أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمدعبدالمنعم - مسرحية ( مجنون ليلى ) بين أحمدشوقى وصلاح جاهين بقلم/ د: محمدعبدالمنعم - قسم المسح بكلية الاداب - جامعة الاسكندرية















المزيد.....

مسرحية ( مجنون ليلى ) بين أحمدشوقى وصلاح جاهين بقلم/ د: محمدعبدالمنعم - قسم المسح بكلية الاداب - جامعة الاسكندرية


محمدعبدالمنعم

الحوار المتمدن-العدد: 3179 - 2010 / 11 / 8 - 02:34
المحور: الادب والفن
    


كتب الشاعر أحمد شوقى رائعته المسرحية الشعرية الشهيرة ( مجنون ليلى ) بأسلوب الشعر الكلاسيكى العمودى، ثم جاء من بعده الشاعر صلاح جاهين فى الثمانينيات وأعاد كتابتها بأسلوب الشعر الحديث الذى يعرف بالشعر الحر واسماها ( انقلاب )، ولا شك ان هناك تباينا كبيرا بين النصين رغم ان قصة الحب هى الاساس الذى انطلق منه الاثنين.


وبعد العرض السريع الموجز لأحداث (مجنون ليلى) يدرك الباحث أن هناك نقاط التقاء ونقاط اختلاف بين النصين، يتوقف الباحث عندها كى يوضح إلى أى حد تأثرت انقلاب بمسرحية (مجنون ليلى).



أولاً: التشابـه بيــــن النصيــن

بعد تأمل الباحث للنص المسرحى (انقلاب) يلاحظ أن صلاح جاهين قد ألقى بغالبية أحداث )مجنون ليلى( وراء ظهره، وأقام بناءه المسرحى على أحداث جديدة تقع فى زمان ومكان مختلفين ، ويطرح قضايا أخرى تهم أبناء هذا العصر، ومن ثم لا تلتقى (انقلاب) مع (مجنون ليلى) إلا فى أمور قليلة نوردها فيمـا يلـى:



من حيث الشخـــوص

الشخوص فى المسرحيتين تتشابه وتتوازى إلى حد بعيد من حيث أدوارها وليس ملامح بنائها على النحو التالـى:


- أحمد معروف الهمزانى بطل انقلاب يقابله قيس ابن الملوح بطل مجنون ليلى.

- ليلى عثمان الهمزانى ابنة عم أحمد ومحبوبته تقابلها ليلى بنت المهدى ابنة عم قيس ومحبوبته.

- كمال المواردى زوج ليلى وغريم أحمد فى الحب يقابله ورد الثقفى زوج ليلى، وغريم قيس فى الحب.

- عثمان الهمزانى والد ليلى وعم أحمد معروف الهمزانى يقابله المهدى والد ليلى وعم قيس بن الملوح.



من حيث الأحـــداث


قصة الحب بين أحمد وليلى تتشابه إلى حد بعيد مع القصة الإنسانية العاتية للحب بين قيس وليلى ، فموضوع القصتين شديد الشبه، حيث يدور كل منهما حول حب فتى لفتاة، ثم قيام عوائق أمام هذا الحب العارم الذى يسعى إلى الزواج فتحول بين زواج المحبين، وتصور بالطبع ما يترتب على ذلك من آثار نفسية سيئة تلحق بهم من عذابات نفسية وأحزان ومعاناة وغيرها، مما يفضى إلى الهذيان واللوثة أو الجنون.




ثانياً: الفـــروق الجوهرية فى التناول بين النصيــن


- أصبحت مسرحية أحمد شوقى فى مسرحية صلاح جاهين مجرد خلفية، أما الدلالات فقد تغيرت وخرجت من إطار التعبير عن أزمة فردية، إلى التعبير عن أزمة جيل بل مجتمع بأكمله.


- استعان أحمد شوقى فى (مجنون ليلى) بقصص الغرام ليخضعها فى الغالب لمبادئ الأخلاق وسطوة التقاليد بما فيها من عادات مرعية ومشاعر قَبَليَة، بينما استند صلاح جاهين إلى قصص الغرام والجنون ليلقى الضوء على الظروف الاجتماعية والسياسية المحيطة بأبناء هذا العصر.


- تطرح قصة الحب الشهيرة عند أحمد شوقى موضوعاً أخلاقياً يصور نُبل العرب وسمو أخلاقهم، بينما تطرح فى (انقلاب) موضوعات سياسية ترتبط بالقهر والإرهاب.


- تصور أحداث (مجنون ليلى) كيف أن ليلى تتزوج من ورد الثقفي، برغبتها، أما صلاح جاهين فيصور فى (انقلاب) كيف أن الضابط كمال المواردى يتزوج من ليلى قسراً وقهراً بحكم سلطته ونفوذه السياسى.



- تكشف أحداث أحمد شوقى أن قيساً قد شبَّبَ بمحبوبته فى أشعاره ففضح حبه لها وكان ذلك سبباً فى عدم تزويجه منها، فى حين تكشف أحداث صلاح جاهين أن أحمد الهمزانى قد شبَّبَ بمحبوبته فى أغانيه المسجلة على شرائط الكاسيت بعد زواجها من غيره، فكان ذلك سبباً فى الخلاف الذى دب بين ليلى وزوجها، وكاد أن يهدم حياتها الزوجية.



