أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - السعودية وجدية الانخراط في محاربة الإرهاب .















المزيد.....

السعودية وجدية الانخراط في محاربة الإرهاب .


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 3183 - 2010 / 11 / 12 - 02:43
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يعود فضل اكتشاف الطرود الملغومة التي تستهدف سلامة الطائرات وأمن المسافرين وعموم مواطني الدول الغربية ، إلى المعلومات التي زودت بها المصالح الأمنية السعودية نظيرتها الغربية بناء على معطيات قدمها جابر بن جبران بن علي الفيفي العضو بتنظيم القاعدة في اليمن ، وأحد المطلوبين للجهات الأمنية في السعودية الذي ورد اسمه ضمن قائمة الـ 85 المطلوبين للعدالة ، والذي قرر تسليم نفسه إلى سلطات بلاده أياما قليلة قبل موضوع الطرود الملغومة. ومرة أخرى تؤكد السعودية حرصها على التعامل الجدي والحازم مع التهديدات الإرهابية وانخراطها الفعلي في محاربة الإرهاب ودعم الجهود الدولية مكافحة مخاطره . وما يميز الانخراط الجاد للسعودية في الحرب ضد الإرهاب أمران اثنان :
الأمر الأول : الإقرار بتحمل مسئولية نشر فكر التطرف على نطاق واسع داخل المجتمع ومرافق الدولة مما ساهم في تغذية عناصره بالعقائد الهدامة والمنحرفة . والأهم في هذا الإقرار أنه صادر عن جهات رسمية في الدولة السعودية وليس فقط الباحثين والإعلاميين . بل حتى بعض الأكاديميين والدعاة الذين كانوا يحملون فكر التطرف وعقائده وينشرونهما ، أعلنوا تراجعهم عن قناعاتهم المنحرفة وانخرطوا في مواجهة العقائد التدميرية التي استند إليها تنظيم القاعدة . وكان آخر هؤلاء الدكتور عبد العزيز الحميدي الذي لم يكتف بإعلان تراجعه عن فكر التطرف والعودة «لجادة الصواب والحق، وابتعادا عن مزالق الضعف»، بل يخصص سلسلة حلقات على التلفزيون السعودي للرد على دعاة الغلو وأمراء الدم وتسفيه عقائدهم التي اعتبرها السبب الرئيسي لـ«تشتيت الأمة، بل تشظيها وتمزيق صفها». ويقر في الوقت نفسه ، بأن مرحلة التطرف التي عاشها من قبل كانت «خداعا وتدليسا على الأمة» . كما انخرطت في مواجهة فكر التطرف هيئة كبار علماء السعودية في مناسبتين بارزتين :
المناسبة الأولى هي انعقاد الهيئة في اجتماع ضم 20 عضوا برئاسة المفتي العام في أبريل 2010 ، حيث أصدرت تعريفا للإرهاب ركز على جملة من أوصافه ومنها "استهداف الموارد العامة، والإفساد، وخطف الطائرات، ونسف المباني". كما أصدرت الهيئة فتوى تجرّم الإرهاب وكل أشكال دعمه كـ "الإيواء والمعاونة والتستر والتنظير الفكري والدعم المادي والمعنوي الذي يدعم هذا النوع من الأعمال". وكان تعريف الإرهاب أكبر عقبة تحول دون مواجهته . إلا أن الهيئة حسمت الأمر بوضعها تعريفا شاملا لجميع الأعمال الإرهابية حتى لا يبقى غموض أو عذر .
المناسبة الثانية : مشاركة الهيئة في مؤتمر ماردين ،جنوب تركيا ، الذي ضم15 عالما بارزا من علماء الدين ، والذي أبطل فتوى ابن تيمية التي يتخذها المتشددون سندا لتقسيم العالم إلى دار إيمان ودار كفر ، ويكفرون بها الأنظمة الحاكمة والشعوب المسلمة . وليس أمرا هينا على هيئة كبار علماء السعودية اتخاذ موقف من هذا النوع ينقلب على فتوى ابن تيمية التي يمثل المرجع الأعلى للوهابيين .
ولعل انخراط هيئة كبار علماء السعودية في المواجهة الفكرية ضد التطرف شجع القطاعات الحكومية على استهداف البنية الفكرية والإيديولوجية داخل الإدارات والمؤسسات التابعة لها . ومن أبرز القطاعات التي اعتمدت هذا النهج ، قطاع التعليم الذي يضم نسبة كبيرة من معتنقي فكر التطرف والمتعاطفين مع تنظيم القاعدة . إذ أعلن مدير إدارة الأمن الفكري الدكتور عبد الرحمن الهدلق في وزارة الداخلية في شهر يونيو 2010 عن وجود2000 معلم تم إيقافهم وإبعادهم عن مهنة التدريس، بسبب آرائهم المتطرفة خلال السنوات الخمس الماضية ، فيما تم اعتقال 200 مدرس . وهو ما يمثل 2 في المائة من مجموع المدرسين البالغ عددهم 200 ألف . ولنا أن نتصور مدى تأثير هؤلاء المدرسين على عقول ونفوس التلاميذ وعلى مدى عقود . وهذه مشكلة ظلت الأسر والصحافة تنبه إلى خطورتها . ذلك أن تأثير الأفكار لا يقتصر على صغار السن ، وإنما يمتد خطره إلى الكبار والمثقفين . وهذا ما سبق وذكره الدكتور عبد السلام بن سالم السحيمي منسق لجنة المناصحة بالمدينة المنورة وعضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية، لإحدى الصحف المحلية «عن وجود أكاديميين سعوديين ذوي مكانة اجتماعية مرموقة قد خضعوا للمناصحة وذلك لتأثرهم بالفكر المتطرف» .
