاء
وتلك الخرافْات والُّترهات
وحريةالمرأة اليوم في .......
وفي .......
وآهٍ لتلك الشجون التي لا تمل الحديثَ
عن المنجزاتْ
ترى هل يموت المذيع بداءٍ عضالْ
ترى هل تؤثر في جسمه الطلقاتْ
أم الموت يرفض قبض الغباءْ .





أخبار نيِّئَة
إذا ما سألتم عنَّا
وعن حظ سوء الحياة
وأخبارنا النيِّئة
فالسماءُ بخير
وعُرفُ القبيلةِ
أيضاً بخيرْ
وفي خيرِ حالٍ أنَا
والفتاةَ التي
حال بيني وبين الدخول على حلمها
غلاءُ المعيشةِ
أو لنقل سوء حظي
وسنُّ قوانين حرية الرأي
في حين تُستلب الحرياتْ
وأشياء أخرى سيذكرها شجني لاحقاً
ولكنها لا تزال بخير
على كل حالٍ
وكل الظروف على ما يرامْ
بخيرٍ أسايْ
وكل أذون الخزانات
كل موازنةِ العام
والنائب العام
وسائر أهل اليسار وأهل اليمين
كل رجال الصحافة
وكل كلاب الشوارعِ
كل دعاة السلام
وحتى البطالة
تنعم بالعفو والعافية
تُعَبَّرُ عمّا تشاءْ
وتضرب في الأرض طولاً وعرضاً
ويا كثرة العاملين لديها
صباحَ ، مساءْ
وكلٍ له الحق في أن يقولْ
ومكفولةٌ حرية الرأيِ للإمعات
حرية القول مكفولةٌ
لكنها لا تحب التدخل في الحريةْ
ولا حقنا في الحياة
فتلك الحكايات سيئة الهضم
ولا تقبل الطَّرق والسحب
ولا تقبل التسمية
ولكنها ستظل بخيرْ
وصحتها غاليةْ .

***
قنواتْ
يُعْرَض اليومَ في التلفزيون
حفلٌ مهيبُ
بزةٌ
أَثقلتها النياشين
ُتلَوَّحُ أو تتوعّدْ
وراقصةُّ فارهٌ ردْفُها
ُيلَوَّحُ أو يتموّج
في شاشةٍ ثانيةْ
هناك على طاولة الصمت
منكوشةُ الشَّعر
صورةُ ستين عاماً
شيخٌ عجوزٌ
يُحَدَّثُ عن كيف أفناهُ إخلاصهُ
في الدفاعِ
عن الأرضِ والعرض
وفي جانبٍٍ آخرَ
مقالٌ عن الثورةِ الأم
وفي جانبٍ منه
ستة أهداف
يحلم رابعها المتغضن غيظاً
بإنشاءِ مجتمعٍ عادلٍ
وثالثها المتميز بُغضاً
ُيوصِي بِرَفعْ......
ويملأ حُكامنا فراغ العبارةِ
برفع أسعار كل المواد
وتخفيض سعر المواطنْ.
***
جحيم سارترْ
" سارترْ "
هذا الجحيم العجوزُ
يقول :
اليوم سأضعُ قذيفةً في قلمي
ولم تكن الحربُ هادئةً
ولكنه قالها
وثَمةَ في رَفَّ مكتبتي
حيث نام كأي بعيرٍ
دماءٌ تسيلْ
وما ثَمَّ حلٌّ
لوقف الدماءْ
سوى قَتْل "سارترْ"
فلولم يكن لم تكن ثورةٌ
ولا كان هذا المواطن ثوراً
تُعَدُّ له المقصلةْ .
***
حادث كل حديث
حديثك عنها
كأيّ حديثٍ
عن " الباستيلْ "
وفي مُطلق القول
مرحلةٌ من صراع العقائدِ
لا مِنْ تَفَاوُضَ في شأنها
وَوَهْم السلاح المُكدَّسِ
ليس يحل مشاكلَ ضعف العزيمةِ
وضعف القراراتِ
ليس يُقوَّ يه نظم الشعاراتْ
ولا من وفاقَ
مع الإختلاف مع النفسِ
وحب الخِلافْ
ولا من سبيل إلى تُبّع ٍ أو سليمان
أو نبأٍ عاجلٍ
أمامك سيف الطغاةِ
ومن خلفك الفقرُ
من خلفك السجن
وفرعون ليس يرى للعبادِ
سوى ما يراهْ
ومن أمدٍ لم يُجِبْكَ نداءُ" أبي ذرْ "
ولا أملٌ في مجيء عمرْ
فلا تتحدث عنها
فتصبح حادث كل حديثْ .

