أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد علاونه - الانتخابات لعبة حقيرة















المزيد.....

الانتخابات لعبة حقيرة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3181 - 2010 / 11 / 10 - 21:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كنتُ أظن بأن ..... هو أقذر شخص على وجه الأرض ولكن تبين لي بأن هنالك من هو أقذر من هذا الشخص وبأن هنالك مهنة أحقر من هذه المهنة, وعلى حسب تجربتي حتى الآن فقد تبين لي بأن الانتخابات هي أقذر لعبة أو مهنة على وجه الأرض فلا يتقنها إلا عديمي الحس والوجدان والضمير والشرف ,لقد قال بعضهم بأن أمهاتهم وأخواتهم سيصبحن زوجاتهم إذا أخلفوا وعدهم وقد أخلفوه ,أفيوجد ما هو أحقر من ذلك؟ إن أحقرَ لعبة وأقذر لعبةٍ هي لُعبةُ الانتخابات مهما كان اسمها سواء أكانت نيابية أم بلدية أم رئاسية أم إقليمية ولا أحد يعرف قذارة المشهد أو حقارته إلا الذي يراقبه عن قرب ويعيشه بكل تجلياته مع الحدث وبكل تفاصيله كما عشته ولاحظته أنا, فقد أقسم أمامي أناسٌ كثيرون على الكتب المقدسة وأقسموا بشرفهم العسكري وبشرفهم المدني والظاهر جدا بأن تجربة القسم قد أثبتت لي بأن الشرف هو أرخص شيء على الناس من الممكن لهم أن يبيعوه بقنطار أو بقنطارين من باكيتات الدخان أو ببطاقة موبايل ..إلخ .

وقبل الانتخابات يكون أي مرشح رجلا نظيفا ومحترما ولكن قذارة اللعبة وحقارتها تجعلُ من المرشح كاذبا ودجالا ومن الذين يمشون معه ويؤيدونه عبارة عن لصوص وقوادين وعرصات وشلة من عكاريتٍ وزعران , فالذي يمشي في كار الانتخابات لا بدَّ وأن تتلوث سمعته على الآخر.

وسمعتُ قبل قليل وزيرَ الداخلية الأردني وهو يقولُ بأن الحكومة الأردنية ليست حكومة عشائرية كما يتوهم الغالبية ,يعني تقارير الخبراء ودراساتهم السيكولوجية كلها عبارة عن وهم وشطحات خرافية , يعني مرة أخرى نحن لسنا في بلد عشائري بل في دولة قانون ومؤسسات مجتمع مدنية وأضاف وزير الداخلية الذي استلم منصبه هذا للمرة الثانية منذ عشر سنوات :نحن كحكومة نتعامل مع الناس بالأسلوب العشائري وهذا ليس لأننا حكومة عشائرية بل لأننا نتعامل مع الناس على حسب عقولهم, وهذه لأول مرة لي أسمعُ فيها عن الفرق بين الأسلوب والمنهج وبأن هنالك فروقات شاسعة بين الأسلوب كأسلوب وبين المنهج من جهةٍ أخرى كمنهج , طبعا وتحدث وزير الداخلية الأردني عن انتخابات 2010 النيابية وعن مصداقيتها وشفافيتها وردد أكثر من مرة كلمة شفافية,وإذا جئنا إلى واقع الحال فإن الكذب هو الشفافية والدجل والحقارة هي التي يجب أن نطلقها على مهنة الانتخابات.

ومن الممكن لوزير الداخلية أن يجيب على أسئلة كل الصحفيين الأردنيين وغير الأردنيين ولكنه لا يستطيع الإجابة على هذا السؤال الذي يتكون من شقين:
كيف يخرج الأموات الأردنيون من قبورهم ويدلوا بأصواتهم؟علماً أن الأحياء رفضوا الخروج للتصويت؟وأريد أن أقول بأن أعلى نسبة مأوية في الانتخابات كانت في الدائرة التي أقطن فيها أنا وهي الثامنة في محافظة إربد, والشق الثاني من السؤال: كيف يصوت الأردني المقيم خارج المملكة؟ أو الراقد في المستشفى على فراش الموت أو على فراش الشفاء, أنا بالنسبة لي أعتبرها أسألة حقيرة وقذرة فلا يوجد في العالم اليوم من الممكن أن يشارك فيه الأموات بأصواتهم , فهل مثل يخرج الأمريكي الجمهوري المتوفى من قبره ليدلي بصوته؟.

أنا أظن بأن الإجابة عليه صعبة جداً أو محرجة جدا جداً أو من الممكن أن يجيب وزير الداخلية على هذا السؤال بقوله (قد تحدث بعض التجاوزات وسأتابع الموضوع شخصياً) وبعد ذلك (خلص عند عمك طحنا) كما يقولُ المثل.