الأمر الثاني الذي يميز انخراط السعودية في مكافحة الإرهاب هو اعتمادها خطة شمولية لمحاربة التنظيمات الإرهابية وتجفيف منابعها . إذ فضلا عن الإجراءات العقابية ضد المدرسين حملة العقائد التكفيرية ، استحدثت وزارة التربية والتعليم أخيراً استمارة تقويمية تقدم للمتبارين على الوظائف التعليمية أثناء المقابلات الشخصية بهدف قياس توجهاتهم الفكرية ومدى استعدادهم لاعتناق أفكار التطرف كخطوة ضرورية للحد من تزايد المدرسين المتطرفين . بالإضافة إلى حملة السكينة والمناصحة التي ركزت على محاورة المتطرفين داخل السجون وخارجها وفتح باب التوبة والمراجعة أمامهم ، حيث استطاعت نسبة لا بأس بها من المعتقلين التراجع عن عقائد الانحراف والالتزام بالمقتضيات الفكرية والإدارية التي على أساسها شملهم العفو. بينما سجلت السلطات السعودية عودة نسبة 25 في المائة ممن أُفرج عنهم من السجناء السعوديين في معتقل غوانتانامو عادوا مجدداً إلى تشددهم وتطرفهم ، ومنهم من تزعم خلايا إرهابية في اليمن وخطط لتنفيذ عمليات إجرامية داخل السعودية كان على رأسها محاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية . ورغم تعدد المقاربات التي نهجتها السعودية في تعاطيها مع ظاهرة الإرهاب ، فإن الخطر لازال قائما ، بل يتعاظم بشهادة الأمير نايف الذي صرح بأن المحاولات الإرهابية التي تم التصدي لها وإيقافها بلغت أكثر من"220 محاولة استهدفت مواقع ومسؤولين" . الأمر الذي جعل السلطات السعودية تتعامل بشدة مع الإرهابيين من حيث طبيعة الأحكام وتنفيذها ، ويتعلق الأمر بأحكام الإعدام التي نفذتها ضد المدانين بها . وقد مكنتها الحرب ضد الإرهاب من مراكمة خبرة عالية في رصد العناصر الإرهابية وتفكيك مخططاتها ؛ مما عزز لديها القناعة بنجاعة المقاربة الأمنية وأهميتها في تشديد الخناق على العناصر المخربة . وهذه النجاعة كانت محط تنويه تقرير الخارجية الأمريكية عن الإرهاب في السعودية ، حيث جاء فيه (وواصلت حكومة المملكة العربية السعودية اتخاذ إجراءات لتعزيز حدودها المادية وتحسين عملية الفحص الأمني لها.وعملت وزارة الداخلية على زيادة السلامة الشاملة وتأمين حدودها الجوية والبحرية والبرية عن طريق تحديث بنيتها الأساسية وتشديد الإجراءات. ووضعت وزارة الداخلية أيضا أجهزة فحص بيومترية في المطارات. وواصلت السعودية تحقيق تقدم في محاربة غسيل الأموال والتمويل الإرهابي.وتعين على البنوك الإبلاغ عن التحويلات المشتبه بها إلى وحدة التحقيقات المالية التي هي جزء من وزارة الداخلية) . ورغم كل الفاعلية والإجراءات المتخذة ، فإن خطر الإرهاب يزداد بسبب الأوضاع الأمنية المتردية في اليمن ، والتي توفر بيئة مواتية لتقوية نفوذ تنظيم القاعدة ، ومن ثم زعزعة استقرار دول الجوار وفي مقدمتها السعودية .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يفلح الحوار الموريتاني في القضاء على خطر الإرهاب ؟
- ساحلستان : إمارة الإرهاب والتهريب .
- وضعية المرأة تعكس مدى نضج المجتمع ووعي نُخَبِه .
- حزب العدالة والتنمية ولعبة الاستفزاز التي لا تنتهي .
- منطقة الساحل والصحراء على خطى الصوملة والأفغنة .
- ولد سلمى القيادي الصحراوي الذي تمرد على عصابة الانفصال .
- من يزرع فقه التكفير يحصد قنابل التفجير .
- من يلعب بنار التطرف تحرقه .
- الحرب الشاملة ضد الإرهاب هي الخيار الوحيد لدحر خطره .
- هل ستتجاوب الأحزاب مع خطاب الملك ؟
- هل ستصير الفتوى سلاح اليساريين ؟
- هل من علاج للعجز الحكومي المزمن ؟
- التمايز بين الحركة والحزب شعار تعوزه الجرأة والمصداقية .
- هل جماعة العدل والإحسان تعارض سياسة النظام أم تناهض وجوده ؟
- هل فقد الفيزازي الحماسة والمشيخة ؟(3)
- جماعة العدل والإحسان تدين الاختطاف والتعذيب وتمارسهما ببشاعة ...
- حوار حول الظاهرة الدينية في المغرب (الأحداث المغربية ) الجزء ...
- هل اقتنع الفيزازي بالمراجعة أم هي المكيدة والمناورة ؟(2)
- حوار حول الظاهرة الدينية في المغرب
- هل اقتنع الفيزازي بالمراجعة أم هي المكيدة والمناورة ؟(1)


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - السعودية وجدية الانخراط في محاربة الإرهاب .