أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - هل الجياع في أمريكا أحق من جياع العرب بأموال النفط؟














المزيد.....

هل الجياع في أمريكا أحق من جياع العرب بأموال النفط؟


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3169 - 2010 / 10 / 29 - 15:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


باسلوب الخجول من نفسه والمستسلم لارادة أسياده وبؤسه وهزيمته، تناولت بعض الأقلام العربية والفضائيات نبأ صفقة العصر اذا جاز تسميتها بين الولايات المتحدة وبين عشيرة (بني عنيزة) المسيطرة على مقدرات الحكم في معظم الجزيرة العربية منذ ثمانية عقود.
اعترف الجميع أن ريع هذه الصفقة 60 الف مليون دولار، انه منبع رهيب بالنسبة لعشرات الدول في العالم خاصةً في أسيا وافريقيا وأمريكا اللاتينية، أهميته أنه لم يستثمر في اقامة مشاريع تنموية أو اطعام الجوعى في العالم ومن ضمنهم الدول العربية بل سيتم اضاعته مقابل شراء كميات من الأسلحة لا أحد يعرف تفاصيلها لأنه غالبيتها ستبقى ارقاماً وهمية أو خرداوات تحتضنها المخازن في صحراء الدهناء والربع الخالي وجبال جيزان ونجران، نعم أطنان من العملات الورقية والمعدنية تعبث بها زمرة لها عالم أخر يختلف عن عالمنا تقدمها بمثابة جزية لحكومة اوباما المفلسة أحد المغضوبين عليهم حسب الأية الكريمة وأين المسلم حسين لعله يستطيع الوقوف على أرجله وشراء ذمم المواطنين الأمريكان الذين فقدوا ثقتهم به رغم أنه رئيس أبيض بوجه أسود بجرائمه وأعماله ودعمه لاسرائيل.
هذا الجبل من الدولارات يعبث به ملك السعودية الخرف الأمي دون أن يعرف قيمتها ودون ان ينضح جسده الواهن نقطة عرق في جمعها، هذه الصفقة بالنسبة له لا تختلف عن السيوف والقلائد الذهبية والمجسمات التي قدمها ولا يزال يقدمها لكبار الساسه في أمريكا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا، ان المال كالأرض من ملكها بدون جهاد واجتهاد يهون عليه التفريط بها.
لقد عقدت السعودية في الماضي القريب والبعيد صفقات لشراء الأسلحة من كل من بريطانيا وفرنسا لكنها لم تتجاوز سدى هذا المبلغ واتضح أن الغاية الحقيقية منها كانت دعم النظام والخزينة في هذه الدول رغم أنها كانت ولا زالت كالبق امتصت دماء وثروات شعوب الشرق الأوسط بعد إنهيار الدولة العثمانية.
اليوم مطرح أكثر من سؤال واحد حول هذه الصفقة التي تعتبر من أضخم صفقات بيع الأسلحة في العالم، هل السعودية بحاجة الى مثل هذه الكميات من ألاسلحة؟ اذا توهم السعوديون أنهم قادرون على حماية نظامهم الخارج عن دروب العصر بواسطة هذه الأسلحة فهم يخدعون أنفسهم وكل الجهلة الذي يصدقونهم، ما يحمي السعودية ونظامها هو طريقة نظام الحكم فيها الذي يستثمر الدين للتغطية على فساده وبطشه وتحكمه برقاب الأخرين.
هذا النظام يستحوذ ويسيطر على مجموعة كبيرة من الفقهاء الوهابيين الذين يسوقون المواطنين خمس مرات في اليوم إلى المساجد بعد أن سيطروا على عقولهم كما أنهم يغرقون المواطنين بالفتاوى التي يبتدل عونها كل يوم حول قضايا تافهة تدور حول المرأة وتحريم السياقة وأنواع الزواج واطاعة اولي الأمر، انهم لا يشجعون المواطنين في السعودية على الابداع والانفتاح.
النظام قادر على حماية نفسه ايضاً كونه نظاماً مغلقاً لا حسيب ولا رقيب له، شلة من الأمراء يسيطرون على مقدرات شعب جائع وضائع لا عدل فيه ولا مساواة، هذه الشلة تتبع نهج وتفكير الغربيين الذين يعتبرون العرب مجرد طاقة نفطية والأنظمة مجرد شرطة تقود الناس الى الصلاة أو أحزاب تدافع عن الله شلة تحصر وتحاصر شعبها، حريته وحقوقه لا يتعديان الخضوع والطاعة، شلة توجه ثروة بلادها لتقوية نفسها، شلة جعلت من الجزيرة العربية سجناً كبيراً للفقر والبطالة والأمية والعبودية.
