عبد السلام الزغيبي
الحوار المتمدن-العدد: 3179 - 2010 / 11 / 8 - 15:18
المحور:
الصحافة والاعلام
قضية الحريات، وخصوصا حرية التعبير، صارت موضع اهتمام كل الناس فالحرية والديمقراطية اللتان تحميهما الكلمة، تعاظم شأنهما في كل الدول، ولدى كل إنسان حريص على حقوقه.
ولهذا فإن الدفاع عن هذه الحريات والتصدي لمن يسعون لقمعها الذين لايريدون أن تكون الكلمة درعا يحميها من عبث العابثين، واجبا لا يقل عن واجب الدفاع عن الوطن.
ولهذا فقد خلعت صاحبة الجلالة ثوبها الحريري المنسوج بالدبلوماسية..وتسربلت بالحرية وبلون الحقيقة وتزينت استعدادا لمهرجان التغيير والاصلاح.
صحافة الاقلام الحرة الواعية، التي تفجر الطاقات وتكتب بافكار واحبار وكلمات ترتعش لها أوصال الفاسدين، وتحدق فيها العيون اندهاشا. تسطر الحروف دون خوف أو وجل، بجرأة المحارب الذي يقدم حياته فداء لوطنه مع كل كلمة حق ينطق بها، ومع كل حجة قوية يبرهن على صدقها، ليرفع الغشاوة من العقول المغيبة المثقلة بالخطوط الحمراء التي تحرم العقل من التفكير.
صحافة تلمس المحظورات من القضايا الساخنة ولا تدور حول برفق أو تشير بيد مرتعشة الى مواطن الخلل، أو تخشى المواجهة.. لحسابات كثيرة..
صحافة لاتعترف بالخطوط الحمراء.. تطرح القضايا المسكوت عنها في المجتمع.. تظهر الحقائق.. وتكشف النقاب عن الزيف.. تخوض المعارك بأصرار وأمانة.. تدفع العقول الصامتة الى التفكير والسعي للاصلاح .. تتصدى للافكار المغلوطة المتخلفة.. ولا تتقوقع داخل بوتقة الوهم ومجموعة من الاكاذيب التي ترددها ولا يصدقها أحد . تحترم عقول القراء. تشركهم في التحليل من خلال الطرح الصادق للقضايا.. تطرح مختلف وجهات النظر.. تتحرر من التبعية.. لا تستكين للافكار الجاهزة المتوارثة. لا تهرب من المواجهة.. لا تركن الى الصمت والسلبية .. تعمل على تنشيط العقل واحترام الفكر ومحاولة اللحق بتطور العلم.. ولا تشن حروبا وهمية ضد طواحين الهواء..
هذه الصحافة تمقت النفاق الموروث، والصحافة الرمادية التي لا لون لها ولا دور.
ورجال هذه الصحافة يقفون للحيلولة دون المساس بقدسية الحوار والكلمة الحرة، التي لايعنيها أن ترضى أو تغضب زيد أو عبيد.
وعلى هذا الاساس فإن أية محاولة لقمع حرية التعبير وتعطيل النشاط الصحفي من أن يمارس حقه المقدس في أن يملك الناس بالحقائق كما هي هو اعتداء على حرية الصحافة التي لاتنفصل اصلا عن قضية الحريات العامة.
#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