أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - توفيق أبو شومر - المستحيلات الإسرائيلية الخمسة















المزيد.....

المستحيلات الإسرائيلية الخمسة


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 3182 - 2010 / 11 / 11 - 08:33
المحور: القضية الفلسطينية
    


لا تصابوا بالكآبة وأنتم تقرؤون هذا الخبر المنشور هذا اليوم 11/11/2010 في يدعوت أحرونوت، بل صفقوا بقوة للمؤسسات الإسرائيلية التي يديرها فريق كفءٌ متناغم ، وليس أفرادا متنافرين متنافسين .
يقول الخبر:
(دعا نائب وزير الخارجية داني أيالون الفلسطينيين للاعتراف بحق اللاجئين اليهود (المزراحيم) من العالم العربي وتعويضهم عن ممتلكاتهم التي فقدوها هناك كشرط رئيس في المباحثات الفلسطينية الإسرائيلية المتوقفة ، وكرد على مطالبة الفلسطينيين لإسرائيل بأن تعترف بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى إسرائيل.
وهو يؤكد على أقوال وزير الخارجية ليبرمان حول الموضوع ، فقد قال:
" يجب الاعتراف بحقوق اللاجئين اليهود من الدول العربية"
تضاف هذه المبادرة الجديدة إلى سلسلة العقبات الموضوعة في طريق المفاوضات المتوقفة أصلا.
وترجع أصول المبادرة إلى المنظمة اليهودية في أمريكا (JJCA) التي اقترحت هذه الفكرة وتبناها أيالون فورا ورئيس مجلس الأمن القومي عوزي أراد وقدمها الاثنان إلى وزير الخارجية .
وبموجب هذه المبادرة فإن على الدول العربية أن تقدم تعويضات للمهاجرين اليهود عن أملاكهم التي فقدوها في العالم العربي، وأيضا يجب إنشاء صندوق لحماية مقابر اليهود في العالم العربي، وإعادة بناء كنسهم، واستعادة لفائف التوراة، بالإضافة لتقديم عدد من المنح الدراسية للطلاب اليهود من أبناء المهاجرين!
جاءت هذه المبادرة بعد أن كتب داني أيالون مقالا بعنوان ( أنا لاجئ) وجاء فيه :
" بصفتي لاجئا من الجزائر، تم طردنا عام 1948 مع ملايين آخرين، فإنه ينبغي منحنا التعويضات، فثمانمائة وخمسين ألف يهودي هربوا إلى إسرائيل من الدول العربية بدون ممتلكاتهم، ولهذا فهم يستحقون لقب لاجئ، مما يتوجب طرح هذه المبادرة في أية مفاوضات قادمة، وقد استوعبت إسرائيل تسعمائة ألف مهاجر وأسكنتهم فيها، بينما تركت الدول العربية المهاجرين الفلسطينيين يعيشون في ظروف غير إنسانية!!" انتهى الاقتباس من صحيفة يدعوت 11/11/2010
هذا الخبر المستفيض يشير إلى قدرة المؤسسة الإسرائيلية ونبوغها في ابتكار عقارات (ANTI سلام) أو ( مضادات السلام)!
ويكشف الخبر بوضوح أيضا أن حكومة إسرائيل الحالية ليست ( راغبة) في السلام فقط، بل هي عدوَّه اللدود ، وهي دائمة البحث عن أجسام مضادة للسلام في كل مرحلة يقترب فيها شبح السلام ، أو بعبارة أكثر دقة (تسونامي) السلام المكروه جدا وسط الحكومة الإسرائيلية الحالية وفي كل أوساط اليمين المعتدل والمتطرف.
من يقرأ الخبر السابق يستغرب بنود المطالب التي يرغب فيها الإسرائيليون!
والعجيب أن المنظمة اليهودية التي ابتكرت هذا المطلب، ونائب وزير الخارجية ( داني أيالون) الذي أوحى لهم بهذا المطلب، و(عوزي أراد) الذي لحَّن المبادرة لكي يغنيها أشهر مطربي السياسة في العالم وزير الخارجية (أفيغدور ليبرمان) ... كلهم بلا استثناء لم يقترحوا أهم مطلبٍ عادل وقانوني وهو :
" عودة اليهود (المطرودين، المشردين اللاجئين ) إلى أوطانهم في العالم العربي، وإنما استبدلوا حق عودة مهاجري اليهود من العالم العربي بتعويضات مالية"!!
والأغرب هو أيضا أقسام وأنواع التعويضات المطلوبة.
فهم يُطالبون أولا بالتعويض عن الممتلكات التي فقدوها في العالم العربي، ثم يطلبون ثانيا بإنشاء صندوق لترميم مقابرهم في العالم العربي، وإعادة إحياء هذه المقابر التي اندثرت، حتى ولو أدى ذلك إلى إعادة بناء مدن أخرى، وتدمير مدن أخرى أقيمت فوق المقابر.
