أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - أوقفوا الهوس الديني ....أوقفوا القتل على الهوية ....















المزيد.....

أوقفوا الهوس الديني ....أوقفوا القتل على الهوية ....


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 3177 - 2010 / 11 / 6 - 23:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


.......القتل في العراق بلغ مستويات غير مسبوقة، والقتل هو نتاج للقيم والثقافة التي أتت بها ديمقراطية بوش لأفغانستان والعراق وكذلك للذين يدعون امتلاك الحقيقة المطلقة ويرفضون الآخر ويمارسون كل الأشكال والأساليب المشروعة وغير مشروعة من أجل فرض قيمهم وثقافتهم على المجتمع،أو ممارسة الإرهاب تحت يافطة النضال والجهاد وهم أبعد ما يكونون عن الجهاد والنضال،بل في أساليبهم وإرهابهم يقدمون خدمة مجانية لقوي البغي والشر والطغيان من أجل الاستمرار في إرهابها ووسم نضال الشعوب ومقاومتها المشروعة بالإرهاب،ولعل من دفع ومازال يدفع الثمن باهظاً نتيجة لذلك هما بالأساس الشعبين العراقي والفلسطيني،فالهوس والقتل على الهوية ضروري للسلطات القائمة على القمع والفساد والديكتاتورية لكي تمارس قمعها وتنكيلها بالفقراء والمغلوبين على أمرهم من أبناء الشعب الواحد على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم الدينية،وواضح أنه ليس فقط الهوس والعصبوية والإنغلاق ودعاة التكفير،هم من يقفون خلف ما يمارس من إجرام وتطهير منظم بحق المسيحيين العرب في العراق،بل هناك جهات مشبوهة تسعى لتنفيذ أجندات مشبوهة ليس في العراق وحده،بل ما يحدث في مصر والسودان ولبنان يندرج في هذا السياق وهذه الخانة،ومن ينفذون هذه السياسة والأجندة مرتبطين بدعاة سياسة الفوضى الخلاقة الأمريكية،سياسة المحافظين الجدد الداعية الى فكفكة وتركيب الجغرافيا العربية من جديد،جغرافيا تقوم على تجزئة وتقسيم وتذرير الأقطار العربية إلى كيانات اجتماعية هشة تفتقر لمقومات الدول يقودها أمراء وأباطرة مليشياتية مرتبطة مصالحها مباشرة بالاحتكارات فوق القومية وتمارس سلطتها من خلالها.
أن الهوس الديني لا ينتج إلا الهمجية والوحشية،ويوفر الغطاء لأنظمة القمع والإرهاب للتوغل في إجرامها وقمعها،وما حدث في كنيسة النجاة في العراق هو قمة الهمجية والوحشية،حيث أقدمت عناصر موتورة ومشبوهة ومهووسة على احتجاز أكثر من مئة عراقي مسيحي في الكنيسة،بذريعة المطالبة بإطلاق سراح سجناء لهم في العراق ومصر،فأي وحشية وهمجية هذه؟ أبناء الشعب العراقي يحتجزون رهائن في عقر دارهم،وبالمقابل النظام الديكتاتوري هناك لا يقيم وزناً لأرواح الناس والبشر ويقدم على اقتحام الكنيسة لتقتل أكثر من خمسين رهينة لناس أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم عرب عراقيون أقحاح،يقتلون لأن هناك من هم مهووسون ديناً وهناك سلطة قمعية أيضاً يجمعها معهم إقصاء الآخر واجتثاثه،وإعلاء سلطتها الميليشياتية.
نعم هناك مخططات مشبوهة ترسم تستخدم فيها هذه الزمر والجماعات المهووسة دينياً من أجل تحقيق جملة من الأهداف،يقف في المقدمة منها تشريع ما تقوم به الأنظمة الديكتاتورية والشمولية الحاكمة من قمع وتنكيل وبطش بحق شعوبها وبحق القوى المعارضة،وأيضاً صبغ ووسم نضال الشعوب المحتلة والمقهورة بالإرهاب وبالتالي شرعنة الحروب العدوانية والاستباقية التي تقوم بها أمريكا ضد الشعوب العربية والإسلامية،وكذلك من أجل إثارة النعرات العرقية والطائفية والقبلية والأثنية وبما يضعف الوحدة الوطنية والاجتماعية ويدخل البلد الواحد في دائرة الحروب والاقتتال والاحتراب الداخلي،وهذا ما نشهده في العراق والصومال والسودان واليمن،وما يخطط له في مصر ولبنان الآن.
وليس دفاعاً عن المسيحيين العرب وفقط شجباً واستنكاراً لما يمارس بحقهم من قمع وتطهير منظم في العراق،بل انصافاً للحقيقة نقول بأن المسيحيين العرب لم يكونوا أبداً على هامش التاريخ،بل لعبوا دوراً ريادياً في صنع مشروعنا الحضاري الحديث،وأيضاً لا احد ينكر دورهم الوطني والسياسي في مشروعنا التحرري والاستقلال.
وهم أيضاً لم يغلبوا عروبتهم ووطنيتهم على مسيحيتهم في أي وقت من الأوقات،بل تجد مسلمين من هؤلاء المهووسين ودعاة نهج التكفير والتخوين والاقصاء والانغلاق والخلافة الراشدة يضعون طائفيتهم وحزبيتهم فوق وطنيتهم وقوميتهم وحتى فوق إسلامهم نفسه،وهذا بدوره حرك المشاعر الطائفية عند بعض المسيحيين لكي يتصرفوا بنفس السلوك والنمط .
لم يطالب المسيحيون العرب لا بكيان ولا بحقوق خاصة ولا بحصص ولا امتيازات،ولا سعوا إلى إقامة إمارة ،ولا طالبوا بوزارة. لماذا؟ لأنهم عرب،ولأنهم كانوا وما زالوا ينظرون الى أنفسهم،ليس كجزء من هذه القومية فحسب ،بل لأنهم في قلبها أيضاً.
وأبعد من ذلك في مواجهة هجمة التتريك العثمانية،حفظت أديرتهم كتب التراث العربي،كما لو أنها كانت تحافظ بها على حقها في الوجود،وبنى المسيحيون المدارس والمعاهد لتدريس اللغة العربية،في أكثر من مكان،لأنها كانت صوت ثقافتهم وتميزهم القومي الخاص.وحينما وضع الأتراك قوميتهم فوق ديانتهم، كان المسيحيون العرب هم الذين رفعوا لواء العروبة وهم الذين سارعوا الى تذكير المسلمين بمكانتهم كخير امة أخرجت للناس،وكعرب،فقد كان المسيحيون جزء من هذه الأمة،وجزء من خيرها.
ان الإرهاب والاستبداد يكملان بعضهما البعض ويؤدي كل منهما الى الآخر،والى حلقة جهنمية من الموت والموت المضاد الذي لا يسقط ضحية له الإ الفقراء من كل المذاهب والأديان والطوائف.
والقضاء على الهوس الديني وما يمارسونه من جرائم وإرهاب،لا يكون عبر إعلاء شأن الطائفية والقبلية والجهوية،ولا من خلال ما توفره للأنظمة القمعية والديكتاتورية الحاكمة من مبررات وذرائع لكي تتوغل في إجرامها وقمعها بحق الشعوب،بل من خلال وحدة وطنية حقيقية تضم كل ألوان الطيف السياسي والمجتمعي المؤمنة بالعروبة والقومية ووحدة الهدف والمصير،وبالنضال المشترك ضد كل الطغم الفاسدة الحاكمة،والتي تنهب خيرات البلد وتتاجر به وبثرواته في سبيل مصالحها الخاصة،والرد على مجرمي الهوس الديني لا يكون باللجوء الى ممارسات مماثلة،بل بالعمل الوحدوي والمشترك،فما يخطط لهذه الأمة من محيطها الى خليجها كبير وخطير جداً، مخطط تقوده أمريكا ودول أوروبا الغربية،وتشارك في تنفيذه صنائعها من القيادات التي تقف على رأس النظام العربي الرسمي،هذه الصنائع التي حولت الأقطار العربية الى إقطاعيات ومالك خاصة للتوريث،وتخلت عن التزاماتها القومية في سبيل أن تستمر في قيادة وإدارة هذه الممالك والإقطاعيات.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا مصالحة في الأفق وجولات المصالحة كجولات المفاوضات ...
- الأسرى وشاليط والمفاوضات غير المباشرة..
- نعم آن الأوان لإنهاء هذه الإستباحة ...
- سعدات يتعرض لعملية قتل ممنهجة...
- حول تنامي ظاهرة العنف في المجتمع الفلسطيني ..
- الأسرى الفلسطينيون والإضراب على الطريقة الإيرلندية ...
- زيارة الرئيس نجاد للبنان دلالات ومعاني ..
- أيحتاج العرب والفلسطنيون الى أكثر من هذا الوضوح ...؟؟
- خمسمائة يوم على عزل سعدات ...ومئة يوم على اعتصام نواب القدس. ...
- قمة طارئة .....قمة عادية .....لا جديد فالأمر سيان ..
- كالعادة المفاوضات ستستمر وبغطاء عربي/ مع استمرار قرع طبول ال ...
- هل الشعوب الأكثر تديناً أكثر انحرافاً ...؟؟
- خطوط عامة لرعاية وتأهيل اسرى القدس ...
- هبات القدس الجماهيرية بحاجة لحواضن تنظيمية ..
- حرب شاملة على الحركة الأسيرة ..
- استمرار المفاوضات وتلبد غيوم.
- في القدس انفلات وتعدي على الكرامات والحقوق
- من حرق المسجد الأقصى الى حرق القرآن الكريم ..
- الى سعدات والبرغوثي في عيد الفطر السعيد ..
- عيد في السجون....عيد في الصليب الأحمر.....عيد في المنافي وال ...


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - أوقفوا الهوس الديني ....أوقفوا القتل على الهوية ....