***
تغاضٍ
قِفِ الآنَ
لا تنهكِ العمر
لا تُتعب الجريَ خلف الأماني
ولا تُرهق الصبرَ
في حمل عبء الشعور بمعنى الحياة
تغاضى ..........
ولا تتذكرْ أو تتفكرْ
ولا ينكأ الجرحَ
ماتتقاضاه من راتبٍ
ولا ما ستدفعهُ
أجرة " الأ توبيسْ"
ولا ما ستنفقهُ في عزومة ِضيفٍ
عزيزٍ عليكْ
قِفِ الآن َ
قبل يفوتُ الأوان
فعمرك آجِله ُ سوف يُدفع بالرغم منك
وحبكَ عاجلهُ
لن يدافع عنكْ
ومثل أتيتَ ستذهبْ
مثل دخان السجائرْ
مثل صدى الزفرات
سوف ....
مثل زحام الشوارعِ
بالبائسين ستكتظ
بالحزنِ
وكالغيظ سوف تموتُ
كأنكَ ما كنتَ
كأنك ما كنتَ جئتَ
وليتكَ ما كنتْ
عُدِ الآنْ
من حيث كنت .....
***
"يانصيبْ"
لو أعارك حظك نظرة عينْ
لو أعارك أدنى التفاتْ
لما كنت هذا الذي
تتحاشاهْ
وما كنت هذا الذي
يتحاشاهُ نهدان كل صباحٍ
يمران ما لهما رأفةٌ في الغريبْ
لو ابتسم الحظُّ
وابتسَمَتْ من تحبْ
وجاراكَ راتبُكَ التافه الفعل والقول
راتبك الهيِّن القدرْ
إلى آخر الشهر
ما كنت يوماً تحسُّ
بثُقل الحياة عليكَ
ولا بمرور سنينكَ
هذا المرور الرتيبْ
لو أن حظك حالفهُ الحظ
في مكتب النائب العام
أو شَغْل كرسي الوزارة
أو سرقة البنكْ
لكنتَ تمنيتَ عمراً طويلاً
وما كنتَ هذا الودودُ
ولا كنت هذا الرقيق الكئيبْ
وآه لِـ " لو"
ويا ليت حظك حالفه الحظ
في "اليانصيبْ" .

***
مسرح ذكرى
من الحمقِ أن تتحدى
بحب الحياةِ
حماقات موتكْ
لماذا وُلِدْتَ؟
هِراوةُ هذا السؤالِ
علي غفلةٍ منكَ
يوماً ستهوي
فتهوي
ويرحمك اللهْ
وتُسْدَلُ كل الستائر
لتصبح مسرحَ ذكرى
يقوم بأدوارها أصدقاءٌ
هنا ، أو هناكْ
وكل أمانيك في هوةٍ
ما لها من حراكْ
فإياك حمقكْ
إياك تحلمْ
إياك تعشقْ
إياك تكتب شعراً
إياك تطلبُ حق اللجوءِ
إلى ناهدين
يُعِدَّانِ للإنقلاب
على الكبتِ
والإمتثالِ
لِعُرْفِ القبيلةْ
إياك تأملُ في وطنٍ
لا يُفَرِّقُ
ما بين حبلِ المشانقِ مضفورة
وبين الجديلةْ
إياك تطلبُ حق مُوَاطَنَةٍ
حُرةٍ
ولقمة عيشٍ نظيفةْ
وإياك تنشدُ تقدير جُهدكَ
في درجات الوظيفةْ
أمانيكَ ياصاحبيِ
مستحيلةْ .
***
حزنٌ منسي
سينساكَ حُزنك يوماً
ويُسْقِطُ عنكَ حصانتهُ
وتبرأ من كل ما أنت فيهْ
سيذكرك الوطن الفاقد الذاكرة
وتذكر حزنك كل النجومِ
وكل الليالي
وتلك التي اغتصبتْ
قُبلةً من فَمكْ
وباتتْ على نارها ساهرةْ
فلا تبتئسْ !!
فلا ظَّل لولم تكن هاجرةْ .

