أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - أثرياء الصدف الجيولوجية من العرب والفرس














المزيد.....

أثرياء الصدف الجيولوجية من العرب والفرس


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3177 - 2010 / 11 / 6 - 12:47
المحور: كتابات ساخرة
    


الصدفة الجيولوجية لوحدها كانت وراء ظهور ما يسمى بالصحوة الإسلامية، التي لم يكن لأحد أن يتعرف عليها، ولا على رموزها، ولولا تلك الثروة النفطية التي انفجرت في أرض يباب، قاحلة متصحرة لما عرفنا أياً من رموز ما يسمى هذه الصحوة، ولا تعرفنا على ثقافات وسلوك المنطقة التي ظلت مقفلة ومغلقة ومعزولة لأكثر من ألف عام، دون أي اتصال بالعالم الخارجي والتفاعل مع حضارته ومواكبة تطوراته. ومفهوم الصحوة يعني بشكل مختصر ومختزل انتقال ثقافة وسلوك وتقاليد أبناء الصحراء هؤلاء، وجلهم من قبائل متناثرة متصارعة من البدو الرحل سابقاً، إلى المحيط والجوار وفي مراحل سابقة إلى محاولة عولمة هذه البدونة عبر الحامل الأساسي وهو البترودولار، الذي بات يروج لتلك الثقافة والإيديولوجيات الصحراوية وسلوكياتها، بهالة من القداسة.
وأوجدت تلك الصدفة البيولوجية طبقة جديدة من الأثرياء، والثراء الفاحش، وبسبب الفقر الحضاري الواضح والتواضع المعرفي وانعدام أي بعد مدني وإنساني لملاك الثروة الجديدة، فلم توفر هناك أية دراية في كيفية توظيف هذه الثروة في المجالات الأإنسانية والحضارية وتحويلها إلى رسالة إنسانية تنشر الحب وتخدم القضايا الإنسانية العادلة. ولقد كانت هذه الثروة مثلاً مسؤولة عن توليد العشرات من المنظمات والرموز الإرهابية الدولية كالقاعدة والجماعات التي تدور في فلكها، ناهيك عن تمويل حروب ضخمة وكبيرة في المنطقة ودول الجوار أهلكت الحرث والضرع واستنفذت كل تلك المدخرات، كحرب أفغانستان الأولى التي تجلت بالإطاحة بنظام نجيب الله الماركسي، تحت مزعم الحرب على الإلحاد والشيوعية الكافرة، واعتبار الانسحاب السوفياتي بسبب سياسات البيروسترويكا والغلاسنوست، أي إعادة البناء، نصراً من السماء، تم برعاية سماوية وربانية، ولكنها لم تكن في حقيقتها سوى حرب بالوكالة عن تاجر السلاح الأمريكي. وفي حرب أفغانستان الثانية التي تطوي عامها التاسع في هذه الأيام، فقد انقلب الصحويون الجهاديون الذي أيدهم الله بنصر من عنده إلى أعداء لنفس تلك الأنظمة والتاجر الأمريكي الذي يهمه تشغيل ماكينات المصانع الحربية وتورستات العسكريتاريا، أكثر من أية شعارات سماوية وقدسية مضللة، لا يشتريها بقرش صدئ. وكذا الأمر بالنسبة لحروب الخليج الأولى والثانية والثالثة، مع نفغس الإسقاطات التحولية، حيث في مرة يصبح الصديق والبطل القادسي المؤله الذي تشتهيه نساء تلك القبائل، وحشاً وشيطانياً يجب القضاء عليه في مرة أخرى، وتسفح لذلك الثروات الأسطورية تحت أقدام آلهة الحرب الأطلسية الجالبة لكل ذاك الخراب والويل والدماء، وما على أنظمة القبيلة المتوحشة سوى تقديم القرابين البترودولارية لآلهة الحرب الأطلسية المقدسة. لقد كان تمويل الحروب وعودة الرساميل النفطية إلى منشئها الطبيعي، وبنوك الغرب وتبديدها العشوائي وغير المنظم، أهم ما مميز هذا الثراء الجيولوجي الطارئ. ناهيك عن استيراد الأسلحة الصدئة والخردة ونقايات الحروب والجيوش بأرقام تريليونية خرافية تجعل من