أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد حدادة - لترحل الحكومة















المزيد.....

لترحل الحكومة


خالد حدادة

الحوار المتمدن-العدد: 3183 - 2010 / 11 / 12 - 08:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن الدلالات على الواقع العربي المتخلف والمتردي والتابع كثيرة جداًً، ولكن الأيام الماضية كانت الأكثر دلالة في واقع تبعية النظام الرسمي العربي، وتخليه عن حقوق الشعوب العربية، وارتباطه بمصالح الولايات المتحدة الأميركية، وارتهانه الى نتائج ومصير هذه المشاريع.
وطبيعي أن لا نقول أن الانتخابات الأميركية النصفية قد كشفت هذا الارتهان وهذه التبعية، ولكن ما يجب قوله إن نتائج هذه الانتخابات كانت مناسبة لزيادة سفور الأنظمة العربية والكثير من القوى السياسية ومن تبعيتها، ليس للسياسة الأميركية بشكل عام بل أيضاً تأثرها بالوقائع الداخلية للولايات المتحدة، ربما بما يعادل أوما يفوق تأثير هذه التطورات داخل الولايات المتحدة الأميركية نفسها... خاصة أن الساسة في أميركا يعرفون جيداً أن هذه التطورات الجديدة التي أعادت الأكثرية البرلمانية للحزب الجمهوري وأبرزت دوراً أكبر للأكثر تشدداً داخله، هذه التطورات كما انتخاب الرئيس أوباما منذ سنتين، لم تغير من طبيعة المشروع المرتبط أساساً بمصالح التجمعات الاقتصادية والمالية المتحكمة بالولايات المتحدة (وبالعالم )، وإن عدلت ببعض آليات وأساليب فعل هذا المشروع داخل الولايات المتحدة وخارجها... ورغم ذلك، يبدو السياسيون العرب كمن يلحس المبرد ويتباهى «بشعر بنت خالته»، وأكثر من ذلك يتمسكون بحبل من الهواء معتبرين بهذا التعديل قوة للمشروع متناسين دلالاته...


الدلالة الأولى والأهم، أن عودة الجمهوريين تدل على فشل الإدارة الأميركية الحالية في ظل التناقضات الاجتماعية – الاقتصادية داخل الولايات المتحدة الأميركية وأيضاً الفشل في إخراج الولايات المتحدة من أتون النار التي تورطت بها في حروب العالم «العديدة» التي اطلقتها... وبالتالي تدل على عمق أزمة الرأسمالية وتجاوزها للحلول التبسيطية التي حاولت إدارة أوباما طرحها. وعودة ملوك المال والاقتصاد في الولايات المتحدة للرهان على منطق تسعير الحروب في العالم والسيطرة على مقدراته لمحاولة حل الأزمة من الخارج بعد فشل محاولات الرهان على حلها ضمن آليات النظام نفسه.
أما الدلالة الثانية، فهي أن المراهنين العرب، هم من تعودوا على التمسك بقشة لإنقاذ وضعهم الداخلي والهروب من تحمل مسؤولياتهم الكارثية عن الوضع القومي والوطني، وعن الوضع الاقتصادي والاجتماعي لشعوبهم. هؤلاء المراهنون نسوا أو تناسوا بأن «أوباما» لم يكن هو الذي فشل في حروب الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة، بل عكس ذلك كان مجيئه نتيجة لفشل هذه الحروب وللتعثر الأميركي فيها، جاء ليحاول الخروج منها ففشل، مما أفقده بعضاً من مصداقيته لدى الجمهور الأميركي وهي في كل الحالات مصداقية لم «يسكر من زبيبها» سوى بعض المراهنين العرب.
وحتى لا نطيل الحديث في هذا الجانب، تكفي الإشارة الى بعض المؤشرات العربية في هذا المجال.
إزدياد حالة القمع وخنق الحريات الصحافية في مصر، في محاولة لفرض جمال مبارك كرئيس مقبل (وإن لم يكن في الدورة الحالية) هي إحدى المؤشرات.
تجرؤ رئيس الحركة الشعبية في جنوب السودان على الإعلان الصريح عن تحالفه مع الكيان الصهيوني وطلب الحماية منه هو مؤشر آخر.
ازدياد حركة الاستيطان الاسرائيلية في أراضي الضفة وحركة الضغط على عرب الـ 48 وآخرها ما جرى في «أم الفحم» على طريق الترانسفير «الموعود» واكتفاء ناظر التفليسة العربية «عمرو موسى» بإطلاق عبارات «الإدانة والاستنكار والسخط» دلالة ثالثة.
إفشال الولايات المتحدة الأميركية لمساعي الحل في العراق.
العودة المظفرة «لصقور» العائلة المالكة في السعودية واستعادة دورهم في تقرير سياسة المملكة مؤشر إضافي.
هذه المؤشرات المأخوذة كمثال وليس للحصر، دلالة على عهد الظلام العربي وتبعية النظام الرسمي العربي الذي تدفع شعوبنا من أمنها واستقرارها وحرياتها ثمناً يومياً له.
*****


