أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد علي محيي الدين - شياطين بلباس رجال الدين













المزيد.....

شياطين بلباس رجال الدين


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 3179 - 2010 / 11 / 8 - 23:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كنت أعتقد أننا وحدنا معاشر العراقيين نلهث خلف فتاوى رجال الدين ،ولكن ظهر أن هناك كثيرون على غرارنا يلهثون خلفهم ويقعون في شباكهم فقد ابتلا الدين كما أبتلينا بأناس يفكرون في مصالحهم ،ويتوسلون بمختلف السبل لنيل مطالبهم ويجعلون من الدين سلما لتحقيق مآربهم، فقد لجأ ت الكثير من الشعوب إلى الدين علهم يجدون الملاذ والمأوى ،والمن والسلوى بعد أن خابت آمالهم في رجال السياسة الدنيويين ،فتركوا متع الدنيا وملاذها لاجئين إلى المحاريب يستغفرون ربهم على ما بدر منهم من أعمال يحرمها الدين ،فتركوا الملاهي والتزموا النواهي،وتركوا الدنيا وملاذها بانتظار الآخرة ونعيمها ،فكان أن وجد رجال الدين في الانقلاب الجديد ما يعيد لهم سالف مجد ،فكثر المعممون ،وزاد المصلون ،وامتلأت الجوامع بالشباب والشيوخ ،وراجت تجارتهم،وازدادت مكانتهم وأصبح لرجل الدين مكانه الرفيع في المجتمع بعد انزوائه في التكايا والجوامع والربط،وما أن دالت دولة العلمانيين،وقامت دولة المتدينين ،حتى بانت الحقيقة وظهر الزيف فقد تزيا الكثيرون بزي الدين،وارتدوا ملابس الزاهدين،فظهروا بمظهر بعيد عن الدين وجوهره،وقبل أيام وصلني أميل مجهول ،فيه قصة حكيمة،عن واحد من هؤلاء الذين تزيو بزي الدين فأساءوا له وللعالمين،وهذه الحكاية عن الأفغانيين.
لم يكن احد من الناس في أفغانستان يستعمل السكر مع الشاي وكان الناس يحلون الشاي بالفواكه الطبيعية ويستمتعون بطعم الشاي الأصلي دون أن يغيره السكر وفي احد الأيام قرر احد التجار الكبار ممن يتعاونون مع الانجليز أن يفتتح مصنعا للسكر في المدينة, وبالفعل قام بذلك ولكنه ومع بدء الإنتاج واجه مشكلة كبيرة تكمن في عدم رغبة أي احد في شراء السكر وبدأ المنتج يتكدس في المخازن والتاجر يزداد هلعا حتى راودته فكرة خبيثة وهي أن يستعين بأحد المتلبسين بعباءة الدين والدين منه براء وطلب منه أن يجد له حلا قبل أن يخرب بيته فوافق الأخير على طلبه بشرط أن يدفع له التاجر 10 % من قيمة كل السكر الذي سيبيعه , وافق التاجر بسرور, فما قيمة 10% مقابل أن ينقذ مصنعه ورأسماله من الإفلاس المحتم وبعد الاتفاق خرج الدجال وفكر بطريقة يقنع بها الناس بشراء السكر مستغلا إيمانهم وتدينهم وفطرتهم البريئة حتى تفتق فكره الخبيث عن فكرة شيطانية , وفي يوم الجمعة طلب الإذن من إمام المسجد أن يعتلي المنبر كي يقول شيئا هاما , أذن له الإمام بذلك وصعد صاحبنا على المنبر وقال :أيها الناس إني قد رأيت ليلة أمس في منامي احد ملائكة الرحمن وقد أمرني أن لا اشرب الشاي إلا مع السكر فانه من رحيق زهور الجنة ومن يشربه فله في كل رشفة ألف ثواب وفي كل كيلو يشتريه ألف ألف حسنة وانتم تعرفونني وتعرفون مدى زهدي وورعي واني أصدقكم الحديث والرؤيا اللهم إني قد بلغت اللهم فأشهد .
