ميكائيل أنجلو دي لودوفيكو

باسم العوده

الحوار المتمدن-العدد: 3171 - 2010 / 10 / 31 - 00:05
المحور: الادب والفن
    

ميكائيل أنجلو دي لودوفيكو
رسام السيستاين وفنان عصر النهضة
ترجمة باسم العودة

عموما يعرف ب(ميخائيل أنجلو) رسام عصر النهضة الايطالية ، نحات ، مصمم ، مهندس و شاعر ، كان شخصا يمتلك تعددية في فروع المعرفة التي أخذها وهذه المعرفة أهلته ليكون المنافس الأول لرجل عصر النهضة ، كانت قدراته في كل المجالات خلال حياته الطويلة مذهلة واستثنائية . طبقا إلى مجلد مراسلاته المحضة ، تخطيطاته وذكرياته التي بقيت حية تؤخذ بقيمتها فأنه الفنان الأعظم المدعوم بالوثائق خلال القرن السادس عشر . عملان من أعماله العظيمة الفنية (بيتا) و (ديفيد) كانتا أعمالا نحتية نحتهما قبل أن يصل الثلاثون من العمر بالرغم من اعتقاده الفني كان في بداياته , كذلك قام بعملين من الجص أثرت في تاريخ الفن الغربي (مشاهد من التكوين) رسمت على السقف و (يوم القيامة) على جدار مذبح كنيسة السيستاين في روما . وكمهندس معماري تميز أنجلو بأسلوب مذهبه الفني الايطالي عندما صمم (مكتبة لاورن تاين) وفي عمر الرابعة والسبعون تلى (انطونيو داسانكالو) كمصمم لكنيسة القديس (بيتر) وقد غير التصميم وفي النهاية بنيت على تصاميم (انجلو) . ولأجل إظهار مقدرته الفنية كان أول فنان غربي تكتب سيرة حياته وهو على قيد الحياة ، وكتبت سيرتان لحياته واحدة منهما كانت من قبل ( جورجيو فاساري) والذي قال في بعض منها - بأن (أنجلو) كان ذروة الإنتاج الفني منذ بداية عصر النهضة وان وجهة نظره استمرت لتمتلك الانتشار في التاريخ الفني لقرون عديدة ، كذلك أطلق عليه اسم (ديفينو) ومعناه الواحد القدسي . ((Terribilita واحدة من روائعه وكانت اكثر إعجابا من قبل معاصريه تعبر عن خشية إحساس الخلق . كانت هناك محاولات فنانين لاحقين لتقليد ومحاكاة أسلوب (أنجلو) الشخصي المتقد بالعاطفة وكانت النتائج متكلفة جدا ، وهي حركة فنية رئيسية في الفن الغربي بعد عصر النهضة . السادس من آذار لعام 1475 ولد (ميكائيل أنجلو دي لودوفيكو) في بلدة (كابرس) غرب (أزيرو) توسكاني ، كانت عائلته تعمل بالصيرفة على نطاق ضيق في فلورنسا ، والده اخفق في المحافظة على أمور البنك المالية وفي وقت ولادة (أنجلو) كان والده المدير القضائي للبلدة الصغيرة (كابرس) والمدير المحلي لبلدة (جيوسي) . أمه (فرانسيكا دي نيري) وفي هذا الوقت أيضا عادت العائلة إلى فلورنسا حيث تربى هناك . في الوقت اللاحق وإثناء مرضه الطويل ووفاة أمه حيث كان عمره سبع سنوات ، عاش (انجلو) مع حجّار (قاطع احجار) ومع زوجته في بلدة (سكتنانو) حيث امتلك والده مقلع للرخام ومزرعة صغيرة . (جورجيو فاساري) أقتبس الكثير من (أنجلو) وفي أحدى كلماته – إذا كان شيء جيد في داخلي فهو بسبب كون ولادتي في جو مهذب رقيق في