أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - حدث في ليلة مأزومة/قصة قصيرة/















المزيد.....

حدث في ليلة مأزومة/قصة قصيرة/


تحسين كرمياني

الحوار المتمدن-العدد: 3177 - 2010 / 11 / 6 - 22:36
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة
حدث ذات ليلة مأزومة

جلس شيخ عشيرة(النمل)يتملكه غضب عارم،لسانه غادر مملكة أخلاقه،يداه تحررتا،يصفع هذا،يلكم ذاك،الرجال تهدلت شواربهم،خاشعون،يرتعدون،النساء يثرثرن،يلطمن خدودهن،العشيرة في خطر تام،ضاع ماء الوجه،نزل الرأس إلى تحت(......)،ماذا سيكتب التاريخ عنهم،الصبيان حائرون،عيونهم تقطر مطراً خابطا،الحيوانات شكلت تجمعات مذعورة.
شيخ العشيرة يواصل سيمفونية تأجيج الرجولة الخامدة في رجاله،قام،وقف منتصف الرجال..صاح:
ـ الليلة نعيد رفعة الرأس لعشيرتنا.
همهمت الألسن،تقدحت العيون،في الخارج نهق حمار،صاح الشيخ:
ـ أطعموه للكلاب.
خرج الرجال،سيوف مشرعة،خناجر لم تحارب،غبار تصاعد،عاد الرجال، خاشعين،رؤوسهم تحت أقدامهم،نظر الشيخ نظرة منكسرة،عرف أن في القضية شيء فوق إرادته،قبل أن يكمل كلامه،دخل رأس حمار مجلس أعيان العشيرة، وقف الجميع،تهللت أساريرهم،أين كانت عقولهم منفلتة ،كيف غاب عن أذهانهم فارسهم،(أسد الليل)،سيد البراري،فاتك الظلام،خارق الجدر الحصينة،جالب أرواح الأعداء من منامهم،الفارس الذي إذا خرج تخرس حيوانات البراري من رائحته.
عانقه الشيخ بعدما تبخر غضبه،قاده إلى مكانه الوثير..قال:
ـ العشيرة في خطر.
ـ قام لص(الديرة)شاهراً خنجره..صاح:
ـ ويحك يا شيخي،كلامك أهانه لي.
ـ عقالي معلق في ديوان شيخ(القمل).
ـ غداً سيكون فوق رأسك.
ـ لا..لا..لن أضع عقالاً دنساً على هامتي.
ـ قل ما تريد.
ـ بندقية غريمي توضع تحت قدمي..!!
***
في تلك الليلة أيضاً..
شيخ عشيرة(القمل)يضحك،الرجال من حوله يضحكون،النساء يزغردن،الفتيان يرقصون، العشيرة مرفوعة الرأس،خراف تذبح،نيران تتأجج،يقوم الشيخ،يرفع عقال شيخ عشير(النمل)،يعرضه ـ ضاحكاً ـ على رجاله الفرحين..صاح:
ـ سأعمل منه(رشمة)لفرسي.
صاح رجل:
ـ يا طويل العمر،لم لم نعمل منه راية نرفعه على بيتك.
ـ لا..لا..لا أريد راية،قماشها قادم من بيت جبان.
صاح آخر:
ـ يا طويل العمر،لنجعل منها خرق نربطها حول رقاب كلابنا.
ـ هذه فكرة صائبة،أحسنت يا رجل.
توقفت الألسن،خرسن النساء،دخل فارس العشيرة،رجل الليل الحالك،سارق الكحل من عيون الفتيات،توسعت له المكان،جلس..قال شيخ العشيرة:
ـ رفعت رأسنا يا سبع الليالي.
ـ ستبقى رؤوسكم مرفوعة،من يتطاول على عشيرتنا أنزله إلى درك الرذيلة.
صاح الشيخ:
ـ أريد من فرحتنا أن تكتمل.
ـ هذا ما جئت من أجله.
ـ فكرة واحدة تشغلني.
ـ أعرفه..!!
***
في حندس الليل،تمرق أشباح،بعضها آدمية،بعضها حيوانية،تتقاطع،كل شبح يراقب الشبح الند،تتقطع الأنفاس،تخترق العيون ستر الظلام،الماء في الجوار، الضفادع خرست،ثمة خطر يهدد أمنها،طيور الليل ساكنة تراقب أشباح غريبة، ربما تعرفها،تريد نهاية الخطر الغازي.
جلس(أسد الليل)،أرخى جسده،بدأ يحرر تعبه ببطء،شهيق عميق،زفير حارق ينطلق من جوفه،حقق هدفه،رغبة قومه،نداء عشيرته،الحلم الذي يعيد المجد المفقود،عاد ليحتفل به قومه،لا أحد نائم،الكل جالس،عينه يخترق الظلام،يريد الفارس القادم،النساء أعددن حناجرهن،قررن شرخ الليل بزغاريد فرحهن،رغبن أن تمتد زغاريدهن إلى أسماع نساء القوم الجاثم في الطرف الآخر من النهر، الرجال أيديهم تقبض بقبضة فولاذية مقبض الخناجر،متهيئة لرد فعل مباغت، شيخ عشيرة(النمل)نام باكراً،رغب أن يمنح نفسه راحة كبيرة،غداً وراءه احتفال كبير،سيعيد مجده الضائع،واثق من تحقيق ذلك،رجل عشيرته أشجع من عنترة العبسي.