- عند أحمد شوقى نرى قيساً يذهب هائماً على وجهه فى الصحارى والقفار بعد زواج ليلى من غيره وعدم استجابتها لرغباته، بينما أحداث (انقلاب) تصور كيف أن أحمد يُصاب باللوثة والهذيان، نتيجة لتنكر ليلى له بعد زواجها من رجل آِخر.


- لم تكن ظروف أحمد طيبة مع خصمه فى الحب كظروف قيس، فخصم قيس كان ملاكاً فى صورة إنسان، فيقبل لقاء زوجته بمحبوبها، ويتركهما يتبادلان الحب، ولا يقربها بل يبقيها على عذريتها، بينما خصم أحمد جاء فى صورة شيطان، رجل غليظ القلب، معدوم الضمير، وغد فاسٍ، لذلك تكشف الأحداث عن اغتيال أحمد لغريمه كمال المواردى.


تنتهى (مجنون ليلى) بموت البطلين قيس وليلى من معاناة الحب، لكن أحداث (انقلاب) تنتهى بمقتل كمال المواردى على يد غريمه، والقبض على أحمد الهمزاني، وإعلان ليلى أن خلاص البلاد فى الجيل الجديد.


- أضفى صلاح جاهين على أبطاله أبعاداً رمزية، وأول هؤلاء الأبطال هو أحمد الهمزانى فيقدمه قيساً جديداً لا يحمل من قيس التاريخى إلا القليل فقد خرج به من الحدود المعروفة للشخصية التقليدية إلى الآفاق الواسعة، فإذا كان قيس عربياً خالصاً من بنى عامر فإن أحمد مصرى خالص من الأرياف، وإذا كان كل منهما شاعراً، فإن شعر قيس كان شعراً رومانسياً حزيناً ينبع من آلام فردية، لكن شعر أحمد شعر وطنى ثورى ينبع من ألم عام، غير أن أحمد الهمزانى جاء تعبيراً رمزياً عن أزمة جيل بأكمله، جيل مهزوم، محبط، آسن



- أما (ليلى) عند صلاح جاهين فجاءت مختلفة عن مثيلتها عند أحمد شوقي، فقد خرج بها صلاح جاهين من الإطار التراثى - هى الأخرى - ليقدم ليلى الجديدة كما يراها هو، ولم يكن التراث سوى مصدر إلهام وانطلاق له، فقدم ليلى الفتاة العصرية التى لا تقف عوائق التقاليد فى وجهها، فتمتلك الشجاعة كى تذهب لمقابلة محبوبها فى الحدائق العامة والمتنزهات لتبادله أمور الغرام وتحادثه فى الحب، بينما كانت ليلى أحمد شوقى فتاة قبلية تخضع لتقاليد القبيلة العربية، لكن ليلى صلاح جاهين تكتسب بعداً شعرياً ورمزياً خالصاً.




•• وهكذا جاءت أحداث صلاح جاهين وشخصياته وموضوعاته لا تأخذ من (مجنون ليلى) أكثر من نقاط انطلاق، وفيما عدا ذلك هى شخصيات وأحداث جديدة تماماً، تنتمى لهذا العصر أكثر من أى عصر آخر، وتنتمى لصلاح جاهين أكثر من انتمائها لأى شاعر أخر، حيث إنها تعكس إيديولوجيته فى أمور العلاقات الإنسانية والسياسية سواء فى مصر أو فى العالم العربى. وسيتوقف الباحث عند نص صلاح جاهين، لتحليل عناصره، كى يوضح إلى أى مدى اقترب فى بنيته من البنية المثالية للنص المسرحى الغنائي.



مع تحياتى
د / محمدعبدالمنعم
قسم المسرح بكلية للاداب – جامعة الاسكندرية



#محمدعبدالمنعم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الارهاصات الفنية الاولى لمسرح الكباريه السياسى فى مصر -
- مسرح المناسبات فى مصر- بقلم : د/ محمدعبدالمنعم - قسم المسرح ...
- المسرح الاستعراضى عند القبانى - بقلم : د / محمدعبدالمنعم - ق ...
- مسرح نجيب الريحانى ومسرح على الكسا ر
- تأسيس مسرحنا المصرى على يد يعقوب صنوع
- مسرح خيال الظل ..
- الاخراج فى المسرح الملحمى
- مسرح القهوة فى مصر
- مسرح المنوعات ( الميوزيك هول )
- فى المسرح الغنائى ارتباط الدراما بالموسيقى والغناء والرقص.. ...
- من المسرح الموسيقى (الكوميدبا الموسيقية ).. بقلم : د/ محمدعب ...
- من المسرح الموسيقى( الاوبرا العالمية )
- الالقاء هل هوعلم ام فن؟


المزيد.....




- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...
- الجامعة العربية تشهد انطلاق مؤتمر الثقافة الإعلامية والمعلوم ...
- مسلسل طائر الرفراف الحلقة 67 مترجمة على موقع قصة عشق.. تردد ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمدعبدالمنعم - مسرحية ( مجنون ليلى ) بين أحمدشوقى وصلاح جاهين بقلم/ د: محمدعبدالمنعم - قسم المسح بكلية الاداب - جامعة الاسكندرية