غالبية الدول الأوروبية ومعها الولايات المتحدة تسهر على حماية النظام في السعودية من خلال اساطيلها وطائراتها ومئات الألوف من جنودها المتواجدين في قواعدهم في دول المسخ المحبطة بالخليج الفارسي، من أين يأتي التهديد لهذا النظام؟ من ايران: كيف يمكن لايران أن تهدد السعودية؟ ولماذ تهددها؟ ان مصلحة ايران اليوم توطيد علاقاتها مع دول الجوار لأنها في شبه عزلة، لقد اعترف "كرزاي" الرئيس الأفغاني أن ايران دعمته بمبالغ من الأموال رغم أن افغانستان قابعة تحت جزمة الاحتلال الأمريكي.
هذا يؤكد أن القاموس السياسي يتغير كل يوم وأن اللغة السياسية أكثر اللغات حركة واهتزازاً مع ذلك تبقى ايران تقف في مقدمة الدول الداعمة لسوريا وللمقاومة في لبنان وفلسطين ضد الاعتداءات الاسرائيلية وألهمجية الامبريالية.
من تبعات هذه الصفقة أن الولايات المتحدة ومعها جميع الأنظمة العربية الرجعية يعتبرون السعودية خط الدفاع الأمامي عن مصالحهم كما يعتبرون في المقابل جميع فصائل المقاومة وحركات التحرر العربية خطراً عليها أشد ألاف المرات من خطر اسرائيل وما زج ايران داخل هذه الدائرة الوهمية الا لاثارة النعرات والاحتراب الطائفي بين السنة والشيعة.
اصدقاء السعودية وحلفائها يعترفون أن الجيش السعودي وقدراته لا يتسعان استيعاب مثل هذه الكميات من الاسلحة لأن عقلية قيادته وضباطه ما هي الا جزءاً لا يتجزأ من عقلية مليكه ومساعديه الفاسدة وقد اعترف المراقبون أن عدد الطائرات التي يملكها هذا الجيش يساوي خمسة أضعاف عدد الطيارين المدربين وأكدت الحرب الأخيرة بين هذا الجيش وبين المتمردين الحوثيين في شمال اليمن مدى محدودية قدرات الجيش السعودي فقد هزمه المتمردون رغم أنهم حفاة وعراة، واعترف وزير الدفاع السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز في أخر مؤتمر صحفي عقده بعد وقف اطلاق النار بين الطرفين عندما سألوه عن عدد خسائر جيشه اعترف أن جيشه خسر حوالي 400 جندي اضافة الى الجرحى والأسرى والمفقودين.
هل هذا الجيش قادر على الاستيعاب والتحكم بكميات كبيرة من السلاح المتطور والحديث بقيمة 60 مليون دولار؟ انها كذبة ونكتة ومهزلة واستسلاماً ومنحة مالية تقدمها السعودية لأن النظام فيها يؤمن بأن الشعب الأمريكي أحق بهذه الأموال من الجوعى في مصر والسعودية والسودان وفلسطين والمغرب وغيرها من الوطن العربي الساكتين على جور حكامهم.



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأيام تجري والتاريخ الفلسطيني يعيد نفسه
- اسرائيل في عيدين
- ولائم النفاق في شهر رمضان
- اوباما ... سيف المراجل حكم
- العلاقة التاريخية بين ثورة يوليو وعرب (48)
- شرم الشيخ عاصمة التواطؤ لنظام مبارك
- القمم العربية تجتر فشلها
- كلنا في النكبة سواءُ
- انا مًقاطع
- العودة للمفاوضات كالنفخ في قربه مثقوبة
- تغريبة عرب اسرائيل
- صفحات من وجع النكبة
- الصمت العربي يغذي غدد الاستيطان
- عبد الرحيم عراقي ما زال في الذاكرة
- ضرب الحبيب زبيب
- يا ريت ما رجعوا من تونس
- هابي بيرث دي فؤاد
- هل يدخل المجلس الاسلامي الأعلى أنفاق السياسة؟
- ماذا فعل سلام فياض في مدينة هرتسل


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - هل الجياع في أمريكا أحق من جياع العرب بأموال النفط؟