أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - مابين تلبية مبادرة السعودية و رفضها















المزيد.....

مابين تلبية مبادرة السعودية و رفضها


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3176 - 2010 / 11 / 5 - 10:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قيل الكثير عن المبادرة السعودية حول اجتماع الكتل العراقية الفائزة في الانتخابات النيابية في الرياض، و هي المتاخرة نوعاما للاتفاق و الخروج من ازمة العراق الحالية، و لترى الحكومة الجديدة النور من خارج الحدود. و الجميع تفاجأ و اندهش حقا بهذه المبادرة غير المعروفة القصد بشكل واضح الا ما يمكن ان تفرزه التحاليل السياسية المنطقية المحايدة، و الغريب في الامر انها جاءت من دون مقدمات او تخصيب ارضية او ايحاءات مسبقة، و جاءت بعد سبعة اشهر من الاحتدامات السياسية و النقاشات و المناورات و التصريحات و الزيارات المكوكية للكتل السياسية الى جميع الدول المعنية بالعراق في استراتيجياتها السياسية و بعد جر و دفع، و في خضم احتمال الوصول الى نتائج معينة بعد مبادرة البارزاني، انطلقت من الرياض ما يمكن ان تعيد اللعبة الى بداياتها ، و المحير في الامر انها جاءت بعد قرار المحكمة الاتحادية التي مهلت الكتل اسبوعين فقط على الخروج من هذا النفق و ألزمت الكتل تحمل المسؤولية و الحد من الاطالة و المماطلة و التفريط بالوقت في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ العراق الحديث، و الا، ان القانون و الدستور و النظام العراقي الجديد على المحك ان تجاوزت الكتل اعلى مرجعية قانونية في البلد، و المندهش ايضا ان مبادرة البارزاني قد قطعت شوطا كبيرا و تمهدت لها الكتل باجتماعات متواصلة لوضع النقط على الاحرف ، و حان الوقت المناسب لاختيار الجميع الطريق الصحيح و كيف يشارك و بطريقة صحيحة، و جاءت المبادرة السعودية التي اعتبرت بمثابة قنبلة مدوية و افرزت العديد من التساؤلات و كانت هي بنفسها مثيرة للشكوك من النوايا التي وراءها نتيجة الاحراج المصاحب معها من الوقت و الجهة التي تعتبر طرفا في الصراع الاقليمي الدائر على ارض العراق و الاسباب الموجبة لمثل هكذا مبادرات، فوصفت بانها ولدت و هي ميتة من جهة و انها جاءت معيقة للخطوات و ليس مسهلة لها و انها افلقت بصيص النور التي ظهرت في اخر النفق و انها عقدت الامور بدلا من ان تحلها، لا بل تشابكت تداخل المعادلات و يمكن ان تحدث الفوضى في اخر المطاف، الى اخره من المواقف العلنية و السرية التي انطلقت بعد هذه المبادرة فورا.
ان كان هذا ما يقال و توصف به المبادرة السعودية من قبل الاطراف المختلفة من جهة، و في المقابل هناك من يدعمها و اعلن تلبيته لها فورا و كأنها نزلت من السماء و فتحت الطريق له دون ان يتريث قليلا و يدرسها و من ثم يعلن موقفه ، و الموقف جاء لمجرد انها جاءت من طرف يعضده في السراء و الضراء ليس حبا به بقدر ما تفرضه الصراعات الاقليمية و السياسات الاستراتيجية لها، و اعتقادا منه بانها لصالحه مهما كانت النتائج بمجرد انها جاءت من هذه الجهة بالذات و ليس غيرها ، و لم تضع اية جهة كانت المصالح العراقية امام اعينها وان تفكر بشكل حيادي لوهلة بعيدا عن المصالح الذاتية و من ثم تقرر، و هذا ما يطرح السؤال حول التاكد من مدى ولاء الجهات للعراق قبل غيره.
ان وضحنا نحن هذه المبادرة و ما تهدف اليه بشكل حيادي استنادا على الركائز العلمية بعيدة عن المصالح و الايديولوجيا، واستندنا على الوقت بالذات لكشف الحقائق و من ثم المعطيات على الارض و بعيدا عن توجهات اية جهة كانت ، لابد ان نضع امام انظارنا الصراعات الدائرة و الخفية بعض الشيء بين توجهين و قوتين في هذه المنطقة التي يقع فيها العراق و تجري رحاها بعد سقوط النظام داخل العراق بشكل واضح و صريح، و في هذه الاثناء يمكن ان يفكر كل طرف فيما ذاهب اليه العراق بعد انسحاب القوات الامريكية و ما يكون دوره و مواقفه في الصراعات الاقليمية الكبرى و كيف يستقر و ما تفرضه شروط المصالح العراقية العليا في خطواته حينئذ.
