أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صميم حسب الله - مونودراما الممثل الواحد في مخفر الشرطة القديم














المزيد.....

مونودراما الممثل الواحد في مخفر الشرطة القديم


صميم حسب الله
(Samem Hassaballa)


الحوار المتمدن-العدد: 3182 - 2010 / 11 / 11 - 11:44
المحور: الادب والفن
    


تعد الاستعارات المكانية واحدة من أبجديات العرض المسرحي وقد أستطاع عرض مسرحية (مخفر الشرطة القديم ) تأليف وإخراج وتمثيل (مناضل داود) أن يستفيد بشكل واضح من بنية المكان الذي تأسس عليه العرض في بناية منتدى المسرح ، ذلك أن بيئة النص الدرامي جاءت متطابقة إلى حد كبير مع بيئة المنتدى بوصف الأخير بيتاً بغدادياً قديماً ، وقد تمكن مخرج العرض من توظيف دلالة (القِدمْ) فيه ليتمكن من تحويله إلى أماكن عدة في لحظات متسرعة كان أبرزها ذلك (المخفر) الذي غالباً ما كان رجال الشرطة يتخذونه مقراً لهم .. وفي ذلك إحالة أخرى إلى زمن آخر لم يبتعد فيه المؤلف عن مرحلة كان فيها الإنسان العراقي يعيش في رعبها ويخشى على نفسه من نسيم هواءها الخانق.
وفي الوقت الذي يركز فيه هذا العرض على مرحلة زمنية لا تنتمي إلى هذا الزمن وإن تكن تشكل ماضياً مأساوياً مليئاً بالأوجاع ، يحيلنا هذا الأمر إلى أن المؤلف قد كتب نصه هذا وهو في رحلة اغترابه الطويلة كما يذكر ذلك في (دليل العرض) ولم يسعى إلى إجراء أية تعديلات تربط أحداث الزمن الماضي ومخفره القديم بمخافر جديدة تتوزع على طول البلاد وعرضها ، الأمر الذي دفع بالمتلقي إلى تكرار المحاولة في التمسك بالجملة الحوارية التي تثير فيه عاطفة جياشة لترتفع يداه عالياً بالتصفيق ، على الرغم من أن حكاية الوجع هذه تعود بذاكرتنا إلى الماضي القريب ، فالطاغية قد رحل إلى غير رجعة وزمان الاستبداد والتهجير قد ولى ، او هذا ماكنا نعتقد لأن همومنا قد تبدلت عن التي رحلت مع جلادينا العتاة لنستبدلهم بآخرين من طائفيين وتكفيريين تغاضى العرض عن كشف اللثام عن جرائمهم التي باتت تفوق تلك الجرائم التي طحنت سنواتنا طحناً.
أن الاعتماد على فرضية أثارة العاطفة لدى المتلقي من اجل صناعة عرض مسرحي يشكل حضوراً لافتاً في عقل وذائقة المتلقي قد لا تساعد في التواصل مع هكذا نوع من العروض ذلك أن الآلام موجودة في كل مكان في هذه البلاد، وبمعنى آخر أن المسرح بات لا يشكل وسيلة أساسية لإثارة العواطف والتعبير عن الآلام ، لذلك فإن توجهات المتلقي قد تحولت هي الأخرى بحثاً عن مسرح يحرك العقل ويثير الجدل بعيداً عن مسرح يثير الدموع التي ينتهي مفعولها مع أصوات التصفيق الأخيرة.
أن محاولات الممثل الوحيد في تجسيد شخصيات عدة موازية للشخصية الأساسية (بغدادي) والذي نعتقد أن المؤلف كان ذكياً في اختيار أسم الشخصية كونه يحيلنا إلى بغداد بكل مافيها من طوائف وقوميات وديانات ، إلا أن تلك المحاولات المونودرامية جاءت متواضعة ذلك ان منظومة الأداء الصوتي للممثل استمرت على نمط واحد ولم نكن ندرك تحول الشخصية إلا من خلال تغيير الإكسسوارات فتارة تلبس الشخصية نظارة سوداء لتحيلنا إلى شخصية رجل أعمى وتارة تصطبغ الشخصية بمعاجين الحلاقة في إحالة إلى شخصية أخرى وقد كان لدور الإكسسوارات أهميته لو جاء الأداء الصوتي متجانساً مع كل تحول ، ولا يمكن ان ننكر أن الممثل استطاع ان يمسك بواحدة من شخصياته الكثيرة التي طرحها والتي كان الأداء الصوتي فيها دالاً ومعبراً عن شخصية (الكوردي) من خلال لكنته وسلوكه مبيناً على مقدرة تمثيلية كان يمكن أن يستفيد منها العرض لو أن المخرج وظف ممثلين آخرين للقيام بأداء ادوار الشخصيات الأخرى ليتمكن كل منهم بالإمساك بشخصية معينة والتعرف على سلوكها وطبيعة الأداء الذي تحتاج إليه ضمن بيئة المكان ، لكي يبتعد بممثلنا الوحيد ويخرجه من نمط الأداء الواحد الذي غالباً مايقع فيه ممثلو (المونودراما) التي باتت تشكل مصيدة وعائقاً للممثل في المسرح المعاصر.
ولا نستطيع أن نتجاهل القدرة الضوئية التي ساهمت في تكوين أجواء العرض المتعددة والمتغيرة ،والتي ساعدت كثيراً في إعطاء الدعم للممثل في رحلته المكانية والعودة به مرة أخرى إلى (مخفر الشرطة القديم).



#صميم_حسب_الله (هاشتاغ)       Samem_Hassaballa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤى ومعالجات إخراجية للأزمة الاقتصادية في مهرجان القاهرة الد ...
- جلسة مسرحية في الجحيم !
- -نصوص خشنة- : تقرأ الماضي بعيون المستقبل
- المعنى المفقود في الأسطورة*
- ذاكرة المكان الخالي(*)
- فلم (أبن بابل) العراقي : قراءة في وحشة الموت
- حامد خضر .. صورة للروح الحية
- سيمياء براغ المسرحية ... ونظرية العرض المسرحي(*)
- رحلة الانثربولوجيا في مسرح ايوجينيو باربا(*)
- المحنة العراقية في نص مسرحي من أميركا اللاتينية ..اين العذرا ...
- الدراماتورج .. وتعدد المفاهيم !!(*)
- رؤى كلكامش ....خدعة الحلم !!
- بعد الطوفان 2003 .. حرية في الحركة.. هروب من المعنى !!
- تحت فوق / فوق تحت .. المسرح واللامسرح ؟
- الكتابة ودلالات المعنى واللامعنى؟
- ساعات الصفر….التجريب – التخريب ؟
- العراق مسرحاً للأحداث !
- ذاكرة الابرياء ؟
- ورشة كاليكولا.. محاولة للبحث عن المدهش !!
- غرفة الإنعاش .. بين الموت والضحك !


المزيد.....




- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صميم حسب الله - مونودراما الممثل الواحد في مخفر الشرطة القديم