أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زياد صيدم - يتصارعن مع البحر ( قصة قصيرة)














المزيد.....

يتصارعن مع البحر ( قصة قصيرة)


زياد صيدم

الحوار المتمدن-العدد: 3181 - 2010 / 11 / 10 - 00:35
المحور: الادب والفن
    


كأنه على ميعاد مع غلاية قهوة أعدها للتو صديقه صاحب استراحة بحرية..لملمت معظم كبائنها وعرشها المصنوعة من سعف النخيل، وقطع القماش المزخرف، انتظارا لموسم الصيف القادم.. فما أن حط في المكان ..وأطفأ موتوره، حتى سمع صوته من الداخل مرحبا..لحظات وإذا به يخرج من كرفانته مبتسما كعادته ..يحمل صينية القهوة ذات الرائحة النفاذة المميزة قائلا: سمعت صوت موتورك فجهزت قهوتك معي...
يجلس الصديقان..لم يكن أحدا في الاستراحة غيرهما، وقد فات منتصف النهار، والشمس دافئة، ونسمات باردة تلفح الوجوه، فتترك شعورا بالانتعاش ...
- أتعلم بأنك خطرت ببالي.. وقلت في نفسي بأنك ستمر هذا اليوم، وكان حدسي في محله..
- يبتسم احمد :القلوب عند بعضها يا عزيزي.. يجيبه بعد أن ارتشف رشفة من قهوته، ونفث دخان سيجارته، التي تلاشت سريعا مع نسمات الهواء .. كان يحدق في الشاطئ الذي بدا مكفهرا.. إلا من تجمع لأشخاص قد جلسوا على شكل دائرة ..لم يركز النظر طويلا، ثم أكمل استفساره عن أحوال البحر، وموسم الصيد في هذا الشهر الذي تكثر فيه اسماك السردين.. وعن حركة الزبائن ورواد الاستراحة من أصدقاء الصيف،وعن أحوال البلاد، وما آلت إليه آخر الأمور...
كان صديقه ينتظر سؤاله المعتاد ..فأشاح سريعا بوجهه ناحية البحر قائلا:سترى الآن ما لم تره من قبل !
- شوقتني يا صديقي.. فانا لا أرى غير ثلة من الناس.. وكأنها أسرة جاءت على غير ميعاد، تقتنص آخر فرصة للاستمتاع بالبحر لآخر مرة في فصل حار قد انتهى...
ما أن انتهي من قهوته، وأطفأ سيجارته، وإذ بصديقه يقول: انظر الآن صوب الشاطئ..هل ترى أمرا غريبا ؟ شيئا على غير عادته !
اخرج منديله على الفور.. مسح عدسات نظارته ..حدق صوب الثلة الملتفة كدائرة، وإذ بها تنقسم إلى قسمين .. يتباعدان فيما بينهما.. ويبدآن في سحب حبال تجر شباك صيد، ألقت بها حسكة صغيرة على بعد قريب منهم قبل قليل ...
- ما الغريب في هذا ..قالها احمد وقد بدا عليه الانزعاج ..فكأن صديقه يهزأ به.. فهذه مناظر معتادة على شاطئ البحر ، طريقة يسمونها جرف الأسماك، نظرا لصعوبة الولوج في أعماق البحر نتيجة حصار قائم منذ سنوات.. على بقعة جغرافية سحقها الفقر، وأكلتها الكآبة !
يبتسم صديقه مجددا: اعد النظر من جديد..لا تعجل في الحكم.. وهل المنظر يبدو عاديا كما تقول؟
يحدق ..يتفرس مليا ..ثم يشهق زفيرا حادا.. تتسع حدقات عينيه ..يا الاهى !! ماذا أرى حقا.. يستأذنه.. يسارع الخطى ،يبدأ نزول المنحدر الرملي صوب الشاطئ .. يقترب رويدا رويدا .. تنكشف له الأمور..يخاطب نفسه: إنها مفاجأة من العيار الثقيل! إنهن نساء يسحبن الحبال.. بل إنهن أكثر من الفتية عددا.. توشحن مناديلهن على رؤوسهن.. وقد ابتلت جلابيبهن في أسفل الربع الأخير منها.. يعاركن البحر وأمواجه المتكسرة على الشاطئ..ومياهه الباردة في نوفمبر .. يبقى احمد متسمرا مكانه وقد انهمرت على رأسه تساؤلات كثيرة.. لكنه سرعان ما أيقن بأنها هي ؟من تجعل النسوة في مثل هكذا مواقف رجولية.. فهذه أعمال شاقة بطبيعتها.. تخص الرجال عبر تاريخ البشرية .. إنها هي وليس سواها.. لقمة العيش المُرة .. عبارات رددها مع نفسه.. بينما كانت قدماه تقودانه عائدا إلى صديقه.. وابتسامة غامضة قد ارتسمت على محياه..وسؤال يقرع في رأسه، ما يزال يبحث عن إجابة !!
إلى اللقاء

***
روابط الصور الحقيقية:
http://www3.0zz0.com/2010/11/07/14/951145730.jpg

http://www3.0zz0.com/2010/11/07/14/488539538.jpg



#زياد_صيدم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأسباب الحقيقية لتأجيل المصالحة الفلسطينية.
- لم تنته الحكاية ! ح1 (قصة قصيرة)
- صياد بلا شبكة (ق.ق.ج)
- فانوس رمضان (قصة قصيرة)
- نبوءة شهرزاد 3 (الأخيرة)
- نبوءة شهرزاد 2
- صراصير على قدمين !
- نبوءة شهرزاد 1 (قصة قصيرة)
- رحلة العمر 7 (الأخيرة)
- رحلة العمر6 (قصة قصيرة)
- هرولوا إلى قاهرة المعز 3 - النداء الأخير-
- رحلة العمر5 (قصة قصيرة)
- الجرائم الصهيونية والفيتو الأمريكي إلى متى؟
- رحلة العمر 4 (قصة قصيرة)
- رحلة العمر 3 (قصة قصيرة)
- رحلة العمر 2 ( قصة قصيرة )
- مستر تريمال وأنفاق الجحيم؟.
- رحلة العمر 1 ( قصة قصيرة )
- صديق الأسرة ! (قصة قصيرة )
- حظوظ عرجاء !! (ق .ق. ج)


المزيد.....




- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زياد صيدم - يتصارعن مع البحر ( قصة قصيرة)