شعرت السعودية بان الطريق قد وصلت الى نهايتها بعد قرار اجتماع الكتل و تاكدهم على بحث مبادرة البرزاني في اقليم كوردستان ، و ان الحكومة ستكون ضمن هذا الخط و ربما تاكدت بان ما يمكن ان تتوصل اليه الاطراف في اربيل ليس لصالح استراتيجيتها، او بالاحرى انها ضد مصالحها بشكل مطلق، لذا ان هي حاولت تاخير ما يمكن ان تصل اليه الاطراف او حاولت سحب البساط من تحت ارجل مبادرة البرزاني على الرغم من انها انكرت ذلك و التي هي ان كانت تحتوي على مجموعة من النقاط للشراكة الحقيقية و سلطات متوازنة و متساوية للجميع ،فانها ربما تنجح في ضمان ما تذهب اليه و تعتبرها لصالح مستقبل بلدها ، الا انها ان نجحت الاجتماعات الدائرة حول مبادرة الرزاني باعتبارها لصالح القوة المقابلة حسب تفكير السعودية، و بهذا الشكل لن يكون هناك اي دور للسعودية و للخط الذي يقف بالمرصاد لما يجري في العراق و الكتل الكبيرة على اعتبارها من الخط المقابل،و هي تعتقد ان التاخير و هدر الوقت و عدم الوصول الى مثل هذا الحل يكون لمصلحتها في هذا الوقت. و جل ما تصر عليه السعودية ان لا تتغير المعادلات لصالح المقابل في هذه المنطقة، وانها ما توصلت اليه و فكرت في اعادة اتفاقية طائف اخرى في العراق كي تتخذها غطاءا لبقاء الباب مشرعة في اي خطوة تراها من واجبها الاخذ بها لضمان نجاحها في سياساتها الاستراتيجية . و الدلائل الواضحة و كيفية طرح المبادرة تؤكد لنا كم كانت ارتجالية و سريعة و طبخت من المؤسسات السعودية الداخلية و لم تدرس خارجيا من قبل اي كان و حتى الجامعة العربية التي ذكرت بانها تكون تحت مظلتها لم تعلم بها الا بعد حين كما صرح امينها العام ، و هذا ما يثبت مدى الارتباك في اتخاذ القرار لطرح المبادرة دون تخصيب الارضية مسبقا، وكما فرض هذا الخلط توضيح وزير الخارجية السعودي في اليوم التالي، و الغريب اننا لم نسمع يوما حتى تلميحا سوى كانت عراقيا او من دول المنطقة او الكبرى حول اجراء مثل هكذا اجتماعات او طرح مبادرة كما جرى الان.
اما داخليا فهناك مطرقة قرار المحكمة الاتحادية و ما فرضتها من الالتزام بالوقت و الجهات المستفيدة منها و سندان الضغوط الخارجية و التدخلات الكبرى و السافرة على الجهات و الجهات المستفيدة من هذه التدخلات ايضا، و المواقف المتخذة المستندة عليها.
لذا انا على اعتقاد بان الازمة لن تحل بهذه المبادرة ان اهملت مبادرة البرزاني او ان لم تصل الاطراف الى الحلول النهائية في هذا الوقت ، و ما تؤول اليه الاجتماعات و النقاشات ان لبيت مبادرة السعودية سوف تؤدي الى انفاق مظلمة اخرى، و ستكون لهذه المبادرة نفس المصير و العملية السياسية ستتراوح مكانها ، و يجب الا ننسى ما يفعله الطرف المقابل ، و كما شاهدنا من رد فعل سريع و ما جري من اتصال هاتفي بين وزير خارجية ايران و البرزاني في الوقت االذي كانت علاقاتهما تشوبها التعكر لاسباب اعلامية، وبهذا ربما ستطول المشاكل و تبقى اية اتفاقية مشابهة لما جرى في الطائف حول لبنان و لحد اليوم تعترف بعض الاطراف اللبنانية بها و لم تعر اخرى اي اهتمام بها .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يتناول الاعلام العربي القضية الكوردية
- الشعب العراقي يصوٌت ودول الجوار تشكل الحكومة !!
- كوردستان و التعامل مع تداعيات العولمة
- الحوار المتمدن منبر اليسار المعتدل
- اعتدال اي قائد قد يضمن ادارته لهذه المرحلة في العراق بنجاح
- الديموقراطية كانجع سبيل للتوجه نحو اللاعنف
- موقف الاتجاهات من ارتكاب الجرائم ضد الحريات العامة في العراق
- ماوراء موقف من يرفض اجراء الاحصاء العام للسكان في العراق
- يسعى الاسلام السياسي لاعادة التاريخ في كوردستان
- عوامل تراجع جماهيرية الاسلام السياسي في اقليم كوردستان
- افتعال الازمات بين السلطة و الاعلام الاهلي في كوردستان، لمصل ...
- اين العلاقات الانتاجية من متطلبات العصر في كوردستان ؟
- التشكك الدائم في التوجهات الفلسفية الجديدةعبر التاريخ !!
- عدم تدخل الشعب عند تاخر تشكيل الحكومة !!
- متى نلمس دور المثقف الحاسم في حل الازمة العراقية الاراهنة ؟
- هل باتت ازمة تشكيل الحكومة العراقية مسالة ربح او خسارة ؟
- كيف يُستاصل العنف و القمع في الفكر السياسي العراقي
- النخب و الجماهير و الاحزاب السياسية في اقليم كوردستان
- كيف نحدد الفروقات الطبقية في اقليم كوردستان ؟
- القصف الايراني مستمر و اقليم كوردستان يحتفي بذكرى موت الخمين ...


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - مابين تلبية مبادرة السعودية و رفضها