***
جرحي المواطنْ
نفختُ في الصمت روحي
فسمعتُ المواويلَ
تنداحُ في خلجاتِ البلابلِ
وآهات عانسةٍ
تتأملُ فتنتها في المرايا
وتلعن من عرَّضوا حُسنها للكسادْ
ومن عَرَضُوا حلم أيامها
في رخيص المزادْ
جراحات حلمٍ بريءٍ
وأصداء قرع طبولٍ
وحكمة مُتَّهَمٍ بالفسادْ
وجرح المواطن ياوطني
ماله من ضمادْ .

***
يحيا الوطن

الضِّمادات لا تكفي
ملائكةُ الرحمةِ منشغلونَ
عمَّا يُخَبِّئه الليلُ لي
والمشارطُ جاهزةٌ
يتضخَّم عمري في مرايا الدماءْ
الملايات شاحبةٌ
ومُكْتئبٌ أكسجين الهواءْ
وطني في السريرِ
يعاني ارتفاع الغلاءْ
أَئِنُّ له
أتَوَجَّعُ
أوَدُّ لَوِ اني.....
ولكنني ما تخصصتُ
في عمليات غسل الدماغ
ولستُ خبير المُخَدِّرِ
والبانجْ
على وطني المُتَأَزِّم
في غرفة القلبِ
أُمسك قلبي
وأصرخُ...
أصرخْ
كل المشاريط تُحدق بي
تسيل دمائي
ويُخْرَسُ حبي
أسمعُ نَعْيِي
يقاطعهُ صوت بنتي
وهي تُردد" يحيا الوطنْ"
يرفرف من فوق أحزانها
العَلَمُ المدرسي .
***
حبٌّ عبر البحار
لها تمادى حبهُ
عبر البحِارِ
لها يبثُ
خواطراً ومشاعراً
والبحرُ يُعْرِض عنهما
والريح دامية الأظافرِ
كلما
جاءت من الوهم القصيْ
تهدي شذاً وبراعماً
لا ليلَ يرحمُ عاشقاً
عيناه عالقتان في ظلم السما
موتٌ بطئٌ ، حالمٌ
موجٌ تكسَّرَ في الظما
يحيا بِلَيتَ ورُبَّمَا .

***
قرع طبول
الإجابةُ قيدٌ
وسجنٌ كبيرٌ فضاء السؤالْ
فضع لي نقاطاً بغير حروفْ
وضع لي حروفاً بغير نقاطْ
فكل الإجاباتِ
قَرْعُ طبولٍ
وكل التساؤلِ
وقْع السياطْ .

***
المغضوب عليه
الذي لم يعرف الحب ولا صادفهُ
مات مغضوباً عليه
حينما استقطع من ليلته
ساعةً أو ساعتين
بين أحضانه فتاةٌ
لم تجرب أن تُحب
لم يفكر أحدٌ في حبها
الذي قد ألف الحرمان ثلثي عمره
وأخيراً تداولته يدان بلا شفقةْ .
لا جدوى
لا جدوى
يسندون الكثير إلى لا جدوى
لا جدوى أصبح مشهوراً
لا جدوى يعرف ما يفعلْ
ولأنهم لا يعرفون
يَتَّكلون على لا جدوى
لا جدوى المسؤول الأولْ
عن عدم الفعل ْ.

***
وقتٌ إضافي
بدل الوقت الضائع في اللعبِ
لعبٌ إضافيٌ إلى الوقتْ
الوقت الضائع يلعبُ بنا
نحن أهداف الوقت الضائعْ .

***
تجريب حظ
جرََّب حظهُ
حظه جربهُ
هناك رائحة فشلٍ غير مجربْ
وذاكرةٌ منسية
أصبحت حقلاً لتجريب النسيان ْ.

أفضل حال
قد لا يكون الحبُّ
أفضل حلٍّ للأزمات
لكنه بالتأكيد
أفضل حالْ .

***
تنصُّل
تنصل المذيعُ
عن ضميرهِ
فتنصلتْ نشرة الأخبار
من إحساسها بي
أنا المشهد الحي للحسرة .

***
شاشة
شاشة التلفاز
غارقةٌ في الدمْ
والمذيع يُهَنَِئُ بعيد الإستقلالْ .

***
نعي
مثل أي جريدةٍ مُلقاةٍ في الطريق
تتصفحها الأقدام
ألقى بعمره إلى قرارة السكون
مُتعباً
ونامْ .

**
تَأخُّر
مر الوقت ولم تتأخرْ
أنا الذي جئت مبكراً إلى موتي .


شارعٌ مقفرٌ
هذا الشارع المقفرُ
إلامن آهاتي
لا يعرف أفقر مني
حتي الكلب الأليف
الذي تبدو عليه مخايل العملِ السِّرِّي
هذا الشارع مقفرٌ
هذا المقفر عمري ما أضيقهُ
وأضيقُ حلمي عليَّ .

