أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق الازرقي - محادثات لتشكيل الحكومة أم دوران في حلقة مفرغة؟















المزيد.....

محادثات لتشكيل الحكومة أم دوران في حلقة مفرغة؟


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 3172 - 2010 / 11 / 1 - 07:59
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


منذ سبعة اشهر والكرة لم تزل في ملعب ساسة العراق، بل بين أرجلهم يتقاذفون بها أنى شاءوا، ويظهر انها لن تحط الرحال قريبا، لا في ملعب الخصم، ولا بين ايدي المواطن، بعد ان فرغ من قول كلمته، وصوّت لمن صوّت آملا في ان تفضي الانتخابات الى وضع يريحه من معاناته، التي طالت، ويخلصه من حالة الفوضى التي تضرب إطنابها في جميع مفاصل البلد.
ويبدو ان سياسيي العراق ليسوا في عجلة من أمرهم، فداوموا على مبادلة الكرة فيما بينهم، والدوران في حلقة مفرغة استطالت كثيرا، ولم يعد بالإمكان التوافق معها، اذ المواطن ليس مثلهم قطعا، فهو في عجلة من أمره، ولن يطيق صبراً على تأجيل حاجاته التي يفتقر إليها، التي تكاثرت بفعل الأداء غير الفاعل للمؤسسات الحكومية.
أما الآن، وقد حطت كرتنا الرحال في اربيل تارة وفي بغداد تارة أخرى، بأمل اجتماع الأطراف المعنية، والخروج بقرار جريء وحاسم، بعقد جلسة مجلس النواب وإدامتها، حتى التوصل الى انتخاب الرئاسات الثلاث، وتكليف احد المرشحين بتأليف حكومته؛ فإننا سمحنا لأنفسنا ان تتنفس بعض الأمل، عسى ان تصل بنا اللقاءات والحوارات الى نتيجة مقبولة. ونحن قطعا نستبشر خيرا، ولا نريد ان نستبق الأحداث و ما تنتج عنه المفاوضات، غير ان لنا الحق في ان نشخص جملة امور، اقترنت بالخلل الذي يطول مجمل الحراك السياسي، والذي يشتط بالمسار الى منحنيات لا تمثل الهدف المطلوب لتحقيق رغبات الناس، وهي المعول عليها في الحكم على الفائدة المرجوة من مثل تلك التحركات.
لم يستطع السياسيون، إلا أن يختلفوا على مكان الحوار وعلى طبيعته، مثلما اختلفوا او حاولوا الاختلاف في كل شيء، فهم اولا انقسموا بين مؤيد لعقد الحوارات في اربيل وبين مطالب بعقدها في بغداد، ونسوا ان المكان لا يعني شيئا، اذا صدقت النيات، وإذا كان لمصلحة المواطن الاعتبار الاول في سلم اهتمامهم ، وثانيا فانهم يثابرون بالحمية ذاتها والحماسة نفسها حين يظهرون في الفضائيات ووسائل الاعلام الاخرى فيتكلمون كلاما غريبا لن يسمن من جوع.
هاكم ما يقوله احد الساسة المتنفذين في قائمة كبيرة، يتوقع ان يتسلم رئيسها رئاسة الحكومة، اذ يتحدث عن جميع القضايا التي يرى انها مهمة (وهي فعلا مهمة)، و ينسى ركنا اساسيا في معادلة الوطن والمواطن، حين يهمل بصورة كاملة وضع الناس المعيشي والاقتصادي والخدماتي، اذ انه يتحدث عن اتفاق تحالفه مع كتلة اخرى بالقول، انه جرى الاتفاق معها على (برنامج وطني يتألف من 25 نقطة تضمن تشكيل حكومة شراكة وطنية فاعلة ..) ويسرد تلك النقاط الخمس والعشرين، ولن نجد من بينها اي اعتبار لهموم المواطن التي يفترض الاتفاق عليها في ظل اي برنامج حكومي مقبل.
من ضمن النقاط على وفق ما جاء في تصريحه (الالتزام المطلق بالدستور وأن يكون مرجعا لكل الخلافات، الالتزام الكامل بمحاربة الإرهاب والعنف، تشكيل المجلس الوطني للسياسات الاستراتيجية، حصر السلاح بيد الدولة فقط، التصدي من قبل الفرقاء السياسيين كافة لأي عمل خارج إطار الدولة وشرعيتها، استكمال مشروع المصالحة الوطنية ..)، واهدافا اخرى لن نجد ـ على اهميتها ـ من بينها ما يتعلق بحياة المواطن والرفع من شأنه والسعي الى تحسين مستواه المعيشي، وبناء البلد وتلبية الخدمات.. ويتحدث النائب ذاته في السادس والعشرين من تشرين الاول وقبل يوم من اجتماع اربيل فيقول (اجتماع يوم غد سيكون الحديث فيه لترطيب أجواء العلاقات بين قادة الكتل السياسية التي أصيبت بتشنج في الآونة الأخيرة)، ويشير الى ان الاجتماع لن يناقش المناصب السيادية. فإذا كان الاجتماع لمجرد ترطيب الأجواء فما نفعه إذن، بعد ان اجتزنا الربيع منذ الانتخابات في آذار، وعبرنا الصيف الحار الجاف، وها نحن مقبلون على الشتاء، ترى ألا يفترض اننا رطبنا الأجواء قبل حلول الشتاء! وهل ننتظر نهاية الشتاء من دون تشكيل الحكومة لنقوم بتدفئتها من جديد؟!