بلدتك (آريزو)وسوية مع حليب مرضعتي استلمت الموهبة لمعالجة الأزميل والمطرقة الذي به اخلق أشكالي – بعد ذلك أرسله والده لدراسة النحو مع الإنساني (فرانسسكو هايوربينو) في فلورنسا عندما كان شابا ولم يرى الفنان الشاب فائدة من دراسته لكنه استفاد من نسخ اللوحات التي كانت مرسومة في الكنيسة . في سن الثالثة عشر عمل كصبي متمرن مع الرسام (دومنيكو جير لاندو) . وكان حاكم فلورنسا في ذلك الوقت أي في عام 1489 (لورانزو دي مدسي) الذي طلب من (جيرلاندو) أن يرسل له أجود تلميذين عنده ، فأرسل (أنجلو و فرانسسكو كراناكسي) من عام 1490-1492 حضر أنجلو الأكاديمية الإنسانية والتي وضع فيها (مدسي) الخطوط الأفلاطونية الطويلة ودرس فن النحت تحت إشراف (برتولدو دي جيوفاني) وفي الأكاديمية كان فن ووجهة نظر(انجلو) موضوعين خاضعين لتأثير العديد من الكتاب والفلاسفة بضمتهم (أنجلو بوليزاينو ، مارسيليو فيسينو ، بيكو ديللا) وفي هذا الوقت قام (أنجلو) بنحت ((Madona of the Steps 1490-1492 و (معركة الكائنات الخرافية) والعمل الثاني كان مبنيا على فكرة رئيسية اقترحت من قبل (بوليزاينو) . عام 1492 كانت وفاة (لورانزو دي مدسي) وقد جلبت إلى (أنجلو) انعكاسا وانقلابا في حياته حيث ترك قصر (لورانزو) بعد إن كان كفيلا له ورجع إلى بيت أبيه . في الأشهر اللاحقة عمل المنحوتة الخشبية (المصلوب) 1493 كهدية إلى رئيس دير كنيسة ( فلورنتين) والذي أتاح له فرصة دراسة علم التشريح على بعض جثث الموتى في مستشفى الكنيسة . بعدها اشترى كتلة من الرخام الكبير وعمل عليها تمثال (هرقل) بالحجم الطبيعي والذي أرسله إلى فرنسا حيث اختفى بعض الوقت من القرن السابع عشر . بعد حدوث الاضطرابات السياسية وطرد (مدسي) من فلورنسا ترك (أنجلو) المدينة وكانت وجهته الأولى (فينيسيا) وبعدها إلى (بولوكان) وهناك كلف على نقش الأشكال الصغيرة لضريح القديس (دومنيك) وقد كرس كل وقته للعمل في الكنيسة . نهاية عام 1494 كانت الحالة السياسية في فلورنسا أكثر هدوءا فقد كانت المدينة تحت تهديد فرنسا وان الملك (تشارلز (V111 عانى الكثير من الهزائم ، عاد (أنجلو) إلى فلورنسا ثانية ولم يقوم بأي عمل ، وكانت المدينة الجديدة تحت حكم (سافونورولا) وخلال نصف سنة قام بنحت تمثالين (ولد المعمدان جون) و ( كيوبيد) اله الحب عند الرومان القدماء وقد أهداهما إلى خليفة (لورانزو)الذي طلب منه أن يخفيهما لأجل إرسالهما إلى روما لأجل الحصول على مبالغ عالية جراء بيعهما كأعمال كلاسيكية ، لكنهما خدعا من قبل السمسار حيث بيعت هذه الأعمال إلى الكاردينال ( روفائيل رياريو) الذي بدوره اكتشف حيلة السمسار وقد أعجب بألاعمال كثيرا مما دفعه إلى دعوة الفنان إلى روما . وصل (أنجلو) إلى روما 25 حزيران من عام 1496 وعمره إحدى وعشرون سنة ، وفي الرابع من تموز من السنة نفسها بدأ العمل بتكليف