ما أن سمع الناس البسطاء هذا الكلام حتى هرعوا بعد الصلاة يطلبون السكر في كل دكان والكل يشتري أكثر من حاجته كي ينال ثوابا أكثر و ما هي إلا أيام حتى فرغت المخازن وعاد المصنع يعمل بكامل طاقته الإنتاجية ولا يكاد يستطيع أن يلبي الطلبات التي أخذت تنهل عليه من كل مكان .
ذهب مدعي الدين إلى التاجر كي يطالبه بحصته من الأرباح المتفق عليها ولكن التاجر الجشع استكثر عليه المبلغ وقال له : يا عزيزي كل ما فعلته هو إلقاء خطبة في الجامع لم تستغرق سوى دقيقتين ولا احد يعلم إن كان احد استمع إليها أم لا ولكني إنسان منصف وسأعطيك 1% من الأرباح بدلا من 10 % وهذا جل ما استطيع فعله لك .
خرج صاحبنا غاضبا على خسارته المبلغ الضخم الذي وعده به التاجر وعقد العزم على أن ينتقم منه شر انتقام فكرر فعلته وطلب من إمام المسجد أن يسمح له باعتلاء المنبر فخاطب الناس وقال : أيها الناس إني قد رأيت ملاكا في المنام أمس وقال لي حذار من هذا السكر الذي يباع عندكم فأنه مخلوط بعظام ألموتي المطحونة ومن يضعه في الشاي فستكون الشياطين في قدحه طوال الوقت فحذار حذار, اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد .
ما أن سمع الناس هذا الكلام حتى ألقى كل منهم ما لديه من سكر في القمامة وألغيت الطلبات وعاد الكساد إلى مصنع التاجر وتملكه الرعب بعد السرور وعرف إن مدعي التدين قد انتقم منه شر انتقام فزاره في بيته واخذ يطيب خاطره وقال له : يا عزيزي هذا مزاح برئ ولم اعن أي كلمة قلتها وأنا تاجر شريف أفي بوعودي ولو على قطع رأسي والاتفاق الذي عقدناه محترم وهذه حصتك مما سبق بيعه وهذا تعهد خطي وعليه ختمي بحصتك فيما سيتم بيعه لاحقا فسارع وأنقذني قبل فوات الأوان .
اخذ صاحبنا النقود وفرح بها وكرر نفس فعلته وصعد إلى المنبر وخاطب الناس قائلا : أيها الناس قد شرفني الملاك بزيارة ثالثة وقال لي لم تضيعون ثواب شرب الشاي مع السكر ؟
فقالوا له وماذا عن الأرواح الخبيثة والشياطين؟
فقال لي هذه بسيطة تضعون ملعقة في الشاي وتضربون بها السكر فتطردون الشياطين وتنعمون بالثواب . ومن يومها كل من لديه بضاعة كاسدة يبحث عن طريقة كي يلصقها بالدين مستغلا طيبة الناس وتعلقهم بدينهم فيفرغ جيوبهم ويملأ جيوبه على حساب بؤسهم وصحتهم .
والحمد لله أن الناس في أفغانستان يصدقون كل شيء ورجال دينهم على هذه الدرجة من الدجل والبهتان وعسى أن لا يصلنا طوفانهم ونبقى في أمن وأمان من دجل المدجلين وزيف المزيفين وأن يرزقنا الله برجال دين من عباده الصالحين وليس مثل الأفغانيين الملاعين وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين.



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ندوة عشتار
- ها...خوتي النشامة
- رد على رد
- ما هكذا توزن الأمور يا طريق الشعب
- سعدي الحلي نكات وطرائف
- جهنم وأيامها
- المجالس الأدبية في الحلة
- قال الراوي
- هموم الوكت
- جسور الغالبي
- حزن ديرة
- مبروك جائزة أبن رشد
- حلوين
- حكومة بابل تحرم الغناء والموسيقى
- إذا لم تستحي
- من الذي خول الشابندر بالتفاوض بديلا عن العراقيين
- الزواج السياحي
- القوى الأمنية في الديوانية وموقفها الدنيء من الشيوعيين
- من يتحمل مسئولية التزوير في شبكة الحماية الاجتماعية
- قانون عفك


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد علي محيي الدين - شياطين بلباس رجال الدين