أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سومر الياس - الرجل المعاصر وهستيريا الرجوله (2من2)














المزيد.....

الرجل المعاصر وهستيريا الرجوله (2من2)


سومر الياس

الحوار المتمدن-العدد: 3185 - 2010 / 11 / 14 - 16:25
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


البنيه البطركيه الأبويه أساس كل بلاء إجتماعي

لا يمكن فهم مشاكل الرجل المعاصر الإجتماعيه والصحيه وما الى ذلك من جملة المتناقضات التي تعصف بحياته بأبعادها الحقيقيه بدون أن نفهم ما هو النظام الاجتماعي البطركي أوالنظام الابوي, حيث تنحدر كل المجتمعات المعاصره من مجتمعات بطركيه سواء كانت مجتمعات حداثيه (كما في المجتمعات الغربيه مثلا) أو إنها مجتمعات لا تزال بطركيه بالفعل كما هو الحال في المجتمعات التقليديه ( المجتمعات العربيه نموذجا).

ومجتمع ذو بنيه بطركيه نموذجيه هو مجتمع ذكوري سلّمي تراتبي يحكمه الأب ويتربع على عرشه, ثم تأتي الزوجه فالأبناء الكبار الذكور وهكذا الى أن نصل الى آخر فرخ في العائله, ومطلوب من الذكور في هذا المجتمع وحتى يأخذوا مكانتهم ومركزهم ووضعهم ولكي يتقدمون تراتبيا في هذه البنيه الهرميه أن يرتدوا بدلة والدهم العسكريه ويتقمصوا شخصيته منذ نعومة أضفارهم, عليهم أن يتجنبوا اي شكل من أشكال الحساسيه الانثويه أو الضعف أو التبعيه إلا للأب القائد, يجب عليهم ان يكونوا أقوياء وسلطويين وبشكل لا يحتمل أي فشل أو تراخي تحت التهديد الدائم بخروجهم من اللعبه وخسارتهم لمكانتهم الإجتماعيه المرجوّه وإحترام الآخرين لهم.

لقد نشأت البنيه البطركيه واقع الامر وتطورت لأن الرجل والمرأه واجها عبر التاريخ مسؤوليات مختلفه, ففي حين ذهب الرجل للحرب والصيد تركت المرأه في الكهف أو الكوخ لتنشئة الاطفال وبناء العلاقات الإجتماعيه, ومن هنا عين المجتمع البشري للرجل صفات تتعلق بالقوه والسلطه والإستقلاليه والقسوه والغضب والسيطره والتحكم والهيمنه وكلها صفات تتناسب مع دوره الاجتماعي. وعين للمرأه صفات كالحنان والألفه والموّده والصبر والوداعه والكياسه والتبعيه وهي أيضا صفات تتناسب ودورها الإجتماعي, وهكذا أجبر التاريخ المرأه على ان تتنازل عن قوتها واستقلاليتها, وأجبر الرجل بأن يتنازل عن مشاعره وحساسيته العاطفيه, وهكذا خسرت المرأه صوتها وخسر الرجل قلبه وتحول كل منهما من كلّ بشري كامل متكامل الى نصف كسيح.

ولقد كان المجتمع وهو ينشد الحفاظ على وجوده صارما جدا في تحديد صفات الرجل والمرأه, فالمرأه التي كانت تتجرأ لتظهر صفات خاصه بالرجل كانت توصف بالمسترجله أو المتذمره أو النقاقه (كثيرة النق) أو ربما العاهره, وكذلك الحال بالنسبه للرجل الذي كان بدوره يوصف بالمخنث أو شبيه النساء وما الى ذلك (كثير من الألفاظ العاميه في ثقافتنا تفيد هنا ولكن من المتعذر ذكرها سواء بالنسبه للرجل أوللمرأه ).