أما المطلب الثالث الغريب والعجيب هو إعادة بناء الكُنس اليهودية في العالم العربي، وإحيائها من جديد ولم تُشر المبادرة الغرض من إعادة بناء الكنس مع عدم وجود يهود كثيرين في العالم العربي، ويبدو أن الغاية ترمي إلى تهويد العالم العربي كله!
وتضاف إلى تلك الغرائب عجيبةُ أخرى رابعة، وهي إعادة لفائف التوراة، بدون تحديد، أو تعيين لعددها أو نوعها، ويبدو أن المؤسسة التي اقترحت قرَّرت منح المفاوض الإسرائيلي الحق في تقدير عددها وشكلها وقيمتها المادية التراثية كأثر تاريخي!!
أما المطلب الخامس وهو أيضا من عجائب العجائب، فهو شرط ، قد يبدو للمتعجلين بأنه شاذٌ وغريب ، وهو :
" تقديم منح دراسية لأبناء المهاجرين اليهود من العالم العربي"
مع احتفاظ المؤسسة السياسية الإسرائيلية بتحديد عدد المبعوثين ، ومجالات دراستهم وتكلفة تعليمهم، لأن آباء المبعوثين وأجدادهم لم يكملوا دراستهم في مدارس العرب لأنهم طردوا؟!!
إن هذه المستحيلات الخمسة ، إشارة صريحة وواضحة وقاطعة وجلية، ولا تقبل الشك في نصها أو في مضمونها، ولا في طريقة صياغتها، إلى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية جاءت فقط من أجل وضع العراقيل والعقبات في طريق أي مبادرة سلام، وليس ذلك فقط ، بل إنها حكومة أشرفت على تنصيبها ومنحها السلطة مؤسساتٌ إسرائيلية يمينية ونصف يمينية،وشبه اليمينية، ومتحالفة مع اليمين، هدفُها وغايتها النهائية محو وإبطال وتقويض وإزالة كل ما كان يُسمى( اتفاقات سلام) بائدة.
فالحكومة الحالية هي حكومة انتقامية، جاءت لتدمير كل آثار ومقتنيات وتراث رئيس الوزراء السابق إسحق رابين، وهي تسير بخطوات ثابتة نحو هدفها المعلن وغير المعلن وهو :
" كلما اقترب السلام، زرعنا فيه لُغما"
وأنا أتوقع بأن الفلسطينيين لو وافقوا كل الشروط والمطالب والاستحقاقات والمبادرات الإسرائيلية بدءا باعترافهم الصريح والواضح بيهودية الدولة، والتوقيع على قبول المستحيلات الخمسة الجديدة ، والالتزام بتنفيذ كل شروط إسرائيل المعلنة، فإنهم لو فعلوا كل ذلك، فإن حكومة إسرائيل الحالية، وأذرعتها الممتدة وأجنحتها الباسقة ومؤسساتها المتعددة، سوف تضع شروطا أخرى مثل:
" أن يتعهد الفلسطينيون الراغبون في مفاوضات السلام، بأن يعترفوا بمسؤولية المشاركة في جرائم الإبادة الجماعية ( الهولوكوست) وما يترتب ماليا على اعترافهم، والسبب يعود إلى أن بعض السياسيين الفلسطينيين قد اجتمعوا مع سيء الصيت والسمعة هتلر أثناء قيامه بجرائمه، ويُحتمل أنهم حرضوه على أفعاله"!!
"وأن يلتزم الفلسطينيون أيضا بكل الأضرار التي لحقت بالجاليات اليهودية في الخارج، والتي تعرضت لموجات اللاسامية بسبب تحريض الجاليات الفلسطينية في الخارج للرأي العام في دول العالم"!!
أما مسألة المطالبة العكسية من إسرائيل بالحقوق الفلسطينية القانونية المشروعة، والتي لا يمكن لأحد أن يحصرها لكثرتها وعدالتها، فللفرد الفلسطيني الواحد حقوقٌ قانونيةٌ متسلسلة ناتجة عن ظلم الاحتلال من جيل الأجداد والآباء إلى الأبناء، فلكل فلسطيني الحق في بيت أجداده ، وفي ممتلكاتهم، وله الحق في التعويض عن التهجير والفقر والحرمان من التعليم، والتعويض عن القتل والجرح والمرض.
فإن كل ما سبق في نظر الحكومة الإسرائيلية مسالةٌٌ فيها نظر !!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وباء الإحباط
- معزوفة على كونشيرتو القدس
- وليمة ويكيلكس الإعلامية
- احترسوا من تهمة اللاسامية
- نحت فلسفي من غزة
- بيرس حكيم بني إسرائيل
- اضحكوا بلا قيود
- احذروا المساس بالاستيطان المقدس
- أسباب تألق وانطفاء المواقع الصحفية الإلكترونية بسرعة
- فئران في شوارع غزة
- مجانين بني إسرائيل
- بزنس الطب والدواء
- رسالة فلسطينية إلى عوفاديا يوسيف
- ثلاثة أخبار متفرقة
- تطهير وطني عرقي
- السياسة في إسرائيل
- جامعاتنا العربية وهارفارد
- هل قاتل السود في أمريكا فلسطيني؟
- قصتي مع الطاهر وطّار
- نحن كشاجميون


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - توفيق أبو شومر - المستحيلات الإسرائيلية الخمسة