برغم اننا لا نروم مقارنة وضعنا بوضع دولة أخرى مثل بريطانيا، التي تمتاز بترسخ ديمقراطيتها العريقة، فان لنا الحق في ذلك للاقتداء بتجارب الشعوب واختصار المسافات التي تقودنا الى ركب التحضر. فعندما لم تحقق الانتخابات البريطانية الأخيرة للأحزاب المتنافسة اي فوز حاسم يؤهلها لتشكيل الحكومة، وعندما جرت المفاوضات بين حزب المحافظين و حزب الديمقراطيين الاحرار على عقد تحالف لتشكيل الحكومة، اعلن زعيم الديمقراطيين ان البرنامج المشترك عنوانه ("التحالف - برنامجنا للحكومة"، يمكن أن يعرف بثلاث كلمات "الحرية والإنصاف والمسؤولية").
وأقسم على تحويل بريطانيا إلى الأفضل، مؤكدا على أنه سيكون هناك برنامج إصلاح "جذري" على الرغم من قلة الأموال بحسب تعبيره. اما مشتركات التحالف فكانت واضحة لا غموض فيها، ومعظمها اذا لم نقل جميعها كانت تتعلق بحياة المواطن البريطاني والحرص على حياته وكرامته، ومما ذكر ابان تحالفهما (أن حزبي المحافظين والديمقراطيين متفقان على أن محاربة العجز هي أولويتهم الأولى). وتنص الوثيقة المشتركة (على التفاصيل التي تم الاتفاق بشأنها مع كبار موظفي الخدمة المدنية في مجالات البنوك، الحريات المدنية، الدفاع، البيئة، العلاقة مع أوروبا، الهجرة، الرعاية الاجتماعية والإصلاح السياسي).
وبرغم وجود قضايا أخرى كبيرة لم تحسم في بريطانيا، ومنها قضية الجيش الجمهوري الايرلندي السري، ومطامح ايرلندا الشمالية بالانفصال، فان برنامج التحالف لم يركز عليها بل ركز على الأمور التي تخدم المواطن في أرجاء المملكة المتحدة كافة ومنها ايرلندا، وإذا كان ثمة مفاوضات تجري مع الجيش الجمهوري بهذا الشأن، فانهم أبقوها بعيدا عن اهتمامات برنامجهم في هذه المرحلة، التي تتطلب الأفعال وليس الأقوال.
اننا نأمل ان يستقيم أمر سياسيينا، كي ينظروا للأمور بعين سياسية حصيفة وحريصة، اي ان يضعوا المواطن وهمومه على سلم أولوياتهم، في التباحث بشأن تشكيل الحكومة، والبرامج الحكومية، اذ ان امورا مثل هذه لو جرى التركيز عليها فإنها تعيد الثقة للمواطن في سياسييه وفي بنائه الجديد، وسيدفعه ذلك الى تحمل الصعاب انتظارا للخلاص. وفيما يتعلق بمساعي تشكيل الحكومة، فان النقاشات يجب ان تتركز الآن على الإجراءات العملية لتشكيلها وانتخاب الرئاسات، وليس الاكتفاء بمناقشة المشكلات والسعي لترطيب الأجواء التي هي باردة ورطبة أصلا!.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البطالة مصدر للتوترات الاجتماعية و السياسية
- الخارجية العراقية وحاجة المواطن إلى الانفتاح على العالم
- زيارات المالكي لدول الجوار وحاجة العراقيين الى الاستقرار
- بعيداً عن الوطن قريباً من الإقليم
- تقسيم العراق هل هو البديل الأمثل عن الوضع القائم؟
- دعامات القسوة وأزمة الإنسان في العراق الجديد
- معارضة برلمانية قوية .. هي المدخل لاستقرار العراق
- مغاليق السياسة ومفاتيحها
- هل ينفذ مجرمو الآثار بجلودهم؟
- الانسحاب الاميركي .. فرصة لإنقاذ ما تبقى!
- حكومتنا المستحيلة
- أيهما الأولى .. تعديل الدستور أم إعادة الانتخابات؟
- نظرة في القوانين السائدة
- أين الاقتصاد في برامج السياسيين
- و لتأخير تشكيل الحكومة أسبابه!
- أرقام استثمارية كبيرة بنتائج شحيحة
- قبل القمة علينا أن نصلح بيتنا أولا !
- الاستهانة بكرامة المواطن
- مشاريع الإسكان وحصة المواطن
- (إجه ايكحلهه عِماها)!


المزيد.....




- ماذا قالت المصادر لـCNN عن كواليس الضربة الإسرائيلية داخل إي ...
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل
- CNN نقلا عن مسؤول أمريكي: إسرائيل لن تهاجم مفاعلات إيران
- إعلان إيراني بشأن المنشآت النووية بعد الهجوم الإسرائيلي
- -تسنيم- تنفي وقوع أي انفجار في أصفهان
- هجوم إسرائيلي على أهداف في العمق الإيراني - لحظة بلحظة
- دوي انفجارات بأصفهان .. إيران تفعل دفاعاتها الجوية وتؤكد -سل ...
- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق الازرقي - محادثات لتشكيل الحكومة أم دوران في حلقة مفرغة؟