والأشد إيلاماً وإن كان الأكثر كاريكاتورية في المؤشرات التي تحدثنا عنها سابقاً هو رد الفعل لدى بعض القوى السياسية اللبنانية التي لم تنف يوماً رهانها على المشروع الأميركي، وإن كانت هذه القوى، وعلى لسان أحد رموزها من النواب السابقين، ما زالت متمسكة بمقولة «الندية في العلاقة» بين هذه القوى والولايات المتحدة... وشربت حليب السباع وتداعت للاجتماعات الطارئة للتباحث بكيفية صرف هذه القوة الأميركية الجديدة والمضافة في «سوق» الصراع السياسي الداخلي وفيما أسماه بعض صحافييهم لتحقيق «الانقلاب على الانقلاب»... هذا هو الوجه الأكثر كاريكاتورية.
أما الأشد إيلاماً فيكمن في كون هذا التصعيد يأتي في وقت اتضاح الخطة الأميركية – الاسرائيلية تجاه لبنان والمنطقة، هذه الخطة المرتكزة على الفتنة الداخلية الممهدة لاعتداء اسرائيلي، يستهدف ما لم يتحقق في اعتداء تموز 2006 ... وما تعرض لنكسة بفعل الفشل في تنفيذ استحقاقات القرار 1559 ... وبالتالي تصبح الرهانات الصغيرة، مرتبطة اكثر فأكثر بانتصار المشروع الأميركي – الاسرائيلي ولو كان غذاؤها الأساسي مزيداً من الدماء والدمار والتهجير... واتضاح هذه الخطة، ليس جزءاً من تحليل سياسي، فقراءة سريعة لكتاب «أسرار الرؤساء» الذي يظهر دور الرئيسين شيراك وبوش في إصدار القرار 1559 واستهدافه للمقاومة في لبنان ولسوريا، كجزء من المعركة الأميركية للإمساك بقرار المنطقة وثرواتها بدءاً باحتلال العراق 2003 واكتفاء الرئيس الفرنسي السابق بفتات هذه العملية إعتراف صريح بالمسؤولية عما جرى ويجري في لبنان وأيضاً للاستهداف الأميركي – الفرنسي من وراء الاستغلال المجرم لدم الرئيس رفيق الحريري وبالتالي دور مجلس الأمن الدولي ومؤسساته والمحكمة الدولية في هذا المجال.
وكذلك انطلاقاً مما كتبه «بوش» نفسه في كتابه «لحظات القرار» ومسؤوليته المباشرة عن حرب تموز وعن القرار 1701 و«نضاله» من خلال هذا القرار لإطالة عمر الحكومة السابقة.
إن هذه المعطيات، تؤشر الى ضرورة مواجهة جريئة لاحتمالات الفتنة الداخلية، وبالتالي الانطلاق من كون هذه الفتنة مشروعاً أميركياً اسرائيلياً، يجعل من مواجهتها مهمة وطنية ومهمة مقاومة.
إن أشكال المواجهة الحالية تحت مظلة السلطة والمواقف المساومة، أصبحت موضع ضعف لدى من يمارسها. والتركيزعلى التفصيل في القضايا ومحاولة معالجتها بشكل منفصل عن جوهر المشروع تجعلنا نعتقد بأن أولوية المحافظة على النظام وبالتالي على الحكومة، باتت هماً أساسياً عند من يفترض بهم مواجهة الفتنة التي هي إحدى خصائص هذا النظام الطائفي.


