أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - إعلان قندهار: الاستقواء بالسلفيين















المزيد.....

إعلان قندهار: الاستقواء بالسلفيين


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3182 - 2010 / 11 / 11 - 14:29
المحور: كتابات ساخرة
    


ركز صديقنا البلشفي السابق "الأكثراوي"، والشيء بالشيء يذكر على اعتبار أنه يسمنا بـ"الأقلويين"، في مقالاته اللوذعية التحليلية عن الصولة الأخيرة لإعلان دمشق في الخارج، على حركة العدالة والبناء الإخوانية التي كانت حاضرة في المؤتمر الأخير لإعلان دمشق الذي عقد في العاصمة الأطلسية بروكسل، وما أدراكم ما بروكسل، الذي لا أعرف لماذا تذكرني بالرفيق والنائب السابق صاحب مصطلح الجزأرة الشهير و"قلم" التسجيل"، ورعاف الحريري الأب، وتجديد جواز السفر، التي لن تغير-الجماعة- من جلدها الذي نعرفه وإياه تماماً، ومهما غيروا من الأسماء واستعاروا من التوصيفات، من هنا وهناك، فالتغيير، وللمرة "العشرطعش" هو ثقافي بالدرجة الأولى، وما لم تتغير هذه العقول، وهذه اللغة، وهذه النفوس المشحونة بطاقة 1400 عام من التلعين والتخوين والازدراء والفوقية والممارسات العنصرية، فلن يتغير شيء، على الإطلاق. وها نحن نرى كيف أن مقولة "اقتل قيصراً يأتي قيصر" آخر، تتكرس يوماً بعد آخر، فلا تغيير سياسي، من دون تغيير أخلاقي بالدرجة الأولى، وتغيير ثقافي ينسف الأسس والمنطلقات الفكرية التي تراكمت على كاهل هذه المجتمعات منذ 1400 عام، وهذا في صلب أي تحول علماني حقيقي يعزل السياسة عن الدين والدين عن السياسة لا كما يفعل ملالي سوريا "الديمقراطيون" الجدد. وكم أستغرب تنطح بعض البلاشفة السوريين، وهم ينظـّرون عن الديمقراطية، ويتكلمون عن الإصلاح والتغيير والطائفية، في صحف أبي جهل، كما سماها المرحوم نزار قباني، دون التركيز على التركيبة الدماغية والجينية والعقلية لهذه الشعوب التي ترفض ذاتها أي نوع من التغيير حتى لو كان مجرد تغيير لون العقال والشماخ الذي يرتدونه، ولن نتكلم عن تغيير المبادئ والأسس الفكرية والمنطلقات الإيديولوجية التي تنخر كالسوس في عمق هذه المجتمعات ولم تعد تصلح لأي شيء، اللهم سوى لوضعها في متاحف الزمان، ويبدو هؤلاء البلاشفة السوريون الكبار، وبكل أسف، وعذراً للتعبير، كالزوج المخدوع الذي لا يدري ماذا يدور داخل بيته. فلماذا هذا التركيز على الحركة الإخوانية في عمليات التغيير "الديمقراطي، هل ثمة بعد ما، وإشارات، وتلميحات ما، لكسب تعاطف الشارع البسيط المخدوع بالشعارات والكلام إياه في مواجهة نظام يبدو "علمانياً" بعض الشيء، ناهيك عن تلك الرؤية والنظرة المعهودة إليه، التي نلحظها ونقرأها في كل سطر مما يخطون.
الأمر الآخر إن الديمقراطية والأديان لا تلتقيان، وإن التقيا، كما هو الحال في إعلان قندهار، فلا حول ولا قوة إلا بالهط، فمن أين لحركة سلفية ظلامية كالعدالة والمساواة أن تدعي الديمقراطية، وتؤمن بها، وتعمل على نشرها، وتنظم مؤتمرات ديمقراطية، وهي الشقيقة التوأم للحركة الفاشية البناوية المعروفة التي تؤمن بعقيدة الولاء والبراء والفوقية والنجاة ولم تلغ الرق حتى اليوم، (يسمونه تحرير رقبة) وتميز بين الرجل والمرأة والسيد والعبد والذمي والمسلم والمؤمن والكافر وفضل "قريش" وتصورا على العالمين والبشرية جمعاء (أية عنصرية هذه؟) ، فعن أية ديمقراطية يتحدث هؤلاء؟ وماذا لدى هؤلاء من بعد حضاري ورسالة إنسانية يرفدون بها البشرية وما هي أطروحاتهم الحضارية سوى بناء المآذن وتحجيب المرأة وقطع الرؤوس في الشوارع وتطبيق الحدود على الطالعة والنازلة وإقامة نظام الخلافي الحجري الدموي الأبوي الفاجر المستبد؟ لأنهم أمام نصوص سماوية مقدسة لا يمكن لأحد اللعب بها ولا يمكنهم مجرد مناقشتها لأنها "منزلة هكذا" أو التخلي عنها.
