أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم هداد - تأهيل حزب البعث الفاشي!















المزيد.....

تأهيل حزب البعث الفاشي!


جاسم هداد

الحوار المتمدن-العدد: 958 - 2004 / 9 / 16 - 09:06
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


استولى بعث العراق على السلطة للمرة الأولى في انقلابه الأسود في 8 شباط 1963 , وساهمت في التخطيط وتقديم الدعم لهذا الأنقلاب , المخابرات الأمريكية والبريطانية , وقدمت له الدعم كافة دول الجوار بدون استثناء , اضافة لمصر "العروبة " ! , ولقد تم الكشف عن الكثير من اسرار هذا الأنقلاب وذلك من خلال اعترافات اقطابه والمشاركين فيه , وورد ذلك في "اوكار هزيمتهم" و"مراجعاتهم" و"دولة منظمتهم السرية" و"كتب مذكراتهم" , ولقد سلط الباحث الدكتور عقيل الناصري الضوء على الكثير من خفايا انقلابهم المشؤوم هذا في كتابه القيم ( عبدالكريم قاسم في يومه الأخير ) . الوثائق والأعترافات التي ظهرت اسقطت ورقة التوت وبينت للعيان عمالتهم وصلاتهم المباشرة بالمخابرات الأمريكية ( صالح مهدي عماش , طالب شبيب ,على سبيل المثال لا الحصر فقط) , وعُثر على مكتب الشهيد عبدالكريم قاسم اضبارة للدكتور ( إيليا زغيب ) والذي كان منتدبا للتدريس في جامعة بغداد وقتذاك , وكان عميلا للمخابرات الأمريكية , وظل لسنوات عديدة يقوم بنقل المراسلات بين القيادة القطرية في العراق والقيادة القومية لبعث عفلق . ولعب ( وليم ليكلاند ) وهو مسؤول مركز المخابرات الأمريكية في العراق والذي كان يعمل في السفارة الأمريكية بوظيفة مساعد الملحق العسكري دوره المكلف به من تخطيط وتدبير للأنقلاب , بما فيه إذاعة اسماء وعناوين الشيوعيين والقوى التقدمية من اذاعة تبث من الكويت . ولا ينسى احد مقولة امينهم القطري وقتذاك علي صالح السعدي ( جئنا بقطار امريكي ) ولا تزال الأيام السود لأنقلاب شباط راسخة في ذاكرة الناس , وبيانهم المشؤوم رقم (13) . ويقدر ضحايا انقلاب شباط ( 5000 ـ 12000) قتيل , وعشرات الآلاف من المعتقلين .
وعاد البعث ( البكر ـ صدام ) , مرة ثانية للسلطة في 17 تموز 1968 وهذه المرة بتخطيط ودعم المخابرات الأمريكية والبريطانية ايضا ودعم بعض دول الجوار , ولعب دور المنسق ( ناصر الحاني , لطفي العبيدي , علي عبدالسلام ) , ويطلق عليها " كتلة بيروت " , وبتسهيل من ( النايف ـ الداوود ) . واستفادوا من تجربتهم السابقة , ادعوا بالتقدمية لابل زايدوا على قوى اليسار , وانطلت على الكثير مناوراتهم , وخلال فترة حكمهم التي جاوزت الـ 35 عام , حقق البعث الفاشي لشعبنا " الأنجازات الكبيرة !! " منها زجه بلادنا في حربين خاسرتين لا مصلحة لشعبنا فيها , خلفت وراءها آلاف الأرامل واضعاف ذلك من الأيتام , ووضع شعبنا تحت الحصار لثلاثة عشر عاما , المقابر الجماعية, تشويه النسيج الأجتماعي , خراب في كل شئ , وأكثرها مرارة خراب النفوس , وخراب في القيم والأخلاق , اشاعة قيم واخلاق البعث من الرشوة والفساد الى حب جمع المال بأي طريقة وبأي اسلوب , اشاعة العنف وثقافته في المجتمع العراقي ونشر فكر البداوة ومحاربة أي فكر مديني حضاري , وترك خزينة الدولة خاوية لابل هناك ديون بذمة الدولة العراقية تقارب ( 200 مليار دولار ) . ويلمس ذلك كل من يزور الوطن .