من الكاردينال (روفائيل) بنحت تمثالا إلى (باخوس) اله الخمر عند قدماء اليونان بالحجم الطبيعي وقبل الانتهاء من العمل رفض العمل من قبل الكاردينال بعدها كان التمثال بين مجموعة تماثيل المصرفي (يعقوب كالي) الموجودة في حديقته . عام 1499 كان رجوع (انجلو) إلى فلورنسا ، وجد تغييرا في الجمهورية بعد سقوط الكهنة مقابل عصر النهضة وظهور ((Gonfaloiere. طلب منه قنصل طائفة (وول) إكمال مشروع غير منتهي ابتدأ العمل به قبل أربعون سنة من قبل (أوغسطين دي ديوكسيو) وهو عبارة عن تمثال هائل يصور ( ديفيد) كرمز لحرية (فلورنتين) ويوضع في ميدان (ديلا سكنوريا) امام (بالازو) . التزم (أنجلو) بإكمال العمل عام 1405 ويعتبر هذا العمل من أشهر أعمال (أنجلو) ، بدأ بنحت هذا العمل النادر على كتلة من حجر الرخام الكبيرة حصل عليها من محاجر بلدة (كرارا) ، وجاءت أهمية هذا التمثال من (ميخائيل) كنحات يمتلك مهارة فنية وتقنية استثنائية عالية وقوة خيال رمزي ، أيضا خلال هذه الفترة رسم العائلة المقدسة والقديس جون ، وتعرف هذه اللوحة أحيانا ((Doni Tondo كذلك رسم (مادونا والطفل مع يحيى المعمدان) والتي تعرف ب(مانشستر مادونا) وهي ألان في صالة المعرض الوطني لندن . عام 1505 دعي (أنجلو) إلى روما من قبل البابا المنتخب حديثا (بوب يوليس الثاني) حيث اسند إليه بناء قبر البابا تحت رعايته ، ابتدأ العمل في القبر بعدها رأى (أنجلو) أن يتوقف عن العمل وذلك لانجاز مهام كثيرة تخص العمل حيث أن الميزة الرئيسية في العمل هو تمثال موسى النبي والذي لم يصل إلى قناعة الفنان بعد . هذا القبر موجود في كنيسة القديس (بيتر) في روما ، وفي نفس السنة تسلم (أنجلو) عمولة لرسم سقف كنيسة ( السيستيان) التي استغرق فيها العمل حوالي أربع سنوات ابتداء من عام 1508-1512 . في البداية كلف برسم اثنا عشرة من الرسل قبالة سماء مرصعة بالنجوم لكن هذا التصميم ضغط بشكل آخر أكثر تعقيدا حيث أخذت تمثل .. الخلق , هبوط آدم , موعد الانقاذ من قبل الأنبياء و علم انساب السيد المسيح ، كان هذا العمل جزء من مشروع ضخم للديكور الموجود داخل الكنيسة الذي يرمز كثيرا إلى تعاليم المذهب الكاثوليكي للكنيسة ، في آخر الأمر كان تركيب هذا المشروع الفني أكثر من ثلاثمائة شكلا وفي مركزه سلسلة أحداث مترابطة من كتاب سفر التكوين وهذه السلسلة تقع في ثلاث مجموعات .. خلق الله للأرض , خلق الطبيعة البشرية ممثلة بنوح وحواء و خلق البشر وسقوطهم من نعمة الله . في الزوايا هناك مثلثات ركنية متصلة بالسقف رسم عليه اثنا عشر من الرجال والنساء ومن المتنبئين بمجيء المسيح ، سبعة أنبياء من بني إسرائيل و خمس كاهنات نبوئيات من العالم القديم ، من أشهر رسوم السقف خلق آدم ، آدم وحواء في جنة عدن ، الفيضان العظيم ، اشعيا النبي وكاهنة كومائين . أما نوافذ الكنيسة فكان نصيبها الفني هو