أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رعد الحافظ - تجسيد الشخصيّة المُقدّسة .. فنيّاً















المزيد.....

تجسيد الشخصيّة المُقدّسة .. فنيّاً


رعد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3169 - 2010 / 10 / 29 - 21:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مكالمة هاتفية مع صديقي / آيار العراقي , أخبرني عن موضوع فنّي ربّما يتم قريباً في كردستان العراق وهو / إنتاج فلم سينمائي , يجسّد حياة الزعيم الكردي الشهير / مُلا مصطفى البارزاني .
وكعراقيين تشغلهم السياسة أكثر من أيّ شيء تطوّر حديثنا , الى جدوى تجسيد شخصية أيّ زعيم أو قائد ديني أو خليفة أو حتى نبي , في عمل فنّي .
وهل هناك علاقة لهذا الموضوع مع فكرة التجلي و التجسّد للإله بصورة بشر كما تؤمن بها بعض الديانات الفضائية والفلسفية ؟ كالمسيحية والهندوسية ؟
****
في الواقع , لا داعي لنقاش الفارق في التأثير على المتلقي بين العمل الفنّي سواءً كان فلماً سينمائياً أو مسرحية أو دراما تلفازية من جهة ,
وبين قراءة مقال أو حتى كتاب ,عن شخصية تأريخية معيّنة .
ولتوضيح الفكرة , علينا أن نعترف أولاً أنّ الأعمال الفنية سواءً كانت سينما أو مسرح أو دراما , تطوّرت مع الزمن حتى غدت رافداً مهماً للثقافة الإنسانية الشعبية , تمنح المتلقي خلال ساعة أو ساعتين مثلاً , كميّة من المعلومات والمشاعر ما تعجز عنهُ مجلدات من الكتب .
أنا شخصياً , كنتُ في شبابي أحبّ قراءة الكتب الدينية , وكذلك عن الحرب العالمية الثانية ,
قبل أن تتحوّل قراءاتي الى ميخائيل نعيمة وماركيز وجورج أورويل وعلي الوردي .. ما علينا
كنتُ في كل تسوّق من شارع المتنبي لمجموعة كتب , يكون حتماً بينهم واحداً عن تلك الحرب الكونية التي غيّرت مجرى التأريخ , فعلاً وليس قولاً !
اليوم بعد ثلاثين عاماً لا أتذّكر من تلك الكتب أكثر من الأفلام التي شاهدتها عن نفس الموضوع واللقطة التي تخطر في بالي مباشرة عند الحديث عن تلك الحرب هي حركات وخطب جورج باتون عندما يستفز جنوده على مهاجمة العدو ويندفع أمامهم كالمجنون وسط خطوط العدو بلا حماية كافية ,
وكأنّه يذكرنا بفرسان القرون الوسطى وبسالتهم !
بالمقابل كنتُ لا أميل الى قراءة الكتب الإشتراكية والماركسية وما شابه , بحكم التوجّه والتربية الدينية المتزمتة للعائلة .
لكن فلم واحد عن الموضوع , وهو دكتور شيفاغو , تأليف / بويس باسترناك وبطولة عملاق السينما / عمر الشريف ,جعل أحداث ثورة إكتوبر الإشتراكية وتداعياتها وما رافقها من نجاحات ومآسي ومظالم , كلّها شبه محفورة في ذاكرتي اليوم .
لا أناقش هنا صحّة المصادر والمعلومات في الثقافة .
فقد يعترض مؤدلج ما ويقول , مصادركَ واهية , أو غربية كافرة , أو إمبريالية صهيونية , لذلك أفكاركَ تبعتها , لأنّك لم تعتمد أمهات الكتب الماركسية لتقترب منها أكثر وتعرف الحقيقة .
في الواقع هذا هو بيت القصيد من مقالي اليوم , مَنْ يؤثّر أكثر في المتلقي ؟
عملياً كم قاريء في العالم للكتب اليوم مقابل كم مُشاهد للسينما والمسرح والتلفاز وفيديو النت ؟
أنا بالطبع أشجع القراءة ولن أصف قراءتي اليومية لأنّها بالتأكيد ستبدو مبالغة غير مستحبّة .
لكن لو بالغنا وقلنا يوجد مليون قاريء يومي للكتب , فمقابل ذلك هناك أكثر من مليار مشاهد تلفازي يومياً .. صح ؟
الفرق واضح ولا مجال للمناقشة فيه .
حتى أنّ / د. طارق حجي في جوابهِ عن سؤال في برنامج / خاص جداً , والذي تقدّمهُ الإعلامية الجميلة / عزّة مصطفى ,
وكان السؤال من صديق محّب لهُ , يلومه على قلّة أعمالهِ الصحفية مؤخراً والكتابة عموماً وسبب ذلك ؟
فأجاب / أنّ الوقت تطوّر , وهو مقابل الإقلال في الكتابة , زاد من اللقاءات والندوات التلفازية .
وقال نصاً : كم قاريء سيقرأ كتاب لي أو لغيري ؟ ألف ؟ عشرة آلاف ؟
لاحظوا أنّ عدد المشاهدين في مصر وحدها يصل الى 30 مليون مثلاً !
وتحدّث عن تغير الزمن وتطوّر الأساليب والنشر في المواقع الإلكترونية ,
وذكرَ موقعنا الحبيب / الحوار المتمدن , الذي يكتب فيه وأنّ هناك أكثر من ربع مليون قاريء لمقالاتهِ !
****
ما أريد جلب إنتباهكم إليه أحبتي , هو تطوّر الزمن ومعهُ كل الوسائل ومن ضمنها المعرفة .
لا أناقش اليوم من هو الأصدق ؟ ( وسوف أتناول ذلك لاحقاً ) , لكنّي أناقش من هو الأوسع تأثيراً ؟؟؟
وفي الواقع لو كانت هناك ضوابط معقولة على الإنتاج الفني وجهات رقابية للسيناريو والحوار والمادة التأريخية وجهة مُتخصصة , تُجيز النصّ بعد مراجعة محترمة , فإننا سوف نأمن جانب التجنّي والكذب والتزوير في المعلومات و التأريخ .
وسوف نفوز بمتعة المشاهدة المركزة للفعل والحدث أو الثورة أو الحرب الفلانية , بل سوف تُحفَر تلك المشاهد في عقول المشاهدين لسنوات طويلة وربّما تقود إتجاهاتهم الفكرية لاحقاً .( تذكرتُ قصّة / حسن البنّا من خلال مُسلسل / الجماعة , في رمضان الفائت ) .
هل هناك داعٍ لمزيد من النقاش في مَنْ يؤثر أكثر ويصل أسرع الى الناس ؟
بالطبع العمل الفنّي بأنواعهِ يصل أسرع من الكتابة .
الكتابة نفسها جزء من ذلك العمل الفنّي , حيث يتبعها الإنتاج والإخراج وتجسيد الشخوص وغير ذلك ممّا يقوم بهِ المختصون في تلك الصناعة ,
طبعاً هي صناعة سينمائية !
هل يستطيع أحدنا نسيان أفلام عن غاندي أو جنكيز خان أو حمزة بن عبد المطلب أو لورنس العرب أو پيرون أو عن مشاهير الفن
أو حتى عن الأنبياء إبراهيم ونوح والسيّد المسيح ؟
بل حتى هناك أفلام من إنتاج دول إسلامية كإيران عن النبي يوسف والسيدة مريم والإمام علي وأبنائهِ , وغيرهم .