هذه المنطقة المنكوبة جنة نعيم لبؤسائها الذين يعيشون في المقابر ومساكن الصفيح وأحزمة البؤس التي تطوق قصور أثرياء الصدف الجيولوجية. وعلى الصعيد المعيشي والسكاني، وبسبب ذات الافتقار للبعد الحضاري والخواء والفقر الحضاري والإنساني فقد تم تبديد بقية الثروة على مشاريع استهلاكية استعراضية فارغة وتافهة لا قيمة لها لا حضارياً، ولا إنسانياً، ولا خلقياً، كدعم وتمويل طبقة الكهنوت الديني لضمان صمتها وولائها وعدم تأليب الرأي العام المهمش ضد أثرياء الصدف البيولوجية الذين يعبثوا بثروات يفترض أنها ملك عام ومشاع، حسب نفس الإيديولوجية التي يروجها فقهاء البلاطات، وبناء المولات والأبراج وإقامة مباريات الهجن ومسابقات التنس والراليات الصحراوية وشراء الأندية المفلسة في أوروبا..إلخ.
وعلى الجانب الآخر كانت إيران الحضارة والتاريخ العميق، حضارة فارس تمتد لأكثر من 2500 عام، التي شهدت نفس الصدفة الجيولوجية، لكن مع اختلاف العمق والعبد الحضاري، ووجود الكرامة القومية والوطنية التي حولت تلك الثروة والصدفة الجيولوجية إلى مشاريع وطنية عملاقة، ودخلت إيران من خلالها نادي الكبار النووي، واستحقت أن تهيمن على سماء المنطقة استراتيجياً وسياسياً، فيما انحسر دور العرب "أبناء الرسالة البدوية الخالدة"، إلى الصفر، ولم يعد لهم أية قيمة وتأثير واعتبار على الخريطة الجغرافية والسياسية، وباتوا مجرد أفلاك تسبح من دون هدف وغاية محددتين في فضاء الآخر القوي، رغم كلامهم الكثير عن رسالة خالدة وتاريخ مجيد.
لا شك أن المخزون والبعد والثراء الحضاري والثقافي لأية أمة هو باعث كبير ومساعد على نهضتها وقوتها، ولنا في أثرياء الصدف الجيولوجية على الجانبين البدوي والفارسي، درس كبير، يؤكد هذه الحقائق التاريخية الصادمة والمؤلمة، وعلى ما يقوله المثل كل إناء ينضح بما فيه، فقد نضح الإناء البدوي بما فيه من رثاثة ووضاعة وفقر وبؤس حضاري مزمن عكسته ثقافة الإرضاع والبول واغتصاب وتفخيذ الرضيعات وفتاوى القتل والإبادة والتكفير والتلعين وتمويل الحروب والقتل في كل مكان من العالم، وعلى الجانب الآخر برنامج نووي وقوة عسكرية ترعب الأطلسي وبلد ناهض وطامح كي يؤكد على بعد حضاري عميق، وشتان ما بين الفريقين.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدرسة الحوار المتمدن: طوبى للأحرار
- لماذا أسلمت شقيقة زوجة توني بلير؟
- ما حاجتنا لنكح الرضيعات؟
- المافيا الدينية وفضائياتها
- مدرسة المشاغبين: خيبة العرب التاريخية
- تفكيك الوهابية والصحوة الأوروبية المباركة
- فساد الجان: بشرى سارة للصوص النهب العام والمفسدين
- الجنس والأمن القومي العربي
- إلى السيد بان كي مون: طلب عاجل بطرد دول الخليج الفارسي من ال ...
- مأساة الخدم في الخليج: الأمير السعودي المثلي وراء القضبان
- إهانة العرب
- هل هي عنصرية أوروبية جديدة: ميركل تفتح النار على المهاجرين و ...
- لماذا تفشل الدول لدينية؟
- هل انهزم العرب السنة أمام الشيعة الفرس؟
- ريادة إعلامية سورية
- الحوار المتمدن وجائزة ابن رشد
- أحمدي نجاد في لبنان: يا مرحباً
- لماذا لا يقدم شهود الزور للمحكمة الدولية؟
- وطار وزير الثقافة السوري
- أنا طائفي إذاً أنا موجود


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - أثرياء الصدف الجيولوجية من العرب والفرس