***
شيطان
رجلٌ وامرأة
آهٍ رجلٌ وامرأة
قال لنفسه هامساً
رجل البوليس
ما خلا رجل بامرأة
إلا كان ثالثهما ....
آهٍ
إنهما لا شئ ينقصهما
سوى الشيطانْ .

***

اتجاه إجباري
سِرْ يميناً
سٍرْ شمالاً
خَفِّفْ سرعة نبضكَ
أمامك صديق
أمامك منعطف لا يمين له أو شمالْ
وعمرك ياهذا اتجاهٌ إجباري
وكل امرأةٍ هاوية
أين تمضي .... ؟!
عدَّاد السرعة يصفر
الإشارةُ منذُ وُلِدتَ حمراء
والحلم أصفرْ .

***
قَصٌّ ولصق
تعال نقص شريط الذكريات
تعال نقص على بعضٍ
حكاية هذا الوهم
وهذا الهم
تعال نقص حكايانا
قبل نصير حكاياتٍ
حكاية ما عانيتَ وما أعني
ما ينعيك
قبل يقص الموت شريط العمرْ
قبل يقص الموت شريط اليوم
فيصبح أمسْ
تعال نقص أثر الريح ، أثر الغد ، أثر الأمس
قبل يقص الموت كأي عميلٍ سريٍِِّ
أثرينا
قبل يُدَوِّن قصتنا بأسلوبٍ شيق
ينبئُ عن فكر ٍ ضيقْ
قبل يروي قصتنا
قصة كل الفقر، وكل الحب ، وكل البؤس
أو يضرب بالذكر لنا عرض الحائط
أو يُعَرِّض للذكر لنا عرض الحائط
قبل نصير مجرد رصدٍ
مجرد ذكرى
مجرد رمز
قبل يُحرٍّفَ قصتنا من أحرارِ ٍ
إلى أضرارْ
قبل يصور قصتنا
من ثوارٍ إلى أثوارْ
تعال نقص مقاس الحُلم ِ
مقاس الآهْ
تعال نقص لنا صوراً ترضينا
قبل يقص الموت صورنا
من صفحات الحب
ويلصقها في صفحة الوفياتْ .


ذمة التاريخ
ما أوسع ذمة التاريخ
وما أوسع صدري وأنا انبشُ فيه
أو أهربُ من ضيق الحاضر
من ضيق الواقعِ، هذا الواقعِ في سعة الآلام
الواقع في قبضة الوقيعة
وفخ التآمرِ
الواقع في هوة حب الذات
الواقع في مصيدة مذياعٍ إقطاعيٍّ
محمومٌ بالثورةْ .
ما أوسع ذمة هذا المدعوُّ / التاريخ
وما أضيق صدري
كم في ذمة التاريخ ....
كم يروي عن ذممٍ لا ذمة لها أو تاريخ
لا تاريخ لها بالذمةْ
كم يروي عن ذممٍ لا يُؤْمَلُ منها غير الذم
ولا يُؤْمَلً فيها غير الذم
ما أفسح صدري
كم يفسح هذا التاريخُ
لثقلاءِ الدمْ
وكم يروي عن وقائعَ لا جدوى منها
لخفيف عقلٍ يجهد في أن يبدو خفيف الظل
ما أوسعَ ذمة هذا الأ فَّاق/ التاريخْ
يمليه الأشباح على لأشباه
بحد السيفِ
وحدِّ المالْ
فيتحكم فيه الزيف بلا حدٍّ
لا ذمة للتاريخ
فكم في ذمته من دم
لا ذمة لشاهد زورْ .

***
شاهد قبر
شاهد القبر
يحترف التزويرْ
يتحدثُ عن موتى
لا شأن لهم بإثبات ما يقولْ
ولا يَقْوونَ على تثبيت ما يزعمْ
شاهد القبرِ
إحالةٌ على مجهولْ
شاهد القبر حجرٌ لا يحس بآلام الموتى
فكيف له أن يحس بنا .