****
سأنتقل الآن الى ملخص مادار من حوار في الحلقة الأخيرة من برنامج / مصر النهاردة
عن نفس الموضوع أيّ / تجسيد الشخصية المقدسة .
سألَ خيري رمضان / ما المانع من تجسيد شخصية عمر بن الخطاب أو سيدنا أبا بكر أو عثمان أو علي , أو حتى النبي نفسه ؟
الضيفين كانا مختلفينِ طبعاً !
الأول علماني , وافق وشجّع الموضوع وتحفّظ على تجسيد الأنبياء فقط دون غيرهم لقدسيتهم الخاصة , وذكرّنا بلقطة ( الگلوب ) بدل النبي سابقاً .
وقال : إنّ تجسيد الشخصية المقدسة , ضرورة تتماشى مع الزمن .
وكون العالم سائر دون إنتظار قرارنا , وحتى المسلمين الذين يرفضون تلك الأعمال يشاهدونها في سرّهم ونجواهم ,
ولا يحتاج منّا الأمر سوى الأعلان والإعتراف بهِ خصوصاً لعدم وجود نص ديني يُحرّم ذلك ,
كون الدراما مثلاً لم تكن معروفة زمن إختراع الأديان بأنواعها , فلم يُعالجها أو يتطرق لها نص ديني قديم . ( يعني مفيش عدّة أصلاً ) !
الرأي الثاني ,عارض بشدّة تجسيد الشخصية المقدسة , ووافق على مضض على ظهور صوت الشخصية فقط دون شكلهِ وهيئتهِ ,
وتسائل كالعادة , لماذا هذا الموضوع وفي هذا التوقيت بالذّات ؟
****
وأنا أتسائل بدوري : كم واحد منّا يتذكر لورنس العرب وأعمالهِ لولا ذلك الفلم الشهير ؟
وكم إنسان تأثّرَ بلقطات تعذيب وصلب السيّد المسيح وتعاطف معهُ ؟
وكم مُسلم عرف حمزة وبطولتهِ وشجاعتهِ قبل فلم الرسالة ؟
ثم مالفرق بين الخميني مثلاً وعدوّه معاوية وقريبهِ عثمان ؟
أليس الثلاثة حكموا بإسم الإسلام ؟ وخاضوا حروباً وإستأثروا بالسلطة ؟
فلماذا نقبل بتجسيد إثنين منهم ولا نرضى بتجسيد الثالث ؟

تحياتي لكم
رعد الحافظ
29 إكتوبر 2010



#رعد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هو موسم الفضائح ؟
- العراقيّون , آخر المتفاجئين من ويكيليكس
- وثائق ويكيليكس , تدين الجميع
- السويد , قرنين من التطوّر
- آراء القرّاء في بؤس النقاب
- النقاب .. رداء الكراهية
- فيفا تشيلي , إنتصرت سياسة المحبّة
- من تعليقات القرّاء / تكاليف جديدة للتديّن
- تكاليف التديّن على الدخل القومي العربي
- في الذكرى العشرون للوحدة الألمانية / دروس وعِبّرْ
- هل حكومة إسرائيل جادة في السلام ؟
- الجيل الثالث من عائلة كيم سونغ , يحكم الدولة الستالينية
- معلمي الأوّل / علي الوردي , مازالَ حاضراً
- إنتخاباتهم .. وغناؤنا
- الليبراليون يفهمون الحياة جيداً
- حملة عقلانية ضدّ الكراهية
- كيف نوقف حرقَ المصحف ؟
- الحوار المتمدّن يقود الى المحبّة
- ملاحظات حول التعليقات / في مقالة شامل عبد العزيز
- التصميم العظيم / كتاب جديد ل ستيفن هاوكينج


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رعد الحافظ - تجسيد الشخصيّة المُقدّسة .. فنيّاً