أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق الازرقي - التهرب من استحقاقات عقد الجلسات














المزيد.....

التهرب من استحقاقات عقد الجلسات


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 3176 - 2010 / 11 / 5 - 00:36
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يتعرض المواطن العراقي الى مرحلة حرجة وخطرة من حياته وتاريخه، يفقد فيها كل يوم جمعا من أبنائه يسقطون صرعى جلهم من الناس الاعتياديين الأبرياء، ممن لا ناقة لهم ولا جمل من الأوضاع الحالية، التي تتسم بالفوضى وانعدام الأمل بحل المشكلات المتوالدة يوميا، اذ إضافة الى حرمانه من التمتع بخيرات بلده فان قوى خفية تستكثر عليه حتى بقاءه حيا، فتسارع الى حياكة خططها في ليل بغداد الأسحم، لتزهق أرواح اكبر عدد من المواطنين، برغم ان كثيراً منهم بات يتمنى الموت في ظل هذه الحياة القاحلة وانعدام أي رجاء بالتغيير والانتشال من هذا الركام الذي كبر.
و بإزاء هذه الاستباحة اليومية لأرواح الناس ودمائهم، يدخلنا السياسيون، الذين تسنى لهم ان يكسبوا الأصوات في الانتخابات العامة، في متاهات يبدو انها بصدد إغلاق أي طريق للخلاص ووأد أي فرصة للنجاة، فتتسارع تصريحاتهم الى وسائل الإعلام وهي لا تتضمن أي سعي حقيقي لمنح الناس أملا ما؛ بل ان جل تصريحاتهم المسربة الى وسائل الإعلام تتضمن الشكوى من هذه الشخصية او تلك، ومهاجمة هذا الكيان او ذاك، الأمر الذي ضاعت فيه حتى برامجهم الانتخابية ـ إذا كانت لهم برامج ـ وما عاد الإنسان الباحث عن طعام يشبعه وبيت يؤبه بقادر على أن يميز بين البرامج أو أن يجد فرصة لتحقيق مبتغاه البسيط هذا.
وبرغم هذا الموت المجاني والتخبط السياسي، نجد أن قسماً من السياسيين، ولاسيما المنتخبين في الدورة الجديدة، ينعدم لديهم الشعور بالمسؤولية التي منحها لهم الناخب، فيسارعون الى السفر الى بلدان أخرى، في هذا الوقت بالذات، الذي يتطلب وجودهم في البلد، لاسيما مع اقتراب عقد جلسة مجلس النواب، التي حدد الاثنين المقبل، كموعد لها؛ بعد قرار المحكمة الاتحادية في الرابع والعشرين من تشرين الأول الماضي، والذي حدد مهلة أسبوعين لعقد الجلسة، بإلغاء جلسة مجلس النواب المفتوحة، وكأن هؤلاء النواب قد عرفوا مسبقا بقرار المحكمة، وتجنبوا تبعات وجودهم في جلسة المجلس، فسارع أربعون منهم الى شد الرحال الى مكة لأداء فريضة الحج ، وسيتغيبون طبعاً لهذه المدة الطويلة، ونخشى ان جلسة مجلس النواب لن تعقد الا بعودة هؤلاء، وربما يكون ذلك بعد عيد الأضحى وعودة الحجاج وهو ما لا نتمناه.
لقد صدق بعض النواب حين صرحوا في أثناء شهر رمضان الماضي، بأن تشكيل الحكومة سيكون بعد العيد، وعندها قال الناس، ان المقصود بكلامهم هو عيد الأضحى وليس عيد الفطر!، اما الفئة من البرلمانيين، التي ذكرت بأن تشكيل الحكومة سيجري بعد عيد الفطر، فلقد وُجد بعض (الخبثاء) ممن قالوا بأن النواب يعنون عيد الفطر للسنة المقبلة! وكأننا صرنا امام المثل الذي يسأل فيه انسانٌ انساناً آخر عن وقت تحقق امنية له، فيجيبه دلالة على القنوط وانعدام الأمل ( بشهر المابيه جمعه!) أي الشهر الذي يخلو من يوم جمعة، وهو ما لا يوجد طبعا، والمقصود هنا استحالة تحقق امنيته، وهكذا فان حكومتنا ستتشكل بعد عيد الفطر ولكن أي فطر؟!
