أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - هل ورث العراقيون نزعة الخلاف من أسلافهم؟!














المزيد.....

هل ورث العراقيون نزعة الخلاف من أسلافهم؟!


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3179 - 2010 / 11 / 8 - 11:28
المحور: كتابات ساخرة
    


هل ورث العراقيون نزعة الخلاف من أسلافهم؟!
أ.د. قاسم حسين صالح
رئيس الجمعية النفسية العراقية
لماذا ينفرد العراقيون عن باقي الشعوب بالميل الى الخلاف والبعد عن الاتفاق فيما بينهم ،حتى في القضايا التي تهدد حياتهم بالخطر لدرجة أنهم ما اتفقوا على واحد من بينهم يكون ملكا عليهم فاستوردوا لهم ملكا يحكمهم؟!.ويندر أنهم حلّوا خلافاتهم بالتفاهم فكانوا أول من قام بانقلاب عسكري في المنطقة(1936)..وأبشع من قتلوا ملوكهم ومثلّوا بجثثهم..ثم صاروا يترحمون عليهم..وما اتفقوا حتى على عبد الكريم قاسم الذي قتلوه ولم يجدوا بجيبه ما يساوي دينارا واحدا!.
لقد تحريت ذلك فوجدت أن أحد أسباب هذه (العلّة) تعود الى أسلافنا السومريين ومن تلاهم.فلقد وجدت أن جدنا السومري هو الوحيد في زمانه الذي كان يعدّ نفسه ابنا لألهه الشخصي وليس عبدا له،بعكس باقي الأسلاف زمنئذ حيث كان الفرد فيها عبدا لألهه..يتوسل لديه أن يحميه،فيما كانت علاقة السومري بالهه علاقة الأبن بالأب..عليه هو أن يحميه قبل أن يسأله.وربما من هذه امتازت شخصية العراقي بالأنفة وتضخم الذات اللتين تعدّان من أهم أسباب الخلاف.
واذا قارنا بين اسلافنا العراقيين والأسلاف المصريين زمنئذ نجد أن أسلافنا دنيويون أكثر فيما أسلاف المصريين اخرويون أكثر.فأسلافنا عدّوا الموت نهاية بشعة وشرّا عظيما،والعالم الآخر مكانا كئيبا موحشا،فيما اتسم موقف المصريين القدماء من الموت بالسكينة والاطمنان وأنه "عطر فوّاح كزهرة اللوتس"كما يصفون!.وكانت لديهم قناعة راسخة بأنهم سوف يبعثون ويعيشون الى الأبد حياة سعيدة يمارسون فيها العمل الزراعي النبيل!.وهذا يعني،سيكولوجيا،ان الانسان الدنيوي يميل الى الخلاف مع الآخر لاسيما اذا تعلق الأمر بالسلطة والثروة،فيما الآخروي يميل أكثر الى الزهد بالدنيا والتسامح مع الآخر.
ويكاد يكون أسلافنا العراقيون الوحيدون في زمانهم الذي شكلّوا آلهتهم على صورتهم هم،ولم يكتفوا بتزويج آلهتهم بل أنتقوا لهم أفضل بغي تستلقي ليلها على السرير الذهبي الوثير بانتظار مجيء الاله.وكانوا هم الذين يحددون نشاط آلهتهم لا العكس(وتأملها في العلاقة بين الفرد والسلطة!).ولأنهم ربطوا آلهتهم الكبار بأجرام سماوية(عشتار مثلا ربطوها بكوكب الزهرة) فانهم كانوا أول من رصد حركة الكواكب وأول من اختلف على تفسير وظائفها.
غير ان الاختلاف فيما بينهم كان سببا للأبداع على صعيد الفكر.ففي العراق نشأت أو ترعرعت أهم المذاهب الاسلامية:الحنفي،الجعفري،الشافعي،والحنبلي.وفيه اختلفت الكوفة بطريقة تفكيرها عن العواصم الاسلامية واختصت بعلم الفقه،فيما اختصت البصرة بعلم الكلام ،وبغداد باحتضان الأضداد.وفي العراق تعايشت بسلام أوسع ثلاثة أديان انتشارا بين الناس:الأسلام والمسيحية واليهودية،الى جانب الصابئة وفرق وطوائف أخرى.والعراقيون هم أول من خرج على قواعد الشعر وابتكروا الشعر الحر. باختصار،كان اختلاف العراقيين في الفكر منبع الابداع في المنطقة..لكن خلافهم على السلطة كان كارثيا!.
ومع ان البعض يفسّر بقاء وحدة العراق بقوة الشعور بالمواطنة بين العراقيين،الا ان السبب الخفي (المنسي) يعود الى الطبيعة.اذ تحدّه من الشرق جبال زاكروس ومن الشمال جبال ارمينيا ومن الغرب البادية السورية ومن الجنوب الخليج العربي..وبها صار محصّنا جغرافيا..وأن تفتيت وحدته الى دويلات يفضي الى حرب حتمية تغير فيها دويلات الصحراء على دويلات النفط..تنتهي ،بعد سفك الدماء كالعادة!، الى اقتناع العراقيين جميعا بأن لا استقرار ولا حياة هانئة ولا ازدهار في وطن ،يمكن ان يكون جنة الله في الأرض، الا بوحدة عراقهم..مع ضمان ان تكون جينات من يتولى السلطة،مرنة في ترويض نزعة الاختلاف الموروثة عن أسلافنا!.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أساليب تعاملنا الخاطئة مع الصراع
- ثقافة نفسية:(19) لغة الجسد
- القتل والسيكوتين..للجنسيين المثليين!
- جرائم القتل - البارنويا والجريمة (3-4)
- جرائم القتل -تحليل نفسي اجتماعي 2-4
- سيكولوجيا الحسد
- رفقا بالضمير..ايها السادة!
- جرائم القتل -تحليل اجتماعي نفسي 1-4
- العراقيون ..وسيكولوجيا اللوم
- استهلال في مفهوم الشخصية العراقية
- انتحار الأمهات!
- تحليل شخصية شريك الحياة..بالهندسة النفسية!
- العار..وأكل المال الحرام
- مبادرة علمية تخصصية لحلّا لأزمة العراقية
- في سيكولوجيا الصراع
- وساطة نفسية لحل الأزمة العراقية
- مشروع وطني لانقاذ العراق والديمقراطية
- انتحار الأدباء..أزمة حياة أم خلل عقلي؟!
- العراقيون في الخارج
- العراقيون ..وسيكولوجيا التعبير


المزيد.....




- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - هل ورث العراقيون نزعة الخلاف من أسلافهم؟!