المهم وبكل الأحوال، يبدو من الواضح أن وتيرة الزخم والهجوم الإعلاني ترتفع وتنخفض قياساً وطرداً مع ارتفاع شدة المخاطر والتوترات على الساحة الإقليمية، وتبدو كأداة ضغط من قبل من يقف خلفها، ترفع في وجه النظام، كطابور خامس يمكن تحريكه كلما دعت الحاجة لذلك، والدليل على ذلك: نعلم تماماً، مدى ما يكلفه تنظيم وإعداد مثل هذه المؤتمرات من دعوات، وبطاقات طائرات، ووفود، وفنادق خمس نجوم (الله يرحم أيام عزك يا أبو محمد)، وثلاثة وجبات يومية في عاصمة أوروبية كبرى، وتنقلات وووو..إلخ، فهل للأخوة الكرام أن يقولوا لنا، إذا كانوا يؤمنون بالشفافية حقاً، عن مصدر التمويل ومن أين صرفوا على كل هذه الأنشطة وإقامات المدعوين وخاصة بطاقات الطائرات، في الوقت الذي يعجز فيه هذا "المخابراتي" الأمني كاتب هذه السطور كما وصفه أحد الإعلانيين، على الذهاب من "القنينص إلى الدعتور، وللعلم فهذه أحياء من أحزمة البؤس والفقر وتجمعات المشحرين في مدينة اللاذقية ولا تبعد عن بعضها بضعة كيلومترات.
ولن نتحدث عن الخلافات والمشاحنات والملاسنات والانسحابات، ونشر الغسيل "النظيف" طبعاً، التي سادت جو المؤتمر وحكمت بفشله كما فشل سابقه، وانفرط عقده، فهذا ممكن أخذه من لسان من حضر ومن على صفحات هذا المنبر الحر، ولكن كلمة وحيدة وأخيرة، إن أحداً من السوريين لم يفوض هؤلاء بالتحدث باسمهم، وخاصة لجهة تنصيب ذاك الطائفي البغيض الذي تربع على عرش رئاسة المؤتمر، وهو ما انفك يشتمهم-للسوريين- بالصحف الخليجية والنفطية عبر مقالات مأجورة، بأحط الألفاظ ولن ننسى، في غمرة هذا، بنات شطحة الشريفات العفيفات القرويات البسيطات، كيف وصفهم ذاك الأحمق والأرعن بصفات لا تليق حتى بابن الشارع والزعران و"النشترية"، وإذا كان ينظر إلى بنات وطنه كمجرد عاهرات بسبب انتمائهم لمكون سوري، وإلى سكان الأرياف وفقراء المدن كمجرد رعاع وحثالات، فهل يؤتمن هذا على رئاسة وقيادة "عنزة جربانة"، أكرمكم الله؟ إن مجرد وجود شخص بهذه الصفات واللغة والنبرة والنفس والحقد الطائفي اللعين على رأس تجمع سياسي وحزبوي، وبموافقة من حضر، كفيل بأن يجعل من هذا التجمع حركة فاشية وعنصرية ونازية من الزعران وشذاذ الآفاق والتكفيريين، وأي شيء آخر باستثناء الديمقراطية. وإنه عار على كل من حضر أن يوافق على هذه الفضيحة والسابقة التاريخية في تاريخ ما يسمى بالمعارضة السورية، وصمتهم على سلوكه المريب والمشين، ما هو إلا موافقة ضمنية منهم على كل ما قال وكتب بحق أبناء وبنات وطنه السوري المساكين والدراويش، وهذا ومن دون أن يكون سقوطاً أخلاقياً وفضيحة شخصية، هو أمر خارج عن القانون ألا وهو التحالف والعمل مع الانفصاليين والطائفيين والعنصريين والفاشيين والتكفيريين والسير في طريقهم وتبني خطاب الذين يزدرون أبناء وطنهم. ومن هنا لا يمكن النظر لهذا التجمع وهذا النشاط الجديد، إلا من خلال هذا المنظور، والمطلوب اليوم، وكي يعيد هؤلاء الإعلانيون ثقة الشارع بهم، التبرؤ من هذا الموتور والحاقد، وعزله فوراً قبل انقضاء المدة القانونية والأخلاقية التي تحكم على الجميع بحكم الشارع العفوي الذي لا يرحم وهو الإعدام السياسي، قراراً قطعياً غير قابل لا للنقض ولا للاستئناف الوطني والشعبي. ورحم الله موتانا وموتاكم جميعاً.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يتخذ سعد الحريري قراراً شجاعاً؟
- رفض الاندماج: لماذا يهاجر العرب والمسلمون إلى الغرب؟
- هلال ذي الحجة
- أثرياء الصدف الجيولوجية من العرب والفرس
- مدرسة الحوار المتمدن: طوبى للأحرار
- لماذا أسلمت شقيقة زوجة توني بلير؟
- ما حاجتنا لنكح الرضيعات؟
- المافيا الدينية وفضائياتها
- مدرسة المشاغبين: خيبة العرب التاريخية
- تفكيك الوهابية والصحوة الأوروبية المباركة
- فساد الجان: بشرى سارة للصوص النهب العام والمفسدين
- الجنس والأمن القومي العربي
- إلى السيد بان كي مون: طلب عاجل بطرد دول الخليج الفارسي من ال ...
- مأساة الخدم في الخليج: الأمير السعودي المثلي وراء القضبان
- إهانة العرب
- هل هي عنصرية أوروبية جديدة: ميركل تفتح النار على المهاجرين و ...
- لماذا تفشل الدول لدينية؟
- هل انهزم العرب السنة أمام الشيعة الفرس؟
- ريادة إعلامية سورية
- الحوار المتمدن وجائزة ابن رشد


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - إعلان قندهار: الاستقواء بالسلفيين