يذكرنا حج هؤلاء الأربعين عضوا برلمانيا (غير المبرور بحسب دعاء بعض الناس)، برحلة العمرة، التي قام بها بعض أعضاء المجلس إبان مناقشة اتفاقية سحب القوات في دورة المجلس الماضية، وتهربوا من مسؤوليتهم الوطنية والأخلاقية، التي تلزمهم بالتصويت مع او ضد الاتفاقية او اتخاذ الحياد في هذا الجانب، الامر الذي افقدهم ثقة الناخب العراقي الذي لم يصوت لأكثرهم في الانتخابات الأخيرة بعد أن وجد أنهم غير أهل للثقة.
كان على النواب الأربعين أن ينتظروا حتى انعقاد جلسة البرلمان، و الفراغ من مشكلة تشكيل الحكومة، ثم يقرروا السفر الى أي مكان يشاءون، وعلى ذكر الحج كان بإمكانهم ان يؤجلوا حج هذا العام الى العام المقبل، او الذي يليه فهم غير مضطرين لتأدية تلك الفريضة. و يظهر ان المعرقلات تحاول ان تمنع تحقق انعقاد جلسة المجلس الأولى، ونأمل ان لا يعطل سفر النواب للحج والى دول أخرى عقد الجلسة المرجوة.
وبشأن الرواتب والامتيازات التي أخذها أعضاء مجلس النواب، يطالب الخبير القانوني طارق حرب بإرجاع تلك الأموال بأثر رجعي ابتداء من 14 حزيران، لأنهم لا يستحقونها بحسب قوله؛ لعدم انعقاد الجلسات ويقول بهذا الشأن ( قرار المحكمة الاتحادية بإلغاء الجلسة المفتوحة لمجلس النواب العراقي ترتب عليه فقدان صفة العضوية لأعضاء مجلس النواب وبالتالي استرداد جميع ما تسلموه من امتيازات بما فيها الرواتب والمخصصات المالية الأخرى ومخصصات الحماية وبدل الايجار)، ويردف (وحيث ان صفة عضو مجلس النواب قد تقررت بعد أداء اليمين الدستورية في جلسة 14/6/2010 فأن اليمين الدستورية تعد ملغاة هي أيضا، وبإلغاء اليمين الدستورية يعود الأعضاء الى صفتهم الأصلية كفائزين في الانتخابات التشريعية ومواطنين اعتياديين وبالتالي عليهم إعادة جميع المبالغ المتسلمة بعد يوم 14/6/2010 بما فيها الرواتب) ويقول ان المسؤول عن استرداد المبالغ المذكورة هي الجهة الإدارية في مجلس النواب.
ما يهمنا هنا بالذات ان تعقد جلسة مجلس النواب في موعدها المقرر الجديد وان يتوصل في إثنائها المجتمعون ـ مهما كان عددهم ـ الى الإسراع في انتخاب رئيس المجلس ونائبيه، والتمهيد من ثم لانتخاب الرئاسات الأخرى في أسرع وقت كي نضع النقاط على الحروف، وكي نباشر العمل على تشكيل الحكومة الجديدة واختيار الوزراء .. ونأمل أن لا يستغرق الأمر شهورا أخرى ويصح عندها قول المتشائمين!.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محادثات لتشكيل الحكومة أم دوران في حلقة مفرغة؟
- البطالة مصدر للتوترات الاجتماعية و السياسية
- الخارجية العراقية وحاجة المواطن إلى الانفتاح على العالم
- زيارات المالكي لدول الجوار وحاجة العراقيين الى الاستقرار
- بعيداً عن الوطن قريباً من الإقليم
- تقسيم العراق هل هو البديل الأمثل عن الوضع القائم؟
- دعامات القسوة وأزمة الإنسان في العراق الجديد
- معارضة برلمانية قوية .. هي المدخل لاستقرار العراق
- مغاليق السياسة ومفاتيحها
- هل ينفذ مجرمو الآثار بجلودهم؟
- الانسحاب الاميركي .. فرصة لإنقاذ ما تبقى!
- حكومتنا المستحيلة
- أيهما الأولى .. تعديل الدستور أم إعادة الانتخابات؟
- نظرة في القوانين السائدة
- أين الاقتصاد في برامج السياسيين
- و لتأخير تشكيل الحكومة أسبابه!
- أرقام استثمارية كبيرة بنتائج شحيحة
- قبل القمة علينا أن نصلح بيتنا أولا !
- الاستهانة بكرامة المواطن
- مشاريع الإسكان وحصة المواطن


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق الازرقي - التهرب من استحقاقات عقد الجلسات