*****


وعلى مستوى آخر، وأمام عجز الحكومة، عدم قدرتها وعدم رغبة معظمها عن مواجهة الفتنة واحتمالاتها، نرى عجزاً متزايداًً لها عن مواجهة «الأمور الصغيرة» عند الناس.
فالسادة الوزراء، يطالبون كما المواطن بمواجهة الغلاء وزيادة الأسعار اليومية لأساسيات الحياة... أما من هو المطالب فمجهول أو مجهل... ويعقد الوزراء ومنهم وزيرا الزراعة والاقتصاد مؤتمراًً صحافياًً يمتشقون من خلاله مرسوم «هامش الربح» لمواجهة غلاء البندورة والرغيف وغيرهما من السلع وبعد فترة، يذهب الربح الى جيوب المحتكرين ويبقى لحديث الوزراء هامشه.
ويذهب وزير البيئة الى أرض الحريق لينبه أهالي بيروت الى الغاز الذي ينبثق من حريق عين الرمانة من دون أن يتحمل مسؤولية الكشف عن اسباب هذا الحريق ووجود هذا المستودع والعشرات والمئات مثله في الأحياء السكنية، لينضم هذا الملف الى الكسارات والمقالع وملف «سوكلين» ومصانع الاسمنت وغيرها من آليات تدمير البيئة اللبنانية... وفي مقلب آخر، تبقى الجامعة اللبنانية من دون مجلس لها، ومن دون عمداء أصيلين، وتبقى أزمة التعليم الرسمي ومؤسساته من دون خطة حقيقية.
والكهرباء والماء ومعادلتها ومقايضتها بملف سوكلين وغيرها... الى الكثير من هذه «المشاكل الصغيرة» التي تنضم الى عدة الصراع السياسي الداخلي لتضيع المسؤولية العامة للحكومة عنها.
ويزداد النقاش في لجنة المال حول الإنفاق السابق، وهو نقاش ضروري كما هي المحاسبة ضرورية. ولكن ملاحظتنا أن هذا النقاش بقي حتى الآن في الاطار الشكلي للسياسة المالية والاقتصادية في لبنان، بعيداً عن محاسبة النظام عن هم التوازن بين النمو الاقتصادي والتقديمات الاجتماعية.
*****


وإذا أضفنا هذه «الهموم الصغيرة» الى «المسائل الكبرى»، لا يمكننا الخروج إلا بنتيجة واحدة... وهي أن الحل لا يمكن أن يكون إلا برحيل هذه الحكومة حاملة معها صيغة النظام الذي انتجها ولم ينتج معها إلا الحرب والدمار والجوع والفقر والتهجير.
فالشعب أهم من الحكومة وأهم من النظام...



#خالد_حدادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الذكرى ال 86 نحو بناء توازن شعبي وطني ديمقراطي قادر على م ...
- السياسة اللبنانية والرقص على صفيح ساخن
- من حماية رغيف الخبز الى حماية المقاومة مشروع واحد لا يمكن تج ...
- السلاح لا يطلق النار بل يطلق به.....
- في زحمة الثنائيات والثلاثيات أين مفهوم الوطن
-  صد العدوان، منع الفتنة، وتغيير النظام السياسي، مهمات ...
- نعم لامست الأمور الخط الأحمر يا -دولة الرئيس-
- وماذا بعد الإنتخابات؟؟
- كلمة الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني في الذكرى ال84 لتأس ...
- كلمة الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني في احتفال الجامعة ا ...
- من أجل معارضة وطنية ديموقراطية
- المؤتمر الصحفي للأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني بمناسبة ا ...
- الوطن أهم من الصيغة... والزعيم
- على الطريق بين غزة وبيروت.... ادفنوا النظام الرسمي العربي
- هذه مبادرتنا لاستنهاض القوى اليسارية
- كلمة الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني الدكتور خالد حدادة ...
- سنبقى كما أردت ..


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد حدادة - لترحل الحكومة