لقد تطورت المجتمعات البشريه بطريقه لم يعد من الممكن الفصل بين مسؤوليات الرجل ومسؤوليات المرأه, ففي مجتمع معاصر قد تجد المرأه تقود وزاره في الدوله كما قد تجد الرجال وهم يقومون باعمال التدبير المنزلي (بما في ذلك تغير حفاضات أبنائهم). وعلى الرغم من ذلك وبالرغم من أن البنيه الاجتماعيه البطركيه أصبحت بنيه تاريخيه غير عصريه إلا أن تأثيرها الثقافي في اللاوعي البشري لايزال يضرب جذوره في المجتمعات المعاصره حداثية كانت أم تقليديه, حتى أن مجتمعات تقليديه كالمجتمعات العربيه لا يمكن أن توصف إلا بمجتمعات بطركيه من منظور سوسيو بوليتيكي على الرغم دخول الحداثه لهذه المجتمعات بشكل ظاهري, وبشكل عام إن النموذج الرجولي المشتق من النظام البطركي لا يزال حاضرا في جميع المجتمعات المعاصره, حيث يبدأ المجتمع بزرع الافكار البطركيه في نفوس أطفاله الذكور منذ سن الخامسه حتى أنه يمكن القول بان هنالك كود أجتماعي يتم انتاج الشخصيه الرجوليه من خلاله ويمكن تلخيص بنود هذا الكود البطركي والذي يخرج الرجال المعاصرون أوالبطاركة أو أحفاد الطغاة بما يلي:

أجعل من السلطه هدفك الدائم, إنها معيار رجولتك, ليس هناك في هذا العالم سوى الخاسر والرابح, لا تكن خاسرا
يجب الابتعاد عن المشاعر والحساسيه والتبعيه وما الى ذلك من صفات انثويه وإذا كان لابد من اظهار مشاعرك فان الغضب هو المعبر الحقيقي عن رجولتك
واجه هذه الحياه بقناع رواقي تخفي خلفه اي ضعف أو الم
كن قاسيا, جسورا واقبل المخاطر (بالعاميه مقايس )

و نجد هذا الكود البطركي منقوشا في ثقافتنا وفي كل الثقافات أيضا حتى الغربيه منها, وكيفما نظرت هنا أو هناك, إن ثقافة الماتشو موجوده في الموسيقا وفي الأدب والتلفزيون والأنترنت والسينما, من رشدي اباظه وعمر الشريف وفريد شوقي الى محمود حميده وأحمد السقا, من فهد بلان وأبو عنتر وأبو صياح الى أيمن زيدان وسلوم حداد وغيرهم , ومن رودلف فالانتينو وهمفري بورجات الى كلينت ايستوود وتشارلز برونسون وشين كونري و سلفستر ستالون , حتى ان البعض كباتمان وزورو يلبسان القناع الذي يخفي الوجه والمشاعر بشكل واضح وصريح.

انها رحلة تدريب تبدأ منذ سن الطفوله للإنفصال عن الذات الحقيقيه وتقمص الذات الكاذبه أو المركبه اللابسه للدرع العسكري والقناع الرجولي الذي يخفي مشاعر الانسان الحقيقيه ويقدم للعالم صوره ذكوريه للقسوه والقوه والرواقيه. ومن منا لا يتذكر كيف كنا نقلد ونحن صغارا صوت عمر الشريف ونتقمص شخصية ابو عنتر أو نمشي كأرنولد ورامبو, من منا لا يتذكر كيف كنا نطلب من اصدقائنا ان يلكموننا على بطوننا لنتظاهر بعدها وبإبتسامة بشوش بأننا لم نشعر بشيء من الألم, من منا لا يلاحظ كيف يتقمص أطفالنا اليوم شخوص باب الحاره والذي يعتبر نموذجا مثاليا للمجتمع البطركي الذكوري التقليدي وهو مثالا ممتازا من المسلسلات السوريه, كما يعتبر فيلم الجزيره لمحمود ياسين وأحمد السقا مثالا جيدا من السينما المصريه وفيلم ليثال ويبون لميل جيبسون ايضا مثالا جيدا من السينما العالميه والذي يعلم الاطفال بكل بساطه انه من الافضل لك كرجل بأن تقتل من أن تشعر,.إن هنالك شيئا ما ملّح في ثقافتنا يريد إفهامنا أنه وحتى نكون رجالا حقيقين علينا أن نكون كبريموثيوس في الأسطوره الإغريقيه لا نشعر ولا نبكي ولا نصرخ حتى عندما ينهش النسر أكبادنا.

.



#سومر_الياس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأه المعاصره وهيستيريا الجمال
- العداله بين المثال الأفلاطوني والممارسه الليبراليه
- القوه والسياسه
- الديمقراطيه متى وأين كيف ولماذا
- قراءه في رسالة سبينوزا السياسيه


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سومر الياس - الرجل المعاصر وهستيريا الرجوله (2من2)