رغب(أسد الليل)أن يشرب رشفة ماء،لم يحصل أن شعر بجفاف حلقه في كل صولاته الليلية،عزا ذلك لكمية اللحم الذي تناوله قبل بدء الصولة،فهو لم يحدث أن أشبع نفسه عندما تكون له مهمة(عشائرية)،أو عندما يدخل معترك الرهان على تنفيذ حلم شخص مقابل حفنة مال،أو مجرد تحدي فارغ،سار يشق طريق ملتوية بين أحراش ترتمي على بعضها،وصل جرف الماء،غسل وجهه،شرب وعاد،حمل غنيمته وبدأ مسيرته الظافرة.
***
كان(سبع الليل)قد أنهى تفريغ جوفه من قاذوراته،غسل يديه،عاد وحمل غنيمته، فكره مشغول،العشيرة ستواصل احتفالاتها،قرر أن يستمر عطاؤه كي يتواصل الفرح،طالما مكانته ترتفع،رزقه يتزايد،حبيبة قلبه تنتظر منه بطولات جديدة، أنتزع حلم شيخه(شيخ القمل)من عرين نده(شيخ النمل)،ها هو على بعد ساعة مشي عن أحضان رجال عشيرته.
***
عند الفجر تصاعدت زغاريد نساء عشيرة(النمل)ما أن لاح(أسد الليل)يحمل غنيمته،واثق الخطى،ظافراً يشق غبار الطريق،تسبقه سرب سنونوات.
***
وصل(سبع الليل) مشارف(ديرته)،تصاعدت زغاريد نساء قومه،مع رشق بنادق.
***
شجاعة الجسد يمكن أن تتهاوى،الشجاع غالباً ما تهيمن قوته الحيوانية على فكره،تدفعه،يقتحم المنايا،يحقق ما يصبو إليه،لكن الفكر حين يشتغل،يحجم قدرات الجسد،هناك وميض مؤهل لصناعة الحلم من غير المخاطرة،هذا كان تفسير الناس وهم يستذكرون الحادثة،نادمون على حشر تلك الأباطيل التي اقتحمت رؤوسهم،من تلك الأفكار المتشابكة بدأت مسيرة الناس تسلك اتجاهات حداثوية.
(سبع الليل)ظل مطأطئ الرأس،يحاول الكشف عن ملابسات القضية،شيخه يواصل تعنيفه،يا للهول،قبيل ساعات كان صاحب الأمر الناهي،ها هو يركع،يرتعد،عيون قومه تخترقه،ما الذي حصل،شيخه يرفع بندقيته،يشهرها بوجه رجاله،يصرخ:
ـ كلب،تسرقني.
***
(أسد الليل)فشل أن يفك ملابسات قضيته،ظلّ خاضعاً لسيل السباب،جالساً ينتظر الحكم القاسي بحقه.
***
على الجانب الشرقي للنهر،(أسد الليل)يواصل نفيه الإجباري من عشيرته،بعد ثبوت سرقة بندقية شيخه.
***
على الحافة الغربية للنهر،(سبع الليل)متمدداً،يفكر في طريقة يعيد بها مجده الضائع،بعد طرده لثبوت جرمه،سرقة بندقية شيخه أيضاً.
***
بقت ملابسات القضية غامضة،كلاهما اخترقا مسارب الليل،حققا حلم شيخيهما،كل فارس سرق بندقية غريم شيخه وعادا،كيف حصل الالتباس،جواب السؤال ظلّ بعيداً عن فكريهما.
وحده الليل شهد كيف تم ذلك،رأى الليل،كيف عاد كلا اللصين من النهر،وكل لص حمل عن طريق الخطأ كيس غنيمة غريمه.
***



#تحسين_كرمياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في أزمنة ليست سحيقة//قصة قصيرة//
- ليسوا رجالاً..(قصة قصيرة)
- بعد رحيله..جائزة محي الدين زنكنة للمسرح
- مسرحية(ماما..عمو..بابا..ميت)القسم الثاني..الأخير
- ماما..عمو..بابا..ميّت(مسرحية)القسم الأوّل
- حديث مقاهينا(مسرحية)المشهد الثالث/الأخير
- حديث مقاهينا(مسرحية)المشهد الثاني
- حديث مقاهينا(مسرحية)المشهد الأوّل
- قصة قصيرة(الذبيحة)مهداة إلى/سعد محمد رحيم
- رواية(قفل قلبي)القسم الأخير
- قفل قلبي(رواية)16 الديوان الملحق بالرواية2
- قفل قلبي(رواية)16
- قفل قلبي(15)
- قفل قلبي(رواية)14
- قفل قلبي(رواية)13
- قفل قلبي(رواية)12
- قفل قلبي(رواية)11
- قفل قلبي(رواية)10
- قفل قلبي(رواية)9
- قفل قلبي(رواية)8


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - حدث في ليلة مأزومة/قصة قصيرة/