طيب خلينا –على رأي أمي-نترك الحكومة ووزير الداخلية بحالهم لنقول أيهما أخطر بنظركم تغلغل الجيش الإسرائيلي في عمق الأراضي العربية؟ أم تغلغل النواب الأميين في عمق مجلس النواب الأردني؟؟ يعني عن جد النواب أميين واللي انتخبوهم كمان كانوا أميين أكثر منهم, وطبعا النواب أميون بتفهمهم لقضاياهم الوطنية والمصيرية...أو أيهما أخطر عودة الاستعمار الإنكليزي للأردن أم عودة 27 نائبا من نواب المجلس الماضي ؟الذي حلّه جلالة الملك نظرا لأدائه.. وأيهما أخطر النائب المفلطح الشكل سياسياً ومفذلك في علم الكلام ؟أم الذي يترشح عن الدائرة الثالثة في عمان وبنفس الوقت يدلي بصوته في الدائرة الثانية؟ يعني هل الثقافة والسياسة جريمة ؟والتزوير ليس جريمة؟ وأيهما أخطر على الحداثة كتابات العلمانيين أم مجلس النواب العشائري السادس عشر؟ يقال بأن النائب الذي يشتري الأصوات خائنا لقضيته ولأمته ولدينه ولضميره ولكن لا أحد يقول شيئاً عن الذي يُدلي بصوته لصالح ناخب لا يعرف شيئا لا عن السياسة ولا عن الثقافة بأنه خائن وجبان وأمي سياسيا وثقافياً وخائن لدينه ووطنه وأرضه وترابه ..أنا عن جد مش قادر أفهم كمان ماهية سياسة النظام الأردني ,ولماذا حل جلالة الملك المجلس النيابي الأردني ! طالما أن 27نائبا عادوا إلى نفس المجلس والباقية على نفس الشاكلة ومن نفس المستوى والموديل وسنة الطَبعة ,فلماذا مثلا قام جلالة الملك بحل المجلس؟ وإذا كان مجلس النواب الأردني من زعماء القبائل والعشائر الذين لا يعرفون شيئا عن مؤسسات المجتمع المدنية أو نظريات الحكم الحديثة فكيف سنبني الأردن الحديث؟.هل المقصود بالأردن الحديث (أردن العشائر والقبائل؟).

23259 ناخب أردني لا يعرفون لا القراءة ولا الكتابة كانوا جميعهم قد أدلوا بأصواتهم في صناديق أو بكس وإشوالات الانتخابات النيابية الأردنية 2010م, وكانت القاعة التي حضرتُ فيها أنا الانتخابات بصفة مراقب عام , كانت فعلا عبارة عن سوق خُضره يدخل الناخبون إليها وأصواتهم مرفوعة ...معظمهم أميين لا يعرفون قراءة أو حتى كتابة أسمائهم وحتى غير الأميين يهددون كل من يعترضهم بالاعتداء الجسدي عليه,وكانت انتخابات 2010 الأردنية عبارة عن (شوربة عدس) يعني (طعه وقايمه) وغالبية الناخبين(المصوتين) للمرشح يقولون نحن نصوت له لأنه قريب لنا بالدم أو لأنه من قبيلتنا أو من عشيرتنا أو لأن عشيرته وقبيلته متحالفة مع عشيرتنا وقبيلتنا , لذلك مجلس النواب الأردني اليوم 2010يخلو من الاتجاهات الفكرية والسياسية ,وهذا المجلس لن يكون مجلس تشريع بل مجلس تأييد للتشريع لأنه أصلا لا يعرف ما هو التشريع, علماً أن في هذا المجلس 17 نائبا من أصول حزبية ولكن نجاحهم كان مقرونا بالتأييد العشائري.
لقد تعلمتُ من الأسبوع الماضي بأن الانتخابات تُلوثُ سمعة الطيبين والقديسين والناس المحترمين ولا يقع ضحيتها إلا الدراويش والمساكين الذين لا يبيعون شرفهم ولا أمانتهم والذين لا يخونون ضمائرهم.
.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأرض المحروقة
- الشفافية مصطلح أردني
- فاقد حاسة الذوق
- الدراجة حررت المرأة والمصنع حرر الرجل والمرأة
- الأصحاء عقليا
- غير قابل للتطور
- أستطيع الإرضاع
- يا ديّان
- أكلت نصيبي
- سرقوا نظارتي
- أنا المستفيد من تخلف المرأة
- هزي يا نواعم
- وسام الحمير من الدرجة الأولى
- أمي توصيني على الحكومه
- متى سنصبح مثل العالم والناس؟
- الحلم الوردي
- المرأة هي المجتمع المدني
- أول إنجيلٍ قرأته
- علي بابا والأربعين حرامي
- مشغول جدا


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد علاونه - الانتخابات لعبة حقيرة