في 9نيسان 2003 , سقط الصنم , واستبشر العراقيون خيرا , و توافقت مصالح الأدارة الأمريكية مع مصالح شعبنا في اسقاط نظام البعث الفاشي , فعمر مصالح الشعوب لا تتوافق مع مصالح الدول الأستعمارية , وكانت لدى الأدارة الأمريكية خطة واضحة وذات بعد استراتيجي , وتتلخص بإبعاد الأحزاب الوطنية عن اية مساهمة فعلية في التغيير , حيث قالوا وبصريح العبارة للمشاركين في مؤتمر لندن الذي عقد قبل انطلاق العمليات الحربية بعدة اسابيع ما معناه : ( ( اليوم الأول لنا , واليوم الثاني لكم ) . وفعلا كان اليوم الأول لهم وحصل ما حصل من تخريب ودمار منظم ومخطط له ومدروس للبنية التحتية للدولة العراقية , وواهم من يتصور ان الأدارة الأمريكية اسقطت نظام صدام من اجل بناء الديمقراطية أو هي جادة في ذلك , ومن اجل سواد عيون العراقيين , لكنها فعلت ذلك لأن صدام حسين اصبح ورقة محروقة , ولا ينفعها في تنفيذ القادم من خططها في منطقة الشرق الأوسط ذات الأهمية الكبيرة للأدارة الأمريكية , فهي كانت ولا تزال تريد ادارة بعثية تقود الحكم من دون صدام , ولذلك اكتفت بالقاء القبض على الأسماء الواردة في الكوتشينة فقط " الـ 55 " , وكأن هؤلاء لوحدهم من ارتكب المجازر وكل الجرائم , ولم تقم سلطات الأحتلال بإعتقال أي بعثي من الملوثة ايديهم بدماء ابناء شعبنا , فمثلا عناصر " شعبة الأغتيالات " عناصر " شعبة التفجيرات " , لا يزالون مطلقي السراح , حيث تركتهم يسرحون ويمرحون بكل حرية , مما سهل لهم مهمة اعادة ترتيب صفوفهم واعادة تنظيمهم , وبعد مدة قصيرة تحولوا الى خندق الهجوم , واصبحت الأحزاب التي ناضلت طوال هذه السنين ضد نظام البعث المجرم , في خندق الدفاع ولا تزال , ويمكن ملاحظة ذلك عند زيارة بعض مناطق بغداد مثل , ( الأعظمية , شارع حيفا , العامرية , الرحمانية , العطيفية , السيدية , وغيرها الكثير ) , ناهيك عن المدن الخارجة عن سلطة الحكومة العراقية المؤقتة وهي معروفة للجميع . واخذ المراقبون السياسيون بالأشارة الى ان حزب البعث في الآونة الأخيرة ارتقى الى مستوى يمكنه من توفير أماكن آمنة لقياديه الهاربين للأقامة فيها . اما من هرب من البعثيين الى خارج العراق بعد ان اخذوا معهم ما استطاعوا حمله من اموال الشعب العراقي , فهؤلاء لم يقرأوا الخارطة بشكل جيد , وتصوروا ان الأمريكان جادين في بناء الديمقراطية في العراق , وان هناك احتمال القبض عليهم ومحاسبتهم على ما اقترفوه من جرائم بحق وطننا وشعبنا , او خشية غضب ابناء الشعب وتصفيتهم , ولقد عاد البعض منهم رافعا عقيرته بالمطالبة بخروج قوات الأحتلال , لا بل اصدر بعض الصحف التي تعبر عن لسان حالهم , أما قوات الأحتلال منذ اليوم الأول لدخولها عراقنا ولا تزال تبذل جهودها من اجل ابعاد الأحزاب الوطنية عن أي تأثير فعلي في سياسة البلد . وجاء الأخضر الأبراهيمي عراب الأطماع الأمريكية في المنطقة , واخذ يروج لمقولة ( العراق لجميع العراقيين ) وهي المقولة الملغومة والتي تعني ضرورة اشراك ايتام البعث في ادارة الدولة , وردد خلفه هذه المقولة امين عام الجامعة العربية , وهو الذي حصل فعلا من خلال تشكيلة الحكومة العراقية المؤقتة , والتوجه الذي يقوده الآن رئيس الوزراء من اجل اعادة تأهيل البعثيين والذي يتم بتخطيط وتوجيه امريكي , حيث ان الأدارة الأمريكية مقتنعة انها ستحتاج للبعثيين من اجل الموازنة مع القوى الديمقراطية التي تطالب بإقامة دولة القانون . وما بدعة انهاء الأحتلال ونقل السيادة الى الحكومة العراقية ماهي الا بالونة يلهو بها الصغار , صحيح ان الحاكم "بريمر" غادر العراق , ولكن حل معه "جون نيغروبونتي" وبماذا يمكن تفسير حضور الأخير مع رئيس الوزراء العراقي عند لقاءه برؤوساء العشائر لمدينة الثورة ؟ , وبماذا يتم تفسير موافقة قوات الأحتلال والسماح لكتيبة من الحرس الجمهوري سئ الصيت بالنزول بزيهم كريه اللون "الزيتوني" وتكليفهم بمهمة حفظ الأمن في مدينة الفلوجة ؟ .
يمكن الأستنتاج مما ذكر اعلاه ان استلام البعث الفاشي للسلطة مرتين تم بمساعدة الأدارة الأمريكية , وما يجري الآن من إعادة تأهيل للبعث الفاشي , والسعي لتأسيس جمهوريتهم الثالثة , يتم هو الآخر بمساعدة الأدارة الأمريكية.
وتناولت وكالات الأنباء مبادرة سياسية طرحها حزب السيد رئيس الوزراء , وهي بحق مبادرة حق يراد بها باطل , فظاهرها تعزيز الوحدة الوطنية والتوافق الوطني , وحقيقتها الفعلية هو اعادة تأسيس " جمهورية البعث الثالثة " .
والغريب في الأمر ان غالبية الوزراء في الحكومة المؤقتة , وكأنهم في اجازة , حبث ان السيد رئيس الوزراء هو الحاكم بأمره , فهو يعيد تأهيل البعثيين , ويعيد ضباط الجيش العراقي من رتبة عقيد فما دون للخدمة , ويسمح للضباط من رتبة عميد فما فوق بممارسة العمل السياسي , قبل التحقق من نظافة ايديهم الملوثة بدماء شعبنا , ولا يستثني أي طرف ( يعني حتى البعث الفاشي ) من المشاركة في العملية السياسية . والسيد رئيس الوزراء عاش لفترة طويلة في اوربا وهو يعرف حق المعرفة ان الحزب النازي لا يزال الحظر ساري عليه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ولحد الآن , فكيف يتم السماح لحزب البعث الفاشي بـ " ركوب قارب العملية السياسية " ؟.
دعوة لكل ابناء شعبنا ومنظمات المجتمع المدني واحزابنا الوطنية للتصدي لسياسة " عفا الله عما سلف " وليس للمجرمين الا حكم القانون.



#جاسم_هداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصارحة والمصالحة ومستقبل الوطن !
- عن المثقفين العراقيين في الخارج !
- تجارة وعاظ السلاطين !
- فساد الجهاز الأداري
- بشرى سارة !!! عاد البعث ثالثة
- ام القرارات
- حكومة ... أم سلطة ... أم حكم مباشر؟
- حكومة ... أم سلطة ؟
- وقاحة ... أم صلافة ... أم ماذا ؟
- بدون عنوان !!
- حقوق الأنسان
- التاريخ يعيد نفسه
- حروف بلا نقاط ـ 18 ـ قلة حياء ... أم ماذا ؟


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم هداد - تأهيل حزب البعث الفاشي!