***
تأمين
قبل أن تذهبَ باتجاه عينيها
خذ في طريقك طريقاً آمناً
من مخاطر زحمة المخبرين
أقرب شركة تأمينٍ
على يمين شحاذةٍ طفلةٍ
في شمال شارع العدلْ
أقرب شركة تأمينٍ
على ناصية الطريق إلى الجنديِّ المجهولْ
هنالك أقصى اليمين
عجوزٌ أشلْ
ذهبت يمينه في الدفاع عن شرف الوطن
وهو يؤدي مهمة حرس حدودْ
عجوزٌأشلْ
ولكنه قد يرشدك بيده الشمال
إلى أقرب شركة تأمين ٍ
على الميتين
مخافة أن يأكل الدود تاريخهم
أو تنهش السوء ذكراهمْ
أو يُصَادِرُ ( حكم القوي ) فُضلةَ إحساسهم بالحياةْ .

***
تعريض
لا تُعَرِّضْ له بالذكر مطلقاً
أقل من أن يُذْكَرْ
اضرب به عرض الحائط
إنه كأي عَرَضِ حُمَّى
كأي عِرْضٍ بغيٍّ
أو لنقلْ بأسلوبٍ أكثر مُعاصرة
كأعراض الجرائد
عَرِّض به للنسيان عاجلاً
كأي جملةٍ اعتراضية
وإياك أن تنسى
أن تستعين بلا النافية للجنس
في معرض الحديث عنهْ .

**
اتجاهات
في أقصى القلب ذاكرةٌ تتلألأ
لِتُقاطعَ صمتك بالآهْ
ثَمَّ دماء قتيلِ مُظاهرةٍِ لم يُرَخَّصْ لها...
يمين نصب الحرية ...
أشلاءُ سيدةٍ
قُتِلت في تدافُع جمع ٍ يصفقُ في عيد العرش
أمام الله ضمير أضرَّبه الوخزْ
أمام الله شيطانٌ أخرسْ .


رصيد
رصيدُ عمرك محدود
كم ستنفق منه على لقمة العيش
كم ستسحب منه لتعميد حريتك
وكم سَتُرَحِّل منه إلى الغد
وكم سيبقي منه للحب وللشعرْ .

***
يَحْشُرُ أنفه
يرحم الله ( يَحْشُر أنفه)
لقد كان فضولياً ناجحاً
لا يعرف الفشل في شَمِّ رائحة الدسائس
ولا يسأم ريح القذارة
كان ( يحشر أنفه ) فرداً في كل شيء
ويُحْشَرُ يوم القيامة فرداً
كأي فردة حذاءْ .

***
فراغات
كتابٌٌ فارغٌ يملأ فراغ رف
خيرٌ من ضميرٍ فارغ ٍ
يملأ الأرض جُورا .
بِر
نِعْمَ الولد لأبيه
بارَّاً بضلالتهِ
مُحسناً إلى إساءته
رفيقاً ببذاءته
نِعْمَ الولدُ
لِبئس الوالدْ .

***
إعتراف
قال إنني أعترفُ بحقارتي
ونذالتي
وسفالة أصلي
وبذاءة لساني
وقلة إنصافي
قال له صداه :
لا تسرفْ في تأنيب الضمير
وقال له ظله :
أخجلتَ تواضعك الزائفْ .

***
مريض
ماكنت أتخيل أن تحبها
ولا أتخيل أن تحب خيالاً
فلا تقلْ
أنك لا تتخيل الحياة بدونها
ألم أقل لك إنك خيالٌُ مريضْ ؟!

***
تعليمات صحية
ضعْ رأسكَ
بعيداً عن متناول الأطفال
يجتنبك الصداع المُزْمنْ
ضع أعصابكَ في الثلاجة
يتحاشاها العَطَبْ .

***
تخفيف
آنْ تُلْقِيَ بأحلامكَ في البحر
يقتضي ذلك أن تخفف من ثقلكْ
لكنك لا تملك من أن تتخفف من ثِقل الحياة عليكْ .

***
ابدأ الحياة
دع القلقْ
دع القلق يبدأ حياته مع غيرك
لا حياةَ مع قلق ٍ مثلكْ .

***
وقاية
اغسل يديك جيداً
وكُلْ مما يليكْ
وقاية الآخرين خيرٌ من علاجهمْ .

***
حديد الوقت
الوقتُ كالسيف
وأنا لستُ حدَّاداً .

***
الآخر شَمَّاعة
لا تتحدث عن الآخر
ليس للآخر من ذنبٍ
لتشغل بالك به
لولا الآخر
ما كنت أنت
لا تتحدث عن الآخر
لأنك الآخِرِ بالنسبة له
تَهَرَّأَ الآخر
من التعليق عليه
الآخر ليس شماعةً
ولا سلة مهملات
تلقي فيها بفاسد أحلامك
الآخر أنتَ
الآخر قد يكون غدراً مناسباً
لكنه ليس حلا .ََّ

إنك موت
ستموت كما لا تحب
كما مات حُلمكَ
ومات شذا كلماتكْ
إنك موتٌ
وحُلمك وهم الحياة
ولا بد للحلم أن ينتهي .