رسم أسلاف السيد المسيح . عام 1513 توفي (يوليوس بوب) خلّفه (بوب ليو الخامس) وهذا الأخير كلف (أنجلو) بإعادة بناء واجهة كنيسة (سان لورينزو) في فلورنسا ، وافق الفنان بتردد وأمضى ثلاث سنوات في وضع التصاميم لهذا المشروع بالإضافة إلى ذلك محاولاته لفتح مقلع رخام جديد لتموين المشروع , وقد تعرض (أنجلو) إلى إحباط في عمله حيث أوقف العمل بسبب الضائقة المالية التي تعرض لها المشرف المالي للعمل قبل أن يحقق أي شيء ملموس من العمل وبقيت واجهة الكنيسة مفتقرة لترميم واجهتها إلى يومنا هذا . رجع (مدسي) مرة أخرى واتفق مع (أنجلو) على عمل مهيب ضخم كمصلى جنائزي عائلي في كنيسة (سان لورينزو) واستمر العمل من سنة 1520 – 1530 وكان مدركا بأن العمل غير متكامل وهذا خير مثال على تكامل رؤية الفنان النحتية والمعمارية منذ أن قام بنحت الأجزاء الرئيسية بالإضافة إلى الشكل الداخلي للمبنى وكان قبر ابن (لورينزو) عبارة عن قبرا عاديا غير منتهيا على احد الجدران الجانبية لمبنى المصلى وتظهر في المصلى اللوحة الخالدة (يوم القيامة ، القديس بارثالميو) الذي يشاهد حاملا سكينا لعذابه العظيم ويمكن تمييز وجهه كوجه (أنجلو) . آخر أعمال (أنجلو) التماثيل الجصية على جدار كنيسة السيستاين والتي كلفه بها (بوب كليمنت السابع) والذي توفي مباشرة بعد اتفاقه على المشروع ، استمر (أنجلو) في العمل عام 1534 وأنجزه عام 1541 وهذا العمل الفني كان ضخما هائلا لأنه يغطي الجدار الواقع وراء مذبح كنيسة (السيستاين) بأكمله ، يصور هذا العمل العودة الثانية للسيد المسيح وسفر الرؤيا حيث أرواح البشر ترتفع وتذهب إلى مصائرها المختلفة كحكم من قبل السيد المسيح الذي يظهر محاطا بالقديسين . في هذا العمل ظهرت بعض الرسوم عارية لذا كان عليها اعتراض واعتبرت أعمالا مدنسة ولا يليق وجودها في المصلى البابوي . الكاردينال (كرافا) و (مونسكنر) سفير مانتوا قاما بحملة على إزالة هذه الرسوم ومنع أية رسوم من هذا النوع ، مقابل هذه الحملة كان (البابا) مقاوما لهذه الحركة وبعد موت (أنجلو) صدر قرارا بحجب الأعضاء التناسلية في الأعمال الفنية (Pictura in Cappella Ap. Ca coopriantur) . قام أحد تلاميذ (أنجلو) (دانيال فولتير) بعد تكليفه بتغطية هذه الأجزاء التي تظهر في بعض التماثيل بواسطة سروال داخلي قصير ، وعندما أعيد ترميم هذه الأجزاء عام 1993 بقيت آثار (دانيال) ولم ترفع كوثيقة تاريخية وبعض القطع قشطت من قبله كي يضيف الحشمة على هذه القطع النادرة . عام 1546 عين (أنجلو) كمهندس معماري لكنيسة القديس (بيتر) في الفاتيكان وقام بتصميم القبة لكن القديس كان قلقا من موت (أنجلو) قبل الانتهاء من العمل ، بدأ العمل وأنهى القسم الأسفل للقبة وحلقة العامة ، وما تبقى كان سهلا لإتمامه ...

#باسم_العوده (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات