أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رديف شاكر الداغستاني - قصة قصيرة/لحظات حرجة















المزيد.....

قصة قصيرة/لحظات حرجة


رديف شاكر الداغستاني

الحوار المتمدن-العدد: 3184 - 2010 / 11 / 13 - 04:23
المحور: الادب والفن
    


خطوة قليلة سأكون وجها لوجه معه... انها لحظات عصيبة مربكة ..أعتقد انها الأصعب منذ فترة لقاؤنا الأول في الحب .. بعدما فرقتنا الضروف ولم تتحقق الامنيات فذهب بعيدا عن الاوطان هروبا من واقع الحال الماساوي لكلينا ..فقد احببنا بعضنا حبا جما ولقاءاتنا كانت حميمية وآمالنا كانت كبيرة وحلمنا اكبر .. تحطم كل شيء في في لحظات تغير موقف عائلتي بعد وفاة والدي الذي كنا نعول عليه برعايته ومباركته لحبنا من ثم نعد العدة لعقد قراننا والذي لم يتم .. هكذا تاتي الرياح بما لا تشتهي السفن ، حسب المثل القائل .. منذ ان غادر قبل ثلاثون عاما لم اعلم عنه اي شيء من ذهابه وانقطاعه بمثابة انتحار بداخلي حيث بقيت اعيش على أمل .. عزفت عن الزواج بشتى الحجج وآخرها واهمها العناية بوالدتي المريضة ولكوني الإبنة الوحيدة لها في العائلة ومرضها كان بسبب تحملها لمعاناتي..حاولت ان انسى وكيف انسى وخياله لا يفارقني طوال الثلاثون عاما استرجع علاقاتنا كشريط سينمائي .. كيف هو كان جميلا مبهورا بنفسه له ثقة عالية بها ناجح بامتياز في عمله وعلاقاته .. يكسب ود الآخرين بسرعة عجيبة خاصة الجنس الاخر البنات والنساء اللاتي يجتمعن به يخرج بانطباع ان هذا العراقي لم يكن شيئا عاديا ويتأكد لهم ما سمعوا عنه قبل اللقاء به .. كان محترما حتى في حبنا كانت الجدية لا تغادره عند ضرورات العمل الصعب الذي يمارسه فهو يجمع ما بين الانسانية والفداء في سبيل الوطن والحرية .. فهو نما وترعرع في هذه الأجواء الكفاحية .. لقد غادرنا بأمل العودة الا انني اكتشفت فيما بعد بان الخبر كان مواساة لي وعزائي حيث الضروف لا تسمح له ان يعود حتى وان تغير موقف العائلة ..كانت مأساته انه يعلم ما يدور في خواطر الآخرين فيتخذ المواقف مسبقا او يتحسب لها وهذه احدى العوامل التي ساهمت في ان احبه –فراسته دون مقدمات شجاع مقدام دمث الخلق هبة ريح أحبني أكثر لأنني جزء من قضية فلسطين الجريحة المقدسة نعم لأنني من القدس التي يعشقها دون أن يراها أو يزورها ..كان يردد دائما أغنية القدس لفيروز فيسرح معها وتتقاطر الدموع من عينيه.. اليوم يأتيني خبر إنه حاضر للمدينة التي هاجرنا اليها بعد النكسة، مدينة الزرقاء الأردنية يأتي بعد ثلاثون عاما .. كيف سأراه .. ماذا اقول له أو يقول لي .. هل هو تزوج ام بقي مثلي وفيا دون زواج أكيد جاء الآن يسأل .. لماذا بعد هذه الأعوام جاء ليراني .. لنكمل المشوار..ما تبقى من
نفس فينا ..وأنا اعرفه كيف يسأل وينال الجواب المراد دون أن يفهم المجيب مقصده.. سألت هاشم صديق له قديم وقريبي في ذات الوقت ،عن هدفه؟ قال والله لا اعلم لم افهم مقصده ،أمر محير ..اذن بقي كما هو هو رغم السنين ..ذات التوجه والتحكم بالحديث الاستكشافي يأخذ ولا يعطي .. هي لحظات سيمر من لحضور اللقاء بدعوة من هاشم إحتفاء به ..سأراه سأفاجئه ..أخبرت هاشم بأن لا يخبره بوجودي بالدار عندهم ..لتكون المفاجئة سارة له ..أتذكر جيدا وكأنه اليوم كيف انتظرته في موعد بعمان قبل رحيله لمدة ثلاث ساعات وأنا واقفة أو متحركة قليلا وعيني على مكان اللقاء في الشارع العام ولما حضر إتضح ما كان بوده الحضور لوداعي فتخلف عمدا عن الموعد إلا إن قلبه ورجليه قادته الى أن يمر من ذلك المكان متأكد انه لا يراني وتفاجأ بوجودي متسمرة في مكاني أتوق شوقا لرؤيته ووداعه ..اليوم سأكرر تلك المفاجئة بشكل آخر لذات المعنى والإندفاع والحب ..أنتظر بقلق المراهقات الى دار هاشم في الطابق العلوي وقفت خلف الشرفة المطلة على الشارع وبشكل لا يراني أحد من السابلة كذلك هو حين يحضر لأراقبه وأراه كيف هو لم يتغير شكله العام ما عدى آثار السنين .. أه يا عزيزي يا حبيبي كم عانيت في العراق بشكل خاص كيف بقيت حيا لحد هذه الساعة وأنت ورفاقك ترزحون تح وطأة نظام دكتاتوري فاشي ..آه أيها الحبيب هكذا أنت كعادتك تسير شامخا واثقا بنفسك. .بدأ جسدي يرتجف إن لحظات السعادة تقترب وأي سعادة بعد طيلة عذابات ودون أمل لثلاثون عاما يبحث عني ..آه يا زمن ..خرج الجميع لإستقباله إلا أنا أولهم صديقه هاشم من مقربيه وأمين سره ووسيطنا في نبادل الرسائل بيننا ..خرجت العائلة جميعا إخوان هاشم أبناءه زوجته أخته ..إلى باب الدار لأستقباله بقيت أنا متسمرة في مكاني لا أعرف ماذا أعمل سحبت جسدي سحبا الى الطابق الأرضي للقائه إلا إن رغبة إنتابتني في العزوف عن اللقاء المباشر لأسمعه وأحس لذة سؤاله عني فبقيت بعيدا عن ناظريه مختبئة وراء الباب ..رحبوا به وأجلسوه في صالون الضيوف الجميع ينظرون إلي ويدعونني بالإشارة للظهور له .. إلا إنني تماسكت نفسي وكإنني في صدمة أحتاج إلى راحة لأتحملها وفعلا هو كذلك المشهد لم يكن هينا .. فجلست قرب الصالون لأسمع منتظرة كيف سيكون سؤاله عني ..بعد دقائق من الحديث عن الأحوال والجواب لسؤلاته عن العائلة لكلا الطرفين ..فكان الجواب لسؤال هاشم :أنا متزوج ولي خمسة أبناء ..كان سلسا في الجواب وبدون تحفظ وأكد الجواب عامدا نعم أنا والله متزوج ولي خمسة أبناء ..هكذا إذن لا أدري كيف سمعت أذني الخبر وطلبت من هاشم أن يسأله للمرة الثالثة ويتأكد أو لأكد لنفسي ..هل هو مازح أم جدي فكرر عليه السؤال فكان ذات الجواب ..إرتفع بي الشعور بالإحباط والإنهزام والإنكسار ..الحقيقة هو متزوج ..فلم يكن وفيا لحبنا إذن وبعيد عن كل إحتمال وجودالحيثيات والدوافع ..نهضت وكلهم ينظرون كيف سألقاه وبشكل لا إرادي بدلا من التوجه الصالون حيث يجلس إتجهت صوب باب الخروج من الدار وعيوني تنزف دما لا دمعا هاربة من لقاءه كما هرب هو مني قبل ثلاثون عاما لقد هربت دفاعا عن نفسي وحبي الذي دفعت ثمنه من الوفاء والحزن وإنقطاع الأمل بعودته .. وخلال خروجي من الدار مسرعة بلغوه : أنا لا أريد لقاءه إذا سأل عني .. بشكل استكشافي بدون تركيز كعادته وكأنه شيء عرضي .. أين أختنا يسرى ؟ قال هاشم : إنها كانت هنا وخرجت لا تريد اللقاء بك ..فصمت صمت رهيب كما حدثني هاشم ثم خرج من صمته وهدوئه وكشف إنه تعنى من بغداد لعمان لأسأل عنها واراها وهي لا تريد ذلك ..ماذا تقول يا رجل؟ قال هاشم :كما سمعت لن تتزوج وأنت تزوجت فنهض من مكانه وقال: والله هذا ليس عدلا وخرج من الدار بعصبية وهو يقول : أين هي؟ أين تسكن ؟ خرج منفعلا متأثرا من موقف أهل الدار المتعاطف معي وهو وكأنه لا يريد أن يصدق ما سمع فأخذ يتجول في شوارع الزرقاء وأنا كذلك كنت قد إتخذت من شوارعها مسرحا لمسيري وفي نقطة معينة من تقاطع الشارع وما أنا متجهة صوب سيارتي التي ركنتها في الشارع ..رآني هو وصرخ بصوت عال:يسرى ..يسرى..إلا إني سارعت الخطى والحركة فإستقليت سيارتي وسرت بها بإتجاهه تجاوزته وأنا في حالة بكاء ونحيب على نفسي وحزنا عليه ...أخذه الذهول وأنا أنظر اليه من سيارتي ..دون أن اعطي له ولنفسي أية فرصة للإيضاح والتوضيح وكان قد غادر المدينة دون أن يراه أحد وبقيت بعزائي القديم والجديد نادمة على تسرعي في الموقف..



#رديف_شاكر_الداغستاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جريمة ونداء
- دكتاتوريات صغيرة ارهابية تمارس ضد الصحفي سجاد سالم
- بعض ما نشر في صحيفة كفاح الشعب في عددها الاخير
- بائعة في سوق الخضار
- تصريح الناطق الرسمي للحزب الشيوعي العراقي القيادة المركزية
- بلاغ/ صادر عن الحزب الشيوعي العراقي /هيئة القيادة المركزية
- بيان صادر عن الحزب الشيوعي العراقي القيادة المركزية
- الكرد الفيلية ..ادوار نضالية مميزة
- سقطت الكثير من الدكتاتوريات واهتزت عروش
- رجالنا خانعين للاحتلال ووحوش ضد نسائهم
- خاطرة الحب المقدس
- علاوي ابو البلاوي
- الحوار المتمدن .... لليسار أم اليمين
- الى متى يستمر الضحك على الذقون
- قائمة اتحاد الشعب..والفكر الأستسلامي الأنهزامي
- الدعاة المتاجرين بعواطف الجماهير في المناسبات الدينية يثيرون ...
- مفارقات بمناسبة انتهاء فترة السجن للوطني الصحفي الزيدي
- ستستمر دماء شعبنا بالنزف عندما تكون وسيلة لتحقيق غاية بعيدة ...
- ثورة 14 تموز المغدورة
- الجيش العراقي الباسل وجيش محمود العاكول


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رديف شاكر الداغستاني - قصة قصيرة/لحظات حرجة