***
كابوس
لا وقتَ محددٌ للحب
ولا حب مُحدِّد للإحساس بك
ولا عمُر مُحدِّد للإقتصاد في إنفاقه
ولا ذاكرةٌ محدودة الإنتهاء
لتنسى إساءة الآخرين
إنك محدودٌ لا حَّد له .

***
حُمَّى
هذا السعيُ
سباقٌ محمومٌ
هذا الوطنُ
حُمَّى سباقْ
لا تسألني بعد الآن
عن الفوضى .
غريب
غريبٌ
كإيقاع صمتكَ ليل الوداع
تمد يمينكَ
فيشدٌّ عليها أساك
ويهمس في أذنيك
لا بأس لابأس !!
كدبيب النملةِ
يصل الوهمُ إليكْ
تسقطُ في عبث الأقدار
اسماً لا تعرف من أين ْ
وكلوحةِ تذكار ٍ
تَتَرَنَّحُ شوقاً فوق جدار المَرْسَمْ
ما بيديك الآنَ
سوى غصصٍ تتهاوى
في أدغال ِ الروحْ
تسَّاقط جمراً
وتسيل دموعْ
لا تبحث عنكَ سوى المأساة
كي تكتبَ خاتمة المشهدْ
كموَّالٍ يتسكع في الطرقات
وفي الآهاتْ
لا يعرف قلب الليل له وطناً
في الحلم تطارده اللعناتْ .
***
سقف الذكرى
قنديلٌ في سقف الذكرى
يبكي في صمتْ
لن تذكر شيئاً
وجدار الليل ِ
لا يحفظ ما كَتَبَتْهُ
آلام الفجرْ
لو كان يحس بك العالم
ما كان بكاؤك خارجهُ
الوطنُ العابسُ
ما يدريك َ
كنزٌ في قعر البحر
H,(JFC D &-) D1A6
DH #FC E CF*N
DNEN C F D($3O
CDLQL JOBR1N#O EF 9JFJGR
-*I DBF/JD D#9EI .

***
رايةٌ بيضاء
أنا هنا لا أترددُ
في أنْ أرفعَ قلبي
في كل حروفِ استرداد الذاتْ
"طِروادة" تعرفُ
أين يكون الموتُ
حياة الذاتْ
مهما أشهرتم ْ أحقاداً
سيظل يرفرفُ قلبي.


عورة الحقيقة
تُرى أين ثوب الحقيقةِ
ما بالها عارية
ومن ياتُراهُ سيستر عورتها
ويَخْصِفُ من وهمهِ
لتظل الحقيقةَ من غير سوءْ
يُحَدِّثُ عنها
وليس لها في الزواج نصيبْ
حتى متى بالعنوسةِ تَنْعمْ ؟ّ!!

***
ما في البالْ
لا يخطر في البالِ شيءٌ
سوى أنْ لا شيء في البالْ
فلا تتعجلْ فِيَّ الإجابةَ
كيلا أُعجِّلَ فيكَ السؤالْ .
***
رقعة الشطرنج
تقرع الأجراس إحساسي
إيذاناً بموتي ورحيلي
تتغنَّى رغبة الشطرنج بي
وهي تحتال على رقعتها
في ذهابٍ وإيابْ
يايدي ... أين يدي ؟ !
ما الذي يضمر لي
في خفاياه غدي
وأنا لا وطنٌ
أتلاشى في العذابْ
أتبدَّى باهتاً
مثل حرفٍ في كتابْ .



#عبدالله_سعيد_العطار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة تلكم الخرافة
- التوهج الشعري واجترار الذات في قصيدة*لم يلمسني أحد*للشاعرة ا ...
- المستحيل الجميـــــل
- عندمـــــا تأتين
- ]دور الشـــــاعر
- رقعــــة الشطــــــرنج
- المــــــــــرأة ذلكـــم التراث
- المغضـــــــــــــوب عليــــه
- باب القصيدة إ لى /بهية مارديني
- أتصفح بهاءها


المزيد.....




- أوركسترا قطر الفلهارمونية تحتفي بالذكرى الـ15 عاما على انطلا ...
- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله سعيد العطار - شاهد قبر**ديوان شعر